الرئيسية / العالم العربي /فلسطين المحتلة /دفعُ إسرائيل لاتفاق دائم في غزة قد يعني حرباً أطول

جريدة صيدونيانيوز.نت / دفعُ إسرائيل لاتفاق دائم في غزة قد يعني حرباً أطول

 

Sidonianews.net

-----------------------

الجمهورية

إيزابيل كيرشنر- نيويورك تايمز

على مدى العام الماضي، أصرّت إسرائيل بإلحاح على أن تتركّز المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة حصراً على اتفاق مرحلي يبدأ بهدنة موقتة، يُطلَق خلالها سراح بعض الرهائن مقابل بعض الأسرى الفلسطينيِّين، على أن يُؤجَّل التوصّل إلى اتفاق دائم إلى وقت لاحق.

ومع ذلك، وبينما أعلنت حركة «حماس» أخيراً أنّها ستوافق على اتفاق مرحلي، غيّرت الحكومة الإسرائيلية مسارها، معلنةً أنّها تريد فقط اتفاقاً شاملاً يضمَن تحرير جميع الرهائن وإنهاء الحرب. ولا يزال من غير الواضح كيف ومتى يمكن أن يتحقق ذلك.

تزامناً، أعلنت إسرائيل أنّها ستنفّذ حملة جديدة وواسعة النطاق في مدينة غزة لاستئصال مقاتلي «حماس». ويستعد الجيش هذا الأسبوع لاستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط للمضي في التقدّم.

ويعتقد الخبراء، أنّ هذَين الإجراءَين سيُطيلان على الأرجح أمد الحرب بدلاً من تقصيرها. وتعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة القتال حتى تحقق بلاده هزيمة حاسمة لـ»حماس»، التي حكمت غزة لحوالى عقدَين، عبر تجريدها من قدراتها العسكرية والحكومية وإجبارها على نزع سلاحها.

لكنّ «حماس» ترفض الاستسلام وشروط إسرائيل لإنهاء الحرب. ويُشكّك الخبراء في أن تحقق إسرائيل ما عجزت عن تحقيقه خلال الـ22 شهراً منذ الهجوم الذي قادته «حماس» في 7 تشرين الأول 2023، سواء عسكرياً أو عبر التفاوض.

وأوضح توماس نايدس، السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، أنّ «نتنياهو عرّف النجاح بأنّه أمر غير قابل للتحقق»، واصفاً القضاء التام على «حماس» بأنّه هدف مستحيل. وأضاف أنّ النجاح يجب أن يُعرَّف بما تحقق بالفعل: «بأنّ 7 تشرين الأول لن يتكرّر».

يؤكّد الجيش الإسرائيلي أنّه يُسيطر على أكثر من 75% من غزة، لكنّ العديد من المحلّلين يؤكّدون أنّ ملاحقة آخر عنصر من «حماس» واجتثاث الحركة كفكر أيديولوجي هدف غير واقعي.

ويرى نايدس وخبراء آخرون، أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحده يملك القدرة على الضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب. لكنّ الإدارة الأميركية الحالية تبدو راهناً داعمة لخطة نتنياهو الحربية، ويبدو أنّها بدّلت موقفها أيضاً بشأن المفاوضات.

قبل نحو شهر، أعلن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للإدارة الأميركية إلى الشرق الأوسط، خلال اجتماع مع عائلات الرهائن، أنّ ترامب يُريد إطلاق سراح جميع الرهائن الـ20 الأحياء دفعة واحدة. وأضاف ويتكوف: «لا صفقات مجتزأة؛ هذا لا ينجح»، وأنّ هناك خطة لتحويل المفاوضات نحو صفقة «الكل أو لا شيء». لكنّه لم يُقدّم تفاصيل، ولم تظهر منذ ذلك الحين أي علامات واضحة على تقدّم. وكان آخر وقف لإطلاق النار تمّ التوصّل إليه في كانون الثاني، لكنّه انهار في آذار عندما عادت إسرائيل للقتال في غزة. ومذذاك، ضغطت إسرائيل والولايات المتحدة، إلى جانب قطر ومصر كدول وسيطة، على «حماس» لقبول إطار لاتفاق مرحلي جديد.

ونصّ المقترح على هدنة لمدة 60 يوماً وتبادل نحو نصف الرهائن الأحياء وبعض جثامين آخرين مقابل أسرى فلسطينيِّين في إسرائيل. وبموجب الخطة، تبدأ المفاوضات فوراً للتوصّل إلى وقف دائم للأعمال العدائية. وأوضح مسؤولون إسرائيليّون هذا المقترح بأنّه العرض الوحيد المطروح.

بحلول منتصف آب، حين قبِلَت «حماس»، تحت الضغط، اتفاقاً بهذا الشكل، غيّرت إسرائيل فجأة الشروط. وعلى رغم من أنّ نتنياهو لم يستبعد علناً بعد الاتفاق المرحلي، فإنّ وزراءه وصفوا المسار بأنّه لم يَعُد ملائماً، كما أنّ الحكومة لم تتفاعل رسمياً مع رد «حماس».

واكّد ميكي زوهار، وزير حزب الليكود المحافظ بزعامة نتنياهو: «لم يَعُد هناك خيار لاتفاق جزئي. الشيء الوحيد المطروح على جدول الأعمال هو إنهاء الحرب، إلى جانب عودة جميع الرهائن، وبالطبع نزع سلاح قطاع غزة».

وبحسب شيرا إفرون، خبيرة السياسات الإسرائيلية في مؤسسة «راند» غير الربحية: «هذا يعني المزيد من المماطلة وإطالة أمد الحرب»، مضيفةً أنّ ترامب ربما يعتقد أنّ العملية العسكرية هذه المرّة قد تكون «سريعة ونظيفة». لكنّها قد تكون أيضاً «قذرة وطويلة».

مسألة أي نوع من الاتفاق ينبغي السعي إليه (مرحلي أم شامل) تمثل معضلة خطيرة للقادة السياسيِّين والعسكريِّين الإسرائيليِّين، وتؤرق عائلات الرهائن وكثيراً من المواطنين. فالاتفاق الجزئي الذي يؤدّي إلى إطلاق سراح نحو نصف الرهائن الأحياء في المرحلة الأولى، سيعني اختيار مَن يُفرَج عنه ومَن يُترَك خلفه، من دون ضمان أن تنجح المفاوضات للمرحلة التالية حيث فشلت من قبل. ويعتقد إسرائيليّون أنّ «حماس» لن تُفرج أبداً عن جميع الرهائن، لأنّ ذلك سيجرّدها من ورقتها الرابحة. وأكّد شالوم بن حنان، المسؤول السابق في جهاز الشاباك الإسرائيلي: «ليس واضحاً أنّ «حماس» سترغب في التخلّي عن بوليصة تأمينها».

في المقابل، أظهرت الصور التي نشرها الخاطفون لرهائن ضعفاء وهزال أجسادهم خطورة وضعهم، ما دفع كثيراً من الإسرائيليِّين إلى التساؤل عمّا إذا كان من الأفضل إنقاذ 10 منهم أحياء الآن، بدلاً من محاولة التوصّل إلى اتفاق شامل أكثر تعقيداً.

خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة تحمل مخاطر على جميع الأطراف. فالقطاع يعيش أزمة إنسانية حادة، وقد خلص تقرير صادر عن لجنة من خبراء الأمن الغذائي إلى أنّ مجاعة تضرب أجزاء منه، وهو توصيف ترفضه إسرائيل. ويُرجّح أن تؤدّي الخطة العسكرية، التي يُتوقع أن تُهجِّر ما يقارب مليون من سكان غزة، إلى مزيد من الوفيات الفلسطينية والدمار، وقد تُعرِّض حياة الرهائن المحتجزين في المنطقة إلى الخطر.

------------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / دفعُ إسرائيل لاتفاق دائم في غزة قد يعني حرباً أطول

2025-09-03

دلالات: