الرئيسية / أخبار لبنان /تحقيقيات وتقارير /حكومة الصدمة الإيجابية أم السلبية؟

جريدة صيدونيانيوز.نت / حكومة الصدمة الإيجابية أم السلبية؟

 

Sidonianews.net

----------------------

الجمهورية / مارلين وهبه

يعلم رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام أنّه في النهاية سيذهب إلى مجلس النواب لنيل الثقة، وبالتالي هو في مكان معيّن عليه تأمين «حسبة الثقة»، ولذلك عليه الاستماع إلى القوى السياسية وتدوين الملاحظات، لكنه لن يقبل بأن يتمّ التعامل معه مثلما تمّ التعامل مع رؤساء الحكومات السابقة في السنوات الماضية، لأنّه يعلم أنّه إذا رضخ لمصالح ومطالب القوى السياسية ودخل في لعبة المحاصصة لا يكون فقط قد أجهض انطلاقة العهد وعملية مساعدة لبنان، لأنّ المجتمع الدولي والدول العربية لن تهب المساعدات مجاناً، وخصوصاً في النهضة الاقتصادية والإعمارية، إذا لم ترٓ أفعالاً حقيقية وإصلاحاً حقيقياً.

في الموازاة، تحاول القوى السياسية الإيحاء أو إظهار الرئيس المكلّف بأنّه ينجرف معهم إلى لعبة التحاصص، إلّا أنّ سلام بدوره يبدو مستدركاً للمزاج الشعبي الذي رافق عملية انتخاب الرئيس والمزاج الحكومي الذي أتى به، والمزاج هذا غير متقبّل ضياع الفرصة ليعود المركب إلى نقطة الإنطلاق!

رسائل خارجية تحذيرية

أمام هذه الصورة وصلت رسالة تحذيرية من الخارج إلى المعنيّين في تأليف الحكومة بالإنتباه «بأنّه لا يمكنكم إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، واحذروا من تعطيل المسار التصحيحي، وإلّا أنتم من ستدفعون الثمن! فلا مساعدات إذا اخترتم العودة إلى السياسات الماضية».

وفق المعلومات، الرسالة وصلت خماسية، أي من الخماسية مجتمعةً، ولذلك سمعنا «الخطاب التصحيحي» للرئيس سلام الذي قال فيه بوضوح بأنّه ليس صندوق بريد ويرفض الدخول بمحاصصة وبأنّه هو فقط مَن سيؤلف الحكومة.

‏ولذلك تقول المعلومات، إنّه من المتوقع أن نرى حكومة صدمة إيجابية للبلد أو حكومة صدمة سلبية إذا ما دخل سلام بالمنطق التحاصصي وحاول إرضاء القوى السياسية بالحقائب التي لديها موازنات دسمة، ليكون كمَن أطلق النار على نفسه، في وقتٍ لا الرئيس المكلّف ولا رئيس الجمهورية بوارد إطلاق النار على انطلاقة العهد.

و‏في هذا السياق، يقول العارفون إنّ المجتمع الدولي يراقب السفينة التي انطلقت من لبنان والتي تُقل معها «عدّة العمل»، والتي تتطلّب حكومة مختلفة عن سابقاتها بحُكم الظروف المختلفة، أي أنّ السفينة لا يمكنها الإبحار بعكس الرياح ولو صادفتها الأمواج.

عن تلك الأمواج تقول مصادر مطلعة على مسار تأليف الحكومة، بأنّها آتية اليوم من فريق التغييريّين الذين يعترضون على آلية تشكيل الحكومة التي يعتمدها الرئيس المكلّف. ولم يأتِ الاعتراض كما جرت العادة من الجهات التي روّج عنها بالإعلام أخيراً، وقُصِد بها الثنائي الشيعي والثنائي المسيحي! والدليل بأنّ «القوات اللبنانية» في بيانها أمس شجبت الاتهامات التي «ساقها فريق الممانعة بحق «القوات» واتهمها فيها بالعرقلة. في وقت ترى «القوات» أنّ العرقلة هو ما يمتهنه فريق الممانعة. ورفضت رمي التهمة على المسيحيّين».

كذلك فعل «التيار الوطني الحر» الذي أكّد في بيانه «ليونةً واستعداداً لتقديم كل التسهيلات الممكنة من أجل قيام حكومة إصلاحية ببرنامج إصلاحي»، من دون أن يغفل مطالبة رئيس الحكومة الالتزام بوحدة المبادئ والمعايير.

‏في السياق نفسه، يقال إنّ الثنائي الشيعي الذي دفع أثماناً باهظة في الحرب، أراد تعويم نفسه سياسياً في الحكومة المقبلة، إلّا أنّ الرئيس سلام لم يَعِد أي فريق بأي شيء، وتحديداً الثنائي الشيعي، وهذا ما قاله حرفياً من قصر بعبدا. كما أنّ «الثنائي»، بحسب ما تُسرِّب مصادره، يُبدي بدوره ليونةً بالنسبة إلى تشكيل الحكومة، وهو غير متمسك لا بالتسميات ولا بالثلاثية «المقدّسة» في البيان الوزاري...

من جهة أخرى، تقول المعلومات إنّ المجتمع الدولي شعَرَ أخيراً بمحاولات إحباط فرصة تشكيل الحكومة من خلال العراقيل التي يحاول البعض تغطيتها لمواجهة رياح التغيير في لبنان، وذلك من خلال تصوير الرئيس المكلّف بأنّه يغرق في المحاصصة، وهذا ما دفع ربما التغييريّين في اجتماعهم معه إلى الطلب منه عدم السَير بمنطق المحاصصة. إلّا أنّ البعض سرّب للإعلام أنّ اجتماع سلام مع التغييريّين لم يكن موفّقاً!

النائبة بولا يعقوبيان استغربت ما أشيع عن لقائهم مع الرئيس السلام، فأوضحت لـ«الجمهورية» أنّهم جميعاً يريدون النجاح للرئيس المكلّف، لافتةً إلى أنّ النقاش تمحور حول التمثيل الطائفي لأحزاب معيّنة ولم يكن هناك أي صدام مع سلام بعكس ما أشيع، مؤكّدةً أنّ الثقة كبيرة بالرئيس المكلّف، وأنّ النقاش دار حول آلية «حصرية المقاعد بطوائف معيّنة. متمنّين من سلام عدم اتباعه لأنّه أمرٌ مؤذٍ وفق تعبيرها.

وأشارت إلى أنّ النقاش تناول أموراً عدة، أكّد لهم سلام خلالها أنّ بعض المعلومات التي ترد في بعض وسائل الإعلام غير دقيقة، وخصوصاً المتعلّقة بتسريب أسماء لم يُسمع بها، مؤكّداً في المقابل أنّ الأمور حتى الساعة لم تُحسم، وأنّه استمع إلى الجميع، إلّا أنّه في النهاية سيعمل وفق المصلحة الوطنية. أمّا عن مطالبتهم بحصة فأكّدت يعقوبيان أنّ الذي يرفض المحاصصة لا يطلب حصة.

مواجهة أم استسلام؟

‏في الخلاصة، في المشهد الحكومي نرى تبادل الاتهامات بالعرقلة وتسريب أسماء مقبولة ولكنّها غير محسومة. في المقابل هناك تسريب لأسماء غير دقيقة في محاولة للتشويش على مسار تأليف الحكومة، إلّا أنّ المسار اليوم الذي يتبعه نواف سلام وفق المطلعين ليس مسار محاصصة. ليبقى السؤال، إلى أي مدى يستطيع سلام الصمود؟

وتكشف مصادر رفيعة لـ«الجمهورية» أنّ الرجل بعكس ما يُظهره، سيفاجئ الجميع بتشكيلة يُحضّر لها، سيُطلع الرئيس عون عليها، وبأنّه سيتوجّه بها إلى المجلس النيابي لتشكّل، بعد الصدمة الرئاسية والحكومية، صدمة وزارية! فهل تكون صدمة إيجابية وتنال الثقة؟ وإذا كانت صدمة سلبية للبعض، فهل سيواجهون الرياح الجارفة أم يسلّمون للأمر الواقع؟!

-----------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / حكومة الصدمة الإيجابية أم السلبية؟

 

 

 

2025-01-23

دلالات: