Sidonianews.net
-------------
النهار
تعكس الاستعدادات للزيارة المقبلة لمورغان أورتاغوس إلى لبنان بأنها ستكون إحدى أبرز زياراتها، نظراً للملفات التي ستثار خلالها وتتّسم بطابع مصيري حقيقي
مع أن المعطيات الواقعية والدقيقة تستبعد ما ذهب إليه البعض من حديث عن تفجّر العلاقة بين رئيس الحكومة نواف سلام و"حزب الله"، في ظل رزمة المواقف التي أعلنها سلام في الأيام الأخيرة، مركزاً فيها على التزام رفض أي سلاح خارج إطار الدولة اللبنانية، فإن ذلك لا يخفف أهمية تصاعد ما كانت أوردته "النهار" قبل أيام حول صدام الالتزامات، ليس بين سلام والحزب فقط بل بين الدولة الجديدة كلاً والحزب. وقد اتخذ هذا المسار الحارّ دلالات بارزة للغاية ليس من منطلق اللعب على وتر حساسيات شخصية بين رئيس الحكومة و"حزب الله" لان تصوير الأمر من هذه الزاوية يقلّل أهمية الإصرار الذي يترجمه الرئيس سلام على المضي بجدية كاملة في مسار بسط السلطة الشرعية وإنجاز جمع أو التخلص أو تسليم أي سلاح غير شرعي، بل لكون هذا التركيز المستجد والمتكرر جاء عقب اتفاق عملاني وسياسي لملف تسليم السلاح الفلسطيني في المخيمات، بدءاً بمخيمات بيروت الشهر المقبل. ولذا تحفظت المعطيات التي تعكس حقيقة دوافع التركيز على موضوع السلاح عن إعطاء الراغبين في تقزيم التزامات الدولة والتي يترجمها بوضوح كامل رئيس الحكومة ورقة تصوير الأمر بأنه نزعة تصعيدية لخدمة أي أهداف خارج التزامات الحكومة الموضوعة تحت مجهر مكبّر عربياً ودولياً ومحلياً. كما أن الاقتراب من استحقاق التجديد لقوة اليونيفيل مع ما يثار من مخاوف متجددة حول إمكان تعرّض هذا الاستحقاق لخضّة من خلال إثارة تعديل صلاحياتها يوجب تظهير موقف لبناني حازم للغاية من تنفيذ القرار 1701، في وقت تمعن إسرائيل في إظهار ممارسات مشبوهة لإبقاء الجنوب ساحة اختراقات مفتوحة أمامها وتتوالى التحرشات والاعتداءات عليها من الداخل تحت تسمية "الأهالي"، ومن غير المعروف أي خدمة تؤديها هذه الاعتداءات لأهالي الجنوب؟
في أي حال، تعكس الاستعدادات للزيارة المقبلة التي ستقوم بها نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس بأنها ستكون إحدى أبرز زياراتها، نظراً للملفات التي ستثار خلالها وتتّسم بطابع مصيري حقيقي. وهو الأمر الذي يجعل التوتر المتصاعد حديثاً بين رئيس الحكومة و"حزب الله" على خلفية مواقف سلام من السلاح وضرورة حصره بيد الدولة أكبر من مجرد سجالات مألوفة في اليوميات السياسية.
وبرزت مواقف جديدة للرئيس سلام أمام الجالية اللبنانية في الإمارات خلال حفل أقيم على شرفه في القنصلية في دبي، إذ كرّر أن "لدينا مشروعاً واحداً وهو إعادة بناء الدولة، وهو يقوم أولاً على الإصلاحات المالية والإدارية والسياسية، وقد بدأنا بتحقيق بعض منها رغم أن الحكومة لم يمضِ على نيلها الثقة سوى ثلاثة أشهر… وثانياً، نحن نعمل لتثبيت الأمن وعنوانه استعادة سيادة الدولة وبسط سيادتها على كل الأراضي اللبنانية، وهذا الأمر خصّصنا له ثلاث فقرات في البيان الوزاري وأؤكد على ما جاء في اتفاق الطائف من بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، واسترجاع الدولة اللبنانية قرار الحرب والسلم. والذي يعطّل هذه المسيرة هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للنقاط في الجنوب".
ولم يقتصر الموقف الحكومي على كلام رئيس الحكومة، إذ ردّ وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي على كلام الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم حول معادلة "جيش وشعب ومقاومة" قائلاً: "يستطيع أن يقول ما يشاء إنما الشعب اللبناني لم يعد يريد هذه الثلاثية الخشبية، إنتهى". وأكد أن "الدولة اللبنانية لا تفاوض على سيادتها" واصفاً حزب الله بـ"التنظيم المسلح الخارج عن القانون وبأنه ليس شرعيا" ومتوجهاً إليه بالقول: "سلّم سلاحك وشكّل مع مناصريك حزباً سياسياً عادياً مع العقيدة التي تريدون". وأوضح رجي أن "لا تاريخ محدداً بعد لزيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان، إنما على الأرجح من الآن لغاية أسبوعين".
في المقابل، توجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان برد مباشر على الرئيس نواف سلام قائلاً: "من باب الأخلاقيات التاريخية أقول: أنت رئيس حكومة لبنان بفضل دعم الثورة الإيرانية للمقاومة التي حرّرت لبنان واستعادت الدولة والأرض وهزمت إسرائيل والمفروض شكر من وقف مع لبنان بلحظة الشدة لا التنديد به". ورأى أن "بخصوص "ثنائية السلاح" المنطق السيادي يقول: لا سلاح شرعياً أكثر من شرعية السلاح الذي حرّر لبنان وما زال يحميه، وبمنطق الأرض والتاريخ والتحرير: لا شرعية فوق شرعية سلاح المقاومة والجيش اللبناني، وحين يحصل لبنان على طائرات أف 35 و"منظومات ثاد" عندها نناقش "سلاح المقاومة".
توترات الجنوب
تجدّدت على نحو لافت الإشكالات المفتعلة مع "اليونيفيل"، إذ حصل إشكال بين دورية مؤللة من "اليونيفيل" وأهالي من بلدة ياطر في قضاء بنت جبيل، على خلفية دخول دورية "اليونيفيل" إلى أحد الأحياء في البلدة. وعلى الاثر، توجهت إلى مكان الحادثة قوة من الجيش اللبناني، التي عملت على حل الإشكال بالتنسيق مع الارتباط في" اليونيفيل". وانسحبت الدورية إلى خارج البلدة وتابعت طريقها. وأعلن المتحدث الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي أن "مجموعة من الرجال بملابس مدنية أوقفت جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل في بلدة ياطر، وذلك أثناء قيامهم بدورية مُخطط لها بالتنسيق مع الجيش اللبناني"، وأضاف: "كان الوضع هادئاّ، وتمكّن جنود حفظ السلام من مواصلة طريقهم بعد حوالي ثلاثين دقيقة. وخلافاً لبعض التقارير الإعلامية، لم يُشهر جنود حفظ السلام أسلحتهم". وذكّر الجميع بأن "أنشطتنا تُنسّق مع الجيش اللبناني وأي تدخّل في أنشطة جنود حفظ السلام أمرٌ غير مقبول ويتعارض مع التزامات لبنان بموجب القرار 1701".
أما ميدانياً، فألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه بلدة كفركلا. وشنّت مسيّرة غارة استهدفت الطريق العام لبلدة العباسية بالقرب من الحرج، وألقت صاروخين أحدهما لم ينفجر وتسبّبت بإصابة. واستهدفت قذيفة مدفعية إسرائيلية أطراف بلدة كفرشوبا، إضافة إلى تمشيط من موقع رويسات العلم الإسرائيلي. كذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي في موقع بياض بليدا النار باتجاه مواطنَين كانا قرب مزرعة للدجاج في الأطراف الشرقية لبلدة بليدا من دون وقوع إصابات. كما نفّذ الجيش الإسرائيلي، عملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة باتجاه سهل مرجعيون. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: "هاجم جيش الدفاع الثلاثاء في جنوب لبنان وقضى على قائد مجمع ياطر في حزب الله الإرهابي". وتابع: "خلال الحرب دفع الإرهابي بمخططات إرهابية ضد قوات جيش الدفاع ودولة إسرئيل حيث قام في الفترة الأخيرة بمحاولات لإعمار المجمع، ما شكل خرقًا للاتفاق".
---------
جريدة صيدونيانيوز.نت
النهار: معادلة حاسمة للسلاح بين سلام والحزب وتزايد الشبهات مع اقتراب التجديد لليونيفيل؟ | إستعدادات للزيارة المقبلة لمورغان أورتاغوس إلى لبنان فهل تكون الأبرز؟
2025-05-29