الرئيسية / أخبار لبنان /إفتتاحيات الصحف في لبنان 2024 /الأخبار: رحلة العودة إلى الجنوب: بحر الناس يلاقي المقاومين: صدمة وخيبة للاحتلال وأعوانه؟ | العدو يخرق الاتفاق فوراً.: مُسيّرات تجوب الأجواء ورصاص على المدنيين؟

الصورة عن الأخبار ( جريدة صيدونيانيوز.نت)

جريدة صيدونيانيوز.نت / الأخبار: رحلة العودة إلى الجنوب: بحر الناس يلاقي المقاومين: صدمة وخيبة للاحتلال وأعوانه؟ | العدو يخرق الاتفاق فوراً.: مُسيّرات تجوب الأجواء ورصاص على المدنيين؟

 

Sidonianews.net

------------

الأخبار - إبراهيم الأمين

الرابعة فجراً، وبينما كانت المقاومة تنهي فصلاً من أقسى المواجهات مع العدو، انتظر كثيرون صليات صواريخ تُطلق من المقاومة ختاماً للحرب، لكنّ الردّ جاء أقسى مما اعتقد العدو وحلفاؤه، عندما انطلق أهل المقاومة وناسها، في زحف هائل، نحو الضاحية والجنوب والبقاع، ما أحدث خيبة لدى أعوان العدو في الداخل، وصدمة في كيان العدو الذي بقي حتى غروب أمس يبحث عن حل لعشرات الآلاف من النازحين العائدين إلى قراهم الحدودية، رافعين رايات المقاومة، ومحتضنين أبناءهم المقاومين الذين خرجوا من بين الركام مبتسمين.

لم يكن أحد في جبهة المجانين والعملاء يتوقع أن يحصل ما حصل أمس، لذا بادر العدو إلى إصدار تهديدات ضد كل من يتحرك قرب قرى الحافة الأمامية، وسارع إلى طلب تدخل الأميركيين لدى الجيش اللبناني لمنع الناس من العودة إلى منازلهم، وأقدم على خرق الاتفاق الذي لم تكن مرت ساعات على إعلانه، إذ عمد إلى إطلاق النار مستهدفاً الصحافيين والمدنيين، كما نفّذ الخرق الجوي الأول بإطلاق 8 مُسيّرات بدءاً من الجنوب وصولاً إلى جبل لبنان. وكما كان متوقّعاً لم يشر أحد إلى الخرق الإسرائيلي، بينما تسارعت الاتصالات في واشنطن وباريس وقيادة القوات الدولية، كي تبادر الحكومة وقيادة الجيش للحؤول دون عودة الناس إلى قراهم خلافاً لما ينص عليه الاتفاق، وفي خطوة فاجرة لامست حد التحدي، خصوصاً بعدما كان الرئيس نبيه بري قد دعا قبل ساعات النازحين للعودة إلى قراهم في أسرع وقت.

وإذا كان مفهوماً أن يُصدم العدو بمشهد الأمس، فلأنه كان يتوقع راحة من صدمات متلاحقة أصابته على مدى 40 يوماً من المواجهات الفعلية، وبعد أسبوعين من مواجهات منعته من دخول بلدة الخيام، كما جدّدت عليه حرم تدنيس أرض بنت جبيل، وكسرت رجله قبل أن تصل إلى شاطئ البياضة. غير أن مصدر الصدمة الأكبر كان في رفض مئة ألف مستوطن العودة إلى منازلهم في مستعمرات الشمال. وقد بادر العدو إلى إخفاء الفضيحة بإعلانه أن الحدود لا تزال منطقة عسكرية مغلقة، وأنه لم يتخذ بعد الإجراءات التي تضمن عودتهم الآمنة، فيما كانت إسرائيل تضج بمواقف مندّدة بخضوع الحكومة لإملاءات حزب الله، فيما أقر الأميركيون بأن تعهّد الأمين العام الراحل السيد حسن نصرالله بعدم عودة مستوطني الشمال إلا متى أرادت المقاومة قد تحقّق بعد أكثر من شهرين على اغتياله. وأوضحت تقارير عبرية أن مشكلة المستوطنين لا تقف عند حدود الأمن الغائب، بل عند رفض وزارة المالية صرف نحو خمسة مليارات دولار كتعويضات تطالب بها بلديات المستوطنات وقطاعاتها الصناعية، علماً أن المجالس المحلية أقرت بصعوبة عودة الحياة إلى المنطقة قبل عامين على الأقل.

