الرئيسية / أخبار لبنان /إفتتاحيات الصحف في لبنان 2024 /النهار: تعبئة داخليّة وديبلوماسيّة ضاغطة بعد رأس السنة لا أكثرية مرجحة بعد؟ | المرشحون وموقف الرياض: السعودية لا تتدخّل؟ | تحذير؟

جريدة صيدونيانيوز.نت / النهار: تعبئة داخليّة وديبلوماسيّة ضاغطة بعد رأس السنة لا أكثرية مرجحة بعد؟ | المرشحون وموقف الرياض: السعودية لا تتدخّل؟ | تحذير؟

Sidonianews.net

----------

النهار

لم تنتظر التعبئة السياسية الداخلية الواسعة ولا التعبئة الديبلوماسية الكثيفة مرور رأس السنة من أجل توفير أقصى الضمانات بانجاح اليوم الموعود في 9 كانون الثاني (يناير) عبر انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية الذي يشغر منصبه منذ سنتين وشهرين. ذلك أن كل المعطيات والمعلومات الموثوقة تعكس انطلاق هذه التعبئة فعلاً في سائر الكواليس الداخلية، كما عبر تحركات مكتومة للسفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية، إذ يُنظر على مستوى دولي واسع إلى محطة 9 كانون الثاني (يناير) بأنها المحطة الحاسمة المرجحة بنسبة عالية جداً لخروج الدخان الأبيض الرئاسي من مدخنة ساحة النجمة رغم كل معالم الضبابية التي لا تزال تغلّف مواقف الكتل النيابية والقوى السياسية على اختلافها. وقد يكون من معالم التعبئة التي ستبلغ بعد رأس السنة مستوى قياسياً غير مسبوق أن أوساطاً ديبلوماسية في عواصم غربية معنية برصد العد العكسي ليوم “الاستحقاق” كباريس تحدثت عن حتمية انتخاب الرئيس العتيد في الموعد المحدد، وتوقعت أن يتميز الأسبوع المقبل بتعبئة ديبلوماسية مكثفة تخلق الظروف اللازمة لسد الفراغ الرئاسي. وأشارت إلى أن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً لان الضغوط الخارجية من أعضاء المجموعة الخماسية (الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر) ودول أخرى لها تاثير على الساحة الداخلية، كما من الموفدين الذين يتوقع زيارتهم لبنان لمتابعة الملف الرئاسي، ستبلغ مستويات غير مسبوقة. وسيتم التأكيد على أولوية انتخاب رئيس توافقي كمعبر نحو تشكيل حكومة فاعلة للقيام بالإصلاحات البنيوية الضرورية وإعادة الإعمار ووقف نهائي لإطلاق النار والبدء بالمباحثات بين الدولة اللبنانية وإسرائيل لوضع حد للنقاط الخلافية على الحدود بين البلدين ما سيثبت وقف اطلاق النار نهائياً وتطبيق القرار الدولي 1701 بكل مندرجاته. ولفتت إلى أن رئيساً توافقياً لا يعني انتخابه من كل النواب ولكن من أكثرية كبيرة للنواب. وفي اطار زيارات الموفدين، ثبت أن الموفد الاميركي آموس هوكشتاين سيصل الى بيروت في الخامس من كانون الثاني المقبل ساعياً بقوة إلى تثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، كما إلى الحض بقوة على انتخاب رئيس للجمهورية وعدم تبديد الفرصة.

كما أن الزيارة التي يقوم بها وزيرا الخارجية والدفاع الفرنسيان جان نويل بارو وسيبستيان لوكورنو لبيروت اليوم وغداً، وإن كانت تهدف اساساً الى تمضية عيد رأس السنة الجديدة مع الكتيبة الفرنسية ضمن قوة اليونيفيل، فإنها تتضمن وجهاً ديبلوماسياً ينقل عبره الوزيران إلى لبنان الدفع القوي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتخاب رئيس.

في غضون ذلك، سألت ” النهار” الرئيس نبيه بري عن جلسة الانتخاب في 9 كانون الثاني المقبل وما ستحمله وما اذا كانت منتجة؟

أجاب: “أنا حاسم في هذه الجلسة لانتخاب رئيس الجمهورية حتى لو أجرينا أكثر من دورة في الجلسة نفسها. المهم أن ينتخب البرلمان رئيساً ويتحمل النواب مسؤولياتهم حيال هذا الواجب الدستوري”.

وعن الخروقات الإسرائيلية المتواصلة في الجنوب، قال: “على لجنة المراقبة القيام بمسؤولياتها مع اليونيفيل. على إسرائيل الانسحاب من البلدات التي وصلت إليها وأن ينتشر الجيش اللبناني في هذه الاماكن لا أكثر ولا أقل. وبالنسبة إلى “حزب الله” فهو متجاوب مع الجيش لتطبيق ما تم الاتفاق عليه”.

