Sidonianews.net
--------------
نداء الوطن
قبيل منتصف ليل أمس أعلن تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» في بيان نقلته «وكالة فرانس برس» مسؤوليته عن هجوم موسكو الارهابي، مفسداً على فلاديمير بوتين الرغبة في انتقام رهيب من القادة الاوكرانيين بعدما سارعت المجموعة المقربة منه الى تحميلهم وزر الدم المراق.
وكان الهجوم المباغت حوَّل في دقائق معدودات ليل المتسوّقين والساهرين داخل مركز «كروكوس سيتي هول» التجاري في كراسنوغورسك في ضواحي موسكو أمس، إلى جحيم حقيقي بكلّ ما للكلمة من معنى، فقَد فتح إرهابيّون وصفهم شهود عيان بأنّهم «رجال بلحى سوداء يرتدون سترات مضادة للرصاص ويحملون أسلحة رشاشة»، النار على المدنيين، ما أدّى إلى مقتل 40 شخصاً على الأقلّ وإصابة أكثر من 100، فيما اندلع حريق ضخم في قاعة للحفلات الموسيقية سرعان ما التهمت نيرانه أنحاء أخرى من المجمّع التجاري، قبل السيطرة عليه لاحقاً.
وتحدّثت تقارير إعلامية روسية عن دوي انفجارين خلال «الاعتداء الإرهابي الدامي»، كما وصفته الخارجية الروسية، بينما فتحت اللجنة المكلّفة التحقيقات الجنائية الكبرى في البلاد «تحقيقاً جنائيّاً في عمل إرهابي». ووفق وكالة «ريا نوفوستي»، اقتحم أفراد يرتدون ملابس مموّهة قاعة الحفل قبل أن يفتحوا النار ويلقوا «قنبلة يدوية أو قنبلة حارقة، ما تسبّب في نشوب حريق»، مشيرةً إلى «ارتماء الأشخاص الموجودين في القاعة أرضاً للاحتماء من إطلاق النار لمدّة 15 إلى 20 دقيقة، وبعد ذلك بدأوا بالزحف للخروج».
ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن أجهزة الطوارئ أن «مجموعة من شخصين إلى 5 أشخاص مجهولي الهوية يرتدون زيّاً تكتيكيّاً ومسلّحين بأسلحة رشاشة... فتحوا النار على عناصر الأمن عند مدخل قاعة الحفلات الموسيقية» ثمّ «بدأوا بإطلاق النار على الجمهور»، في حين أظهرت فيديوات متداولة مشاهد فظيعة لقتلى وجرحى مضرّجين بدمائهم أرضاً، فضلاً عن مشاهد أخرى تُظهر مسلّحين يفتحون النار على مدنيين عزّل يُحاولون الهروب أو الاحتماء بدم بارد.
وبحسب وزارة الطوارئ الروسية، تمكّن عناصر الدفاع المدني من إجلاء حوالى 100 شخص كانوا في الطابق السفلي من قاعة الحفلات الموسيقية، والعمليات جارية «لإنقاذ أشخاص من سطح المبنى باستخدام معدات الرفع». وذكرت وكالة «تاس» أن الهجوم وقع خلال حفل موسيقي لفرقة الروك الروسية «بيكنيك»، التي أُجلي أعضاؤها.
وفيما دعت موسكو المجتمع الدولي إلى «التنديد بهذه الجريمة الفظيعة»، سارع البيت الأبيض إلى إبداء تعاطفه «مع ضحايا هذا الهجوم المروّع»، في حين أعرب الاتحاد الأوروبي عن «الصدمة والفزع» بعد «الهجوم الإرهابي».
كما سارعت كييف إلى نفي «أي علاقة لها» بالهجوم، وقال مستشار الرئاسة ميخايلو بودولياك: «لنكن واضحين، أوكرانيا ليست لها أي علاقة بهذه الأحداث. لم تتوسّل أوكرانيا أبداً وسائل حرب إرهابية»، بينما أكد «فيلق حرّية روسيا» المؤلّف من مقاتلين روس يُحاربون إلى جانب أوكرانيا، أن «الفيلق ليس في حال حرب مع الروس المسالمين»، متّهماً قوات الأمن الروسية بالتخطيط للهجوم.
في السياق، اتهمت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية الأجهزة الخاصة الروسية بالتخطيط للهجوم، معتبرةً أن «الهجوم الإرهابي في موسكو كان استفزازاً مخطّطاً ومتعمّداً من الأجهزة الخاصة الروسية بناءً على أوامر بوتين»، ورأت أن الهجوم «يجب أن يُفهم على أنه تهديد من بوتين لإثارة التصعيد وتوسيع الحرب».
وكان لافتاً تهديد الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي دميتري ميدفيديف بأن بلاده «ستقضي على» القادة الأوكرانيين إذا تبيّن أنهم مسؤولون عن الاعتداء، وكتب عبر «تلغرام»: «إذا ثبت أنهم إرهابيون تابعون لنظام كييف... فيجب العثور عليهم جميعاً والقضاء عليهم بلا رحمة باعتبارهم إرهابيين، بما في ذلك قادة الدولة التي ارتكبت هذا العمل الفظيع».
يُذكر أن روسيا شهدت العديد من الهجمات الإرهابية في الماضي ارتكبتها جماعات إسلامية متطرّفة. وفي عام 2002، احتجز مقاتلون شيشانيون 912 شخصاً رهائن داخل مسرح دوبروفكا في موسكو للمطالبة بانسحاب القوات الروسية من الشيشان. وانتهت عملية احتجاز الرهائن بهجوم شنّته القوات الخاصة، أسفر عن مقتل 130 شخصاً، جُلّهم قضى اختناقاً بالغاز الذي استخدمته الشرطة.
------------
جريدة صيدونيانيوز.نت
الإرهاب يضرب موسكو: 40 قتيلاً ومئات الجرحى؟ | داعش يُعلن مسؤوليته مُفسداً على بوتين ذرائع الانتقام من أوكرانيا
2024-03-23