Sidonianews.net
--------------------
المصدر: النهار
التغيّر المناخي العالمي مستقبلاً سيؤدّي الى تدمير خطير للثروة المائية في لبنان بسبب تناقص المتساقطات
والتلوث المائي تدفع ثمنه الكائنات الحية على مختلف أنواعها، وأنهارنا باتت للصرف الصحي، وتُسقى بمياهها المزروعات والخضار
لبنان يواجه خطر فقدان ثروته المائية
"يعاني بلد المياه لبنان هذا العام من مشكلة كبيرة جداً بسبب تأخّر المتساقطات، وسط شحّ مائيّ واسع نتيجته التلوّث، إذ تناقصت كميات المياه الكبيرة بشكل كبير، وزادت نسبة التلوّث فيها.
أما الأنهار فباتت بمعظمها مياه صرف صحيّ وصناعيّ مكشوف، والآبار الارتوازية دمّرت المياه الجوفية، وأصبحنا بالتالي في مرحلة خطيرة جداً". بهذه الكلمات دقّ رئيس حزب البيئة العالمي ضومط كامل ناقوس الخطر أمام أزمة حقيقية للمياه تهدّد لبنان.
وحذّر كامل في حديث لـ"النهار" من أن "الوضع المائيّ في لبنان خطر، والثروة المائية يتم تدميرها تدريجياً". وقال: "المعدل الوسطي للمتساقطات السنوية في لبنان يبلغ 12 مليار متر مكعب، يذهب قسم منها إلى الأنهار، وقسم آخر إلى المياه الجوفية ليغذّي الينابيع".
وأوضح بأنه "بسبب التدهور الخطير للوضع البيئي في لبنان، فالصرف الصحيّ مثلاً يتم عبر طريقين؛ إما في الأنهار كما فعلت الدولة اللبنانية فحوّلت مياه المجارير إلى الأنهار ودمّرتها، وإما في المياه الجوفية عبر الآبار الارتوازية ذات القعر المفقود؛ وهذا موضوع خطير جداً"، لافتاً إلى أنه "تحت الألف متر لا يوجد نبع مياه صالح للشرب في لبنان، بسبب التمدّد العمراني ومعالجة الصرف الصحي بطرق خاطئة، بما أدّى إلى تدمير هذه الثروة المائية الضخمة".
وبحسب كامل، فإن "نهر الليطاني الذي يسير على مسافة 170 كلم من المنبع إلى البحيرة هو نهر صرف صحيّ وصناعيّ بامتياز؛ دُمّرت الحياة المائية فيه، والخطر الأكبر أن المزارعين على جانبَي هذا النهر يروون مزروعاتهم ويقضون استعمالاتهم اليومية بمياه آسنة، فيها من أخطر المواد الكيميائية والصرف الصحي".
وعن شحّ المتساقطات هذا العام وآثاره السلبية، أوضح كامل بأن "مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان أصدرت بياناً أعلنت فيه عن وجود شحائح كبيرة، وأنه ليس بإمكانها أن تغطّي كل المناطق كما كانت عليه، مما أدّى الى تقنين حادّ في مياه الشرب؛ والأسوأ أن الناس تملأ خزاناتها من الصهاريج الخاصّة التي يتم مدّها بمعظمها بالمياه من آبار ارتوازية ملوّثة أشدّ التلوث"، محذراً من أن "التلوث إلى ازدياد في الأعوام المقبلة، وحان الوقت للعمل بطريقة علمية نحمي بها مياهنا وشعبنا".
شبكات الصرف الصحي التي يتم تحويلها إلى البحر لا تقلّ خطورة، وفق ما أكّده كامل، الذي يشير إلى أنها "تحوّل إلى البحر من دون أيّ معالجة، وهو أمر خطير جداً؛ فالشواطئ اللبنانية لديها أكثر من 65 مجروراً رئيسياً تصرف عبرها المياه شديدة التلوّث، مما يؤدّي إلى تدمير الشواطئ والثروة السمكية".
أما بالنسبة إلى الأنهار، فيذكر كامل أن "نهر بيروت، على سبيل المثال، الملاصق لوزارة الطاقة هو نهر مجارير مكشوف اعتباراً من تسعينيات القرن الماضي حتى اليوم من دون أن تتم معالجة هذه الأزمة".
وشدد كامل على أن هذا الأمر بحاجة للمعالجة بطريقة علمية صحيحة، لأن التلوث المائي تدفع ثمنه الكائنات الحية على مختلف أنواعها". وأسف لأن "أنهارنا باتت للصرف الصحي وتُسقى بمياهها المزروعات والخضراوات".
وختم كامل بالتأكيد على أن "المطلوب خطة طوارئ مائية بيئية لتحسين الوضع المائي في لبنان، تكون سريعة جداً، مع جهوزية لحماية الثروة المائية قبل فوات الأوان".
---------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / تدمير خطير للثروة المائية في لبنان والتلوث إلى ازدياد... خبير بيئي يدقّ ناقوس الخطر
2025-01-04