الرئيسية / أخبار لبنان /سياسة /النهار : مشاورات بعبدا ترسم خريطة تعويم الحكومة

جريدة صيدونيانيوز.نت / النهار : مشاورات بعبدا ترسم خريطة تعويم الحكومة

النهار : مشاورات بعبدا ترسم خريطة تعويم الحكومة

 

 النهار " :

 

بدا من الواضح ان يوم المشاورات السريعة التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس في قصر بعبدا والذي توج بلقاء ثلاثي ضمّه ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء سعد الحريري شكل خريطة الطريق شبه النهائية لعودة الرئيس الحريري عن استقالته وطي تريثه ومن ثم تعويم الحكومة الحالية على أساس ما يمكن اعتباره تعديلاً طارئاً للتسوية التي حصلت عشية الانتخابات الرئاسية. واذا كان التبشير بالايجابيات التي سادت يوم المشاورات ظل في حدود العموميات ولم يترجم تفصيلياً طبيعة الجهود المبذولة للتوصل الى تسوية اساسية حول صلب الموضوع أي مسألة النأي بالنفس واعتمادها قولاً وفعلاً وممارسات والتزامات، فان استعجال الكلام عن احالة التوافق "المبدئي" الذي يفترض ان يتبلور تماماً في الايام الثلاثة المقبلة على المؤسسات الدستورية أريد منه تثبيت الاتجاه الى المخرج من ازمة الاستقالة والتأكيد ضمناً لعودة مجلس الوزراء الى الانعقاد بعد عودة الرئيس عون من زيارته الرسمية لايطاليا التي تستمر من الاربعاء الى الجمعة.

 

 

 

 

 

وأوضحت مصادر قريبة من قصر بعبدا لـ"النهار" ان المشاورات التي اجراها الرئيس عون أمس كانت إحدى الحلقات المرسومة تمهيداً لتظهير الاتفاق على عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد، وترؤس رئيس الجمهورية الجلسة الأولى بعد عودته من زيارة روما، وفيها يفترض ان يعلن موقفاً جامعاً بالاستناد الى التفويض الذي أوكله اليه رؤساء الكتل وممثلوها في يوم المشاورات الطويل وقبله. ووضع الرئيس عون خمس نقاط إشكالية أمام ممثلي الكتل النيابية، ودوّن آراءهم خطياً في كل منها، وهي: الموقف من الحكومة، النأي بالنفس، العلاقات مع الدول العربية والحملات عليها، اتفاق الطائف، مواجهة اسرائيل والارهاب، الى النقطة الاهم وهي كيفية الحفاظ على استقرار البلد. وبدا أن الغالبية الكبيرة تمسكت بضرورة ابقاء الحكومة واعادة تفعيلها، كل منهم لسبب أو لآخر، خصوصاً انه لم يبق من عمرها سوى خمسة أشهر، هي الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات النيابية.

 

 

 

 

 

أما في المسألة الاكثر اثارة للجدل، أي النأي بالنفس، فعلم ان وجهات النظر كانت متوافقة على المبدأ، إلا أن فريقاً اعتبره غير كافٍ أو انه طالب بالحياد، فيما رأى فريق آخر يتقدمه "حزب الله" استحالة اعتماد النأي بالنفس عن مواجهة اسرائيل أو الارهاب، وحتى في موضوع سوريا مبرراً ذلك بالحدود المتداخلة مع لبنان، وأنه لا يمكن ضمان ما يمكن ان يفعله الارهاب على حدودنا وداخلها، تماماً كما هو الحال مع إسرائيل. وفي موضوع العلاقات مع الدول العربية، يبدو ان الموقف الجامع سيكون بالارتكاز الى ما عبر عنه خطاب رئيس الجمهورية في جامعة الدول العربية وفي القمة العربية في الاردن. واطلع الرئيس عون كلاً من الرئيسين بري والحريري على حصيلة مدوناته، وبعد إبراز القواسم المشتركة التي تظهّرت في المشاورات، وأهمها الاجماع على دور رئيس الجمهورية في اعادة الامور الى مجاريها الحكومية، اتفق في الاجتماع الثلاثي على استكمال مشاورات بعبدا بمشاورات جانبية يجريها كل من رئيس المجلس ورئيس الوزراء في فترة غياب الرئيس عون في إيطاليا، من أجل تعزيز وحدة الموقف حول الخيار الحكومي الجامع، ورسم خريطة الطريق الى العودة الحكومية، وبلورة السيناريو الانسب للجلسة الاولى لمجلس الوزراء التي ستعقد بعد عودة رئيس الجمهورية، والتي ستعرض فيها النقاط الاشكالية والصيغة الرئاسية للاتفاق على مقاربة جامعة لها ان من خلال ما يطرحه الرئيس عون أو من خلال اعادة تفعيل العمل بما ورد في البيان الوزاري. ولم يتضح بعد ما اذا كانت الصيغة التي ستوضع بالنقاط الاساسية للالتزامات ستلحظ كبيان رسمي ملحق بالبيان الوزاري او ضمن اطار آخر.

 

 

 

 

 

الحريري

 

وبعد ساعات من لقاءات القصر، صرح الرئيس الحريري بأن على "حزب الله" أن يتوقف عن التدخل خارجيا وأن يقبل سياسة "الحياد" من أجل وضع نهاية للأزمة السياسية في بلاده. وقال في مقابلة سجلها امس مع شبكة "سي نيوز" التلفزيونية الفرنسية: "لا أريد حزباً سياسياً في حكومتي يتدخل في دول عربية ضد دول عربية أخرى".

 

وأضاف: "أنا في انتظار الحياد الذي اتفقنا عليه في الحكومة… لا يمكننا أن نقول شيئا ونفعل شيئا آخر ".

 

 

 

 

 

ولاحظ أنه "لا يمكن لبنان أن يحل مسألة وجود حزب الله في سوريا والعراق وكل مكان بسبب إيران. يجب التوصل إلى حل سياسي إقليمي". وشدد على أن "تدخل إيران يؤثر علينا جميعا. إذا كنا نريد سياسة جيدة للمنطقة فعلينا ألا نتدخل".

 

 

 

 

 

وأبدى استعداده للبقاء في منصب رئيس الوزراء إذا وافق "حزب الله" على التزام سياسة الدولة المتمثلة في البقاء خارج الصراعات الإقليمية. لكنه أكد أنه سيستقيل إذا لم يلتزم "حزب الله" ذلك على رغم أن المشاورات في هذا الصدد إيجابية حتى الآن.

 

وأعرب عن اعتقاده "أن على حزب الله إجراء حوار إيجابي من أجل مصلحة لبنان. هم يعلمون أن علينا البقاء على الحياد في المنطقة".

 

وخلص الى أنه اذا توصلت مشاورات الأسبوع الجاري إلى نتيجة إيجابية، فإنه ربما عدّل تشكيل الحكومة، مبدياً استعداده لإجراء انتخابات قبل السنة المقبلة.

 

 

 

 

 

وكان بيان رئاسة الجمهورية وصف نتائج المشاورات بانها "ايجابية وبناءة، وقد توافق خلالها المشاركون على النقاط الاساسية التي تم البحث فيها، والتي ستعرض على المؤسسات الدستورية بعد استكمال التشاور في شأنها اثر عودة فخامة الرئيس من زيارته الرسمية لايطاليا". وأشاد الرئيس عون " بالتجاوب الذي لقيه من رؤساء وممثلي الكتل السياسية الذين شددوا على أهمية المحافظة على الوحدة الوطنية والاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي وتذليل العقبات أمام ما يعيق مسيرة النهوض بالدولة التي بدأت قبل سنة".

 

 

 

 

 

مواقف

 

ولم تحجب خلاصات المشاورات مواقف سياسية كانت لها دلالات من ابرزها المواقف التي عبّر عنها رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع عقب لقائه الرئيس عون اذ اكد تمسكه بالتسوية وتشديده على ان "النأي بالنفس يعني الخروج الفعلي من ازمات المنطقة"، كما دعوته الى حصر القرار العسكري والامني بيد الدولة. ورد على "البعض المستعجل خروج القوات من الحكومة " قائلاً "اننا لن نخرج منها".

 

أما رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط فأشاد بحرارة "بالشجاعة الهائلة والحكمة الكبيرة " للرئيس عون واعتبر انه "من الحكمة ألا نشير في اي محادثات لاحقة الى قضية السلاح".

 

كذلك شدّد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل على اعتماد "الحياد الكامل للبنان وليس النأي بالنفس الذي ليس له أي مرتكزات قانونية أو دستورية ".

2017-11-28