Sidonianews.net
-------------------
الجمهورية
لارا جاكس- نيويورك تايمز
حذّرت الأمم المتحدة من أنّ الوضع الإنساني في غزة قد يكون في أسوأ حالاته منذ بدء النزاع، وأنّ السكان على وشك المجاعة من جديد.
حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي،، إسرائيل كاتس، أمس، من أنّ الحرب في غزة ستشهد قريباً تصعيداً «بقوة هائلة» وحصاراً إنسانياً ممتداً، ما لم تُفرج «حماس» بسرعة عن الرهائن وسط مفاوضات متعثّرة لوقف إطلاق النار.
جاء البيان الصريح والمفصّل لكاتس في وقت يتزايد فيه عدد المسؤولين الأمنيِّين الإسرائيليِّين السابقين الذين يتّهمون الحكومة بإطالة أمد الحرب على حساب الرهائن الذين لا يزالون على قيد الحياة في غزة.
في الوقت عينه، حذّرت الأمم المتحدة من أنّ الوضع الإنساني في غزة قد يكون الأسوأ منذ اندلاع النزاع في تشرين الأول 2023، وأنّ السكان على شفير المجاعة مجدداً.
وأكّد كاتس أنّ القوات الإسرائيلية ستبقى في المناطق التي سيطر عليها الجيش في غزة الشهر الماضي، بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي دام 6 أسابيع. خلال تلك الهدنة، أفرجت «حماس» عن 30 رهينة على قيد الحياة وأعادت جثث 8 آخرين.
وأشار إلى أنّ الجيش الإسرائيلي سيستخدم «قوة هائلة من الجو والبر والبحر» لتدمير أنفاق وبنية «حماس» التحتية فوق الأرض وتحتها، وسيواصل عمليات إجلاء سكان غزة الذين يُجبَرون مرّة أخرى على مغادرة منازلهم هرباً من الضربات. وقد هُجِّر مئات الآلاف من سكان غزة بالفعل.
وتهدف هذه الإجراءات، بحسب كاتس، إلى «تحقيق الإفراج عن جميع الرهائن»، مع التمهيد لهزيمة «حماس» لاحقاً، مضيفاً: «إذا استمرّت «حماس» في رفضها، فستُوَسّع العمليات وننتقل إلى المراحل التالية».
وكان اقتراح أميركي قد طُرح الشهر الماضي من قِبل المبعوث في إدارة الرئيس دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، ينص على أن تطلق «حماس» سراح عدد من الرهائن الأحياء من دون حصولها على ضمانات من إسرائيل بإنهاء الحرب بشكل دائم – وهو ما تطالب به «حماس».
وقد رفضت «حماس» الخطة الأميركية، كما رفضت مطالب نزع سلاحها كجزء من أي تسوية مستقبلية. لكنّ الإحباط يتزايد في إسرائيل من أنّ تصعيد الحرب يُعرّض الرهائن المتبقين إلى مزيد من الخطر.
أمس، انضمّ مئات من كبار ضباط الشرطة الإسرائيلية السابقين إلى مجموعة تضمّ نحو 1000 عنصر من قوات الخدمة والاحتياط، الذين دعوا سابقاً إلى اتفاق تفاوضي فوري للإفراج عن الرهائن.
في الوقت عينه، أقرّ مسؤولو الأمم المتحدة بأنّ الوقت بدأ ينفد بالنسبة إلى نحو مليونَي فلسطيني في غزة يعتمدون على المساعدات الخارجية للبقاء على قيد الحياة.
وأوضح جون وايت، نائب المدير الموقت لعمليات غزة في وكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة، وتُقدِّم المساعدات للفلسطينيِّين، أنّ المساعدات التي أُدخلت إلى غزة خلال الهدنة التي انتهت الشهر الماضي «قد نفدت عملياً. نواجه من جديد احتمال حدوث مجاعة».
في سياق منفصل، أوضحت الوكالة الأممية الرئيسية للشؤون الإنسانية أنّ العمليات العسكرية المكثّفة التي تشنّها إسرائيل، إلى جانب الحصار المفروض على المساعدات، وأوامر الإخلاء، وتعطيل خدمات الرعاية الصحية، «تدفع نحو ما يُرجّح أن يكون أسوأ أزمة إنسانية في قطاع غزة منذ تشرين الأول 2023». ولفتت الوكالة إلى انعدام الأمن الغذائي والمائي بشكل واسع، بالإضافة إلى الهجمات على المستشفيات التي عطّلت «نظاماً صحياً منهاراً أصلاً».
ودعا كاتس، بينما سيواصل الجيش الإسرائيلي منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، إلى «إنشاء بنية تحتية للتوزيع من خلال المجتمع المدني في وقت لاحق».
وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة فوراً من مسؤولين منافسين في الحكومة الإسرائيلية، الذين اتّهموه بالتنازل أمام «حماس»، التي تُسَيطر جزئياً على كيفية توزيع الغذاء في القطاع.
وكتب إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي من اليمين المتطرّف، على وسائل التواصل الاجتماعي: «قطع المساعدات هو أحد أهم أدوات الضغط على «حماس»، وإعادتها قبل أن تركع «حماس» وتُفرِج عن جميع رهائننا سيكون خطأً تاريخياً».
وردّ كاتس بأنّ تصريحاته يجري تحريفها من قِبل «أولئك الذين يحاولون التضليل»، مضيفاً في بيان لاحق: «سياسة إسرائيل واضحة، ولن تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة».
----------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / إسرائيل تهدّد.. تصعيد بقوة هائلة في حرب غزة
2025-04-17