الرئيسية / العالم العربي /فلسطين المحتلة /القادة العرب يجتمعون في قمة طارئة لوضع خطة بشأن أزمة غزة

جريدة صيدونيانيوز.نت / القادة العرب يجتمعون في قمة طارئة لوضع خطة بشأن أزمة غزة

 

Sidonianews.net

---------------------

الجمهورية

فيفيان يي وإسماعيل نعار- نيويورك تايمز

في محاولة لمواجهة اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ«تطهير» غزة، يسعى القادة العرب إلى صياغة رؤيتهم الخاصة للأراضي الفلسطينية.

اجتمع القادة العرب في قمة طارئة، أمس في القاهرة، وسط ضغوط لإيجاد ما كان بعيد المنال لعقود: رؤية عربية شاملة لغزة، وذلك في وقت تترنّح فيه الهدنة بين إسرائيل و«حماس»، بينما تسيطر إسرائيل، المدعومة من الرئيس ترامب، على زمام الأمور.

السبت، عنوَنت صحيفة «الأهرام» الرسمية المصرية، «قمة عربية: مهمّة إنقاذ»، في مقال يستعرض «المهمّة الشاقة» التي تواجه القادة العرب.

ويُتوقع أن يُصادق المندوبون على اقتراح مصري يقضي بإنفاق 53 مليار دولار لإعادة إعمار غزة، من دون نقل الفلسطينيِّين من القطاع كما اقترح ترامب، وفقاً لمسودة أولية للمقترح، حصلت عليها صحيفة «نيويورك تايمز» من ديبلوماسي عربي.

كما يدعو المقترح إلى تشكيل لجنة من التكنوقراط وشخصيات غير مرتبطة بـ«حماس» لإدارة القطاع لفترة أولية مدّتها 6 أشهر. ولم ترد الحكومة المصرية على طلب للتعليق، لكنّ رئيس تحرير «الأهرام الأسبوعية»، وهي وسيلة إعلامية مملوكة للدولة، أكّد صحة الوثيقة.

ردّ الفعل العربي على خطة ترامب

عُقدت القمة العربية رداً على اقتراح ترامب الشهر الماضي بطرد الفلسطينيِّين من غزة إلى مصر والأردن، وتحويل القطاع إلى مركز سياحي - ما رفضه معظم العالم باعتباره تطهيراً عرقياً.

وقد عارضت مصر والأردن وحلفاء عرب آخرون الخطة الأميركية بشدّة، مُعتبرين أنّها ستقضي على أي أمل متبقٍ في إقامة دولة فلسطينية وستؤدّي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.

وعلى رغم من أنّ ترامب بدا أخيراً أكثر ليونة في موقفه لأنّه «لا يفرض» فكرته على أحد، إلّا أنّ العالم العربي لا يزال يشعر بقلق عميق. وما يَزيد من المخاوف، عدم اليقين بشأن وقف إطلاق النار في غزة، الذي أوقف إراقة الدماء هناك لمدة 6 أسابيع، وشهد تبادلاً للأسرى بين إسرائيل و«حماس».

وفي أحدث أزمة تُهدّد الاتفاق، بدأت إسرائيل الأحد في منع دخول جميع المساعدات والبضائع إلى غزة، في محاولة للضغط على «حماس» لتمديد المرحلة الأولى من الهدنة، التي انتهت للتو، ومواصلة تبادل الأسرى من دون المضي قدماً نحو إنهاء الحرب بشكل دائم.

كما طردت إسرائيل أخيراً عشرات الآلاف من الفلسطينيِّين من منازلهم في الضفة الغربية المحتلة، ورفضت السماح لهم بالعودة، ممّا زاد من المخاوف العربية من أنّها ستحاول ضمّ الضفة الغربية.

وتدّعي إسرائيل أنّها تتعامل مع تهديد متزايد من المسلحين في الضفة الغربية. وينفي الجيش الإسرائيلي تنفيذ أي عمليات إجلاء قسرية، لكنّه أعلن أنّه أمر السكان بمغادرة المباني القريبة ممّا وصفه بـ»مخابئ المسلحين».

البحث عن رؤية عربية موحّدة

لطالما كان الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني قضية محوَرية في الشرق الأوسط. لكنّ الأحداث الأخيرة دفعت القضية إلى الواجهة، ممّا أجبر الدول العربية على السعي خلال الأسابيع الماضية إلى صياغة خطة بديلة لمقترح ترامب.

وعلى رغم من أنّ الدول العربية تُصرّ على قيام دولة فلسطينية وترفض التهجير القسري، إلّا أنّها لم تتوصّل بعد إلى رؤية بديلة لغزة، فضلاً عن واحدة يمكن للفصائل الفلسطينية السياسية، إسرائيل، الولايات المتحدة، ودول أخرى قبولها.

ولا تزال هناك أسئلة رئيسة، مثل كيفية حُكم غزة، إدارة أمنها، إعادة إعمارها، وإبعاد «حماس»، التي لا تزال القوة المهَيمنة في القطاع.

كما أنّ أي خطة يجب أن تتعامل مع قضية أكثر جوهرية: فبينما لن يدعم القادة العرب سوى إطار عمل يشمل، ولو شكلياً، طريقاً نحو إقامة دولة فلسطينية، فإنّ القادة الإسرائيليِّين يعارضون أي مسار يقود إلى السيادة الفلسطينية. وقد اجتمع قادة مصر والأردن ودول الخليج العربي الشهر الماضي في الرياض، لوضع استراتيجية قبل قمة القاهرة، التي ضمّت جميع الأعضاء الـ22 في جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس المجلس الأوروبي.

غياب قيادات رئيسية عن القمة

لكنّ قادة اثنَين من أقوى دول الخليج - السعودية والإمارات - لم يحضرا قمة القاهرة، ممّا أثار تساؤلات حول ما إذا كان هناك دعم عربي موحّد للخطة المصرية.

وبحسب مسودة المقترح، فإنّ اللجنة الانتقالية الحاكمة ستُمهّد الطريق أمام عودة السلطة الفلسطينية، الهيئة المعترف بها دولياً وتدير أجزاء من الضفة الغربية، إلى غزة «بشكل كامل». وكانت السلطة تدير غزة حتى سيطرت عليها «حماس» بالقوة عام 2007 بعد فوزها في الانتخابات البرلمانية عام 2006. ويُصرّ المسؤولون العرب على أنّ غزة والضفة الغربية يجب أن تكونا موحّدتَين كدولة واحدة، ويجب أن تكونا مترابطتَين في أي نقاشات حول غزة. لكنّ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بدا حتى الآن متردّداً في تأييد أي ترتيب إداري لا يضعه في السيطرة الكاملة على غزة.

مستقبل غزة الأمني وإعادة الإعمار

إحدى المسائل العالقة تتعلق بمَن سيُدير أمن غزة بعد انتهاء الحرب بشكل دائم. فوفقاً للمسودة، تقترح مصر نشر قوة دولية في غزة والضفة الغربية، لكنّها لم تُحدِّد الدول التي قد توفّر الجنود لهذه القوة.

من جهتها، أعلنت «حماس» في بيان أنّها ستكون مستعدة لتسليم السيطرة على الشؤون المدنية إلى لجنة حاكمة لا تكون جزءاً منها، بشرط أن يُحدَّد مستقبل غزة بعد الحرب بناءً على «إجماع وطني فلسطيني».

لكنّها ترفض نزع سلاحها في غزة، وهو مطلب أساسي لكل من إسرائيل وترامب. وأكّد المبعوث الأميركي الأعلى للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في مقابلة على قناة CBS الشهر الماضي، أنّ «حماس يجب أن تزول». بينما أكّد أحد المنافذ الإعلامية التابعة لـ«حماس» أمس أنّ «أسلحة المقاومة خط أحمر».

وتعترف الخطة المصرية بصعوبة نزع سلاح الجماعات الفلسطينية في غزة، لكنّها تشير إلى أنّ المقاومة المسلحة الفلسطينية ستختفي فقط إذا حصل الفلسطينيّون على دولتهم وحقوقهم، مشيرةً إلى أنّ هذه المسألة يمكن حلّها «إذا أُزيلت أسبابها من خلال أفق واضح وعملية سياسية موثوقة تضمن الحقوق المشروعة للفلسطينيِّين».

تفاصيل خطة إعادة الإعمار

تُعدّ الخطة المصرية أكثر تفصيلاً بشأن إعادة إعمار غزة. فبحسب المسودة، سيتمّ إيواء الفلسطينيِّين في غزة في وحدات سكنية موقتة مصنوعة من الحاويات في 7 مواقع مختلفة داخل القطاع، مع إقامة نحو 6 أشخاص في كل وحدة. في المرحلة الأولى، التي ستستمر 6 أشهر وتُكلّف 3 مليارات دولار، ستُزال الأنقاض والذخائر غير المنفجرة، وإسكان 1,2 مليون شخص في وحدات سكنية موقتة، وبدء ترميم 60,000 وحدة سكنية تضرّرت جزئياً.

في المرحلة التالية، التي تتوقع مصر أن تُكلِّف 20 مليار دولار وتستمر حتى عام 2027، فسيُعاد بناء البنية التحتية والإسكان الدائم، واستخدام الأنقاض لتوسيع مساحة غزة باتجاه البحر. وخلال المرحلة النهائية، التي ستستمر حتى عام 2030 بتكلفة 30 مليار دولار، ستُبنى مناطق صناعية، ميناء صيد، ميناء بحري، ومطار.

ومن المتوقع أن تموّل الدول الخليجية الغنية بالنفط عملية إعادة إعمار غزة، على رغم من أنّ المسؤولين المصريِّين اقترحوا أيضاً أن تساهم أوروبا في التمويل. وتؤكّد المسودة إنّ مصر ستعقد مؤتمراً للمانحين لجمع التمويل والاستثمارات «في أقرب وقت ممكن».

--------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / القادة العرب يجتمعون في قمة طارئة لوضع خطة بشأن أزمة غزة

 

 

 

2025-03-05

دلالات: