Sidonianews.net
------------
ملاحظة : المقال الوارد أدناه يعبر عن رأي كاتبه
بقلم عبدالكريم محمود علماوي
11-6-2025
منذ صغري وأنا على صلة رحم بمدينتي الحبيبة صيدا، حتى في سفري أو من خلال إقامتي في بيروت لم تغب عن قلبي هذه المدينة الحبيبة، بل كنت دائماً أحرص على أن أكون سفيرها الذي يمثلها و يمثل شبابها الصيداوي ذوي الخُلق وطيبة القلب، كان اسم صيدا يمثلني وأنا أمثله في كل المجالس؛ أمثل صيدا الخير والأخلاق الحسنة التي تربينا عليها… صيدا وأهلها الذين لم تفرقهم الحروب ولا الأزمات، صيدا المسيحية والدرزية والمسلمة… صيدا التي تشبه الجميع.
في كل مرة أمرّ بشوارع المدينة أشاهد شريط ذكريات الطفولة والشباب، أذكر جيداً كم كانت صيدا نظيفة ومرتبة، صيدا الحدائق والأزهار والخضار، صيدا التي كان أهلها وزوراها وحتى عابري السبيل فيها… كانوا أشد الحرص على نظافة الشوارع والأزقة، كان الجميع يعتبر صيدا بيته وأهلها أهله، تلك صيدا التي كانت ومازالت تحتضن الكل وأبوابها مفتوحة للجميع وترعى الجميع كأم حنون على أولادها.
لقد طفح فيّ الكيل من مشاهدة مدينتي الحبيبة مليئة بالقاذورات أينما ذهبت، مشاهدة المخالفات في الشوارع والتعديات على الأملاك العامة والخاصة، كما ومنظر ممتهني التسول من خارج المدينة ينتشرون في الشوارع ووقاحتهم وصورتهم المسيئة للمدينة وأهلها. فوضى الدرجات النارية وغير النارية، عشوائيات المولدات والكابلات، حال الطرقات المذرية، الظلام الحالك في شوارعها وأزقة أسواقها القديمة، إضافةً إلى جبل النفايات الذي زاد أكبر مما كان عليه بعد ان ظننا انه ذهب بلا عودة، فوضى المطاعم المتنقلة Food trucks في شوارعها، وزحمة السير والطرقات التي تعاني منها المدينة وسكانها، كما وانعدام وجود إشارات سير ضوئية وحتى انعدام التقيد بنظم وقوانين السير، إلى عدم تحسين مداخل صيدا وخاصة المدخل الجنوبي.
هذه بعضًا من الأشياء التي كانت تزعجني وأنا على يقين أنها تزعج أهل صيدا وزوارها… من غيرتي ومحبتي لمدينتي صيدا قررت الترشح للانتخابات البلدية منفرداً علّ وعسى أعيد صيدا إلى صيدا التي تشبهنا و تشبه أهلها.
أعلم أن هذه النقاط تشكّل لنا جميعًا تحديًا حقيقيًا ولكنها ليست ببعيدة أو مستحيلة التحقق.
ترشحت وكنت واضحًا جداً بالنقاط التي سأعمل عليها كما وكنت أعلم أيضاً أن كل ما ذكرته قد يضر بترشحي وفوزي بهذه الانتخابات لما يسبب من ضرر للبعض ولمصالحهم، وهدفي ليس إلحاق أي ضرر بأحد بل تنظيم الأمور لما فيه مصلحة صيدا أولاً ومصلحة المخالفين ولكن لا شيء يعلو على مصلحة المدينة وأهلها، ولا حساب لأحدٍ على حساب صيدا وناسها…
لم يكن يعنيني الفوز قدر ما تعني لي مدينتي فإن خسرناها لا فائز بيننا بل الخاسر الأكبر صيدا والخدمات فيها…
كل التمنيات بالسداد للمجلس البلدي الجديد برئاسة المهندس مصطفى حجازي ونائبه الدكتور أحمد عكرة وبوجود المهندس محمد دندشلي وغيرهم من الأعضاء الغيارى على مصلحة المدينة مع دعواتنا لهم بأن يكون مجلسًا يعمل لمصلحة صيدا وأهلها وليس لمصلحة الأفراد أو الوساطات أو المحسوبيات فيها… *وليكون مجلس ود وليس مجلس ند*… أن يعمل بتجانس واحترافية وليس بتعطيل أعمال واستنسابية.
كما على السياسين والأحزاب والنواب مساندة هذا المجلس والعمل على إنجاحه لا إفشاله، فنجاحه هو نجاحكم ونجاح صيدا وأهلها هو نجاحنا جميعًا…
لنضع كل الخلافات جانباً، لا بفتح ملفات ولا بمحاسبة وعقاب، ليرقد الماضي بسلام ولنفتح صفحة جديدة عنوانها المحاسبة على الآتي وسؤال كل فائز عن عمله وانجازاته لمصلحة البلد وأهلها وسكانها.
عندما ترشَّحتُ للانتخابات، كان ترشُّحي ذا هدفٍ إنمائيٍّ بامتياز… ولكن في هذا الوطن تحول إلى معركة سياسية للأسف…
حين ترشّحتُ للانتخابات، فوجئتُ بأنّ عددًا من الأصدقاء والمقرّبين الذين أكنّ لهم التقدير، لم يُبدوا الفرح، ولم يُقدّموا الدعم، بل تمنّى بعضهم لي الخسارة.
وعندما لم أفُز، كانوا أوّلَ الشامتين…
الحمدُ للهِ دائمًا وأبدًا، على كلّ حال، وفي كلّ حال أولاً.
نعم قد فزت ب 7061 قلب أبيض… ولو كانت غاية الفوز على حساب اللائحة التي انتميت إليها لكنت فزت و بأكثرية الأصوات… ولكن هذا العمل ضد مبادئي و قيمي…
هذه الانتخابات أظهرت لي الكثير الكثير وعلمتني دروسا وعبر وبشكل خاص تعرفت على الطيب من الناس وتجنبت المتلونين في مواقفهم وصدقهم وإخلاصهم.
أحبُّ أن أُعَبِّر، من كلِّ قلبي، عن شكري وامتناني لكلِّ من دعمني، وصوّت لي.
شكرا لكل من سافر إلى لبنان من أميركا وكندا وفرنسا للتصويت لي
وشكرا لكل من قدم من بيروت والبقاع وكل لبنان لمنحي ثقتهم والتصويت لي .
شكرا لكلِّ من لم يكن من المقرّبين، أو لم يعرفني من قبل، أو تعرّف إليَّ مؤخرًا…
شكرًا لكم قبل أن أشكر القريب والصديق.
شكرًا للأقارب، وشكرًا للأصدقاء.
شكرًا على ثقتكم، على دعمكم، وعلى إيمانكم بي.
شكرًا لأنكم رأيتم شيئًا أجمل في شخصي، وصدًى أصدق في صوتي.
فقد فرح كل أفراد لائحة سوا لصيدا سواء بفوزهم أم بخسارتهم… فرحنا بفوزنا بالأكثرية فرحنا بفوزنا بالرئاسة و بنائب الرئيس…. فرحنا عندما علمنا أنّ صيدا بيد أمينة… بيد فريق سوا لصيدا الذي اليوم بات يشكل مجلسا بلديا متشاركا مع فريق عمل من لوائح أخرى، همه مصلحة صيدا وأهلها وكل القاطنين فيها لتكون فعلا مدينة نموذجية ولؤلؤة المدن.
-----------
عبدالكريم محمود علماوي : شكرا من القلب لكل من دعمنى لقد فزت ولم أخسر فصيدا اليوم بيد أمينة بيد مجلس بلدي ينطلق بفريق عمل واحد همه صيدا
2025-06-11