الرئيسية / أخبار لبنان /إعتداءات صهيونية على لبنان /لبنان: غولاني في المصيدة عند الحدود: قصف المستوطنات مستمر والعدو يوسّع عملياته؟| العدو يقاتل ويبحث عن استراتيجية الخروج؟

آثار مجزرة قانا (أ ف ب)

جريدة صيدونيانيوز.نت / لبنان: غولاني في المصيدة عند الحدود: قصف المستوطنات مستمر والعدو يوسّع عملياته؟| العدو يقاتل ويبحث عن استراتيجية الخروج؟

 

Sidonianews.net

--------------

لبنان: غولاني قتلى وجرحى في المصيدة عند الحدود: قصف المستوطنات مستمروالعدو يوسّع عملياته؟

الأخبار
واصلت المقاومة الإسلامية عملياتها العسكرية ضد قوات الاحتلال المتوغّلة في عدة نقاط على الحدود. فيما تواصل القصف الصاروخي للمدن المحتلة الكبيرة كصفد وحيفا والتصدي المتزايد للمُسيّرات في الجو. ودمّرت المقاومة عدداً من دبابات الميركافا، كما واجه المقاومون بشكل مباشر قوات الاحتلال كما حصل قرب القوزح مساء أمس. حيث تحدثت مجموعات إعلامية خاصة في كيان الاحتلال عن تولّي 9 مروحيات نقل إصابات إلى مستشفيات في حيفا وتل أبيب، وتحدّث إعلام العدو عن «حدث صعب»، ثم سرّبت جهات إعلامية غير رسمية أن خمسة جنود على الأقل قُتلوا في المواجهات، وأن عدد الجرحى ارتفع من 13 كما أعلن الجيش إلى نحو 30 بين الضباط والجنود.

ولجأ العدو إلى توسيع دائرة الاشتباك هادفاً إلى تشتيت قدرات حزب الله وإشغاله على طول جبهة تمتد على مسافة 100 كيلومتر، مع إدخاله محاور شبعا وكفرشوبا ضمن نطاق عملياته العسكرية، ما يشير إلى نيته لتوسيع رقعة المواجهة بشكل غير مسبوق.
وفي إحصائية لضربات المقاومة، فقد أطلقت عشرات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية وعلى نقاط تجمع قوات العدو داخل الأراضي اللبنانية، واستهدفت طائرتين مُسيّرتين بصاروخي دفاع جوي، ودمّرت دبابة «ميركافا» قرب رامية. كما تم رصد وصدّ محاولات تسلل إسرائيلية فاشلة في عدة نقاط على طول الحدود.
وبحسب السياق العملياتي، بدا واضحاً أن قوات العدو لا تزال متحفّظة في اتخاذ مبادرة عسكرية تتناسب مع حجم الاستعداد الهجومي الذي تمّ حشده. وتشير التقديرات الميدانية إلى أن جهود العدو الرئيسية لا تزال متأثرة بنتائج عمليات الاستطلاع بالنيران ومحاولات تسلل مجموعات النخبة التي نفّذتها قواته لتقييم قوة المقاومة.
وقد لجأ العدو إلى فتح جبهة جديدة في مناطق شبعا والعرقوب، بعد مرور 15 يوماً من القتال ساعياً إلى السيطرة على المعابر التي تشكل نقاط وصل حاكمة بين تلال ووديان. وهو هدف له أهمية استراتيجية كبيرة، إذ يمكّنه من التحكم بمسارات التسلل والإمداد المحتملة للمقاومة. كذلك يريد العدو الاستيلاء على المرتفعات المشرفة على مجرى نهر الليطاني بعمق يراوح بين 2 إلى 3 كيلومترات من الحدود. هذه النقطة تمنحه ميزة تكتيكية هامة من حيث المراقبة والسيطرة على المنطقة المحيطة، عدا أن احتلال التلال الحاكمة يوفر ظروف رؤية وإشراف ممتازة على الجبهة، ما يعزّز قدرته على جمع المعلومات الاستخباراتية وتوجيه الضربات بدقة أكبر.

لجأ العدو إلى فتح جبهة جديدة في مناطق شبعا والعرقوب

هذا تماماً ما يحاول العدو فعله على جبهة القطاع الغربي، حيث قام بتجميد معظم عملياته في محاور اللبونة - المشيرفة - رأس الناقورة. وبدلاً من ذلك، تم الدفع باستعداد كبير من اللواءين 646 والرابع المدرّع، بقوة تعادل كتيبة، لشن هجوم عند مثلث رامية - عيتا الشعب – القوزح، بهدف الوصول إلى تلة القوزح، بعد اختبار الدفاعات حول رامية وعيتا الشعب، وتعرّض قواته لخسائر فادحة خلال 72 ساعة من المعارك المتنقلة على مثلث عيتا الشعب – القوزح – رامية. والتقديرات أن اتجاه الهجوم هو السيطرة على تلة دير الكارمليت في القوزح، والتي يبلغ ارتفاعها حوالي 700 متر. إلا أن استبسال المقاومين في الدفاع والاستخدام المكثف للصواريخ الموجّهة والعبوات والالتحام المباشر من مسافة صفر مع القوات المهاجمة، كل ذلك أجبر العدو على الانكفاء فيما تولت أكثر من 8 مروحيات نقل الاصابات إلى مستشفيات الداخل المحتل. ونصب رجال المقاومة كميناً جديداً للقوات المتراجعة عند نقاط خلفية والتحموا معها وأوقعوا في صفوفها أعداداً إضافية من الإصابات رغم تدخل سلاح الجو ومدفعية العدو التي حاولت تغطية انسحاب القوة بمروحة واسعة من النيران.
وبعد تمكن الفرقة 98 من اختراق ثغرة في المنطقة الواقعة غرب الطيبة (مشروع الطيبة) وشرق مركبا، من أجل الوصول إلى منطقة رب ثلاثين، ومن ثم التقدم نحو بني حيان والقنطرة، وصولاً إلى هدفها الرئيسي المتمثل في السيطرة على العوارض الطبيعية المطلة على وادي الحجير، تؤكد المعطيات أنه تم حصر معظم القوات المتقدمة جنوب شرق رب ثلاثين في منطقة تُعرف باسم خلة الفراشات، حيث دارت مواجهات عنيفة بين رب ثلاثين ومركبا حاول العدو التغطية على عجز قواته فيها، بشن عمليات قصف مدفعي وغارات جوية مكثفة على بلدات عديسة والطيبة ورب ثلاثين ومركبا وحولا.
أما على محاور ميس الجبل ومركبا والعديسة وكفركلا، فيبدو أنها أصبحت ثانوية في استراتيجية العدو، بعد الإعلان عن إنهاء اللواء 228 لمهمته. هذا التطور يشير إلى أن الفرقة 91 قد تم إدخالها لتتحول مهمتها إلى تأمين ودعم عمليات الفرقة 98، بحيث تصبح غالبية عمليات الفرقة 91 ذات طبيعة تأمينية، مع بعض العمليات التعرضية الهجومية باتجاه بليدا وميس الجبل، والتي هدفت بشكل أساسي إلى دعم عمليات الفرقة 98.

-------------

الأخبار: العدو يقاتل ويبحث عن استراتيجية الخروج
مع استنفاد العمليات العسكرية المجدية، بما فيها عمليات التوغل البري لجيش العدو، تصبح قيادته أمام تحدّي بلورة استراتيجية خروج سياسي، تجنباً للغرق في حرب استنزاف طويلة. حيث لا يخفي قادة العدو وخبراؤه أن هذا السيناريو، لن يحقق أي نتائج إيجابية إضافية، بل سيتحول أيضاً إلى أداة ضغط تصاعدية على مؤسسة القرار السياسي والأمني وسيؤدي الى انقسام حاد في الجمهور الإسرائيلي.

وقد تبلور هذا التحدي، بعدما تبيّن للعدو أنه لم ينجح في تدمير قدرات حزب الله العسكرية ولا في تفكيك منظومة القيادة والسيطرة لحزب الله ولا في إضعاف أدائه العملياتي، إذ تظهر التطورات أن الحزب نجح في احتواء الصدمة واستعاد المبادرة العملياتية العسكرية وانتقل إلى العمل على فرض توازنات بردود تطاول العمق الإسرائيلي. وربما تساهم مجموعة متغيرات مرتقبة على المستويين الإقليمي (الردود الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة وما ستؤول إليه) والدولي (الانتخابات الرئاسية الأميركية وما سينتج عنها) في تأخير تكيف العدو مع الوقائع الميدانية على الحافة الأمامية في جنوب لبنان ومع الضربات الصاروخية التي تتلقاها جبهته الداخلية، على أن تتبلور المسارات السياسية والميدانية في ضوء هذين المتغيّرين.
ويبدو واضحاً أن مشكلة العدو تتركز في أن طموحاته السياسية والأمنية أبعد مدى بكثير من الوقائع الميدانية التي حقّقها، في ظل استمرار صمود المقاومة التي لها امتداد اجتماعي واسع لا يمكن تجاهله في أي ترتيبات سياسية تهدف - من ضمن عناوين أخرى - إلى إحداث تحول في التوازن الذي يحكم الواقع اللبناني.
ويعود تصميم كيان العدو على هذا الهدف، إلى كونه يشكل أحد طموحاته التي واكبته طوال تاريخه، ومع كل متغيّر إقليمي كان يحاول أو يدرس خيار المبادرة العدوانية في هذا الاتجاه. أضف أنه بذلك يضمن عدم تبلور قوة مقاومة في لبنان تشكل سداً أمام أطماعه في لبنان وانطلاقاً منه. فضلاً عن أنه يرى أن أي سلطة سياسية لا تتبنى مطالبه وتحرص على تنفيذها وتعمل على عزل المقاومة وقاعدتها الاجتماعية تهديداً لأي مكتسبات مفترضة.
من جهة أخرى، إذا كان العدو يتلقى الردود من المقاومة التي تطاول جبهته الداخلية رغم سياساته التدميرية، فهي ستكون أقدر على الرد على أي هجمات له في أعقاب الحرب في مقابل أي اعتداءات ينفذها في نسخة مكررة لما يجري في الضفة وقطاع غزة، حيث يطالب العدو بامتلاك الجيش حرية عملياتية في المرحلة التي تلي الحرب.
مع ذلك، أثبتت تجارب الصراع مع العدو أنه عادة ما يرفع السقف السياسي وطموحاته الى أقصاها، ويسعى إلى تحقيق ما أمكن منها. ولكن عندما يرى صموداً يحول دون تحقيقها، ومقاومة تجبي منه أثماناً متراكمة وتصاعدية كان يتراجع إلى حدودها الدنيا. ويتأكد هذا السيناريو أنه عندما بلور هذه السقوف المبالغ بها كان يستند إلى رهان عملياتي يفترض نجاحه، إلا أنه فوجئ بفشله عندما عاد حزب الله إلى دك جبهته الداخلية بصليات صاروخية لم تنجح محاولاته العسكرية دون تواصلها وتصاعدها.

-----------

جريدة صيدونيانيوز.نت

لبنان: غولاني في المصيدة عند الحدود: قصف المستوطنات مستمروالعدو يوسّع عملياته؟| العدو يقاتل ويبحث عن استراتيجية الخروج؟

 

2024-10-17

دلالات: