الرئيسية / العالم العربي /أخبار عربية /قمة الرفض العربي لتهجير غزة في مصر... ترامب يتراجع خطوة ونتنياهو يُماطل

جريدة صيدونيانيوز.نت / قمة الرفض العربي لتهجير غزة في مصر... ترامب يتراجع خطوة ونتنياهو يُماطل

 

Sidonianews.net

----------------------

سميح صعب

المصدر: "النهار"

على وقع تداعيات الزلزال السياسي الذي أحدثه اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستيلاء الولايات المتحدة على قطاع غزة وتهجير سكانه وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفداً إلى الدوحة للبحث مع الوسطاء في المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار مع "حماس".   

الرفض العربي والدولي لتهجير مليوني فلسطيني إلى مصر والأردن ودول أخرى، في سياق الحل العقاري الذي اقترحه ترامب لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، انتقل من مستوى الإدانات، إلى التحرك العملي، عبر القمة العربية الطارئة التي ستستضيفها مصر في 27 شباط/فبراير الجاري، من أجل مناقشة "المستجدات الخطيرة" المتعلقة بالقضية الفلسطينية، في إشارة غير مباشرة  إلى اقتراح ترامب.     

الموقف العربي الذي أجمع على رفض تهجير الفلسطينيين والتمسك بحل الدولتين، جعل ترامب يتراجع خطوة إلى الوراء، عندما قال ليل السبت، إنه "لا يتعجل" وضع اقتراحه موضع التنفيذ، في وقت توجه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى واشنطن، بينما يستعد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هذا الأسبوع لجولته الأولى في المنطقة.

روبيو، سعى قبل جولته إلى التخفيف من حدة الصدمة التي خلفها اقتراح ترامب، من طريق القول إن نقل السكان من غزة سيكون موقتاً، وإن في إمكانهم العودة بعد إعادة إعمار القطاع، التي توقع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أن تستغرق ما بين 10 سنوات و15 سنة.   

في ظل هذه الأجواء المشحونة، التقط نتنياهو موقف ترامب ليبني عليه سياساته حول مستقبل القطاع، وبينها محاولته تمديد المرحلة الأولى لاتفاق وقف النار، والمماطلة في الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي قد تنجم عنها أثمان سياسية تهدد ائتلافه الحكومي، مع تهديد وزير المال بتسلئيل سموتريتش بإسقاط الحكومة وعدم الاكتفاء بالاستقالة فحسب، في حال مضى نتنياهو في تنفيذ المرحلة الثانية التي تنص على انسحاب إسرائيلي كامل من غزة، تمهيداً للمرحلة الثالثة التي تنص على إعادة الإعمار.   

الغطاء الذي وفره اقتراح ترامب حول غزة، يتيح لنتنياهو المناورة داخلياً، من طريق إطالة أمد التفاوض حول المرحلة الثانية من دون الدخول في التنفيذ، في وقت يسترضي سموتريتش وسائر اليمين المتشدد بتوسيع العملية العسكرية في الضفة الغربية، وهذا ما حصل فعلاً مع توغل الجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس بعد طولكرم وجنين ومخيمها. التصعيد في الضفة، يأتي بمثابة جواب من نتنياهو على منتقدي الانسحاب من محور نتساريم في وسط غزة أمس.

ونتنياهو العائد من واشنطن بأكثر من سبعة مليارات دولار من الدعم التسليحي، وبوعد من الرئيس الأميركي بـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" عبر تهجير سكان غزة وسيطرة أميركا على القطاع، يجد نفسه أقوى سياسياً مما كان عليه قبل زيارة الولايات المتحدة. وهذا الزخم، سيجعل سموتريتش يتريث في الاستقالة، لا بل أن وزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير يجد أن الأجواء باتت مهيأة لينضم مجدداً إلى الإئتلاف الحكومي الذي خرج منه عقب موافقة نتنياهو على وقف النار في 19 كانون الثاني/يناير.   

لم تعد المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة، هي الاختبار الفعلي لما يعتزمه نتنياهو حيال غزة، وإنما انتقلت الأمور إلى مستوى أعلى من التوتر مع اقتراح ترامب، الذي أضعف كثيراً من الآمال التي برزت عقب وقف النار، في منطقة يسيطر عليها عدم اليقين على جبهات ساخنة أخرى، وبينها تساؤلات عما إذا كانت إسرائيل ستنفذ انسحاباً كاملاً من جنوب لبنان في 18 شباط الجاري، مع استمرار الخروق الإسرائيلية وشن غارات في الجنوب والبقاع، بالتزامن مع الحماوة التي تشهدها الحدود اللبنانية-السورية.   

---------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / قمة الرفض العربي لتهجير غزة في مصر... ترامب يتراجع خطوة ونتنياهو يُماطل

 

 

2025-02-10

دلالات: