الرئيسية / المرأة والمجتمع /أيها الحاسد لإخوانه

جريدة صيدونيانيوز.نت / أيها الحاسد لإخوانه

أيها الحاسد لإخوانه

كلمات صادقة، وأسئلة من القلب، أوجهها لكل قلبٍ مريض على إخوانه، وإلى كل عينٍ متسلّطة على ما عند الآخرين، وإلى كل نفس توّاقةٍ لم تذكر الله تعالى على ما أعجبها ولم تتبرك على مع ذلك الإعجاب.
هي رسالة إلى حاسد، أشقى روحه بجسده، وأمرض إخوانه بعينه، وأطاع قرين السوء؛ ليبث فتنه وشروره.

أيها الحاسد لإخوانه :
لقد أمر الله نبيه محمداً ﷺ أن يستعيذ من شرِّك فقال: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ " (الفلق1-5 ), فكيف بربك تهنى لك حياة، أو يطيب لك عيش، وقد أمر الله رسوله ﷺ والأمر موصول إلى أمته بأن يستعيذوا من شرِّك وبلائك.

أيها الحاسد لإخوانه :
لقد أهلكت نفسك بالهموم وأفنيتها بالأحزان، وأنت ترى ما في يد غيرك، وتتطلع إلى ما عند إخوانك، فأصبحت تراوح بين الكمد والكيد، ونسيت أو تناسيت ما قاله ﷺ " والذي نفس محمد بيده لن تموت نفس قبل أن تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه في غير طاعة الله فما عند الله لا يؤخذ إلا بطاعته " رواه الطبراني , فلماذا الرضى بالعيش في دائرة المعاناة، وفضل الله عظيم يتسع لجيمع خلقه.


أيها الحاسد لإخوانه :
إنك بهذه الآفة القلبيّة الذميمة تعترض على قضاء الله، وتتسخط من قدره، وتكفر بنعمه التي أنعم بها عليك، ولسان حالك يقول: لماذا أعطى ربي فلاناً ولم يعطني؟ لماذا أغنى فلاناً وأفقرني؟ وغير تلك الأسئلة التي تظهر سخطك وجزعك من قضاء الله وقدره عليك، ونسيت قول الله تعالى: " أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ " (الزخرف: 32) ....

أيها الحاسد لإخوانه :
إنك بهذا الخلق الذميم كإبليس، الذي بدأ طريق عصيانه لربه بالحسد لأبينا آدم . " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ "( ص: 75-76 )....

أيها الحاسد لإخوانه :
إن الحسد سبب في مرض القلب، يجعله خالياً من الإيمان الحقيقي، فتسكنه كراهية لكل أحد، - نعم - الحسد يجعل صاحبه كارهاً لوالديه، ولزوجته، ولأبنائه، ولقرابته، ولجيرانه، ولأرحامه، ولأفراد مجتمعه بشكل عام, والرسول ﷺ يقول: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه " متفق عليه . ....

  نقِّ قلبك من هذا الداء العضال، وعامل الناس كما تحب أن يعاملوك، وتمنّ لهم الخير لتعيش معهم تحت ظلاله وبين أروقته، واحذر أن تقحم نفسك في دوائر الضنك والكدر والتعب والهموم، واعلم أنه لا راحة لحسود، أو تظلمها بحسد أو ضغينة، أو كراهية، أو حقد، فقد قال أحدهم: - ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد- .

كتبه: حسين بن سعيد الحسنية

 

2017-07-27