الرئيسية / المرأة والمجتمع /عندما تصبح الهواية مرضاً ! ... من يستخدم الإنترنت أكثر من 38 ساعة أسبوعياً يُعتبر مدمناً
استشاري الطب النفسي والإدمان الدكتور بلال سالم :أولى خطوات التخلص من إدمان الإنترنت والوسائل التكنولوجية هي التخلص من الأسباب التي تدفع لحدوثه

جريدة صيدونيانيوز.نت / عندما تصبح الهواية مرضاً ! ... من يستخدم الإنترنت أكثر من 38 ساعة أسبوعياً يُعتبر مدمناً

 عندما تصبح الهواية مرضاً ! ... من يستخدم الإنترنت أكثر من 38 ساعة أسبوعياً يُعتبر مدمناً

مع تطور وسائل التكنولوجيا ازداد ارتباط حياة الناس بها، وتطورت تلك العلاقة بين الفرد والمفرزات التكنولوجية ليتحول استخدامها إلى نوع من العلاقة المَرَضِية، حتى بتنا نسمع عن مفردات جديدة مثل: إدمان التكنولوجيا، وإدمان الإنترنت، والنوموفوبيا، وهى ظواهر منتشرة تقريباً لدى كل المجتمعات، وتؤدي إلى اضطرابات في السلوك قد تصل إلى حد الاكتئاب.

 

إدمان الإنترنت!

أول من وضع مصطلح إدمان الإنترنت (بالإنجليزية: Inte*net Addiction Diso*de*) هي عالمة النفس الأمريكية «كيمبرلي يونج»، حيث عكفت على دراسة هذه الظاهرة منذ عام 1994م، حيث يتم تعريف إدمان الإنترنت كصورة من صور إدمان التكنولوجيا عموماً، بأنه استخدام شبكة الإنترنت أكثر من 38 ساعة إسبوعياً.

وترى «أمنية طه»، استشاري إرشاد أسري ومعالج سلوكي، أن «الأسباب وراء إدمان التكنولوجيا عديدة، كما أنها تختلف من فرد لآخر، بناءً على كيفية استخدامه للتكنولوجيا، فهناك من يستخدمها للمعرفة وآخر يستخدمها للترفيه، وبالتالي يكون السبب الأول زيادة واكتساب العلم والمعرفة، أما الثاني فهو للترفيه واستغلال وقت الفراغ بالشكل الذي يقتل الوقت، أياً كانت الوسيلة وأياً كان شكلها»، وتضيف: «المشكلة تتضاعف عندما تفصل الكنولوجيا الفرد عن عالمه المحيط، وبالتالي تؤثر على صحته وعلاقاته الاجتماعية بالسلب، هذا بخلاف أن الأمر يتطور ليصل إلى حد الاكتئاب والعزلة الاجتماعية التامة، مع تدني السلوكيات الإيجابية وانتشار كل ما هو سلبي، مثل: عدم القدرة على التعامل مع الضغوط الحياتية اليومية أو مواجهة المشكلات، وعدم القدرة على شغل وقت الفراغ بهوايات أخرى متنوعة، مع إهمال الواجبات الاجتماعية والأسرية والوظيفية بسبب استعمال الإنترنت المتواصل، لذا قد بتنا مُطَالبِين بنشر الوعي الديني والثقافي والمجتمعي أكثر من أي وقت مضى، لكيفية استخدام التكنولوجيا بالحد الذي يفيد فقط».

خلال استطلاع للرأي أجرته وكالة «أسوشيتد برس» قبل أعوام، خلصت من خلاله إلى أن ملايين الأمريكيين قد أصبحوا من المدمنين على التكنولوجيا الحديثة، حيث إن الكثيرين منهم قد أقروا بأن حياتهم لا تستقيم بدون وسائل التكنولوجيا المختلفة.

«د.جميل صبحي»، استشاري الأمراض النفسية والعصبية، يعتقد أن: «أهم أسباب إدمان الموبايل والإنترنت هو الفراغ النفسي والاجتماعي، خاصة لدى فئة الشباب، فللأسف توجد فجوة في التواصل داخل الأسرة الواحدة نتيجة لظروف كثيرة، منها اختلاف أوقات العمل بين الزوجين وكذلك الخلاف الأسري مما يدفع الأبناء، وحتى الوالدين، للتسلية والتخلص من مشكلات الواقع من خلال الجلوس إلى الإنترنت، لذا لا بد أن يهتم الأهل بالاجتماعيات والعلاقات الأسرية والأنشطة الثقافية والفكرية والحوار حتى تقل هذة الظاهرة المنتشرة حديثاً والتي تسمى بإدمان الإنترنت».

وقد أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن التوتر والقلق الشديدين يصيبان الفرد مدمن الإنترنت في حالة وجود أي عائق للاتصال بالشبكة العنكبوتية، وقد يصل الأمر به إلى حد الاكتئاب إذا ما طالت فترة الابتعاد عن الإنترنت، في حين يشعر بسعادة بالغة وراحة نفسية كبيرة حين يعود إلى استخدامه. «د. محمد عبدالله بن محفوظ»، مستشار أسري وتربوي وخبير التنمية البشرية، يقول: «سهولة الوصول إلى الإنترنت، وسهولة الحصول على الهواتف والحواسيب، من الأمور التي تجعلنا ندمن استخدامها، على الرغم من أن اسمها «وسائل التواصل الاجتماعي»، إلا أننا نجد مدمني استخدامها يعانون من الشعور بالوحدة أكثر، هذا بجانب العزلة الاجتماعية والإصابة بأمراض نفسية وجسدية خطيرة، بل أن هناك باحثين يربطون بين كثرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبين ارتفاع نسبة الوفيات، وهذا يظهر بوضوح بين من يستخدمون الهواتف بكثرة أثناء القيادة»، ويضيف «بن محفوظ» أنه لا مفر من التكنولوجيا، ولكن الاعتدال جميل، وهذا لا يتم إلا بالتوعية والمتابعة والنصح».

 

«النوموفوبيا».. يجتاح العالم!

«نوموفوبيا»، أو Nomophobia، اختصار ل No-Mobile-Phone-Phobia، وهو نوع جديد من الرُهاب أو الخوف المرَضي الذي يصيب الفرد لمجرد التفكير بضياع هاتفه المحمول أو حتى نسيانه، والهلع الناجم من الوجود خارج نطاق تغطية شبكة الإنترنت ومن ثم عدم القدرة على الاتصال أو استقبال البيانات عبر الشبكة، وقد ظهر هذا المصطلح للمرة الأولى عام 2008م، بعدما قامت مؤسسة Secu*Envoy باستطلاع توصلت خلاله إلى أن 53 % من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع، اعترفوا أنهم يعانون من القلق والتوتر في حال نفاد بطارية هواتفهم أو الرصيد لديهم، أو في حال ضياع تلك الهواتف أو دخولها في مناطق خارج نطاق التغطية، ومن يعانون من هذا الرُهَاب يميلون عادة للبقاء وحيدين، بعيداً عن أي احتكاك مع من حولهم، فمتعتهم تكمن البقاء مع حواسيبهم وهواتفهم المحمولة. طبقاً لدراسة أجراها باحثون من جامعة ماريلاند فإن نسبة 74 % من الناس يمكن أن ينطبق عليها النوموفوبيا، وطبقاً لدراسة أخرى أجرتها مؤسسة «سكيور انفوي» فإن 66 % من الشباب من عمر 18 إلى 24 عاماً، لديهم حالة النوموفوبيا التي نمت بسرعة خلال السنوات القليلة الماضية.

تلك الدراسات تفيد بأن ال «نوموفوبيا» مثل عديد من أنواع الفوبيا الأخرى، مثل فوبيا الأماكن الواسعة أو المزدحمة أو السفر، أو فوبيا استعمال القطارات والأنفاق، والمصاعد وغيرها، إذ تسبب عديداً من الأعراض العقلية والنفسية، فالنوموفوبيا تدفع بصاحبها إلى تفحص الهاتف المحمول بين اللحظة والأخرى لتفقد البطارية أو أية رسائل جديدة، كما أنها تسبب الوسواس من انخفاض نسبة شحن البطارية، واستمرار شحنها حتى وإن كانت كاملة أو شبه كاملة، خوفاً من نفادها، وقد أوصت الدراسة بضرورة ترشيد وتنظيم استخدام التكنولوجيا في المدارس، كما حثت الآباء والأمهات على الحد من الوقت الذي يقضيه أبناؤهم على الإنترنت أو على هواتفهم الجوالة، فالتكنولوجيا في حد ذاتها ليست أمراً سيئاً، بل أداة مفيدة جداً للتعليم في المدارس ولكن لا بد من تنظيمها، حتى لا يتحول مستخدموها إلى مدمنين لها. وفي حالات علاج النوموفوبيا.. يتمّ التركيز بالدرجة الأولى على النهج الواقعي، أي تركيز سلوكيات المريض على الواقع وما حوله بعيداً عن الحواسيب والهواتف المحمولة، أما في الحالات المتقدمة والمستعصية، التي يشكو من يُصاب بها من أعراض متقدمة، مثل: القلق، والتوجس، وغصة في الحلق، والرعب، وارتجاف الأطراف، والغثيان، أو آلام في المعدة، وتصبب العرق، وسرعة في ضربات القلب، وضيق في التنفس، أو آلام في الصدر، والدوخة أو دوران الرأس، فيتم استخدام الأدوية ومضادات الاكتئاب إلى جانب العلاج السلوكي.

 

الأطفال والتكنولوجيا!

توصلت جامعة بايلور بالولايات المتحدة في دراسة حديثة لها، أن الهواتف الذكية وكثرة استخدامها قد يكون عاملاً سيئاً في سير علاقات الأطفال مستقبلاً، ومؤثراً سيئاً في طريق سعادتهم، ومسبباً لكثير من الاضطرابات الفيسيولوجية والنفسية في حياتهم، ترى «سوسن رضوان»، خبيرة الطفولة المبكرة وكاتبة أدب الأطفال، أن «التكنولوجيا الحديثة قد غزت حياتنا وأصبحت تمثل جزءاً لا يُستَغنَى عنه في نسيجها اليومي، وذلك لما تقدمه من تسيير وتيسير لوظائف تلك الحياة، لكن يجب مراعاة الضوابط السليمة عند استخدامها حتى لا تتحول إلى إدمان، خاصة لدى الأطفال»، وتضيف «رضوان» أن الأسباب التي تؤدي بأطفالنا إلى إدمان التكنولوجيا، تتمثل في حاجة الأطفال إلى التسلية واللعب، وشغفهم بالألعاب والبرامج التي تقدمها تلك الأجهزة، إلى جانب إهمال الأطفال من ذويهم، وعدم توفير الوسائل والأنشطة والألعاب المشوقة لاستنفاد طاقتهم، مع قدرة الأطفال الفائقة على التعامل مع تلك الأجهزة الحديثة، إلى جانب هروب الأطفال من مشاكلهم ومعاناتهم داخل بيئاتهم مما يجعلهم يميلون إلى الهروب لعالم الأجهزة الإلكترونية.

وتؤكد الخبيرة «سوسن رضوان» أن إدمان الأطفال للأجهزة الحديثة والإنترنت من قبل أطفالنا له آثاره السلبية التي تنعكس عليهم بلا شك، وتضيف: «من تلك الآثار السلبية.. ضعف العضلات لدى الأطفال نتيجة عدم استخدامها في أنشطة تعمل على تقويتها كالرسم والتلوين والكتابة والتشكيل بالصلصال، وكذلك تعرض الأطفال للإشعاعات المنبعثة من تلك الأجهزة نتيجة امتصاص أجسادهم لها يؤثر سلباً على الأعصاب والعين، كما أن ضعف تواصل الطفل مع الآخرين يؤثر سلباً على استكشافه للعالم المحيط به، وما يتبعه من قصور في اكتسابه لكثير من المهارات، إلى جانب عزوفه عن ممارسة أنشطة أخرى مهمة لتلك المرحلة العمرية كالقراءة والموسيقى والرسم، وقد يكتسب بعض الأطفال سلوكاً عدوانياً نتيجة لمداومتهم على مشاهدة الأفلام الكارتونية العنيفة أو ممارسة ألعابها، وإصابة بعضهم بالسمنة أو الأرق نتيجة قلة النوم»، أما عن مساعدة أطفالنا على التخلص من هذا الإدمان، فتقول الخبيرة «سوسن رضوان» يجب على الوالدين «تحديد الأوقات التي يمكن لأطفالهم من خلالها التعامل مع الإنترنت، مع الحرص على المتابعة لضمان الالتزام بها، مع ضرورة توفير الألعاب والأدوات الممتعة والمفيدة بالنسبة لهم كي يشغلوا بها أوقاتهم، هذا إلى جانب مشاركتهم الوقت التي يطالعون فيه الحواسيب أو الهواتف النقالة، مع الابتعاد عن الألعاب وأفلام الكرتون التي يَكثُر فيها العنف، لما لذلك من تأثير خطير على صحته النفسية».

 

وصفة لحماية الأولاد!

من جهتها تقدم المهندسة «هناء الرملي»، خبيرة الكنولوجيا ومحاضرة في مجال ثقافة استخدام الإنترنت، نصائح للوالدين بخصوص كثرة استخدام أطفالهم لأجهزة الكمبيوتر والموبايل، للحد من وصول أبنائهم لمرحلة الإدمان الفعلي لهذه الأجهزة، في البداية تشير «الرملي» إلى الأعراض التي قد تظهر على الأطفال وتوحي بأنهم على وشك الدخول في دائرة إدمان التكنولوجيا، منها: فقدان الشعور بمضي الوقت أثناء استخدامه الموبايل، وقلة ساعات النوم والقلق والأرق والسهر لساعات في استخدام الموبايل، والإصابة بالاضطراب والغضب عندما يكون جهاز الموبايل بعيداً عنه، واستخدامه في أوقات الطعام والجلسات العائلية وأثناء وجود الأصدقاء، هذا إلى جانب فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة له من قبل. وتؤكد «الرملي» أنه من الضروري أن يدرك كل أب وأم أنه لا يمكن منع أولادهم من استخدام أجهزتهم منعاً قطعياً بأي شكل من الأشكال، لكن يمكن إعادة السيطرة على استخدامهم، ووضع ضوابط وحدود لهذا الاستخدام، وهى كالتالي: عقد اتفاقية بين الوالدين على اتخاذ موقف واحد، واتباع إجراءات موحدة دون أي تعارض تجاه أطفالهم، لحل المشكلة قبل البدء بأي إجراء مباشر تجاه هذا الأمر، أن يكون الأب والأم قدوة حسنة لأطفالهما، في استخدام الأجهزة، وأن يقضي كل منهما أوقاتاً ممتعة، وعدم الانشغال عنهم، إظهار الشعور بالقلق لأجل الطفل، تجاه التغيرات التي طرأت على سلوكه نتيجة استخدامه الزائد لهاتفه النقال، وابتعاده عن هواياته، ابتعاده عن أصدقائه، وما قد يسببه أيضاً من مشاكل أخرى.

وكذلك التحدث حول إيجابيات التوجه إلى الممارسات والأنشطة الممتعة التي كان يحبها ويفضلها الطفل قبل أن يتعلق بجهازه، مع وضع اتفاقية مع الأطفال بشروط تنص على منع استخدام الموبايل في غرفة النوم وغرفة الطعام، ووضع ساعة محددة في المساء يمنع استخدام الموبايلات بها، وكذلك استخدم تطبيقات المراقبة والتطبيقات التي يمكنها الحد من استخدام الطفل للهواتف الذكية، ومع استخدام إجراءات السلامة والحماية التي يقدمها الجهاز للأطفال، هذا بخلاف تشجيع الطفل على الأنشطة الاجتماعية في حياة الواقع وممارسة الهوايات المحببة لهم، مثل المشاركة في الأندية الرياضية، الرسم والأشغال اليدوية، والألعاب الجماعية. لكن في حال وصل الأمر إلى الفشل بالحد من هذا الإفراط، ودخول الطفل مرحلة الإدمان الفعلي للتكنولوجيا، فتؤكد «الرملي» على ضرورة زيارة عيادات الطب النفسي المتخصصة بهذا النوع من الإدمان، حيث يتطلب الأمر الخضوع للعلاج النفسي.

 

من أجل صحة رقمية آمنة!

قد لا توجد طريقة مُعينة يُوصَى بها لعلاج إدمان وسائل التكنولوجيا الحديثة، لأن الأمر يختلف بحسب رؤية الفرد لمدى خطورة تلك المشكلة أو رغبته في معالجتها من الأساس، فبعض الحالات تتطلب الذهاب إلى طبيب نفسي، لكن معظم الأفراد يرفضون ذلك، يرى «د. بلال سالم»* استشاري الطب النفسي بمستشفى د. سليمان الفقيه، أن «أولى خطوات التخلص من إدمان الإنترنت والوسائل التكنولوجية هي التخلص من الأسباب التي تدفع لحدوثه، بمعني من الضروري أولاً التخلص من الفراغ والمشكلات التي تدفع بصاحبها إلى المكوث لفترة طويلة يستخدم الإنترنت أو الموبايل أوالكمبيوتر، وللتخلص التام من هذه المشكلة، فذلك يعتمد على مستوى اعتماد الفرد عليها، فالمستوى البسيط وهو أقل من 4 ساعات مع بعض الضعف في الأداء الوظيفي والحياتي، فهذا يحتاج إلى علاج سلوكي معرفي مع تدريب نفسي مكثف علاجي لتعديل هذا السلوك الخاطئ، أما المستوى المتوسط، أي بين 4 و8 ساعات وخلل مهم في الأداء العلمي والعائلي والوظيفي، فهذا يحتاج إلى علاج نفسي سلوكي مع بعض العقاقير النفسية التي تخفف الاشتياق لهذا المرض، وتخفف من أعراض الانسحاب وتقلل من احتمال الانتكاسة، أما المستوى العالي، أي أكثر من 8 ساعات ويترافق مع شلل وظيفي كامل وعدم القدرة على القيام بأي واجبات حياتية، ما يستدعي دخول المستشفى لعزل المريض عن استخدام النت ومعالجة الأمراض النفسية والجسدية المصاحبة والناتجة عن إدمان النت وقد يحتاج المريض أو المريضة إلى مركز تأهيل لتعديل هذا السلوك المريض وتعلم النمط الحياتي الطبيعي».

إذاً.. يمكن للمدمن أن يعالج نفسه بالتقليل التدريجي من استخدامه للموبايل والإنترنت، مع استخدامه عند الضرورة فقط، مع الالتزام بوقت ضيق لمطالعة البريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، مع الإكثار من ممارسة الهوايات الأخرى والتدريبات الرياضية، في بعض الدول مثل كوريا الجنوبية يُعتبر هذا الأمر مشكلة قومية، حيث يعاني عديد من الناس هناك من إدمان التكنولوجيا، لذا فإن الحكومة الكورية تموّل نحو مائة مستشفى لعلاج مدمني التكنولوجيا، في حين تم افتتاح قسم علاجي مختص بعلاج إدمان الانترنت في المركز الطبي في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة، وطريقة العلاج فيه تستوجب وجود أربعة مرضى في الوقت نفسه، ويستغرق العلاج 10 أيام يتم في الأيام الثلاثة الأولى التخلص من «السموم الرقمية»، ثمّ يخصص الأسبوع الموالي لحصص نفسانية، حيث يتم إزالة علامات الإدمان بنفس الطريقة التي تختفي فيها من مرضى إدمان المخدرات والعقاقير، متوقعين أن يحتاج بعض منهم في المرحلة الأولى إلى إعدادٍ خاصٍ بالعقاقير حتى يمكن لاحقاً تخليصهم من «السموم الرقمية» تماماً.

المصدر : مجلة اليمامة 

*نبذة عن الدكتور بلال سالم  http://www.sidonianews.net/main.php?load=view&nid=97257

2017-12-06