الرئيسية / العالم العربي /فلسطين المحتلة /خطة ترامب لغزة تعكس دفعاً أوسع لضمّ الأراضي الفلسطينية

جريدة صيدونيانيوز.نت / خطة ترامب لغزة تعكس دفعاً أوسع لضمّ الأراضي الفلسطينية

 

Sidonianews.net

-----------------------

الجمهورية

مارك مازيتي وباتريك كينغسلي- نيويورك تايمز

أصبح المسؤولون اليمينيّون في إسرائيل، والمسيحيّون الإنجيليّون في الولايات المتحدة، والمُعيّنون من قِبل ترامب، أكثر صراحةً في الدعوة إلى استيلاء إسرائيل على المزيد من الأراضي.

رُفِضَت تصريحات الرئيس ترامب، بشأن الاستيلاء الأميركي على قطاع غزة وتهجير ملايين الفلسطينيّين فوراً، من قِبل الكثيرين، باعتبارها متهوّرة وغير مدروسة، وتهديداً استفزازياً من غير المرجّح أن ينفّذه.

تزامناً، تعكس تعليقاته أحدث مثال على كيفية حديث المسؤولين اليمينيِّين الأميركيِّين والإسرائيليِّين علناً عن هدف مشترك: الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.

لطالما كانت مسألة ما إذا كان يمكن أن تصبح الضفة الغربية وقطاع غزة (الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967) أساساً لدولة فلسطينية مستقبلية، محور ديبلوماسية فاشلة على مدى عقود.

وبينما تضاءلت احتمالات هذا المستقبل منذ زمن طويل، فإنّ انتخاب ترامب أعطى دفعة جديدة للوزراء اليمينيّين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولبعض المُعيَّنين من قِبل ترامب، للتحدّث علناً عن حق إسرائيل في السيطرة الكاملة على الضفة الغربية.

واعتبر إيتامار رابينوفيتش، السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن: «إنّها أكثر الحكومات يمينيةً التي شهدناها في إسرائيل على الإطلاق. لم يكن هناك أي إدارة أميركية تتبنّى هذه الرؤى بهذا الشكل من قبل».

بعد أيام من انتخاب ترامب، رأى بتسلئيل سموتريتش، وزير المال الإسرائيلي الذي منحه نتنياهو صلاحيات واسعة في الضفة الغربية، أنّ عودة ترامب إلى البيت الأبيض تعني أنّ «عام 2025 سيكون، بإذن الله، عام السيادة في يهودا والسامرة» (الاسم التوراتي للضفة الغربية).

خلال مؤتمره الصحافي مع نتنياهو، سُئل ترامب مباشرةً عمّا إذا كان يدعم ضَمّ الضفة الغربية لإسرائيل، لكنّه رفض الإجابة، قائلاً إنّ إدارته ستُصدِر إعلاناً في غضون «4 أسابيع».

لكنّ ترامب عيّن شخصَين على الأقل في إدارته - إليز ستيفانيك (سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة) ومايك هاكابي (سفير الولايات المتحدة في إسرائيل) - يتبنّيان آراءً مماثلة لتلك التي يطرحها سموتريتش وحلفاؤه.

خلال جلسة استماع، سأل السيناتور الديموقراطي كريس فان هولين، ستيفانيك، عمّا إذا كانت تتبنّى رؤية سموتريتش بأنّ لإسرائيل حقاً توراتياً في الضفة الغربية بأكملها، فأجابت بالإيجاب.

في مقابلة، أكّد فان هولين أنّ «هناك توافقاً خطيراً جداً بين المسؤولين الأميركيّين والإسرائيليّين بشأن قضية تقرير المصير الفلسطيني. الآن لدينا شخص في البيت الأبيض يُريد إعطاء الضوء الأخضر لأحلام المتطرّفين اليمينيِّين مثل سموتريتش و(إيتمار) بن غفير»، الذي استقال من وزارة الأمن القومي الإسرائيلية بسبب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

في يومه الأول في منصبه، وقّع ترامب أمراً تنفيذياً لإلغاء عقوبات إدارة بايدن ضدّ المستوطنين الإسرائيليِّين المسؤولين عن العنف والاستيلاء على الأراضي ضدّ الفلسطينيِّين في الضفة الغربية.

ويُعدّ ضَمّ الضفة الغربية هدفاً مشتركاً بين القوميِّين المتشدّدين اليهود والعديد من المسيحيِّين الإنجيليِّين، بمَن فيهم هاكابي، إذ يَرَون أنّ الصراع في الشرق الأوسط - والصراع على الأرض نفسها - علامة على المجيء الثاني للمسيح.

خلال زيارته إلى الضفة الغربية عام 2017، صرّح هاكابي بأنّه «لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية»، معتبراً أنّ المستوطنات الإسرائيلية، التي تُعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، ليست مستوطنات بل «أحياء. لا يوجد شيء اسمه احتلال».

إنّ استيلاء إسرائيل أو الولايات المتحدة على الأراضي الفلسطينية سيقضي عملياً على فُرَص تحقيق هدف ديبلوماسي آخر يسعى إليه ترامب، وهو تطبيع العلاقات الديبلوماسية بين إسرائيل والسعودية. وأكّدت الحكومة السعودية أنّ على إسرائيل اتخاذ خطوات ملموسة نحو دولة فلسطينية مستقلة إذا كان هناك أي احتمال لأن تعترف المملكة رسمياً بإسرائيل.

وبعد ساعات من مؤتمر ترامب الصحافي، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً أكّد أن «إقامة الدولة الفلسطينية موقف ثابت وراسخ للمملكة».

مع احتمال تعارض طموحات ترامب في المنطقة، يعتقد رابينوفيتش أنّ الرئيس قد يكون مقتنعاً في النهاية بمنع أي تحرّك إسرائيلي لضمّ الضفة الغربية: «إذا كان يريد صفقة سعودية».

منذ عودته إلى منصبه عام 2022، أصبح نتنياهو أكثر وضوحاً بشأن معارضته للسيادة الفلسطينية، وتفاخر العام الماضي بأنّ «إصراري هو ما منَع، على مدى السنوات الماضية، إقامة دولة فلسطينية كانت ستُشكّل خطراً وجودياً على إسرائيل».

عندما كانت حكومته تستعد لتولّي السلطة في كانون الأول 2022، أصدرت إعلاناً حول «الحق الحصري وغير القابل للتصرّف للشعب اليهودي في جميع أجزاء أرض إسرائيل»، وتعهّدت بتعزيز الاستيطان اليهودي في جميع المناطق، بما في ذلك الضفة الغربية المحتلة.

منذ ذلك الحين، أوفى نتنياهو بهذا التعهّد من خلال منح سموتريتش سلطات جديدة واسعة على إدارة الضفة الغربية. وندّد منتقدون بهذه الخطوة، التي منحت سموتريتش، وهو مدني، صلاحيات كانت في السابق تخضع إلى إشراف الجيش، باعتبارها شكلاً من أشكال الضَمّ الفعلي.

ويرى المحلّلون أنّ أحدث التعيينات الحكومية لنتنياهو هي محاولة لترسيخ هذه الفرصة. فالسفير الإسرائيلي الجديد في واشنطن، يحيئيل لايتر، مستوطن في الضفة الغربية، وكان متحدّثاً باسم حركة المستوطنين.

كما أنّ كارولين غليك، المستشارة التي عيّنها نتنياهو أخيراً ورافقته إلى واشنطن هذا الأسبوع، لطالما دفعت باتجاه ضمّ الضفة الغربية ورفضت فكرة الدولة الفلسطينية.

--------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / خطة ترامب لغزة تعكس دفعاً أوسع لضمّ الأراضي الفلسطينية

2025-02-07

دلالات: