Sidonianews.net
-----------------------
نداء الوطن / وكالات
واصلت الدولة العبرية في اليوم الـ138 للحرب أمس قصفها العنيف لقطاع غزة الذي بات «منطقة موت»، بحسب تعبير منظمة الصحة العالمية، والغارق في كارثة إنسانية والمُهدّد بالمجاعة، لا سيّما في شماله، بينما تترقّب مدينة رفح المكتظّة بالسكّان في جنوبه، عملية عسكرية إسرائيلية تُثير مخاوف المجتمع الدولي وتتسابق مع محادثات جديدة في القاهرة في شأن هدنة طال انتظارها.
وفي السياق، كشف عضو «حكومة الحرب» الإسرائيلية بيني غانتس أن هناك «مؤشّرات أولية واعدة إلى إحراز تقدّم» في شأن اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن من غزة، مؤكداً أنّه «لن نتوقف عن البحث عن طريقة ولن نفوّت أي فرصة لإعادة بناتنا وأبنائنا إلى الوطن». وحذّر من أنّه «إذا لم نتوصّل إلى اتفاق جديد في شأن الرهائن، سنواصل العمليات خلال شهر رمضان أيضاً».
كما أشاد غانتس بتصويت الكنيست على رفض الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية. وكان الكنيست قد أيّد في وقت سابق إعلان حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض أي اعتراف بدولة فلسطينية «من جانب واحد» بعد تزايد الدعوات الدولية إلى إحياء الجهود من أجل التوصّل إلى حلّ الدولتين. وصوّت 99 من أصل 120 مشرّعاً لصالح الإعلان، في حين توجّه نتنياهو من على منبر الكنيست إلى المجتمع الدولي قائلاً إنّ «الشعب في إسرائيل وممثليهم متّحدون أكثر من أي وقت مضى أمام فرض إقامة دولة فلسطينية».
توازياً، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال استقباله وفداً من قادة يهود أميركا الشمالية أن الشيء الوحيد الذي سيسمح لإسرائيل بالاندماج والتكامل في المنطقة هو الانتصار على حركة «حماس»، بينما كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد قال السبت إنّ هناك «فرصة استثنائية» أمام إسرائيل في الأشهر المقبلة من أجل اندماجها في المنطقة، مؤكداً ضرورة إنشاء الدولة الفلسطينية من أجل تحقيق أمن مستدام.
إنسانيّاً، رأى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أن قطاع غزة أصبح «منطقة موت»، مشيراً إلى وضع «غير إنساني». واعتبر أنه «لا بدّ من وقف إطلاق النار فوراً»، محذّراً من أن «معدّلات سوء التغذية سترتفع كلّما طال أمد الحرب وانقطعت الإمدادات»، وطالب بإيصال المساعدات الإنسانية بلا قيود، في وقت أظهرت بيانات من الأمم المتحدة ومسؤولين أن تدفّق المساعدات التي تدخل غزة من مصر توقّف تقريباً في الأسبوعَين الماضيَين.
وفي هذا الصدد، اعتبرت «حماس» أن تعليق برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة تسليم المساعدات إلى شمال القطاع «تطوّر خطر سيُضاعف من المعاناة الإنسانية» للفلسطينيين، داعيةً جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى التحرّك العاجل والفاعل لكسر الحصار وإغاثة الفلسطينيين من خطر المجاعة والإبادة.
وفي الضفة الغربية التي تشهد تصاعداً في أعمال العنف، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل 3 فلسطينيين واعتقال 14 آخرين في عملية عسكرية نفّذها في مدينة جنين، فيما تحدّثت وزارة الصحة الفلسطينية عن قتيل.
وكان لافتاً ما كشفته الشرطة الإسرائيلية عن هجوم حصل قبل أكثر من شهر في مدينة رعنانا شمال تل أبيب، وكان يستهدف المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي. وبحسب موقع «آي 24 نيوز»، نفّذ فلسطينيان الهجوم الذي حصل في 15 كانون الثاني، وأدّى إلى مقتل سيّدة وإصابة آخرين بعمليتَي دهس وطعن، قبل أن يُقبض على المهاجمَين. وأثناء الاستجواب، تبيّن أن أحد المنفّذَين تعرّف إلى أدرعي بينما كان يتناول طعامه داخل مطعم في رعنانا، ثمّ حاول تحديد مكان المتحدّث الإسرائيلي وكان مسلّحاً بسكين، لكن لم يستطع الوصول إليه.
ديبلوماسيّاً، انتقد وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا في كلمته الافتتاحية خلال اجتماع لوزراء خارجية «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو، «الشلل غير المقبول» لمجلس الأمن في مواجهة الحربَين في غزة وأوكرانيا، معتبراً أن «هذا التقاعس يتسبّب بخسائر في الأرواح البشرية».
وعقد بلينكن اجتماعاً وصفه بأنه «جيّد جدّاً» مع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في برازيليا، قبل أن يتوجّه إلى ريو دي جانيرو. وكشف مسؤول أميركي أنّ بلينكن أبلغ لولا بأنّ الولايات المتحدة لا توافق على التصريحات التي أدلى بها الأخير والمتعلّقة بحرب غزة.
على صعيد آخر، شدّدت الولايات المتحدة أمام محكمة العدل الدولية على أنه لا يجب إلزام إسرائيل قانونيّاً بالإنسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلّة من دون أن تحصل على ضمانات أمنية.
----------------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / غزة منطقة موت مُهدّدة بالمجاعة... وتفاؤل إسرائيلي في شأن محادثات القاهرة
2024-02-22