الرئيسية / أخبار العالم /أخبار العالم /في شرق أوسط متقلّب... ترامب يواجه انقساماً جديداً مع حلفائه القدامى

جريدة صيدونيانيوز.نت / في شرق أوسط متقلّب... ترامب يواجه انقساماً جديداً مع حلفائه القدامى

 

Sidonianews.net

-------------------

الجمهورية

ديفيد إي. سانجر- نيويورك تايمز

بينما لا يُتوقع حدوث انقسامات كبرى، تدعو دول الخليج إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل وأكثر ليونة تجاه إيران، وهي مواقف تختلف بشكل كبير عن فترة ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترامب الأولى.

عندما كان ترامب رئيساً للولايات المتحدة آخر مرّة، كانت العلاقات بين إدارته والممالك الخليجية الثرية تسير في معظمها بتناغم. ومع استعداد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، رحّب قادة تلك الدول الخليجية به عموماً.

لكن هذه المرّة، يبدو أنّ دول الخليج وترامب يختلفون حول عدة قضايا أساسية، مثل إسرائيل وإيران. كما قد تكون هناك خلافات بسبب السياسات المتعلقة بالطاقة.

من غير المرجّح أن تحدث توتّرات أو انقسامات كبرى مع حلفاء الولايات المتحدة في الخليج. لكنّ ترامب سيواجه منطقة شهدت تغيّرات جذرية منذ أن أطلقت إسرائيل حربها على غزة رداً على الهجوم الذي قادته «حماس» في 7 تشرين الأول 2023، وأسفر عن مقتل حوالى 1200 شخص وأسر نحو 250 آخرين، بحسب السلطات الإسرائيلية.

الحرب في غزة، التي قُتل فيها ما لا يقل عن 45,000 شخص، وفقاً لمسؤولين صحيّين في القطاع، أثّرت على المنطقة بأسرها. ففي لبنان، تعرّض «حزب الله»، الجماعة المسلّحة المدعومة من إيران، إلى ضربات بعد أكثر من عام من القتال ضدّ إسرائيل. وفي سوريا، أطاح المتمرّدون بنظام بشار الأسد.

الآن، بينما يملأ ترامب حكومته بشخصيات معادية لإيران ومدافعين متشدّدين عن إسرائيل، يدعو قادة الخليج علناً إلى اتخاذ موقف أكثر ليُونة تجاه إيران وموقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل. كما دعوا الولايات المتحدة إلى البقاء منخرطة في المنطقة.

في الوقت الحالي، يبدو أنّ إدارة ترامب حريصة على التواصل مع القوى الخليجية الكبرى مثل السعودية، قطر والإمارات.

في كانون الأول، كان اختيار ترامب لمنصب مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، حيث حضر مؤتمراً عن الـ«بيتكوين» برفقة إريك ترامب، نجل الرئيس المنتخب. كما زار الرياض في السعودية، والتقى ولي العهد محمد بن سلمان، بحسب تقرير نشرته «أكسيوس».

الإنخراط في الشرق الأوسط

إحدى الدعوات الأوضح في الخليج لترامب لتجنّب أجندة انعزالية جاءت من الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق لجهاز المخابرات في السعودية.

في رسالة مفتوحة للرئيس الأميركي المنتخب نُشرت في تشرين الثاني في صحيفة «ذا ناشونال» التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، أشار الأمير تركي إلى محاولة اغتيال ضدّ ترامب، وعبّر عن اعتقاده بأنّ «الله أنقذَ حياتكَ» جزئياً، ليتمكن ترامب من مواصلة العمل الذي بدأه في الشرق الأوسط خلال ولايته الأولى. وكانت هذه المهمّة هي تحقيق «السلام، بأحرف كبيرة». خلال ولايته الأولى، نجحت إدارة ترامب في التوسط في «اتفاقيات أبراهام»، التي شهدت قيام دول عربية عدة بإقامة علاقات مع إسرائيل.

رسالة مشابهة لرسالة الأمير تركي وجّهها بعد بضعة أيام أنور قرقاش، مستشار رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، في مؤتمر بأبوظبي، معتبراً أنّه: «مع وجود الخليج محاطاً بمنطقة متقلّبة بشكل متزايد، فإنّ القيادة والشراكة الأميركية تظل أساسية. نحتاج إلى قيادة قوية توازن بين المخاوف الإنسانية والمصالح الاستراتيجية».

موقف أشدّ صرامة تجاه إسرائيل

في ما يتعلّق بإسرائيل، جاء التغيير الأبرز في الخطاب الخليجي من القائد الفعلي للسعودية، ولي العهد. فوصف الأمير محمد لأول مرّة الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة بـ«الإبادة الجماعية» خلال قمة للجامعة العربية في الرياض أخّيراً.

قبل اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول 2023، كانت السعودية تبدو على وشك إقامة علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل من دون تحقيق شرطها الدائم - إقامة دولة فلسطينية. وكان من شأن مثل هذا الاتفاق أن يُعيد تشكيل الشرق الأوسط. لكنّ تصريحات الأمير محمد الأخيرة، تشير إلى أنّ أي اتفاقات ما زالت بعيدة.

وأعلنت الإمارات، الموقّعة على اتفاقيات أبراهام، عن موقف متشدّد أيضاً تجاه إسرائيل. وأكّد وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد، لنظيره الإسرائيلي الأسبوع الماضي أنّ الإمارات لن تدّخر جهداً في دعم الفلسطينيّين.

تقارب مع إيران؟

أثناء ولاية ترامب الأولى، شجّعت كل من السعودية والإمارات موقف إدارته المتشدّد تجاه إيران. لكنّ الديناميكيات تغيّرت منذ ذلك الحين. وأبرمت السعودية وإيران اتفاقاً في آذار 2023 خفّف من التوترات في الخليج العربي وفتح الباب أمام اتصالات ديبلوماسية رفيعة المستوى.

الاحتكاكات المحتملة بشأن النفط

بينما تبدو دول مجلس التعاون الخليجي (البحرين، الكويت، عمان، قطر، السعودية، والإمارات) منفتحة على نهج ترامب المعتمد على الديبلوماسية «التعاملية»، فقد تجد نفسها في خلاف مع سياساته الاقتصادية. كان أحد الوعود الرئيسية في حملته الانتخابية تعزيز إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة، وهي خطوة قد تضرّ باقتصادات الخليج. إذا زادت الولايات المتحدة من إنتاج النفط كما تعهّد ترامب، سيواجه المنتِجون في الخليج مساحة أقل لزيادة الإنتاج من دون التسبّب في انخفاض الأسعار.

وأوضح بدر السيف، زميل مشارك في معهد أبحاث «تشاتام هاوس» في لندن، في تقرير حديث، أنّ «زيادة استكشاف وإنتاج النفط الأميركي سيُخفّض الأسعار ويُعرّض الاقتصادات الخليجية المعتمدة على النفط إلى الخطر». كما يُتوقع أن يسرّع ترامب مشاريع الغاز الطبيعي المسال، منهِياً تجميد التصاريح الذي فرضه الرئيس بايدن وزيادة الصادرات الأميركية، خصوصاً إلى أوروبا.

وقد تكون قطر، واحدة من أكبر منتجي الغاز إلى جانب الولايات المتحدة، الأكثر تأثّراً، لكنّها قلّلت حتى الآن من مخاوفها.

-----------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم / في شرق أوسط متقلّب... ترامب يواجه انقساماً جديداً مع حلفائه القدامى

2025-01-14

دلالات: