الرئيسية / أخبار لبنان /إعتداءات صهيونية على لبنان /الأخبار: معركة الحساب المفتوح: واشنطن تغطّي قراراً إسرائيلياً بالتصعيد والعدو يسعى لاحتواء قصف حيفا ؟ | ح ز ب الله يبدّد رهانات العدو: نحو ردود تصاعدية؟ | هذا ما يجب فعله وما يريده الجمهور؟

حزب الله يبدّد رهانات العدو: نحو ردود تصاعدية آثار قصف المقاومة في حيفا (عن جريدة الأخبار - أ ف ب) تشييع القيادي في حزب الله إبراهيم عقيل (الأخبار - هيثم الموسوي) جريدة صيدونيانيوز.نت

جريدة صيدونيانيوز.نت / الأخبار: معركة الحساب المفتوح: واشنطن تغطّي قراراً إسرائيلياً بالتصعيد والعدو يسعى لاحتواء قصف حيفا ؟ | ح ز ب الله يبدّد رهانات العدو: نحو ردود تصاعدية؟ | هذا ما يجب فعله وما يريده الجمهور؟

Sidonianews.net

----------

ما يجب فعله... وما يريده الجمهور

الأخبار :  ابراهيم الأمين

عند كل اختبار مفصلي، تظهر من جديد، إشكالية خاصة بفهم حزب الله. هي إشكالية تخصّ الأعداء، ولكنها تظهر أيضاً عند من يفترض أنهم باتوا قريبين من عقله، وحتى من بعض قواعده. فكيف، وقد طرأ التوسّع الكبير، الذي شهدته المقاومة، عديداً وجمهوراً ومساحة عمل، حيث فُتحت أبواب سمحت بنمو هائل على مستوى القدرات البشرية والتسليحية. لكنها أتاحت المجال أمام العابثين الذين يبحثون عن ثغرات للنيل منها. وعند الاستحقاق، يخضع الجسم كله، لامتحان إلزامي لإظهار الحقائق الصلبة، كما يسقط المتسلّقون أو المنتفعون أو الذين يريدون ثمار الانتصارات، لكنهم يخافون التضحيات.في معركة إسناد غزة، تصرّف البعض كما لو أن الحزب يقوم بعمل لا يريده. فكّر هؤلاء أن قراره وليد حسابات سياسية طارئة. لم يفهم هؤلاء جوهر المقاومة وموقعها في الصراع، حيث يتقدّم الالتزام على كل اعتبار آخر، سياسياً أو إنسانياً أو أخلاقياً. ولأن المقاومة تفهم العدو جيداً، نتيجة خبرة عقود من المواجهة، فقد انخرطت في معركة هدفها كسر أي محاولة لخنقها، أو النيل من دورها المركزي في المعركة من أجل فلسطين، حيث يتوجب فتح الساحات وتوحيدها.
وما فعلته المقاومة خلال عام تقريباً عكس الفهم الواقعي لطبيعة الصراع مع العدو. وشكّل توحش العدو في غزة دليلاً إضافياً على صوابية القرار بإسناد غزة. وهي مهمة كان متوقّعاً لها أن تتطور وتتوسّع، لسبب بسيط، وهو أن الإسناد لم يكن عملاً صورياً كما يفكّر كثيرون. وربما يجدر بهؤلاء مراجعة سرديتهم، في ضوء ما يقوم به العدو الذي لم يعد قادراً على تحمل حرب الاستنزاف القاسية التي تقوم بها المقاومة.
عندما بادرت المقاومة إلى هذا الخيار، كانت تعرف طبيعة المواجهة، وطبيعة الأثمان، وهي اختارت تكتيكاً عسكرياً له انعكاساته على الكثير من خططها، وعلى طبيعة تشكيلاتها. وإذا كان العدو نجح في بعض عملياته الأمنية - العسكرية، فإن الأسئلة ضرورية حول سبب اضطراره للقيام بها، الآن، وعدم تركها إلى لحظة الحرب الشاملة، لأن هناك ما يعكس حجم المأزق الذي يجعل العدو يتصرف برعونة وتوتر، ويقدم على جرائم غير مسبوقة، مثل مجزرتي البيجر وأجهزة الاتصالات.
صحيح أن أعداء المقاومة لم يخفوا يوماً موقفهم القميء، وربما وجدوا في بعض نجاحات العدو فرصة للانقضاض عليها. لكنهم يفعلون ذلك من موقع الشريك في هذه الجريمة. وعليهم أن يعرفوا ذلك، وأن يتصرفوا على هذا الأساس. فنحن لسنا أمام نقاش حول قانون الانتخاب أو مشروع في وزارة خدمات، بل في قلب معركة يفرضها وجود هذا العدو هنا. وهي معركة ليست صنفاً يتم اختياره من قائمة طعام. ومن يعتقد أنه يمكن التعايش مع كيان متوحش يفعل ما يفعله في فلسطين، ويقدم على ما أقدم عليه في لبنان، فهو ليس ساذجاً أو خائفاً أو فاقداً للقدرة، بل خانع ومتورّط في الجريمة.

ربما يغفل أعداء المقاومة أنهم يقفون إلى جانب العدو، فالأمر لم يعد مجرّد نقاش حول خيارات سياسية

في قلب هذا النقاش، ثمة أسئلة وهواجس برزت لدى جمهور المقاومة، بين من يبدي قلقه بعد العمليات الناجحة للعدو، ومن يستعجل ردوداً معينة تستهدف زرع صورة استعراضية يمكن استخدامها في سجال السردية مع الخصوم والأعداء. لكن، يجب العودة إلى أصل الموضوع، حيث يفترض بجمهور وقواعد المقاومة وداعميها، أن يحسموا أمر ثقتهم بقيادتها، وهي قيادة مُجرّبة، وقد خبرناها خلال أربعة عقود من الحروب الكبرى، فنجحت في صوابية الخيارات والبرامج، وأذهلتنا بقدرتها على العمل تحت الضغط الكبير، وتحقيق الانتصارات، كما علّمتنا أهمية التفكير بعقل بارد لا تحكمه الانفعالات في لحظة القرار، عدا أنها قيادة أكّدت لنا، بالدم، أنها مستعدة لتحمّل المسؤولية المباشرة، وتحمل الأثمان من أجساد القياديين فيها، وعائلاتهم وأرزاقهم. وليس من دليل أقوى مما نراه في أيامنا هذه.
وفي الجانب المتعلق بمعالجة أسباب الخلل، فهو جهد أمني وسياسي ومهني وتقني. وهو عمل دقيق يحتاج إلى خبرة خاصة. وتملك المقاومة سجلّاً كبيراً من الكفاءة والمهارة والخبرة بما يسمح بالوصول إلى نتائج دقيقة في وقت غير بعيد. لكنه عمل، وإن جرى في ظل الحرب، يبقى لأهل الاختصاص. وليس من فائدة في الغرق في تفاصيله، خصوصاً من قبل من لا يملك الأدوات المناسبة للتعامل معه. مع الأخذ في الاعتبار أن قيادة المقاومة لم تمارس الإنكار، ولم تهرب من المسؤولية، وهي تصرّفت بشجاعة حيال قساوة ما حصل.
لكن ما هو أهم يتعلق بردّ المقاومة. وهي مهمة تنطلق من قاعدة أساسها تأمين استمرارية إسناد غزة. ويضاف إليها الفصل الجديد من التحدي العلني، بمنع العدو من إعادة مستوطنيه قبل وقف الحرب على غزة. وفيها ما هو أهم، لجهة إعادة برمجة آليات العمل، بما يتناسب مع قرار العدو توسيع المعركة. وهو قرار اتُّخذ، وباشرت المقاومة برنامج عمل جديداً، وما على الجميع إلا ترقب الأفعال في الميدان. وما فعلته المقاومة خلال الساعات الـ 72 الماضية، لا يتعلق فقط بتأكيد القدرة على مواصلة القتال، بل في استئناف العمل وفق آليات جديدة، تحفظ ما يجب حفظه من الدفاتر السابقة وتفتح الباب أمام فصول جديدة يكتبها جيل جديد من القادة.
لا يوجد وهم عند أحد بشأن قرار العدو السير في قرار التصعيد. بل هناك مؤشرات إلى استعداد العدو للقيام بعمليات جديدة، ربما تكون قاسية أيضاً، ولكن ما يجب الالتفات إليه، هو أن العدو نفّذ أكثر من عشرة آلاف غارة خلال 11 شهراً، وقتل قادة وكوادر ومقاتلين. لكنه، لم ينجح مرة واحدة في منع المقاومة من تنفيذ عملية، سواء كانت على شكل إطلاق صواريخ موجّهة، أو إطلاق قذائف مدفعية عادية، أو تفعيل منصات الصواريخ، علماً أنه حتى قبل أيام قليلة، لم تكن المقاومة قد لامست بعد منشآتها الخاصة بالحرب الكبيرة. وهي ما يجب على العدو انتظار اختبارها.

------

واشنطن تغطّي قراراً إسرائيلياً بالتصعيد.. والعدو يسعى لاحتواء قصف حيفا | قاسم: دخلنا معركة الحساب المفتوح
 الأخبار  

بعد أيام على إعلان العدو دخول الحرب مع لبنان مرحلة جديدة، قبلت المقاومة التحدي، وأعلنت من جانبها الدخول في مرحلة جديدة، دشّنتها بقصف منطقة حيفا بصواريخ ثقيلة، في سياق ما أسماه حزب الله معركة الحساب المفتوح. وهو ما أكّده نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمته خلال تشييع القائد الجهادي إبراهيم عقيل.وبعد ساعات من جنون الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت ما قال العدو إنه منصات معدّة للإطلاق، دشّنت المقاومة المرحلة الجديدة بقصف قاعدة «رامات ديفيد» الجوية في شرقي حيفا، ومجمع الصناعات العسكرية ‏لشركة «رفائيل» المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية الواقعة في منطقة زوفولون شمال حيفا. وأعلنت المقاومة إدخال عشرات الصواريخ من نوع «فادي 1» و«فادي 2»، إلى الخدمة، للمرة الأولى منذ حرب تموز 2006.

وقال الشيخ قاسم، خلال مراسم تشييع الشهيدين عقيل ومحمود حمد، إنّ «إسرائيل ارتكبت 3 جرائم حرب مؤلمة بالنسبة إلينا، وهي تمثّل أعلى درجات التوحّش»، إذ «استهدفت الأطفال والمسعفين والصيدليات والمنازل وكل حياة شريفة آمنة ولم تستهدف المقاتلين فقط». وذكر أنّ إسرائيل «كانت تريد من عملية الاعتداء على قادة الرضوان شلّ المقاومة وتحريض بيئتها عليها وإيقاف جبهة المساندة لغزة لإعادة سكان الشمال، لكنّ المقاومين عطّلوا هذه الأهداف». وقال: «عدنا أقوى والميدان سيشهد بذلك». وشدّد على أنّ «جبهة الإسناد اللبنانية مستمرّة مهما طال الزمن إلى أن تتوقف الحرب على غزة»، مضيفاً: «لن نحدّد كيفية الرد على العدوان، ودخلنا في مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح»، وتابع: «ما جرى ليلة أمس دفعة على الحساب في معركة الحساب المفتوح، وراقبوا الميدان».
وكانت المقاومة قصفت بالصواريخ الثقيلة مواقع عسكرية وصناعية عسكرية، بعد ساعات من الغارات المعادية على أكثر من 230 هدفاً، قال العدو إنه ضربها في الجنوب. وأعلن جيش الاحتلال، أن المقاومة أطلقت نحو 120 صاروخاً من جنوب لبنان، منها نحو 30 صاروخاً أُطلقت باتجاه المنطقة الوسطى قرب حيفا. فيما دوّت صافرات الإنذار في كامل الشمال المحتل، ابتداء من منطقة حيفا والعفولة، وصولاً إلى إصبع الجليل والجولان السوري المحتل، ما دفع بنحو مليون مستوطن إلى الملاجئ والأماكن المحمية. وسُجّل سقوط صواريخ في 5 مواقع على الأقل، في المنطقتين المستهدفتين قرب حيفا، بينما أظهرت مقاطع الفيديو التي صوّرها المستوطنون دماراً كبيراً في المباني والسيارات. وعلى الأثر، أعلنت «جبهة العدو الداخلية»، تمديد إغلاق المدارس في الشمال، وإدخال المستشفيات في حالة الطوارئ، ونقل بعضها إلى الأماكن المحمية. كما تمّ استدعاء آلاف الجنود والعاملين ضمن الجبهة الداخلية. وتقرّر «تقليل كميات المواد الخطيرة القابلة للانفجار في معامل حيفا، وفرض رقابة وتشديدات على إدخالها»، بحسب قناة «كان» التي أشارت إلى أن «حيفا ومحيطها قد يصبحان كصفد وروش بينا، بحيث يستهدفها حزب الله بشكل دائم حتى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار».
أُعلن في كيان الاحتلال أنه تقرر التصعيد التدريجي من دون دخول حرب شاملة

وأمس، عقدت القيادات الإسرائيلية، السياسية والأمنية، اجتماعات هدفت «إلى تحديد الاستراتيجية الشاملة بشأن حزب الله»، وأُعلن في كيان الاحتلال، أنه تقرر «التصعيد التدريجي دون دخول حرب شاملة». فيما أعرب وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، عن دعمه لـ«حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها إزاء هجمات حزب الله»، مشيراً في الوقت عينه، إلى «أهمية إيجاد حل دبلوماسي لتمكين السكان من العودة شمالاً». وأفادت «القناة 12» بأن «إدارة بايدن أبلغت إسرائيل عدم دعمها دخول الحرب استباقياً، أو تعمّد الانجرار إلى حرب شاملة»، وأشارت «القناة 13» إلى استعداد «لليلة أخرى من التصعيد في شمال البلاد، ويتوقّع توسّع رقعة القصف من حزب الله لشمال البلاد». وفي سياق متصل، نقلت صحيفة «إيكونوميست» عن مصادر عسكرية قولها إن «إسرائيل تخطّط لهجوم بري يشمل الاستيلاء على مناطق من بضعة أميال في عمق أراضي لبنان». ونقلت الصحيفة عن ضابط احتياط إسرائيلي أن «خطط الغزو جاهزة، ولكن لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه قبل أن يكون لدينا ما يكفي من قوات لتطبيق ذلك».
من جهته، قال نتنياهو إن «تل أبيب وجّهت خلال الأيام الماضية إلى حزب الله ضربات لم يكن يتخيّلها»، مضيفاً: «إذا لم يفهم حزب الله الرسالة، أعدكم بأنه سيفهمها». بينما قال غالانت، إن «حزب الله بدأ يستشعر بعض قدراتنا». أما هاليفي، فقال إن الاغتيال في الضاحية هو «رسالة واضحة إلى حزب الله، وإلى الشرق الأوسط برمته. بل وأكثر من ذلك: سنعرف كيف نصل إلى كل من يهدّد مواطني إسرائيل». وأضاف: «منذ أشهر، كنا نعمل على تآكل القدرات التي بناها حزب الله على مدى عقود، طبقة بعد طبقة. نحن نُبعد حزب الله عن الخط الحدودي». لكن بعد دقائق قليلة من تصريحات هاليفي، خصوصاً حول إبعاد حزب الله عن الحدود، كشفت وسائل إعلام العدو عن إصابة نحو 5 جنود إسرائيليين بصاروخ مضادّ للدروع أُطلق باتجاههم من المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، وتمّ نقلهم بمروحية إلى مستشفى رمبام، في حين أعلنت المقاومة تنفيذ عدة عمليات باتجاه المواقع العسكرية الحدودية، واستهداف مواقع العدو بالصواريخ وقذائف المدفعية، إضافة إلى استهداف دبابة إسرائيلية في موقع المرج، بصاروخ موجّه، ما أدى إلى مقتل وجرح من فيها.

---

حزب الله يبدّد رهانات العدو: نحو ردود تصاعدية
الأخبار:  علي حيدر 

أظهر الردّ الصاروخي لحزب الله ليل الأحد، كـ«دفعة على الحساب»، أن الضربات التي وجّهها العدو الأسبوع الماضي لم تؤثّر في إرادة القرار لدى المقاومة، على خلاف ما كان يطمح ويراهن عليه، بالتأثير في حسابات قيادة حزب الله وتقديراتها للتراجع عن مواصلة إسناد غزة، أو على الأقل الإقدام على خطوات ما إلى الوراء تشكل مؤشراً إلى هذا الاتجاه لاحقاً. إلا أن المواقف الحاسمة للحزب وردّه الميداني أظهرا أنه ماضٍ في خياراته أياً كانت العواقب والتضحيات والتداعيات، وأن منظومته القيادية تحافظ على تماسكها وصلابتها وحكمتها حتى في ذروة الضغوط العسكرية والنفسية.الردّ وما توعّد به نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أظهرا أيضاً أن الحزب لا يزال يحافظ على منظومة القيادة والسيطرة، كذلك على خلاف ما راهن العدو على تحقيقه من خلال سلسلة الاعتداءات غير المسبوقة (بدءاً بمجزرتي الـ«بايجر» واللاسلكي)، لإرباك الأداء العملياتي بما يمنح العدو تفوّقاً يمكن توظيفه في رفع منسوب الضغوط.

شكَّلت هذه المحطات ورهاناتها ونتائجها مناسبة لتظهير بعض ما يتمتّع به حزب الله من صلابة ومرونة في آن، وأظهرت قدرة استثنائية على الاستيعاب والتكيّف ستكون موضع دراسة وتأمل لدى خصومه وأعدائه. وعلى المستوى العملياتي، أظهرت الدفعات الصاروخية أن كل الحملة الجوية التي نفّذها العدو لم تنجح في إرباك قدراته العملياتية، وأن العدو يعاني فعلياً من محدودية استخبارية على مستوى الميدان، وفقد عنصر المفاجأة الميدانية والتكتيكية الذي كثيراً ما كان ولا يزال يراهن عليه.
من أهم ما تمّ اختباره في الأيام الماضية، أيضاً، أن بيئة المقاومة أظهرت التفافاً حولها وتفانياً قلّ نظيره وأنها تزداد صلابة مع التحديات، وهو من أهم العوامل والمؤشرات التي تكشف عن اتجاه هذه المعركة وآفاقها.
ومن الرسائل المهمة التي كشفتها الأيام الماضية أيضاً أن العدو أصبح أكثر إدراكاً لخيبته مما افترضه أوراقاً يمكن استخدامها كخيارات حاسمة في المنعطفات المفصلية. ولذلك، يمكن القول إن العدو، بعد مجزرتي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وجد نفسه أمام محطة جديدة على مستوى القرارات، لذلك أتبعهما بخطوات عدوانية لاحقة، على أمل أن يحقق تراكم الضغوط وتسارعها شيئاً ما في هذا الاتجاه.
لكن، بعد الدفعات الصاروخية، باتت المعضلة محكمة الإغلاق انطلاقاً مما حملته معها من رسائل تشير إلى آفاق هذه المعركة، بما بات معه العدو في ضوء ذلك، أمام مروحة خيارات:
- إن تراجع - وهو ليس في هذا الوارد حتى الآن - ووافق على وقف العدوان على غزة، سيشكل ذلك هزيمة مدوّية له، تسبّب بها لنفسه عندما أصرّ على عدم التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس.
العدو أمام التراجع أو التكيّف مع الاستنزاف أو تصعيد يطاول عمقه الداخلي

- وإن عاد وتكيّف مع منسوب الاستنزاف الذي كان قائماً ولا يزال، سيكشف ذلك محدودية خياراته ويساهم في تقويض صورته الردعية. وهذا مسار سيساهم أيضاً في استمرار تآكل هيبة إسرائيل وصورتها الإقليمية، ومن ثم العودة ولو لاحقاً إلى تسوية بحسب ثوابت حركة حماس وفصائل المقاومة في غزة.
- وإن أصرّ على مواصلة التصعيد بالمنسوب الذي نشهده، فقد شكّلت «الوجبات» الصاروخية التي أطلقها حزب الله باتجاه قاعدة رمات ديفيد ومنشآت «رفائيل» (سلطة تطوير الوسائل القتالية) مؤشراً إلى أن قواعد الاشتباك في الرد على اعتداءاته قد تغيّرت، وأنه سيُقابل بردود تصاعدية تراكمية متواصلة، ستكون ساحتها عمقه الاستراتيجي، وستكون أهدافها وأدواتها ووتيرتها وفق الإيقاع الذي تحدده قيادة حزب الله.
في الخلاصة، العنوان الأكثر تعبيراً عن واقع المشهد الميداني وآفاقه هو «الحساب المفتوح» الذي أطلقه حزب الله على المرحلة الجديدة التي دخلتها المعركة. وهو عنوان يجمع بين طياته مروحة من الخيارات المفتوحة يواصل فيها حزب الله جبهة الإسناد والمواجهة، بالتوازي مع خيارات مفاجئة «من خارج الصندوق»، يُصفّي من خلالها حساباته مع العدو «من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون». وهذا ما يفرض مواكبة لكل محطة يمكن أن تتحوّل إلى منعطف في هذا الاتجاه أو ذاك. وبالإجمال، يمكن القول فعلاً إن المرحلة الجديدة التي دخلتها المعركة بين حزب الله وكيان العدو ستكون لها تداعياتها أيضاً على مستوى تقديرات وخيارات القيادتين السياسية والأمنية في تل أبيب وواشنطن.

-----------

الأخبار:  معركة الحساب المفتوح: واشنطن تغطّي قراراً إسرائيلياً بالتصعيد والعدو يسعى لاحتواء قصف حيفا ؟ | ح ز ب الله يبدّد رهانات العدو: نحو ردود تصاعدية؟ | هذا ما يجب فعله وما يريده الجمهور؟

 

 

 

2024-09-23

دلالات: