ذبح نمرة في عرمون... والفرضيات تسابق التحقيقات
لم يكن قدر نمرة حسن عقيل (56 عاماً) أفضل ممن اختارهم القدر في أوقات سابقة، لتقضي نحبها في جريمة بشعة لم تنتهِ فصول التحقيق في طياتها حتى الساعة. هي ضحية أخرى من ضحايا الإجرام المتفشي بأبشع صوره، كيف لا وقد قضت هذه السيدة ذبحاً داخل منزلها، وغرقت في دمائها الذي غطت المكان لثلاث ساعات قبل أن تُكتشف الجريمة. نمرة الأرملة تعذبت حتى الثمالة وأنهى الإجرام حياتها في صخب البشاعة. جريمة أخرى تُضاف الى يومياتنا اللبنانية... الضحية تلو الضحية.
كانت الساعة قد قاربت التاسعة من ليل الاثنين - الثلثاء عندما قرع الباب الحديد في مبنى لؤلؤة عرمون في شارع الوزي في دوحة عرمون، أما وُجهة القارع كانت الطبقة الرابعة من المبنى، منزل الضحية أرملة منير النحاس. كانت بمفردها في المنزل وفتحت الباب الحديد إلكترونيا من شقتها بعد أن عرّف الزائر عن نفسه، كما فتحت باب شقتها الحديد أيضاً "للزائر القاتل". هنا بدأت الفرضيات التي تتابعها التحقيقات، "نمرة فتحت بعد أن عرف الزائر عن نفسه"، هذا إفتراض طبيعي أكده ناطور المبنى السوري الجنسية عندما قال في التحقيق أن الضحية لا تفتح باب المبنى إلا لمعارفها. فماذا حصل؟
لنمرة أربعة أولاد، ثلاثة شبان وفتاة متزوجة. أحد أبنائها، حسن في المهجر أما الآخران فهما محمد وأيمن ويُقيمان معها، وكانا قرابة التاسعة خارج المنزل إذ من المفترض أن يكونا في عملهما إذ يُديران متجراً في المحلة لبيع الألبسة الرياضية عادة ما ينوجد فيه أيمن كما يعمل محمد في تأجير خدمة الإنترنت لسكان المنطقة.
"التعصيب والطلق الناري"
وصل محمد منتصف الليل كالعادة الى المنزل ودخله بشكل طبيعي، إلا أن ما كان غير طبيعياً أن يرى والدته في "كوريدور" الشقة جثة تغطيها الدماء مذبوحة والسكين الى جانبها، مشهد تقشعر له الأبدان رآه محمد بأم العين فما كان منه وبلحظة "تعصيب" الا أن شهر مسدسه وأطلق رصاصة منه إستقرت في حائط الصالون وبدأ بالصراخ. هنا تنبّه الجيران، صراخ وطلق ناري فهرعوا وتمّ الكشف عن الجريمة. نمرة مذبوحة في منزلها، ولم يتوقف الصراخ والعويل والولولة وإكتظ المكان بالجيران والفضوليين.
وصل الى المكان عناصر من مفرزة فصيلة درك عرمون ورجال أمن من مختلف الاجهزة وضربوا طوقاً حول المكان ومنعوا أحداً من الإقتراب إلا أنهم لم يستطيعوا منع محمد الإبن الذي كان يصرخ ويتوعد، من الإقتراب من جثة والدته، بحجة الإنتظار لمسح الأدلة، لم ينصاع محمد لتعليمات الأمنيين بل راح يصرخ "أنا بدي أقتلو بإيدي ورح أخذ بالثأر، الدولة ما رح تعمل شي" ووضع يديه على جثة والدته بالرغم من محاولات الأمنيين من ردعه حفاظاً على الأدلة.
قرابة الاولى أي بعد ساعة من اكتشاف الجريمة وصل أيمن الإبن الآخر وكانت صدمة الإبن الثاني. وتبين من مسح المكان أن ركوة للقهوة كانت موجودة في غرفة الجلوس، مما أطلق العنان للعديد من الفرضيات أيضاً وأيضاً. وأفادت معلومات أمنية "النهار" أن مصاغ الضحية من الذهب الى جانب مبلغ من المال قد سُرقا.
وأكد الطبيب الشرعي نعمة الملّاح أن الوفاة قد حصلت قرابة التاسعة وأن الضحية قضت ذبحاً. ونقلت جثتها الى مستشفى المقاصد في بيروت. وفي وقت لاحق من ليل أمس وصل الإبن الثالث لنمرة، حسن، من ألمانيا وتوجّه على الفور الى مفرزة فصيلة درك عرمون حيث إلتقى شقيقيه محمد وأيمن اللذين باتا قيد التحقيق مع ناطور المبنى السوري ناصر الكطه. وفي الوقت نفسه كانت قوة أمنية تمسح كاميرات المراقبة في محيط منطقة الجريمة وتفتش المكان بدقة. وفي وقت لاحق تمّ ترك أيمن فيما بقي محمد وناطور المبنى قيد التحقيق.
رحلت نمرة وتركت خلفها تساؤلات عدة. لمن فتحت الباب؟ وهل كانت تشرب القهوة وحدها أو مع أحد وربما الجاني؟، وكيف دخل الى المبنى من دون أن يشعر به أو يراه أحد؟ ولماذا هذه البشاعة في ارتكاب الجريمة؟ أسئلة وأسئلة تدور حول مقتلها، كلها برسم تحقيقات الأجهزة الأمنية حتى لا يتحول لغزاً.
2017-10-11