Sidonianews.net
-------------
نداء الوطن:
فيما يواصل المجتمع الدولي دعمه لانطلاقة العهد، والإسراع في تشكيل حكومة فاعلة تعيد الحياة والهيبة إلى المؤسسات المنهكة بملفات الفساد والإهمال وسوء الإدارة، يصر فريق داخلي على وضع عصي العرقلة في عجلة النهوض بالبلد من خلال طرحه شعارات واهمة وممجوجة تحت غطاء الميثاقية، ولعب دور الضحية بادعائه وجود سياسة إلغائية وإقصائية ضده، وهو ما سبق وترجمه رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد من قصر بعبدا بقوله: "يكمن بعض فرقاء الداخل من أجل التفكيك والتقسيم والإلغاء والإقصاء تعمداً وكيدية... ومن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية، وأي حكومة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها".
على الرغم من تطمينات رئيس الجمهورية جوزاف عون، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام وتبديدهما كل الهواجس المتعلقة بالإقصاء والإلغاء، وإعلان سلام على وجه الخصوص أنه ليس من أهل الإقصاء بل من أهل الوحدة والشراكة، وعلى الرغم من مد معظم الكتل والأحزاب يدها للفريق الآخر، محايدة في خطابها السياسي سواء من القصر أو من مجلس النواب عقب الاستشارات النيابية غير الملزمة، كي لا يتحسس "الثنائي" وهم ادعاءاته، يصر الأخير على تسديد ضربات متتالية لانطلاقة العهد، أولاً من خلال رفضه التسمية في الاستشارات الملزمة لتكليف رئيس الحكومة، ثانياً مقاطعته الاستشارات غير الملزمة لتأليف الحكومة.
عقب انتهاء الاستشارات النيابية غير الملزمة في مجلس النواب ومغادرة سلام من دون الإدلاء بتصريح، وفي انتظار ما سيرشح عن لقاء الرئيس المكلف نواف سلام مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم، يعقبه لقاء سلام مع رئيس الجمهورية لوضعه في أجواء الاستشارات النيابية غير الملزمة، لفتت مصادر لـ "نداء الوطن" إلى أنه وعلى الرغم من أهمية لقاء "بري - سلام" في رسم ملامح الحكومة المقبلة، إلا أن المسألة ليست بالميثاقية بل في محاولات الفريق الآخر المقايضة للحفاظ على امتيازات مالية، والتمسّك بالسلاح، والاحتفاظ بالحقائب الوزارية الأساسية. تضيف المصادر "حكومة العهد الأولى، بمثابة المدماك الأساس في انطلاقة العهد، وتصويب "الثنائي" على تشكيلها، من خلال أسلحة المقايضة للاحتفاظ بالمكتسبات، والتهديد بـ 7 أيار جديد، إنما هي مناورات، يخشى من نتائجها في تطويق العهد والرئيس المكلف".
في هذا السياق، علمت "نداء الوطن" أن الاتصالات تكثفت في الساعات الماضية عبر وسطاء بين بعبدا وعين التينة من أجل احتواء انتفاضة بري و"حزب الله"، وتراهن بعبدا على حصول خرق خلال لقاء سلام - بري اليوم، وتبقى أجواء القصر الجمهوري حذرة حتى انتهاء اللقاء. وفي حال كان اللقاء سلبياً، عندها لكل حادث حديث.
وقد ذكرت معلومات أن الرئيس بري سيبلغ اليوم سلام الموافقة على المشاركة في الحكومة فيما "حزب الله" لن يشارك، وستذهب حصة الشيعة إلى "حركة أمل". ويتردد أن الحصة ستبلغ 5 وزراء في تركيبة الـ 30 وزيراً.
وفي انتظار إحداث كوة في جدار الأزمة التي باتت تلوح في أفق التأليف، التي يفتعلها "الثنائي"، تتجه الأنظار إلى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان والتي تستمر لساعات ولا تقل أهمية عن لقاء "بري - سلام"، باعتبارها زيارة دعم للرئيس الجديد وللمضي قدماً في تأليف حكومة قوية وقادرة على مواجهة التحديات والأزمات.
فقد أكّد ماكرون وولـي العــهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دعمهما الكامل لتشكيل "حكومة قوية" في لبنان. وقالت الرئاسة الفرنسية إنّ الرجلين "أشارا في خلال محادثة هاتفية، إلى أنّهما سيقدّمان دعمهما الكامل للاستشارات التي تجريها السلطات اللبنانية الجديدة بهدف تشكيل حكومة قوية وقادرة على جمع تنوّع الشعب اللبناني وضمان احترام وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان وإجراء الإصلاحات الضرورية من أجل ازدهار البلد واستقراره وسيادته".
وبحسب المعلومات، فقد تناول ماكرون وبن سلمان، تنظيم مؤتمر دولي للبنان في باريس بالإضافة إلى معرض دولي بشأن الإعمار والطاقة المتجددة والبنى التحتية بعنوان Project Lebanon 2025 يعقد في بيروت من 6 إلى 9 أيّار المقبل. كما تناول البحث تفعيل صفقة سلاح للجيش اللبناني.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "نداء الوطن" سيبحث الرئيس عون مع ماكرون، في العلاقات الثنائية ومحاولة تطويرها وسبل دعم الجيش اللبناني والاقتصاد والوضع في الجنوب من جوانبه كافة مع اقتراب انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار وكيفية الحفاظ على الهدوء.
التنسيق الفرنسي - السعودي المتواصل لدعم الإنطلاقة الجديدة للعهد، يعيد إلى الأذهان إعلان الرئيس اللبناني الأسبق ميشال سليمان في العام 2013، قرار المملكة العربية السعودية، تقديم مساعدات عسكرية للجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار، تقوم على شراء الأسلحة من فرنسا. وكادت أن تكون الأكبر في تاريخه، لو لم يتم إجهاضها. اليوم ومع عودة التنسيق بينهما تتساءل مصادر عن إمكانية إعادة إثارة المنحة لتسليح الجيش اللبناني، في خطوة تشكل بارقة أمل لتعزيز وجود الشرعية".
في الموازاة وعلى خط الحراك الدبلوماسي، لفتت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على رأس وفد أممي إلى بيروت، لتهنئة رئيس الجمهورية بمناسبة انتخابه، ولقاء كبار المسؤولين والاطلاع على الأوضاع في لبنان.
ديبلوماسياً أيضاً، تلقى الرئيس عون من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دعوة لزيارة الدوحة، نقلها إليه السفير القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني. كما وجهت إليه دعوة رسمية لزيارة الأردن من وزير خارجيتها أيمن الصفدي الذي جال على المسؤولين اللبنانيين أمس، مؤكداً الوقوف إلى جانب لبنان والاستمرار بدعم الجيش.
في المشهد الإقليمي، تصدر اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة الرهائن بين إسرائيل و"حركة حماس" الاهتمام ولاقى ترحيباً عربياً وأوروبياً وأميركياً. وفيما عمت الاحتفالات العديد من المناطق داخل القطاع المنكوب، انسحبت إلى لبنان الذي شهد إطلاق نار كثيفاً في الضاحية الجنوبية لبيروت وطرابلس نجم عنه سقوط قتيل في الضاحية وجريح. ولفتت مصادر لـ "نداء الوطن" إلى أن إطلاق الرصاص في الضاحية لم يكن لمجرد الاحتفال فقط، بل لتوجيه رسالة سياسية إلى العهد بالإبقاء على السلاح المتفلت رفضاً لما ورد في "خطاب القسم" عن حصر السلاح بيد الشرعية.
--------
جريدة صيدونيانيوز.نت
نداء الوطن:هل يفرمل لقاء بري – سلام تعنّت الثنائي؟ | رصاص الضاحية رسالة سياسية للعهد ؟ | وسطاء لفرملة إنتفاضة بري حزب الله ؟
2025-01-17