صيدونيانيوز.نت/ أقلام ومقالات / الحكمة طريق تربية الروح (2)
نستكمل المشوار مع إضاءات الحكمة.. سنتناول في هذه السطور مقولات حكمية جديدة، فإليك الوقفة الثانية من التأملات الوجدانية .
البعض منا يضع نفسه في زنزانة ويغلق على نفسه الأبواب!. مع شديد الأسف، نحن نستطيع أن نغير الواقع الذي نحن عليه الآن ولكننا سجناء الماضي، وتفكيرنا المحدود هو السبب الذي يجعلنا نتحرك في هذه المربعات الضيقة.. لماذا لا نفتح الزنزانة ونخرج من أقفاص الماضي؟ إذا فعلنا ذلك سندرك أن المستقبل الجميل في انتظارنا، وهو ما لم نفعله حتى اللحظة.
- الحب ليس في الكلمات، إنه فعل يملأ الوجود:
الكلمات الجوفاء مجرد زبد، المهم في هذه الحياة الفعل المؤثر، الأقوال قد تكون مجرد مضيعة للوقت، الحركة الفعلية هي المقياس.. فمثلًا، الحب الذي يخرج من اللسان مجرد تفاهات، المهم هو ما يفعله هذا الحب بحركاتنا وسكناتنا، لهذا سيتغير الوجه والقسمات بهذا الحب الحركي الذي هو الجوهر.
- حينما تضيق بك الحياة، اعلم أن روحك تبحث عن التوسع
هذه الدنيا الفسيحة ضيقة رغم سعتها، ألست تملك بين جنبيك روحًا معلقة؟ هذه الروح حبيسة هذا الجسد، حبيسة هذا العالم، فإذا أطلقت أجنحتها فإنك ستحلق نحو البعيد، فلمَ لا تجرب الطيران بروحك الخلاقة.
- الصمت بحر، والكلام ساحل، فاختر متى تغوص
الثرثرة أقل ثمنًا من الصمت، هذا اللسان الكليل بضاعته مجرد كلمات متواضعة، ورب صمت هو أبلغ من كلام، إن في الصمت حكمة، إن للصمت أسرارًا، فإذا أردت الغوص في عالم لم تره بعد فعليك بالصمت، فقط اصمت بعض لحظات وتفكر، سيقودك هذا الصمت لأمور لم تكن لتصل إليها لولا حبسك هذا اللسان في مخدعه!
أحيانًا لا نحتاج لقطع المسافات، فقط نحتاج أن ننظر لباطننا لنعرف ما نريد، لهذا نحتاج للحظة صمت لنعرف ما في حيازتنا، إن معرفتنا بما نملك غاية في الأهمية؛ فقد يكون الجواب في جوفنا ونحن لا نعرف!
في هذه الدنيا ليل ونهار، فمع أي فريق أنت؟ مع جيش الظلمة أم مع جيش النور؟ إن لكل واحد فينا مرآة يعكس بها باطنه، فبماذا تريد أن تشع؟ للقمر وجهان؛ وجه يشع بالضياء وآخر منحبس ومنغلق على نفسه ليس به أي شمعة، فالقرار لك والمرآة بين يديك، فتخير أي الوجهين تريد.
- كل صباح فرصة جديدة لتعيد تشكيل ذاتك
لكل واحد فينا فرصة سيعيشها، هذه الفرصة متكررة مع شروق كل شمس، أنت الآن تسير في تشكيل مجسمك الذاتي، أنت الآن تصنع تمثال شخصيتك، هذه الأيام فرص تصنع بها جوهرك، فهل فكرت أن تمسك إزميل النحت بعناية وتقرر تشكيل هويتك المبدعة؟
- لا تذهب بعيدًا، فإن الجواب في داخلك
بعضنا يسافر ويقطع المفازات بحثًا عن الحقيقة، أحيانًا لا نحتاج لقطع المسافات، فقط نحتاج أن ننظر لباطننا لنعرف ما نريد، لهذا نحتاج للحظة صمت لنعرف ما في حيازتنا، إن معرفتنا بما نملك غاية في الأهمية؛ فقد يكون الجواب في جوفنا ونحن لا نعرف!
أحب الناس إليك هو نفسك، هذا الحب هو طريقك للسمو والوصول إلى الخالق، تأمل في نفسك فهذا التأمل سيقودك لمعرفة الخالق، البداية تبدأ من الذات، والغاية بلوغ كبرى الغايات، وهي معرفة الخالق الكريم
- إذا أردت أن تنمو، فافتح يديك لما لا تستطيع الاحتفاظ به
البخل من طبيعة البشر، والفطرة السليمة في عدم الاحتفاظ بكل شيء، هل تريد أن تطور روحك؟ أنفق بعضًا مما لديك، أنفق مما هو في حيازتك الآن وأنت في غنى عنه، لا تتشبث بالحطام، انمُ بعطائك ولا تحفر قبرك بيدك، فالعطاء نمو والإمساك بخل ومنقصة.
- الطريق إلى الله يبدأ من حبك لنفسك
أحب الناس إليك هو نفسك، هذا الحب هو طريقك للسمو والوصول إلى الخالق، تأمل في نفسك، فهذا التأمل سيقودك لمعرفة الخالق، البداية تبدأ من الذات، والغاية بلوغ كبرى الغايات، وهي معرفة الخالق الكريم.
- الظلام ليس عدوك، بل هو دليل على وجود النور
البعض منا ينظر إلى المصائب نظرة اشمئزاز، بينما الحقيقة تقول إننا نغرق في النعم، فلماذا لا نفيق إلا من خلال الصدمة؟! كلنا نغرق في النعم وهي محيطة بنا إحاطة السوار بالمعصم، لكننا لا ندرك هذه النعم إلا عند زوالها، لهذا تأمل في العتمة قليلًا لتدرك قيمة النور.
الكاتب / عبد العزيز آل زايد
2024-12-24
المصدر :الجزيرة .نت /مدونات