وإذا كان لدى العدو ما يكفي من الأسباب لكي يعيش حالة ذهول بعد الصدمة، فإن المستغرب هو الخيبة التي سيطرت على وجوه وسلوك خصوم المقاومة في لبنان والذين لم يعرفوا كيف يقاربون المشهد، إذ حاولوا الترويج لما أعلنه قادة العدو بأن لديه حرية الحركة ضد المقاومة، وأن الاتفاق يقضي حكماً بنزع سلاح المقاومة بالقوة جنوب نهر الليطاني وشماله، وأن قوات أجنبية ستشرف على الاتفاق متبجّحين بأن جنرالاً أميركياً سيكون مسؤولاً عن لجنة الإشراف.

ردّد أعداء المقاومة في الداخل هذه العبارات كمن يراهن، بعد فشل جيش إسرائيل في تنفيذ المهمة، على تولي الجيش الأميركي الأمر بنفسه. وهنا، تنبغي دعوة «كسالى الداخل» لأن يقوموا، هم والجيش الأميركي وجنرالاته، بمساعدة جيش الاحتلال في تبليط البحر!

الخيبة الكبرى التي أصابت فريق الولايات المتحدة من اللبنانيين جاءت بعد توضيح الموفد الأميركي عاموس هوكشتين، رسمياً، أن الاتفاق لا يتضمن بنداً يعطي إسرائيل حرية الحركة، بل يعطي الطرفين حق الدفاع عن النفس، وكرّر ما قاله رئيسه جو بايدن بأن واشنطن لن ترسل جنوداً إلى لبنان، موضحاً أن الاتفاق يقول بما ينص عليه القرار 1701 من دون أي تعديل.

أما الذين يسألون عن موقف المقاومة من كل ما يجري، فإن ما يعلنه قادتها واضح لمن يريد أن يفهم، أما من يحتاج إلى مزيد من الشرح، فالأمر يسير على النحو الآتي:

أولاً: ممنوع على أي عسكري أو أمني أجنبي، من خارج قوات اليونيفل، العمل ضمن نطاق مهام القوات الدولية، كما تُمنع زيادة عدد الدول الأعضاء من دون موافقة لبنان مسبقاً.

ثانياً: على العدو الانسحاب في أسرع وقت ممكن من كامل الأراضي المحتلة، لأنه طالما يوجد احتلال فإن هناك مقاومة له ستكون حاضرة حيث يجب أن تكون.

ثالثاً: أي اعتداء قد يفكر العدو بارتكابه، ضد أي فرد أو مسؤول أو مركز أو منشأة تخص المقاومة في أي منطقة من لبنان، سيلقى الرد الحتمي والمباشر من قبل المقاومة التي في حال بادر العدو إلى الاعتداء، لن تنتظر ننائج تحقيقات لجنة الشكاوى، بل ستبادر إلى معاقبة العدو مباشرة، انطلاقاً من حقها بالدفاع عن النفس كما يرد في الاتفاق.

رابعاً: إن محاولة العدو، عبر الأميركيين أو غيرهم من القوات الدولية، الدفع نحو عمليات دهم لمنازل أو أملاك خاصة في أي منطقة لبنانية، جنوب أو شمال نهر الليطاني، محاولة مرفوضة، ولا يحق لأي جهة لبنانية أو دولية الاقتراب من أي ملكية خاصة من دون إذن قضائي، على أن يستند هذا الإذن إلى أسباب موجبة، لا إلى وشايات على طريقة ما تقوم به قوات الاحتلال.

خامساً: عدم إفراج العدو عن أسرى المقاومة الموجودين لديه في أسرع وقت يعني أن على المقاومة القيام بما تراه مناسباً لتحريرهم، وقد فهم المعنيون بأن المقاومة تحفظ وصية قائدها الشهيد نصرالله بـ«أننا قوم لا نترك أسرانا في السجون».

عملياً، يقف العدو، ومن خلفه الولايات المتحدة، ومن حولهما من راهن أو ساعد العدو في مهمته الدموية، في موقع من يجب مراقبة سلوكه. وكل محاولة لحرف الأنظار عن هذه الحقيقة، هي محاولة للدخول في مرحلة «الحسابات الخاطئة»... وهنا مكمن الخطر!

-------------

رحلة العودة إلى الجنوب
الأخبار:  فؤاد بزي  


قبل شروق الشمس، وقبل الإعلان عن سريان وقف إطلاق النار، بدأت رحلة عودة الجنوبيين إلى قراهم ومدنهم التي تركوها «الإثنين المشؤوم»، أي في 23 أيلول الماضي. خلال 64 يوماً قضوها في التهجير، كانوا يعرفون أنّ هذا اليوم آت لا محالة. هكذا تحوّلت طرقات الجنوب إلى بنيان مرصوص من السيارات. سريعاً ازدحمت الطرقات، هذه المرة بالعائدين لا النازحين. وهم في عودتهم، توقفوا عند محطاتهم «الطبيعية» لشراء حاجاتهم من خبز وقهوة ومواد أولية لصنع الأطعمة في نقاط البيع في منطقة خلدة وكأنّ الحرب لم تكن.
يُعرف الجنوبيون العائدون من سياراتهم التي «حُشيت» بأعداد أكبر من طاقتها الاستيعابية من الركاب، وحُمّلت بما تيسّر من أدوات النزوح مثل الفرش والحرامات التي ستُستخدم أثاثاً بديلاً بعد تدمير منازلهم. مع ساعات الفجر الأولى، كانت طوابير السيارات ممتدّة على عدّة كيلومترات، من حاجز الجيش على نهر الأولي، وصولاً إلى الجية.
من بعد مدينة صيدا بدأ الأهالي بالتوزع على قراهم المنكوبة. ورغم أنّ العدو تقصّد من قصفه جعل المناطق غير قابلة للحياة، إذ قطّع الطرق، ودمّر المرافق الأساسية وساحات القرى بشكل رئيسي، إلا أنّ مشاهد العودة اختزنت التحدّي والرفض للتسليم بأوامر جيش الاحتلال المطالب بعدم العودة، فعادوا للإقامة في قرى فقدت كلّ مقوّمات الحياة، حيث لا توجد محطات وقود ولا نقاط بيع للمواد الغذائية. وحتى أصوات الرصاص والقذائف من النقاط التي لا يزال جيش الاحتلال موجوداً فيها، لم تمنع أهالي بنت جبيل مثلاً من العودة إلى بيوتهم المقابلة لمارون الرأس.
في مجدل سلم، لم يسلم أيّ من البيوت أو المحالّ في ساحة البلدة وطريقها الرئيسي من الدمار. إلا أنّ أهالي القرية سرعان ما استعدّوا لنفض غبار العدوان، فازدحمت الساحة بالجرافات والآليات لفتح الطرقات، والبدء بإزالة الردم. وأعاد صاحب إحدى المزارع أبقاره إلى حظائرها، وأعلن عبر رسائل «الواتسآب»، أنّ «اللبن متوافر ابتداءً من الغد (اليوم)». أهالي البلدة لم يستغربوا النصيب الكبير من الاعتداءات التي تعرّضت لها البلدة، فهي «سند المقاومين» يقولون، ويشيرون إلى راجمات صواريخ مهجورة في أحد الأودية. صورة مجدل سلم تكررت في برعشيت وصفد وكونين. ساحات مدمّرة، وأعمال إنقاذ متفرقة في عدد من البيوت لانتشال جثامين شهداء لا تزال مطمورة تحت الركام. ومبان خدماتية تحوّلت إلى أنقاض، كمبنى الإسعاف التابع للهيئة الصحية في ساحة برعشيت حيث استشهد 10 مسعفين.

امتدّت طوابير السيارات كيلومترات عدّة من حاجز الأولي إلى الجية

وكلما اقترب المسير من قرى المواجهة الأمامية، مثل مارون الرأس وعيترون والعديسة... تظهّرت بشكل أكبر ضراوة المواجهات بين المقاومين والعدو. طرق مقطوعة بحفر يناهز عمقها العشرة أمتار، عزلت عدداً من القرى، ومنعت الأهالي من الوصول إليها. أهالي بلدتي طلوسة ومركبا تجمّعوا في وادي الحجير، ينتظرون جرافات اتحاد بلديات جبل عامل لردم إحدى الحفر الضخمة ليتمكنوا من العبور. بعضهم فضّل ترك السيارة والتوجه سيراً، وآخرون حاولوا سلوك طرقات أخرى، إنما من دون جدوى.
وإلى جانب عودة الأهالي، كان لافتاً الظهور العلني لمقاتلي المقاومة الذين كانوا يهمّون بالخروج من القرى. هذه المرّة تعرّف الأهالي إليهم عن كثب. في قرى جنوب نهر الليطاني تحديداً، وبعد المعركة الطويلة مع العدو، كانت المقاومة حاضرة بشكل علني لـ«لملمة المظاهر العسكرية». وهنا ظهر تمسك الأهالي بـ«ذهبهم المكنون» كما يقولون. نسوا بيوتهم، وحمّلوا الصواريخ، والعتاد، والأسلحة على ظهر شاحنات للمقاومة قادها مقاومون وانسحبت في الوديان بصمت. حتى راجمات الصواريخ، الصالحة والمصابة، شارك العائدون في رفعها من الحقول، أو أمّنوا من بيوتهم المقصوفة شوادر لتغطيتها.
في كلّ حي من أحياء القرى الأمامية عرس صغير للمقاومين المنسحبين بعد انتهاء المواجهات. في قبريخا، وقف أبو إبراهيم تحت شجرة خرّوب، وحمل إبريق شاي ساخنٍ مع كميات من الخبز الطازج الذي أحضره من بيروت. وكلّما مرّت دراجة تحمل شباناً من غير أبناء البلدة حتى بادرهم بالتحية وأصرّ عليهم بشيء من الخبز أو الشاي، وأطلق صوته عالياً بـ«الله معكم». في كونين القريبة من بنت جبيل، ظهر المقاومون القادمون من بعلبك في أحياء القرية. جلال، كما يعرّف عن نفسه، يسأل عن اتجاه الطريق للوصول إلى النبطية. ورفض بإصرار «عروضات» ملحّة لعدد من أهالي كونين لإيصاله إلى مقصده، إذ كان يريد تنفيذ وصية أحد الشهداء بإيصال دراجته إلى أخيه في النبطية.


الدراجات شواهد ارتقاء شهداء
في قرى الجنوب الأمامية يمكن توقّع أمكنة ارتقاء الشهداء من هياكل الدراجات النارية أو السيارات المدمّرة والمحترقة. على جانبي الطريق الممتد من برعشيت إلى بنت جبيل، تناثرت هياكل 3 دراجات نارية، وسيارة من نوع «رابيد». «على كلّ دراجة ركب شهيد على الأقل»، بحسب مهدي ابن قرية شقرا. ويشير إلى إحداها قائلاً: «هنا استشهد أخي، وهذه دراجته». ويضيف: «عرفتها رغم احتراقها بشكل كامل من حبات المسبحة التي علّقتها له في مقبض الدراجة».

65 يوماً ومارون الرأس عصية على العدو
كذب العدو وإعلامه. كلا، لم يتقدم كيلومترات عشرة، ولا حتى خمسة. تقدّم عدّة مئات من الأمتار، ولم يستقر في الحي الغربي في مارون الرأس، بل راقب من بعيد وصول الناس لتفقد بيوتهم وأرزاقهم، وفتح الطرقات المؤدية إلى ساحات القرية. أمس، عندما حاول عدد من الأهالي إزالة علم الاحتلال، هاج الثور الصهيوني وظهر. فأرسل آليتي «هامفي» لتعقب 3 شبان، وبدأت بإطلاق النار بجنون فوق الرؤوس لمنع أهل الأرض من إزالة رجس المحتل. «تأجّلت عملية دوس العلم»، يقول محمد علوية، «إلا أنها لم تُلغ، فهم لن يرحلوا اليوم عن مارون الرأس، وسيبيتون في أحد بيوتها المقابلة لبنت جبيل»، ويتوعّد من بقي من جنود العدو في قريته بأنّ «غداً يوم آخر».

-------------

جريدة صيدونيانيوز.نت

الأخبار: رحلة العودة إلى الجنوب: بحر الناس يلاقي المقاومين: صدمة وخيبة للاحتلال وأعوانه؟ | العدو يخرق الاتفاق فوراً.: مُسيّرات تجوب الأجواء ورصاص على المدنيين؟ 

2024-11-28

دلالات: