الرئيسية / أخبار لبنان /سياسة /النهار: أزمة الرئاستين تقتحم الترقيات العسكرية!

جريدة صيدونيانيوز.نت / النهار: أزمة الرئاستين تقتحم الترقيات العسكرية!

 

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / النهار: أزمة الرئاستين تقتحم الترقيات العسكرية!

"النهار" :

اذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري اكتفى أمس في لقائه الاسبوعي مع النواب برده أول من أمس على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من توقيع مرسوم اقدمية ضباط دورة 1994 الخالي من توقيع وزير المال فان ذلك لا يعني ان هدنة أو تسوية بدأت ملامحهما ترتسم في افق "أزمة الرئاستين" الاولى والثانية والمتجددة بحدة بالغة وخطرة. ذلك انه عشية نهاية السنة والاستعدادات لاستقبال سنة 2018 التي تحمل استحقاق الانتخابات النيابية في ايار، وهو الاستحقاق الادق والاهم في تبديل "مأمول" للمشهد السياسي الداخلي المتكلس، بدت مفاعيل ازمة المرسوم الذي فجر مجدداً سجالات عنيفة واستعادات لنقاشات في الدستور والميثاق ومحاضر جلسات مجلس النواب ودراسات وفتاوى مجلس شورى الدولة كأنها ترسم نذيراً مبكراً لأزمة نظام أيضاً من شأنها ان تضيف مواد حارقة اضافية الى مجمل الواقع الداخلي في لحظة انتقاله بين سنة آفلة وسنة مقبلة.

 

 

والجانب السلبي الجديد الذي طرأ أمس في تداعيات هذه الأزمة برز في بداية تأثيرها على جدول ترقيات الضباط من حيث تصنيفه بين ترقيات تقليدية مر توقيعها من وزارة المال قبيل نهاية السنة وترقيات "مخالفة " تتضمن اسماء ضباط مشمولين بالمرسوم "الخلافي" جمد توقيع وزارة المال عليها وظلت عالقة. وتبين ان وزير المال علي حسن خليل الذي وقع أمس الترقيات المستحقة للضباط في كل الاسلاك كالعادة قبيل نهاية السنة استثنى مراسيم ترقية ضباط في الجيش بعدما اعتبر انها تتضمن مخالفات بفعل ورودها في مرسوم أقدمية دورة 1994. كما علم ان وزير المال لم يوقع مرسوم ترقية ضباط من رتبة عقيد الى رتبة عميد تضمن تسعة اسماء لضباط من دورة 1994 وارسل كتابا الى وزارة الدفاع الوطني للاستفسار عن ذلك كون وزارة المال "لم تتبلغ أساسا الاقدميات ".

 

 

وجاءت هذه الخطوة وسط ما بدا اخفاقاً او شللاً في الوساطات والاتصالات لحل هذه الازمة بعدما اصطدمت وساطة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم بتسارع السجالات والردود الحادة بين بعبدا وعين التينة. كما تبين في الساعات الاخيرة ان ترددات الازمة تسببت باحراج وارباك واسعين لكل من رئيس الوزراء سعد الحريري و"حزب الله " سواء بسواء الامر الذي يفسر عدم اقدام اي منهما بعد على التحرك في مسعى لحل المأزق. واذ اكتفى بري بما قاله الثلثاء في ما خص مرسوم اقدمية الضباط وخلافه مع الرئيس عون في شأنه، لمح امام النواب امس الى ان ثمة أموراً كثيرة تتعلق بالموضوع لا يرغب في الحديث عنها اليوم "ولا يمكن معالجة الامور بقواعد خاطئة ". لكن بري استشهد بمداخلة للرئيس فؤاد السنيورة من 20 صفحة في نيسان 2014 لدى انعقاد جلسة لمجلس النواب اعترض فيها السنيورة على اقتراح ترقية ضباط 1994 الذي كان قدمه الرئيس عون ونواب كتلته آنذاك ومن ثم أحيل المشروع على اللجان النيابية بعدما اعترض عليه 50 نائبا.

 

 

الحريري والازمة "الامر"

في غضون ذلك، برزت للمرة الاولى اشارة فريدة عن الرئيس الحريري الى ازمة استقالته في تشرين الثاني الماضي اكتسبت دلالات لكونها جاءت في الذكرى الرابعة لاغتيال الوزير السابق محمد شطح.

 

 

وفي احتفال اقيم للمناسبة في فندق "موفمبيك" بعد ظهر أمس قال الحريري في كلمته: "أربع سنوات مرت على استشهاد الأخ والصديق، رفيق الأيام الصعبة محمد شطح. في كل سنة من السنوات الأربع كنت أشعر بحجم الفراغ الكبير الذي تركه محمد. لكني هذه السنة شعرت بغيابه أكثر من أي سنة أخرى، شعرت كم أنا بحاجة لأن يكون إلى جانبي، كم أحتاج إلى حكمته وعقله وصلابته لكي يكون إلى جانبي خلال أزمة من أمرّ الأزمات في حياتي السياسية. محمد شطح سقط على نفس الطريق التي سقط عليها الرئيس الشهيد رفيق الحريري. معاً سارا على طريق الاعتدال وبناء الدولة، ومعاً استشهداً على طريق الاعتدال والدفاع عن دور الدولة….اليوم عنوان محمد أنه رمز الحوار. وصدقوني، هذا البلد لا يمكن أن يعيش بدون حوار. نستطيع جميعا أن نتكبر بعضنا على البعض ونتحدى بعضنا البعض ونصرخ بعضنا على البعض ونحارب بعضنا البعض، ولكن في النهاية، الوطن هو من سيدفع الثمن. يبقى الحوار، الذي رمزه محمد شطح، هو السبيل الوحيد. ومهما كانت خلافاتنا السياسية، فإننا لن نتفق في الكثير من الأمور مع بعض الأطراف السياسيين في هذا البلد، وخصوصا في الأمور الإقليمية، وحتى في الأمور الداخلية. ولكن من دون حوار، أسألكم: أين سيكون البلد؟ ألم نعش أيام انعدام الحوار قبل اتفاق الطائف؟ فإلى أين وصلنا؟ تحاربنا ثم جلسنا على طاولة الحوار، في الطائف وليس في لبنان، لكي نوجد الحل السياسي. والطائف بألف خير لأننا سنكون دائما المدافعين الأوائل عن هذا الدستور".

 

 

وسط هذه الاجواء اتجهت العلاقات اللبنانية - السعودية نحو انفراج ملموس مع انتهاء التساؤلات القلقة التي أثارها التأخير في قبول ترشيح السفير اللبناني في السعودية والتأخير في تحديد موعد تقديم السفير السعودي الجديد نسخة عن اوراق اعتماده في الخارجية اللبنانية. وعلم ان السفير السعودي وليد اليعقوبي سيقدم اوراق اعتماده الى رئيس الجمهورية قبل موعد الاستقبال الديبلوماسي السنوي في قصر بعبدا بحيث يشارك في الاستقبال.

 

 

الحريري وجعجع

في سياق آخر، قالت مصادر "القوات اللبنانية" لـ"النهار" إن نهاية العام 2017 لن تشهد نهاية العلاقة بين "القوات" و"المستقبل" كما كان يتمنى أكثر من طرف وفريق، اذ دخلت العلاقة في الأسبوعين الأخيرين في تبريد سياسي مهّد لعودة قنوات التواصل ولا سيما بعد تأكيد الرئيس سعد الحريري أن العلاقة مع "القوات" جيدة ومن ثم مبادرته الى معايدة الدكتور سمير جعجع، ما يؤشر لكون صفحة التوتر طويت، ولكن لا يمكن في الوقت نفسه القول ان العلاقة عادت إلى ما كانت أو أن لقاء الحريري وجعجع قريب، إنما دخلت في حوار سياسي عميق يشكل المدخل لإعادة تنقية العلاقة.

2017-12-28