Sidonianews.net
---------
جريدة صيدونيانيوز.نت
طرابلس في 4 كانون الأول 2025
قال السفير الصيني تشن تشواندونغ أن الصين لديها الاستعداد الكامل لتعزيز التعاون وتفعيل الشراكات الصينية اللبنانية بما يخدم مصلحة الطرفين ويدفع عجلة التنمية إلى الأمام، مؤكدا رغبة بلاده في "تعزيز التعاون، خصوصا في الشمال، نظرا لأهميته الجغرافية وقربه من سوريا، ما يجعله مركزا محوريا في مشاريع إعادة الإعمار مستقبلا". وأضاف خلال زيارة إلى طرابلس أمس على رأس الفريق السياسي والتجاري في السفارة برفقة رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي محمود العبد الله: "مشروع الحزام والطريق الصيني ليس عنوانا سياسيا بل هو تواصل بين الشعبين اللبناني والصيني في كل المجالات"، وتوقّع أن تلعب طرابلس دورا رياديا على هذا المستوى في المستقبل، لأن الصين صديقة للبنان وطرابلس، "وسندعمها في مختلف المجالات"، مؤكدا أن السفارة استأنفت منح التأشيرات إلى اللبنانيين في آخر شهر أيلول بهدف تطوير الشراكة الصينية اللبنانية.
وشملت زيارات السفير تشن تشواندونغ، كلا من رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، محافظ الشمال بالإنابة إيمان الرافعي، رئيس بلدية طرابلس عبد الحميد كريمة قبل ان يختتم جولته بغداء في دارة رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي. وقال رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي محمود العبد الله خلال الجولة: "إنه يوم تاريخي، لقد أجرينا جولة مكثفة في عاصمة الشمال طرابلس برفقة سعادة السفير تشن تشواندونغ، ونؤكد بكل قوة وحزم أن لبنان أمام فرصة تاريخية لا تعوّض للانطلاق نحو آفاق جديدة من النمو والازدهار خصوصا من خلال الانخراط الفعّال في مبادرة الحزام والطريق الصينية".
غرفة التجارة: التحضير لمؤتمر لبناني - صيني من طرابلس الكبرى
المحطة الأولى للسفير والوفد المرافق كانت في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال، حيث استقبله رئيس الغرفة توفيق دبوسي، وعقد معه لقاء بحضور نائب رئيس الغرفة ابراهيم فوز، رئيس تجمع رجال وسيدات الاعمال اللبناني الصيني علي محمود العبد الله، عبد الغني كبارة، المديرة العامة للغرفة ليندا سلطان، رئيس مجلس إدارة ومدير عام جمعية بيات نصري معوض ومدير مختبرات الغرفة د. خالد العمري. الرئيس دبوسي أطلع السفير الصيني خلال الاجتماع على تاريخ العلاقات اللبنانية عموما والطرابلسية خصوصا مع الصين.
وقال دبوسي: "نتوجه اليكم بالتهنئة على النجاحات التي حققتها الصين وعلى العلاقات التي بنتها حول العالم، وعلى الإنجازات غير المسبوقة عالميا في الاقتصاد والصناعة وسائر المجالات. صحيح أن ظروف لبنان لا تزال صعبة لكننا نؤسّس ونحضّر للمرحلة المقبلة ونتطلع الى التعاون معكم".
وأشار دبوسي إلى مشاركة غرفة طرابلس الكبرى في المناسبات الصينية وعلى رأسها المشاركة في فعاليات مبادرة الحزام والطريق، حيث أقامت مؤتمرا دوليا عربيا بهذا الخصوص، متمنيا أن تكون الصين شريكة في المنظومة الاقتصادية المتكاملة التي تبنيها طرابلس والتي نالت إعجاب الخبراء في الصين، والذين "أكدوا لنا أننا قادرون على القيام بكل متطلبات الشراكة". وأمل دبوسي أن "ننطلق مع الصين في مرحلة جديدة للاستعداد لنسج علاقات ثنائية لبنانية صينية من طرابلس الكبرى". ووعد دبوسي بعقد مؤتمر لبناني صيني من طرابلس.
السفير الصيني رد مشيدا بطروحات الرئيس دبوسي، لا سيما ما يتعلق بضرورة تفعيل العلاقات بين الغرفة ولبنان مع الصين، وقال: "الصين تعمل مع لبنان منذ زمن بعيد، وطرابلس معروفة بطريق الحرير وتعطي مثالا عن التبادل التجاري، مؤكدا أن هذا الطريق سيضع لبنان في مكان مهم جدا، وأن الصين ولبنان أصدقاء في هذا الطريق لأن للبنان موقعا مهما في الثقافة والسياحة، والشعبان الصيني واللبناني يحترمان بعضهما البعض". وأضاف: "طريق الحرير ليس عنوانا سياسيا بل هو ترابط وتواصل بين الشعبين في كل المجالات، متوقعا أن تلعب طرابلس دورا رياديا في المستقبل، وبما أن الصين صديقة لبنان وطرابلس، سندعمها في مختلف المجالات".
بعد ذلك عُقد لقاء موسّع شمل إضافة إلى الحاضرين كلا من رئيس مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي د. هاني الشعراني، رئيس المنطقة الاقتصادية الخاصة د. حسان ضناوي، نائب رئيس مرفأ طرابلس سارة الشريف. وبحث المجتمعون في السبل الكفيلة بتطوير التعاون بين لبنان والصين من طرابلس. وأكد السفير خلال اللقاء على قدرة لبنان وشعبه على النجاح، متمنيا للبنان الأمن والسلام في المستقبل، لافتا إلى أن الصين صديقة وفية للبنان وتسعى لدعمه ودعم أمنه واقتصاده، وتعزيز التعاون معه، كما أنّ السفارة قد استأنفت منح التأشيرات للبنانيين في آخر شهر أيلول بهدف تسهيل سفر الصينيين واللبنانيين بين البلدين.
الرافعي: الشمال يمتلك فرصا استثمارية واسعة
بعد ذلك، استقبلت محافظ الشمال بالإنابة إيمان الرافعي في مكتبها في سرايا طرابلس السفير والوفد المرافق بحضور رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي محمود العبد الله. وخلال اللقاء تم البحث في سبل تعزيز التعاون المشترك وتطوير المشاريع والمرافق الحيوية في طرابلس والشمال، خصوصا ما يتصل بالبنى التحتية والنقل المشترك والمبادرات الإنمائية والتدريبية التي يمكن للصين أن تُسهم فيها لدعم المجالات العلمية والاقتصادية.
ورحبت الرافعي بالسفير الصيني والوفد المرافق، وقالت: "نحن نقدر الدور الذي تقوم به الصين في دعم لبنان خلال الظروف الصعبة التي يمر بها"، مشيدة بـ "مواقفها الثابتة إلى جانب الشعب اللبناني وقضاياه المحقة". وشددت على أن "الشمال يمتلك فرصا واسعة للاستثمار والتطوير"، داعية إلى "تعزيز التنسيق في المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية. وأكدت الرافعي على "أهمية تبادل الخبرات والتعاون في مجالات التكنولوجيا والتدريب المهني والتعليم الأكاديمي، بما يساعد على تمكين الطاقات اللبنانية ورفع مستوى الخدمات العامة في المحافظة".
من جانبه شكر السفير تشن تشواندونغ المحافظ الرافعي على حفاوة الاستقبال، مؤكدا حرص بلاده على "بناء شراكات متينة مع لبنان وتعميق أواصر الصداقة بين الشعبين". وأشار إلى أن "العلاقات الصينية - اللبنانية تشهد تطورا ملحوظا في المجالات السياسية والاقتصادية والإنمائية"، مؤكدا رغبة بلاده في "توسيع دائرة التعاون، خصوصا في الشمال، نظرا لأهميته الجغرافية وقربه من سوريا، ما يجعله مركزا محوريا في مشاريع إعادة الإعمار مستقبلا". ولفت السفير إلى "أهمية تفعيل المرافق الحيوية في محافظة الشمال، وفي طليعتها مرفأ طرابلس والمنطقة الاقتصادية الخاصة ومعرض رشيد كرامي الدولي، ومطار الرئيس رينيه معوض في القليعات، باعتبارها ركائز أساسية للنهوض الاقتصادي وجذب الاستثمارات". وأعرب عن أمله في أن تشكل هذه الزيارة "خطوة إضافية نحو تعاون أكبر بين البلدين، وأن تكون العلاقة بين الصين ولبنان عموما، ومع الشمال خصوصا، علاقة راسخة ومتقدمة تترجم بمشاريع فعلية تصب في مصلحة أبناء المنطقة والشعبين اللبناني والصيني".
بلدية طرابلس: نحو إعادة إحياء الاتفاقيات
كذلك، استقبل رئيس بلدية طرابلس د. عبد الحميد كريمة في قصر نوفل سعادة السفير الصيني والوفد المرافق، حيث جرى البحث في شؤون المدينة وسبل تعزيز التعاون بين الجانب الصيني وبلدية طرابلس، خصوصا في المجالات التنموية والبنى التحتية والثقافة.
وخلال اللقاء، أكّد السفير على ضرورة إعادة إحياء الاتفاقيات والمشاريع المشتركة، مبديا استعداد بلاده الكامل لتعزيز التعاون وتفعيل الشراكات بما يخدم مصلحة الطرفين ويدفع عجلة التنمية قدما.
وشدّد رئيس البلدية من جهته على أهمية هذه الشراكة، مؤكّدا أن طرابلس منفتحة على التعاون الدولي البنّاء، وكل مبادرة تُسهم في دعم المدينة وتطوّر قدراتها.
كرامي: طرابلس جاهزة للعب دور إقليمي ودولي
وفي نهاية النهار الطرابلسي الطويل، استقبل رئيس تيار الكرامة، النائب فيصل كرامي، في دارته بطرابلس، السفير الصيني والوفد الدبلوماسي والاقتصادي، إلى جانب رئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي محمود العبد الله، والمحاميين زاهر العلي وفواز زكريا.
كما شارك في اللقاء شخصيات طرابلسية سياسية وبلدية واقتصادية، من بينهم النواب محمد يحي وحيدر ناصر، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، ورؤساء بلديات طرابلس، الميناء، البداوي، والقلمون، بالإضافة إلى رئيس مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي د. هاني الشعراني، ورئيس المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس د. حسان ضناوي، ومدير مرفأ طرابلس د. أحمد تامر. وركز النائب فيصل كرامي خلال اللقاء على أهمية مدينة طرابلس وموقعها الاستراتيجي، مؤكدا قدرتها على لعب دور مركزي في المبادرات الإقليمية والدولية، لا سيما المشاريع التي تتناغم مع رؤية الصين للتعاون الدولي. كما ناقش ملفات تنموية هامة تشمل تطوير المرافئ، وتفعيل المنطقة الاقتصادية الخاصة، ودعم القطاع الصناعي والتجاري، وتعزيز فرص الاستثمار بما يسهم في خلق فرص عمل وتحريك العجلة الاقتصادية في المدينة.
من جهته، جدّد السفير التزام الصين بتعميق العلاقات مع لبنان وتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والإنمائية، معبرا عن تقديره لحفاوة استقبال كرامي له، ورؤيته لطرابلس كمدينة ذات طاقات كبيرة يمكن أن تصبح جسرا لمشاريع استثمارية مستقبلية.
العبد الله: الصين تمد يد الشراكة الحقيقية
وفي ختام الزيارة الطرابلسية الطويلة، قال علي محمود العبد الله: "لقد كانت رسالة سعادة السفير في طرابلس واضحة وصريحة، الصين تمد يد الشراكة الحقيقية، وليس المعونة فحسب، وتضع كل إمكاناتها الهائلة في مجال البنى التحتية والتنمية التكنولوجية والاقتصادية في متناول لبنان. مشروع "الحزام والطريق" ليس شعارا سياسيا عابرا كما قال السفير، بل هو خارطة طريق عملية نحو المستقبل، ولبنان مدعو لأن يكون شريكا فعالا في قلب هذه المبادرة، وليس على هامشها. لا يجوز أن يستمر لبنان بتفويت الفرص، ونحن نطالب بضرورة انخراط لبنان الرسمي الكامل في هذا المشروع الحضاري، وأن تتحول طرابلس، بموقعها الاستراتيجي ومرافئها الحيوية، إلى منصة انطلاق رئيسية لتعاون صيني - لبناني – عربي".
وختم العبد الله قائلا: "لا أعتقد أنه هناك مكان للتخاذل أو البطء في هذه المرحلة المصيرية. كما نوجه نداء عاجلا إلى الشركات والمؤسسات اللبنانية المنتجة، لقد حان الوقت لرفع التحدي ورفع معايير الجودة والتنافسية إلى المستويات العالمية. إن المشاركة الفاعلة في المعارض الدولية التي تنظمها الصين ليست خيارا، بل واجب وطني وضرورة اقتصادية. هذه المعارض هي جسورنا نحو الأسواق العالمية، ومختبر لقدرتنا على المنافسة، وأداة رئيسية لتمتين أواصر التعاون المشترك. نشكر سعادة السفير على هذه الجولة الاستثنائية التي شملت مرجعيات المدينة الفاعلة، الاقتصادية منها والإدارية والسياسية. وهذا يؤكد على الجدية العميقة والرؤية الاستراتيجية التي تتعامل بها الصين مع لبنان. لقد وضعنا اليوم حجر الأساس لمرحلة جديدة، وعلينا جميعا أن نبني عليها بسرعة، بجدية، وبإرادة لا تلين".
انتهى
---------
بالصور: أجرى سلسلة زيارات في طرابلس برفقة علي محمود العبد الله : السفير الصيني تشن تشواندونغ :شمال لبنان يمكن أن يلعب دورًا مهمًّا في الاقتصاد اللبناني وإعادة إعمار سوريا | العبد الله: الصين تمديد الشراكة الحقيقية
2025-12-04





































