Sidonianews.net
-----------------
جاد ح. فياض
المصدر: "النهار"
تماطل إسرائيل قبل الانتقال الجدّي إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى، ولا تزال انتقادات حركة "حماس" تطاولها لجهة عدم تطبيق "البروتوكول الإنساني" كاملاً مع تقييد دخول بعض المساعدات المرتبطة بالغذاء والدواء والآليات الثقيلة التي من المفترض أن ترفع الأنقاض لانتشال جثامين ضحايا الحرب.
لكن المستجد الأخطر كان إرجاء إسرائيل إطلاق أكثر من 600 سجين ومعتقل فلسطيني كانت قد وافقت على إطلاقهم السبت بعدما سلّمت "حماس" ستة رهائن إسرائيليين، وقد برّر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأجيل الإفراج عن الفلسطينيين بـ"الانتهاكات المتكررة" من "حماس"، مشيراً إلى أن الإفراج سيؤجّل الى حين تسليم الدفعة التالية من الرهائن "دون طقوس الإهانة أو أيّ مراسم استفزازية".
الأكاديمي والباحث في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة يقول إن تأجيل نتنياهو الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين و"تعطيل العملية" كان متوقعاً و"ليس مستبعداً". وفي حديث لـ"النهار"، يربط عرقلة نتنياهو لتطبيق الاتفاق بـ"اشتراطات" يصعّد ويرفع من خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي السقف لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق.
يريد نتنياهو من هذه العرقلة بقاء المراوحة في المرحلة الأولى، ولا يريد الانتقال إلى المرحلة الثانية التي يجب فيها إعلان انتهاء الحرب بشكل كامل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع. وبرأي هلسة، فإن نتنياهو يريد "الاستمرار في تبادل الرهائن لكن دون تنفيذ استحقاقات أخرى مترتبة على إسرائيل"، كإعلان انتهاء الحرب أو إدخال المزيد من المساعدات للقطاع، خصوصاً أنّه يواجه معارضة داخلية من اليمين المتطرف.
وفي السياق نفسه، فإن الشروط الإسرائيلية التعجيزية قد تطيح الاتفاق أيضاً، لأن "حماس" قد لا توافق على اشتراطات مرتبطة بتسليم السلاح ومغادرة قياداتها قطاع غزّة، بالإضافة إلى حرية الحركة الإسرائيلية لتنفيذ ضربات عسكرية ضد حركة "حماس" ومحاولات ترميم بنيتها العسكرية، وهي شروط قد تكون في إطار عرقلة مفاوضات المرحلة الثانية والمراوحة في المرحلة الأولى.
يتطرّق هلسة إلى الحركة المشبوهة لنتنياهو، التي قد يهدف من خلالها إلى الإبقاء على المرحلة الأولى أو تطيير الاتفاق، وبرأيه، إعلان "نتنياهو عن إنذار أخير بسقف زمني يُمهل فيه ’حماس‘ مُدةً ما، لتفرج عن كل الأسرى الإسرائيليين الباقين لديها دفعةً واحدة، وإلّا فإنه ’سيفتح الجحيم على غزة‘، وهذا يعني ضمناً نسف التهدئة والعودة إلى الحرب".
من جهتها، نددت حركة "حماس" بشدة بقرار إسرائيل تأجيل إطلاق سراح سجناء ومعتقلين فلسطينيين، وقال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق إن قرار "نتنياهو يعكس محاولة متعمدة لتعطيل الاتفاق، ويمثل خرقاً واضحاً لبنوده، ويظهر عدم موثوقية الاحتلال في تنفيذ التزاماته"، وبالتالي فإن الإشارات توحي بأن نتنياهو لا يريد تقدّم المفاوضات وإنجاز الصفقة.
في المحصلة، فإن النوايا المبيّتة لنتنياهو وحتى الظاهرة منها لا توحي بأن إسرائيل تريد استكمال اتفاق الهدنة في الوقت الحالي، ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي المماطلة لترتيب البيت الداخلي في ظل المعارضة الشرسة للاتفاق من قبل صقور اليمين المتطرف، وعلى رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموترتيش، لكن من غير المرتقب أن يسقط الاتفاق برمّته لكونه مبرماً بضمانات أميركية ترامبية.
------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / نتنياهو يُفخّخ المفاوضات ويؤجّل تسليم أسرى فلسطينيين... هل يصمد الاتفاق؟
2025-02-24