Sidonianews.net
---------
النهار
رسمت معالم التصعيد الإسرائيلي المتواصل لعمليات القصف والإغارات على منطقة جنوب الليطاني خصوصاً في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة صورة خطيرة حيال طبيعة التحديات المتنامية التي تواجهها السلطات اللبنانية السياسية والعسكرية في شأن تنفيذ خطة بسط سيادة الدولة وحصرية السلاح بيدها . ذلك أنه استنادا إلى التدقيق الميداني في الاستهدافات الإسرائيلية كما إلى بيانات الجيش الإسرائيلي حول الأهداف التي استهدفها ، يتبين بوضوح أن إسرائيل تسعى إلى إثبات استمرار الوجود المسلح لـ"حزب الله " في جنوب الليطاني وتاليا وضع السلطة والجيش اللبنانيين في خانة الحشر والمحاصرة والمزيد من الضغوط عليهما لتبديل طبيعة الخطة الجارية والا مواجهة المزيد من التصعيد والعمليات الإسرائيلية .
هذا الهدف ينطوي على دلالات خطرة لكون التصعيد الحاصل يستبق مجموعة مواعيد مفصلية تتزاحم جميعها الأسبوع المقبل تحديدا . فثمة أولا تحرك ديبلوماسي كثيف للبنان مع سفر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى نيويورك في الساعات المقبلة للمشاركة في افتتاح أعمال الدورة العادية للأمم المتحدة ، كما أن الأسبوع المقبل يشهد فعاليات إحياء "حزب الله" للذكرى السنوية لاغتيال أمينيه العامين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين . وغداً الأحد تعقد لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل "الميكانيزم" اجتماعا في الناقورة بحضور الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس التي تصل اليوم إلى بيروت خصيصا من اجل مشاركتها في هذا الاجتماع ولن تعقد أي لقاءات سياسية في بيروت . مجمل هذه التحركات والمحطات تعكس تقدم أولوية الوضع الخطير بين لبنان وإسرائيل في وقت تتفاقم فيه جوانب توتر داخلية ناشئة عن سخونة السجالات بين "حزب الله" والأفرقاء السياسيين بفعل النمط الاستفزازي الذي يعتمده الحزب والأخذ بالتصاعد منذرا بمزيد من الاحتدامات عشية احياء ذكرى زعيم الحزب الراحل .
وفي الواقع الميداني مضت إسرائيل أمس في استهداف مناطق جنوبية فاستهدفت غارة من مسيّرة سيارة أمام مدخل مستشفى تبنين الحكومي، أدت في حصيلة نهائية إلى سقوط ضحية وإصابة أحد عشر شخصا بجروح من بينهم إثنان بحال حرجة. وأفادت المعلومات ان المستهدف في غارة تبنين هو حسين حسان رمضان من بلدة الطيبة وسكان جبشيت. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية بصاروخ موجّه شاحنة لنقل المياه في المنطقة الواقعة بين أنصار وكوثرية الرز وأفيد عن وقوع قتيل . وأغارت مسيرة أخرى على محيط منطقة حاروف .
ومع ان مجلس الوزراء يواصل عقد جلسات يومية لإنجاز إقرار الموازنة اعلن امس وزير الإعلام بول مرقص بأنّ "الحكومة رغم انكبابها على دراسة موضوع الموازنة، فإنّ المساعي والضغوط قائمة باتجاه ردع الاعتداءات الإسرائيلية والإيضاح امام الدول الراعية والضامنة للترتيبات الأمنية أن تقوم بدورها".
وعشية سفره اليوم الى نيويورك لترؤس وفد لبنان الى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عرض رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مجمل هذه الملفات ، مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام وفي شكل خاص التطورات الأمنية الأخيرة في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية وبقاعية، والاتصالات الجارية لمعالجة هذه التطورات. كما عرض الرئيسان لمسار مناقشة مشروع قانون موازنة 2026، إضافة الى الأوضاع العامة. وبحث الرئيس عون مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل الأوضاع الأمنية في البلاد، واطلع منه على تفاصيل الاعتداءات الإسرائيلية امس على بلدات وقرى جنوبية، وعلى ما حققه الجيش في مجال مكافحة المخدرات في ضوء العمليات النوعية التي حصلت خلال الأيام الماضية في اطار القضاء على هذه الافة وتوقيف المرتكبين.
وأمس التقى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي الذي يرافق الرئيس عون ضمن الوفد اللبناني الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وقد جدّد غوتيريش خلال اللقاء دعم الأمم المتحدة التّام للبنان وشعبه، معبراً عن تعاطفه معه بضوء التحديات العديدة التي واجهها. وأشار إلى أن تمديد مجلس الأمن لولاية اليونيفيل لمدة سنة كان أفضل الممكن مؤكداً موقف الأمم المتحدة المبدئي الذي يدعو إسرائيل إلى إحترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وإلى الإنسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، مشدداً على دعم الأمم المتحدة لموقف الحكومة اللبنانية في ما يتعلق ببسبط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية.
من جهته ثمّن الوزير رجي وقوف الأمم المتحدة إلى جانب لبنان. وأكد أن الحكومة اللبنانية إتخذت قرار حصر السلاح، وهو قرار لا عودة عنه، يُنَفّذ بحكمة وبتصميم. كما شدد على ضرورة أن يضغط المجتمع الدولي على إسرائيل للإنسحاب من لبنان ووقف إعتداءاتها عليه. وعبّر عن التخوّف من التقارير التي تشير إلى نية إسرائيل توسيع المناطق العازلة على طول الحدود الجنوبية. وطالب بتحرير الأسرى اللبنانيين في إسرائيل. كما شدد على أهمية البحث بآلية تحلّ مكان اليونيفيل بعد إنسحابها. وأكد أن أمن وسلامة قوات اليونيفيل هي أولوية بالنسبة للبنان مع إدانة كافة الإعتداءات على القوات ومقرها.
وفي المواقف كانت كلمة أخرى أمس للأمين العام لـ"حزب الله " الشيخ نعيم قاسم دعا فيها المملكة العربية السعودية إلى "فتح صفحة جديدة مع المقاومة عبر حوار صريح يعالج الإشكالات ويقوم على قاعدة أن إسرائيل هي العدو المشترك". وأضاف: "نؤكد للأشقاء في السعودية أن سلاح المقاومة موجه فقط نحو العدو الإسرائيلي، وليس ضد لبنان أو السعودية أو أي دولة أخرى". وفي الشأن الداخلي، وجّه قاسم دعوة إلى مختلف القوى السياسية، "بما فيها تلك التي وصلت خلافاتها مع حزب الله إلى حدّ العداء"، داعياً إلى "وقف تقديم الخدمات المجانية لإسرائيل، والتمسك بالتفاهم الوطني لمواجهة الاستحقاقات القادمة". وأضاف: "نحن شركاء في الحكومة والمجلس النيابي، فلنعمل معاً من خلال تفاهمات وطنية لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة". واعتبر أن "الضغط على المقاومة هو مكسب صافٍ لإسرائيل"، مضيفاً: "غياب المقاومة يعني أن الدور سيأتي على دول أخرى في المنطقة". وقال : "فلنكن يداً واحدة لطرد إسرائيل وبناء لبنان، ولنجر الانتخابات في موعدها، ونتحاور بإيجابية لصوغ استراتيجية وطنية للأمن القومي". وشدّد على أن "المقاومة تعرض الحوار والتفاهم من موقع القوة والاقتدار"، مشيراً إلى أن جمهورها "متمسك بسلاحها، بعدما لمس ثماره في التحرير والردع"، ومؤكداً استعداد حزب الله لـ"القيام بواجبه إلى جانب الجيش اللبناني في حماية الوطن".
في الملف الانتخابي تواصلت السجالات حول القانون وتعديلاته، وفي السياق، اصدر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بيانا توجه فيه إلى الرئيس نبيه بري وسأله عن قوله إنّه يتعذّر على "أمل" و"حزب الله" إدارة حملاتهما الانتخابية في الخارج وممارسة حقهما في الاقتراع بحرية من دون تعرّضهما لمضايقات، "وذلك لتبرير رفضك اقتراع المغتربين للمقاعد الـ128 من الخارج. ومن هذا المنطلق، تتمسّك بالدوائر الست الملحوظة في القانون الحالي لاقتراع المغتربين. وهنا يُطرح السؤال الكبير: كيف يستطيع مؤيّدو "أمل" و"حزب الله" أن يترشّحوا عن المقاعد الستة في الخارج، وأن يقوموا بحملاتهم الانتخابية، بينما لا يستطيعون القيام بالأمر نفسه حملاتٍ وتصويتاً للنواب الـ128 في دوائرهم؟ إن هناك تناقضا واضحا على هذا المستوى . من جهة أخرى، تقول إن لديكم مشروعاً انتخابياً آخر استكمالاً لما تمّ التوافق عليه في الطائف .ونحن بدورنا جاهزون لمناقشة أي اقتراح لديكم، ولكن بشرط واحد: ألّا تتحوّل اللجنة الفرعية إلى مقبرة للمشاريع، وأن يُحدَّد لها وقت قصير جداً نظراً لضيق المهل الفاصلة عن الانتخابات. وبعدها تُحال المشاريع كلها من اللجنة إلى الهيئة العامة لمجلس النواب، والتي يعود لها أن تصوّت وتُقرّ ما تراه مناسباً.هكذا تنتصر الديمقراطية، من خلال تعدّد الآراء، وإجراء النقاش، واتخاذ القرار في المكان الصالح: أي الهيئة العامة لمجلس النواب".
----------
النهار : تصعيد إسرائيلي يرسم معالم خطيرة للتحديات بوجه السلطات اللبنانية؟ | أسبوع لبناني حار بين الجنوب ونيويورك والضاحية؟ | قاسم للسعودية : لفتح صفحة جديدة مع المـ قاومة؟
2025-09-20