المرشحون وموقف الرياض

أما عن احتمالات تقدم وتراجع وبلورة حظوظ المرشحين الجديين في ربع الساعة الأخير قبل موعد الجلسة الانتخابية، فتشير المعطيات الجادة إلى أن استمرار تقدم أسهم قائد الجيش العماد جوزف عون لا يعني انتفاء العقبات الكبيرة الماثلة أمام توفير 86 نائباً لانتخابه من الدورة الأولى كشرط لا مفر منه في ظل عقدة التعديل الدستوري الإلزامية. اما ألمروحة الأخرى من المرشحين الجدّيين إلى جانب العماد عون، فثمة رهانات كبيرة على حصرهم بما لا يتجاوز الثلاثة مرشحين في الأيام القليلة التي تسبق موعد 9 كانون الثاني، وإذا لم يجرِ التوافق على حصر المرشحين كما تعذر التوافق الواسع على انتخاب قائد الجيش سيتعاظم خطر عدم انتخاب رئيس في الموعد المحدد.

يشار في هذا السياق إلى أن مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين نقلت عن مصدر سعودي رفيع رداً على سؤالها له عن موقف الرياض من المطالبة الفرنسية للسعودية بدعم الجيش اللبناني “إن المملكة تكن احتراماً كبيراً لقائد الجيش اللبناني ومهمته، ولكنها لا تتدخل في اختيار رئيس للبنان لأن ذلك خرق للسيادة اللبنانية مثلما لا تريد أن تتدخل أي دولة في قرار المملكة”. وأشار إلى أن دعوة قائد الجيش العماد جوزف عون إلى الرياض واستقباله من وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان شقيق ولي العهد يندرج في سياق البحث في مساندة الجيش الذي ستقدم إليه المملكة الدعم وهي تحترم شخص قائد الجيش، وإن تم انتخابه رئيساً سترحب بذلك. لكن المملكة لا تريد الانخراط في دعم أي اسم مرشح . حتى أن الرئيس إيمانويل ماكرون أصرّ على مواكبة المصرفي سمير عساف معه ليعرّفه على القيادة السعودية لأن الرئيس الفرنسي مقتنع بقدرة عساف على تولي الرئاسة في لبنان، لكن الجانب السعودي شدّد على عدم عزمه التدخل في أسماء المرشحين.

وأفادت مراسلة “النهار” أن دول الخماسية، الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر كلها مهتمة بالانتخاب كي يكون هناك رئيس يوم 9 كانون الثاني لكن الساحة السياسية الداخلية لا توحي بظهور أي مرشح توافقي لتوقع انتخاب في هذا الموعد.

تحذير

ولعل هذا ما دفع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أمس إلى دق جرس التحذير من أي تأجيل للجلسة وقال: “إنّ مشكلة لبنان اليوم هي فقدان الثقة لدى السياسيّين بأنفسهم، وببعضهم البعض، وبمؤسّسات الدولة.

فقدان الثقة لدى السياسيّين بأنفسهم، كما هو ظاهر اليوم في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنتين وشهرين. فإنّهم ينتظرون اسم الرئيس من الخارج، وهذا عار كبير، علماً أنّنا نقدّر للدول الصديقة حرصها على انتخاب الرئيس ونشكرها على تشجيعها للدفع إلى الأمام بعجلة انتخابه في التاسع من كانون الثاني المقبل، وما زال البعض يفكّر في التأجيل في انتظار إشعارٍ ما من الخارج. وهذا عيب العيوب وهو مرفوض بكلّيته. وحذار اللعب بهذا التاريخ الحاسم. وثقة السياسيّين بعضهم ببعض مفقودة، وهي ظاهرة في عدد المرشّحين المعلنين والمخبّئين وغير الصرحاء والموعودين، وكأنّهم لا يجرؤون على المجيء إلى البرلمان لانتخاب الرئيس، في انتظار اسم من الخارج”.

واستوقفت الأوساط السياسية حملة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على “محور الممانعة” متهماً اياه بأنه “لا يريد العماد جوزف عون، وبطبيعة الحال، “التيار الوطني الحر” أيضًا، وهم يخططون لإسقاطه في الانتخابات”. وقال: “المنظومة” تعمل ليلاً نهاراً لتهريب رئيس للجمهورية لا يحقق طموحات الشعب اللبناني، وإنما يضمن لهم استمرار المرحلة الماضية. وفي المقابل، نحن مستمرون في العمل بكل جدية لمنعهم من تحقيق ذلك، ولن نسمح لهم بإعادة إحياء أنفسهم من جديد من خلال رئيس ينفذ أجندتهم”.

-----------

جريدة صيدونيانيوز.نت

النهار: تعبئة داخليّة وديبلوماسيّة ضاغطة بعد رأس السنة لا أكثرية مرجحة بعد؟ | المرشحون وموقف الرياض: السعودية لا تتدخّل؟ | تحذير؟

 

2024-12-30

دلالات: