الرئيسية / العالم العربي /أخبار عربية /قلقاً من خطة ترامب لغزة... القادة العرب يعقدون مشاورات

جريدة صيدونيانيوز.نت / قلقاً من خطة ترامب لغزة... القادة العرب يعقدون مشاورات

 

Sidonianews.net

--------------------

الجمهورية

باتريك كينغسلي وفيفيان يي- نيويورك تايمز

بعد أن صدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم العربي الشهر الماضي باقتراحه ترحيل سكان غزة بالكامل من القطاع، أعاد مساعدوه صياغة الفكرة على أنّها دعوة لقادة الشرق الأوسط: «إمّا أن تقدّموا خطة أفضل، أو سيُنفّذ الأمر بطريقتنا».

أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأسبوع الماضي: «جميع هذه الدول تدّعي أنّها تهتم بالفلسطينيّين. إذا كان لدى الدول العربية خطة أفضل، فهذا رائع».

الآن، تحاول حكومات دول عربية عدة القيام بذلك بالضبط. فوفقاً لديبلوماسيِّين ومسؤولين مطلعين على المساعي، يعمل ممثلون عن مصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات بشكل سرّي على تنسيق رؤية بديلة لغزة، تتضمّن قيام الدول العربية بتمويل وإدارة إعادة إعمار القطاع، مع إبقاء سكانه في أماكنهم والحفاظ على إمكانية قيام دولة فلسطينية.

ومن المقرّر أن يضع المبعوثون من الدول الـ5 تفاصيل الخطة غداً في السعودية، ثم مرّة أخرى في قمة أوسع نطاقاً في 4 آذار في القاهرة. وفي تلك الاجتماعات، من المتوقع أن تقترح مصر تشكيل لجنة من التكنوقراط الفلسطينيّين وقادة المجتمع، لا ينتمون إلى «حماس»، لتولّي إدارة غزة بعد الحرب، وفقاً لديبلوماسيَّين عربيَّين ومسؤول غربي رفيع المستوى والسيناتور الديموقراطي كريس فان هولين من ولاية ماريلاند، الذي أوضح أنّه تحدّث خلال الأسبوع الماضي مع وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن بشأن المقترح المتطوّر.

وأضاف فان هولين: «سيكون التركيز الكبير على إظهار أنّ هناك خطة قابلة للتطبيق لإعادة الإعمار، وأنّنا سنستثمر الموارد هناك. وجهة نظرهم هي أنّ ترامب رجل عقارات تحدّث عن إعادة تطوير غزة، لذا فهم يُريدون وضع خطة عملية تُظهر لترامب أنّه يمكن إعادة بناء غزة وتوفير مستقبل لمليونَي فلسطيني من دون إجبارهم على مغادرة القطاع».

وعلى رغم من أنّ هذه الأفكار قد تُطرح كبديل جديد، إلّا أنّها ليست مستحدثة تماماً. فقد روّجت مصر لفكرة اللجنة التكنوقراطية منذ أشهر، واستضافت قادة فلسطينيّين في القاهرة لمناقشتها. وعلى مدى عقود، دعا القادة العرب إلى إقامة دولة فلسطينية تشمل غزة. حتى الحكومة الإسرائيلية أبدت، على نحو غير معلن، انفتاحاً لفكرة قيام القادة العرب بدور إشرافي في غزة بعد الحرب.

لكنّ التحدّي يكمن في أنّ العقبات التي تواجه هذه الأفكار قديمة في قدمها. فالقيادة الإسرائيلية تعارض خطط ما بعد الحرب التي قد تمهّد الطريق للسيادة الفلسطينية، بينما لن يدعم القادة العرب سوى إطار عمل يُتيح، ولو اسمياً، مساراً نحو إقامة دولة فلسطينية.

كما أنّهم يُريدون موافقة السلطة الفلسطينية، وهي الجهة المعترف بها دولياً التي كانت تُدير غزة قبل أن تُسَيطر عليها «حماس» قبل نحو عقدَين. لكنّ رئيس السلطة، محمود عباس، بدا متردّداً حيال أي هيكل حُكم لما بعد الحرب لا يمنحه السيطرة الكاملة على القطاع، وهو موقف يجعله في خلاف مع فكرة اللجنة التكنوقراطية.

من جهة أخرى، أعرب مسؤولو «حماس» عن استعدادهم للتنازل عن السيطرة على الشؤون المدنية للجنة، لكنّهم رفضوا حَلّ جناحهم العسكري، وهو موقف غير مقبول بالنسبة إلى كل من إسرائيل وترامب، اللذَين يسعيان إلى نزع سلاح «حماس» بالكامل.

وأوضح إبراهيم دلالشة، مدير مركز «هورايزون» للأبحاث السياسية في رام الله، بالضفة الغربية: «التحدّي الأكبر الذي يواجه القادة العرب هو تقديم خطة واقعية يمكن فرضها على الفصائل الفلسطينية، وتكون في الوقت عينه مقبولة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل. ستكون عملية معقّدة للغاية».

ومن بين التساؤلات المطروحة: مَن الذي سيُكلَّف بتأمين غزة ومنع «حماس» من مهاجمة إسرائيل؟ فالمسؤولون الإسرائيليّون يُريدون أن يتمتع جيشهم بحرّية عملياتية طويلة الأمد في غزة، لكن من الصعب على القادة العرب دعم مثل هذا الترتيب علناً.

ويأمل بعض الأطراف في أن تُقدّم مصر ودول الخليج قواتها الخاصة. ففي الشهر الماضي، سمحت مصر لشركة أمنية مصرية خاصة بالمساعدة في تشغيل نقطة تفتيش داخل غزة، وهو ترتيب اعتبره بعض الديبلوماسيّين والمحلّلين نموذجاً أولياً لعملية أوسع نطاقاً. لكن من غير الواضح ما إذا كان القادة العرب مستعدّين لإرسال قوة أكبر لتأمين منطقة أوسع، ومن غير المرجّح أن تقبل «حماس» مثل هذا التدخّل.

وأكد أسامة حمدان، المسؤول البارز في «حماس»، خلال مؤتمر عُقِد في قطر الأسبوع الماضي: «أي طرف يُريد أن يحل محل إسرائيل سيُعامل كما تُعامل إسرائيل».

أمّا العنصر الأكثر وضوحاً في الخطة المصرية، فهو إعادة إعمار غزة مع إبقاء الفلسطينيّين داخل القطاع، بدلاً من إجبارهم على الخروج إلى مصر أو الأردن، كما اقترح ترامب.

وقد طرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هذه الرؤية في خطوطها العريضة خلال اجتماعات عقدها يوم الأحد مع رونالد لاودر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، وولي العهد الأردني الأمير حسين. وبحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية، ناقش السيسي مع الأمير الأردني «ضرورة البدء الفوري في إعادة إعمار قطاع غزة، من دون تهجير الفلسطينيِّين من أراضيهم».

ورأى سمير فرج، الجنرال المصري المتقاعد، أنّ مصر ستستعين بمجموعة من الشركات المحلية والدولية لإعادة إعمار غزة خلال فترة تمتد من 3 إلى 5 سنوات. وأوضح فرج، المقرّب من المسؤولين المصريّين، أنّ المرحلة الأولى ستتضمّن زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة وإزالة الأنقاض، تليها مرحلة بناء المستشفيات والمدارس والبنى التحتية الأخرى.

--------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / قلقاً من خطة ترامب لغزة... القادة العرب يعقدون مشاورات

 

2025-02-20

دلالات: