الرئيسية / أخبار لبنان /لماذا قتل الابن والده في زقاق البلاط؟

من مسرح الجريمة. (النهار)

جريدة صيدونيانيوز.نت / لماذا قتل الابن والده في زقاق البلاط؟

لماذا قتل الابن والده في زقاق البلاط؟

 

ليلي جرجس المصدر: "النهار"

أثارت جريمة زقاق البلاط صدمة كبيرة في المجتمع اللبناني. جريمة مروعة ارتكبها فتى لم يتجاوز 15 عاماً، طرحت أكثر من تساؤل وفرضية لمعرفة الدوافع النفسية والاجتماعية التي أدت الى هذه الجريمة. نحن هنا لسنا في صدد تبني أي فرضية او سبب، بل نغوص في الأسباب والعوامل النفسية التي دفعت بابن الـ15 عاماً الى قتل ابيه والناطور واطلاق النار عشوائياً بعد جريمته الاولى.

قيل إن الفتى علي ليس متوازناً عقلياً، وإنه يعاني اضطرابات عقلية وفق ما أفادت عمّته. لكن كيف يفسر علم النفس هذه الجريمة، وما الذي يعانيه نفسياً حتى يقدم على قتل ابيه رمزياً وفعلياً؟

أسباب نفسية وفرضيات ...

تحرص المعالجة النفسية حنان صادر في اتصال مع "النهار" إنها "لا تعرف تفاصيل ومعطيات عما عاشه هذا الفتى وطبيعة العلاقة التي تربطه بعائلته، لذلك سنطرح أكثر من فرضية وسبب نفسي يدفع الى ارتكاب جريمة قتل". برأي صادر إن الفتى "يعاني من ذهان ويُدرج في خانة الذهان، لكن الناس تجهل هذه التسمية وتُطلق على هذه الحالة "مضطرب عقلياً". أن يُقدم ابن على قتل والده، فهو حتماً يعاني من مرض نفسي، ولا يمكن لأسباب خارجية ومشكلات طبيعية ان تدفعه الى ارتكاب جريمة كما هي الحال هنا".

إذاً، هناك فرضيات عدة وأسباب يمكن أن تفسر ما حدث وفق المعالجة النفسية، التي تتابع حديثها قائلة: "في علم النفس يعتبر الأب رمزاً للحدود والنظام والقوانين، وان قتل علي لوالده هو بمثابة قتل وحذف كل هذا الممنوع والقوانين وكسره بطريقة ما. لقد انتقل الابن الى مرحلة الفعل passage à l’acte واقترف الجرم. أسباب نفسية تؤثر بطريقة مباشرة وغير مباشرة في ارتكاب الجريمة أبرزها:

* لم يكن الابن محبوباً ولم يأخذ الحنان والعاطفة من عائلته في طفولته.

* قد يكون الابن مُعنفاً وقد تعرّض لعنف لفظي أو جسدي من والده.

* قد يكون قتل رمز الرجولة ليشعر برجولته وبأنه اليوم هو رجل.

* قد يكون يتعاطى المخدرات وغير واعٍ لتصرفاته.

علي ضحية ايضا؟

ومهما اختلفت الأسباب التي دفعت به الى قتل والده، يبقى ان نعرف على حدّ قول المعالجة النفسية صادر ان هذا الشاب ما زال قاصراً ويجب عدم محاكمته كباقي المجرمين. علينا ان نعرف ان الشاب ارتكب الجريمة نتيجة تراكمات عدة نفسية عاشها منذ صغره ومن المهم متابعته نفسياً حتى لا تضيع حياته، هو ضحية أيضاً ويجب التعامل معه بطريقة صحيحة وعدم وضعه بالسجن وانما معالجته ومساعدته وليس معاقبته".

في حين أكد محلل نفسي رفض ذكر اسمه ان "علاقة الأب بابنه تشرح هول هذه الجريمة، ويُعيد السبب الى ان الأب كان ينفذ سلطته بطريقة عير محقة على ابنه، ووفق ارادته وليس رغبة الإبن. كان الوالد يؤدي دور الشرطي وليس دور الأب ويعمل وفق مصلحته وليس مصلحة الابن". مستندا الى رواية عنوان " Moi, Pierre Rivière, ayant égorgé ma mère, ma sœur et mon frère "هذا الشخص قتل والدته واخواته لأنهم كان يسخرون من والده ويعذبونه".

2017-10-18

دلالات: