الرئيسية / أخبار لبنان /تحقيقيات وتقارير /كيف تلقّى الروس انتخاب عون وتكليف سلام؟

جريدة صيدونيانيوز.نت / كيف تلقّى الروس انتخاب عون وتكليف سلام؟

 

Sidonianews.net

----------------------

الجمهورية / عماد مرمل

صحيحٌ أنّ موسكو تعطي الأولوية القصوى للحرب مع أوكرانيا، ربطاً بمصالحها الاستراتيجية وأمنها القومي وانطلاقاً من كون «جارتها» باتت تشكّل خط تماس واشتباك مع حلف «الناتو» بمجمله، لكن ذلك لا يعني انّ روسيا تهمل الملفات الأخرى، خصوصاً في الساحات التي تشكّل مساحة تنافس وتجاذب مع الولايات المتحدة الاميركية.

وإذا كانت حسابات روسيا في هذه المرحلة قد دفعتها إلى مراجعة خياراتها في سوريا والتغاضي عن سقوط نظام بشار الأسد، الّا انّها تحاول في الوقت نفسه التكيّف مع الواقع الجديد في سوريا وحصر خسائرها هناك، وإن تكن الإدارة الحالية الحاكمة بقيادة احمد الشرع لم تبد بعد التجاوب الكافي مع عملية جسّ النبض التي أجرتها موسكو عبر سفيرها في دمشق خلال الفترة الأخيرة.

وترجح أوساط ديبلوماسية في موسكو ان يكون سبب التحفّظ السوري الزائد حيال تطوير العلاقة مع روسيا، عائداً إلى هاجس العقوبات الغربية التي تسعى دمشق إلى رفعها، وبالتالي هي تبدو كأنّها تسعى إلى تفادي أي استفزاز للغرب، قد يتسبب به أي استعجال في الانفتاح على الكرملين، خشية من أن يؤدي مثل هذا الأمر إلى مزيدٍ من التعقيدات في مسألة إزالة العقوبات او تخفيفها.

وعلى مقربة من سوريا الجديدة، تراقب القيادة الروسية أيضاً ما يجري في لبنان المتجدد على وقع انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة من خارج إطار النادي التقليدي.

ومن المعروف انّ موسكو كانت من الداعمين صراحة، وبلا أي مواربة، لوصول رئيس تيار»المردة» سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية. ولكنها تفادت في الوقت نفسه ان تبدو كمن يخوض معركته ويحاول الضغط لانتخابه، كما فعلت باريس على سبيل المثال في إحدى المراحل.

وبهذا المعنى، تسعى موسكو في استمرار إلى تقديم نفسها بمظهر من يحاذر التدخّل النافر في تفاصيل الشؤون اللبنانية، معتبرة انّ سلوكها الديبلوماسي في هذا المجال مختلف عن سلوك القوى الغربية، خصوصاً الولايات المتحدة.

يُضاف إلى ذلك، انّ روسيا تحرص على عدم تكبيل سياساتها بخيارات جامدة ومقفلة، وهي تفترض انّ من واجبها كدولة كبرى أن تقارب الأحداث بواقعية وان تتكيّف معها وفق مقتضيات مصالحها الاستراتيجية.

وعلى أساس هذه القاعدة، فإنّ موسكو بادرت فوراً إلى التعاطي بإيجابية مع انتخاب العماد جوزاف عون، ورحّبت باختياره رئيساً للجمهورية، على رغم من انّه يحظى بدعم أميركي صريح، إلى جانب انّه لا توجد اصلاً معرفة او علاقة مسبقة بين الرئيس المنتخب والقيادة الروسية، خلافاً لما هو عليه الوضع مع فرنجية.

وقد بادر الرئيس فلاديمير بوتين غداة انتخاب رئيس الجمهورية إلى تكليف السفير الروسي الكسندر روداكوف لدى بيروت بزيارة عون في قصر بعبدا، وإبلاغه تهاني القيادة الروسية بانتخابه ومؤازرتها له في مهمّته.

وخلال لقاء تمّ قبل أيام بين السفير اللبناني في موسكو شوقي بونصار ونائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، كرّر المسؤول الروسي على مسامع السفير دعم بلاده الكامل لعون ووقوفها إلى جانبه وأملها في أن ينجح في مواجهة التحدّيات التي تنتظره. كذلك أبدى المسؤول الروسي ارتياحه إلى تكليف القاضي نواف سلام بتأليف الحكومة الجديدة، آملاً في أن يتمكن من تشكيلها سريعاً، بالتعاون مع رئيس الجمهورية، حتى تباشر معالجة الملفات والأزمات المتراكمة.

ووفق مصادر مطلعة قريبة من الديبلوماسية الروسية، فإنّ من المحتمل أن يزور وفد رسمي روسي رفيع المستوى بيروت بعد تشكيل الحكومة، وذلك في إطار تأكيد الدعم للعهد الجديد وإبداء الاستعداد للتعاون معه في المجالات الممكنة. وربما تشمل مهمّة الوفد زيارة دمشق أيضاً في حال اتخذت العلاقة مع الإدارة الجديدة منحى إيجابياً في المستقبل القريب.

-------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / كيف تلقّى الروس انتخاب عون وتكليف سلام؟

 

 

 

2025-01-24

دلالات: