الرئيسية / أخبار لبنان /الرئيس سعد الحريري /الأخبار: إنعكاسات قرار الرئيس سعد الحريري حول الإنتخابات البلدية؟ وماذا عن أحمد هاشمية؟ | هل سلمت السعودية بيروت للقوات؟

جريدة صيدونيانيوز.نت / الأخبار: إنعكاسات قرار الرئيس سعد الحريري حول الإنتخابات البلدية؟ وماذا عن أحمد هاشمية؟ | هل سلمت السعودية بيروت للقوات؟

 

Sidonianews.net

--------------

الأخبار

كما كان متوقّعاً، أصدر الرئيس سعد الحريري أمس، قراره بإعلان عزوف «تيّار المستقبل» عن المُشاركة في الانتخابات البلديّة ترشيحاً وتأييداً، محذّراً من «أي محاولة من أي طرف في العاصمة بأن يُنصِّب نفسه متحدّثاً باسم التيار أو وصياً على جماهيره».

صحيح أن الحريري عزا عدم تدخّله إلى أنّ «الانتخابات البلدية هي انتخابات أهلية إنمائية غير سياسية»، إلّا أنّ السبب الحقيقي يكمن في عدم قدرته على القفز فوق الإيعاز السعودي بمنع تياره من المُشاركة في الترشيح ولا حتّى في تشكيل اللوائح، بما يُظهر نيّة واضحة لدى الرياض بالقضاء على «الحريريّة السياسيّة» من دون الأخذ في الاعتبار ما يشكّل الحريري من حيثيّة شعبيّة، ولما له من قدرة على تشكيل لائحة ائتلافيّة تضمن مبدأ المناصفة في مجلس بلديّة بيروت.

وهكذا وضعت الكيد السياسي فوق كلّ اعتبار، لتبدأ بخطّتها التنفيذيّة في «إبادة» التيار شعبياً وسياسياً، من بوابة الانتخابات البلديّة، علماً أن قرار السعودية شمل المقرّبين من الحريري، وتحديداً رئيس «جمعيّة بيروت للتنمية الاجتماعيّة»، أحمد هاشميّة الذي تبلّغ من رئيس «التيار» مساء أمس الأوّل ضرورة انسحابه من أي مفاوضات لتشكيل لائحة ائتلافيّة من العائلات بدعمٍ من الأحزاب.

القرار بمنع هاشمية شكّل مفاجأة للعاملين على خط الوساطات، بعدما كان يسعى هاشمية المقرّب من رئيس «المستقبل» والحامل لجنسيّة سعودية أن يلعب دور «عرّاب» اللائحة، ولكنّ «الحُرم» السعودي كان أقوى. فيما بدأت القوى تترقّب إذا ما كانت الـ«بلاك ليست» التي وضعها الديوان الملكي سيُضاف إليها المزيد من القوى والشخصيات، متسائلةً عمّا إذا كان «الفيتو» المرفوع ضد «الجماعة الإسلامية» سيشمل أيضاً المقرّبين من قطر، كبعض النوّاب والجمعيّات الدينية البعيدة عن السعوديّة كعددٍ من جمعيّات «المنتدى الإسلامي» ومن بينها «الإرشاد والإصلاح».

في السياق ذاته، فقد جمّد «الفيتو» السعودي الاجتماعات بين القوى السياسية في العاصمة من أجل تشكيل لائحة ائتلافية بالتنسيق مع الأحزاب المسيحيّة بما يضمن مبدأ المناصفة في المجلس.

كما تسبّب بخلط الأوراق على مستوى الحصص التي كان متفقاً عليها، خصوصاً أن الخطة السعودية تقضي أيضاً بأن يتولى النائب فؤاد مخزومي بالتنسيق مع «القوات اللبنانية» استغلال غياب الحريري لتشكيل لائحة بالتحالف مع الرئيسيْن نواف سلام وفؤاد السنيورة، والاستحواذ على الحصة التي كانت محسوبة لـ«المستقبل» والتّعامل كما لو أنّهم يشكّلون الأكثرية البيروتيّة باستبعاد القوى الأُخرى.

ولم يُعرف بعد ما إذا كانت «جمعية المشاريع الخيريّة الإسلاميّة» سترضى باستمرار هذا الحلف في حال غياب القوى الأُخرى، إذ يشير مسؤولوها إلى ضرورة انخراط السياسيين في دعم الكفاءات من العائلات.

كلّ ذلك دفع إلى التريث في اتّخاذ القرارات وعودة الماكينات الانتخابية إلى «حسبة» جديدة توضح كيفيّة توجّه جمهور «المستقبل»، وعمّا إذا كان القرار السعودي سيؤدي إلى ردّة فعل شعبيّة تنتج هزالة في التصويت في بيروت، إلّا في حال كان هناك قرار بالدعم من تحت الطاولة، خصوصاً أنّ غياب أصوات «المستقبل» وزيادة الخلاف بين القوى السنيّة قد يؤدّيان إلى الإطاحة بالمناصفة.

كما انسحب هذا الإرباك على الأطراف الأُخرى، وتحديداً الأحزاب المسيحيّة والثنائي الشيعي، إذ يقول مقرّبون من رئيس مجلس النوّاب نبيه بري إنّ «انسحاب الحريري سبّب خلطاً للأوراق، خصوصاً لناحية دور «المستقبل» في كوْنه مايسترو تشكيل لائحة تحفظ المناصفة، إلا أنّ القرار لم يكن مفاجئاً بالنسبة إلينا»، لافتين إلى «أنّنا لا نزال نعمل ونتواصل مع جميع الأطراف لتشكيل لائحة ائتلافية تضمن المناصفة وتمثّل كلّ أطياف العاصمة، بهدف وصول مجلس بلدي متجانس يعمل من أجل الإنماء عبر مرشّحين لديهم الكفاءة والخبرة والنزاهة. ولذلك، نريد أن تكون اللائحة من العائلات على أن تدعمها الأحزاب».

وتبدّت خلال المفاوضات إشكاليّة تمثيل المسيحيين في بيروت الثانية (رأس بيروت وزقاق البلاط)، فيما ترفض «القوات» هذا الطرح، وهو ما أدّى إلى انزعاج الثنائي وبعض الكتل السنّية من محاولة «القوات» الاستئثار باللائحة بالتنسيق مع بعض الأطراف السنّية، علماً أن بعض القوى السنّية المتحالفة مع الثنائي و«التيار الوطني الحر» تمتلك القوة التجييرية لتشكيل لائحة لديها أفضلية الفوز.

في المقابل، تزداد حظوظ المرشح إلى الرئاسة بسّام برغوت الذي ينال دعماً مباشراً من المحسوبين على الرئيسيْن سلام والسنيورة، إضافةً إلى موافقة النائب مخزومي. ويبدو أنّه الأكثر قدرة على التشكيل بعد خروج «المستقبل» وهاشميّة من المفاوضات، على اعتبار أنّ «الزرق» كانوا ينوون التمحيص أكثر في الأسماء المرشّحة قبل إعلان دعمهم لمرشّح واحد.

وسيكثّف برغوت من جولاته واتصالاته، وسيجمع إلى مائدته صباح السبت عدداً من القوى والشخصيات البيروتية التي دعاها إلى ترويقة في «مقهى مندلون». في حين لم تظهر «جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة» ممثّلة برئيسها فيصل سنو دعماً واضحاً لبرغوت.

وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» أنّ السنيورة التقى أمس المرشّح إلى الرئاسة أحمد مختار خالد، وأعطاه وعداً بإمكانية دعمه سياسياً بعد إعداده لمشروعه الانتخابي وتصوّره لفريق عمله داخل المجلس، وهو ما أثار استغراب المتابعين الذين رأوا في خطوة السنيورة إمّا مناورة على طريقته في «بيع المواقف» أو عدم رضى على برغوت للبدء بالبحث عن البديل.

-----------

جريدة الأخبار 

الأخبار: إنعكاسات قرار الرئيس سعد الحريري حول الإنتخابات البلدية؟  وماذا عن أحمد هاشمية؟ |  هل سلمت السعودية بيروت للقوات؟

2025-04-17

دلالات: