فاجأت سيارة ابن الـ24 عاماً على طريق شكا... مشوار رأفت انتهى باكراً
قبل يومين من وفاته مازح صديقه، بورقة نعي تحمل صورته واسمه تداولها مع رفقاه على "واتساب"، أطلعه انه في اليوم التالي سيكون دوره، لم يتوقع ان ورقة نعيه ستكون حقيقه وان الموت يتربص له وسيخطفه من وسط أحبابه.
هو رأفت الطبشة وحيد عائلته الذي فاجأ الجميع بخبر وفاته بحادث سير ليل الاحد الماضي.
لحظات الموت السريع
عند الساعة الحادية والنصف من ليل ذلك اليوم، ترك رأفت هاتفه ومفاتيحه مع صديقه كذلك ولاعته، قال له الأخير ممازحاً "لن أعيد الولاعة لك"، أجابه ضاحكا "سأسترجعها منك"، بحسب ما قال صديق رأفت لـ"النهار" قبل ان يضيف " كنا نجلس معاً قبل ان يذهب ليقوم بجولة على دراجته النارية. انطلق الى قدره، فعلى طريق شكا باتجاه البترون حصل ما لم يكن في الحسبان".
"فاجأت سيارة ابن الأربعة والعشرين ربيعاً، فداس الفرامل، لكن للأسف وقع أرضاً، الضربة أتت على رأسه فتوفيَ على الفور"، بحسب صديقه الذي قال ان "صورة الحادث التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي هي لسيارة من نوع هوندا اصطدمت بدراجة رأفت بعدما طار عنها، هذا ما ورد في التحقيق الذي اجرته القوى الامنية مع الشاب الذي كان يرافقه على دراجة ثانية في مشواره"، وأشار: " لم يتم الكشف حتى اللحظة على السيارة التي فاجأت رأفت وتسببت بوفاته".
رحيل صادم
لم يتسنَ لابن طرابلس ان يكمل السنة الاخيرة من دراسته الجامعية في التصميم الغرافيكي وأن يحقق احلامه، فـ"هو شاب طموح الى أبعد الحدود، كان يهوى قيادة الدراجات النارية والسيارات، محبٌ للجميع، رحيله المفاجئ شكّل صدمة لا بل كارثة لمحبيه لاسيما عائلته، فهو وحيد بين ثلاث فتيات، لا كلمات يمكن ان تصف حالهم عندما وصل خبر موت فلذة كبدهم، من عاشوا واياه تحت سقف واحد، تبادلوا الأفراح والأحزان معه".
الى مستشفى الكورة نقلت جثة رأفت، قبل ان ينقل للمرة الاخيرة الى منزله، ومنه الى مسجد طينال حيث صلّي على جثمانه قبل ان يوارى في الثرى في جبانة باب الرمل... لم يرأف الموت برأفت وأحبابه، وخطفه منهم غير آبه بالألم الذي حفره في قلوبهم ومدى أوجاعهم!
2017-10-04