السعوديات... وراء المقود وعلى الطريق(الصور عن جريدة الشرق الأوسط) جريدة صيدونيانيوز.نت
جريدة صيدونيانيوز.نت / بالصور: مرحلة جديدة من تاريخ النساء ...السعوديات... وراء المقود وعلى الطريق...مندوبون إعلاميون تسابقوا لتغطية المواكب النسوية الأولى فجراً
جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار السعودية / بالصور: مرحلة جديدة من تاريخ النساء ...السعوديات... وراء المقود وعلى الطريق...مندوبون إعلاميون تسابقوا لتغطية المواكب النسوية الأولى فجراً
الشرق الأوسط
الأحد - 10 شوال 1439 هـ - 24 يونيو 2018 مـ رقم العدد [ 14453]
جدة: عبير مشخص
في السويعات الأولى من فجر اليوم بدأت مرحلة جديدة في تاريخ النساء بالسعودية بعد أن سمح لهم بقيادة السيارات. وبدأت كثير من النساء بالقيادة دقيقة بعد الدقيقة الأولى من منتصف الليل لتسجيل تلك اللحظة.
«بسم الله توكلت على الله»، هكذا بدأت سميرة الغامدي الاختصاصية النفسية السعودية والوجه الإعلامي المعروف، أول ساعات اليوم بقيادة سيارتها وبجوارها ابنها عبد الملك يشد من عزمها ويرشدها ببعض النصائح العملية حتى تستطيع القيادة بأمان. تقول الغامدي لـ«الشرق الأوسط» التي رافقتها الرحلة، إنها متوترة ولا تكاد تصدق أنها تقود سيارتها متجهة بها إلى محل للوجبات السريعة لشراء طعام لأولادها احتفالاً باليوم التاريخي. انطلقت السيارات في كل مكان محاطة بدوريات الشرطة، ولكن الأمور هادئة، ويبدو على السائقين الآخرين تقبل الأمر، ولم يبدُ التذمر ولا شيء يثير الانزعاج. تعلق الغامدي أيضاً أن دعم ابنها وإخوتها لها كان مؤثراً جداً، الأمر الأهم بالنسبة لكل امرأة. وشهدت جدة تجمعاً لوسائل الإعلام العالمية التي يقدر عددها بـ50 وفداً تجمعوا أمام إحدى أسواق مدينة جدة وأرسلوا عبر «واتساب» رسائل دعوة للاحتفال أمامه. وشهدت الساعات الأخيرة أمس قبل سريان قرار السماح للمرأة بالقيادة حوارا مجتمعيا ساخنا في البيوت وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. الحوار حول من ستقود اليوم ومن حصلت على الرخصة وما هي السيارة التي تود شراءها وما هي التوقعات في الشارع.
تعترف صديقة بأنها متوترة جدا فهي ستخرج بسيارتها في الصباح الباكر لتذهب لعملها لأول مرة بسيارتها ولكن اليوم استثنائي وتقول: «قال لي ابني أن أنتظر قبل أن أقود سيارتي ولكني أجبته قائلة «إذا لم أقد في اليوم الأول فسيكون الأمر أصعب بالنسبة لي، أريد أن أغامر وأن أضغط على نفسي».
يقول فواز حسين وهو متقاعد إن الأمر ضروري جدا، ويضيف أنه يشجع ابنته على القيادة اليوم فهو من بدأ بتدريبها من جانبها تقول مها عقيل مدير إدارة الإعلام في منظمة «التعاون الإسلامي» إنها لن تحصل على رخصتها حتى الأسبوع المقبل ولكنها ستطلب من صديقاتها اللواتي حصلن على الرخصة أن يصحبنها في أول أيام القيادة. وبحماس تضيف: «سأطلب غدا من مكان عملي تخصيص موقف لسيارتي فأنا أنوي قيادة سيارتي كل يوم للذهاب للعمل، أريد أن أتخلص من معاناة انتظار السائق التي كانت النساء تعيش فيها بشكل يومي». بعض المغردات على «تويتر» شاركن الأخريات بنيتهن ركوب السيارة وتشغيلها حتى وإن كن لن يخرجن للشارع في هذا الوقت ولكن لتسجيل اللحظة التاريخية. وتهافت مندوبو الوكالات العالمية للركوب مع أوائل القائدات السعوديات وقد وصل منهم للمملكة حتى الآن مندوبون من نحو 50 مؤسسة إعلامية. تقول سميرة الغامدي، أخصائية نفسية: «إن صحافيين من وكالة الصحافة الفرنسية ومن وكالة (رويترز) قد طلبوا منها أن يكونوا معها في أول مرة تقود فيها عربتها وسيكون معها فريق تلفزيوني أجنبي يصاحبها في مشوارها الصباحي لمكان عملها. أما سحر نصيف والتي تعد أحد الوجوه المعروفة على وسائل التواصل الاجتماعي فقد تلقت طلبات كثيرة من صحف أميركية وألمانية لمتابعة يومها الأول خلف المقود.
- المحبطون ينهزمون
«تويتر» أيضا به من يحاول إفساد فرحة السعوديات، فلجأ البعض للسخرية من السائقات بوضع مقاطع تستهزئ بقدرة المرأة على القيادة، آخرون غردوا بأن نسبة الحوادث ستزداد وأن الشوارع المزدحمة جدا بطبيعتها ستزيد ازدحاما. ومن جهة أخرى ظهرت رسائل للسيدات تحاول إقناعهن بأن القيادة ليست للمرأة وأخذ بعضها الطابع الديني، ووضعت رسائل من سيدات من دول عربية أخرى لتثبيط همة السائقات، فوضعت امرأة كويتية مقطعا لها وهي تقود في أحد شوارع الكويت تقول فيه للسعوديات «ستندمن على القيادة، لا تتركن الراحة التي تجدونها في المقعد الخلفي والرفاهية بوجود سائق»، أخرى أخذت نبرة دينية متشددة وقالت إنها من المغرب وإنها لا تحب لنساء السعودية أن يتبعن بقية الدول. ولكن مع كل ذلك تبقى النغمة السائدة بين المغردين والمغردات في السعودية إيجابية ومتفائلة، حيث وضع الكثير من المغردين رسائل بعضها مصور وبعضها يتضمن نصائح حول القيادة الآمنة وناشد أغلبهم بقية المجتمع بأن يدعم النساء في هذه المرحلة. وتعلق عقيل على التغريدات المساندة بقولها: «هي تعطي للسيدات ثقة أكبر لكسر الحاجز النفسي».
بالنسبة للحملات التي صادفت صدى جيداً حملة لشركة الاتصالات السعودية التي نشرت فيلما بعنوان «أخو نوره» يحث الرجال على دعم أخواتهم وزوجاتهم وبناتهم، أسوة بالملك عبد العزيز آل سعود الذي كان يعرف عن نفسه «أنا أخو نوره».
ورحبت المغردات أيضا بموقف المغني السعودي رابح صقر الذي اغتنم الفرصة في حفلته الأخيرة بالسعودية قائلا للجمهور «بعد يومين، هذول بناتنا وزوجاتنا، نحافظ عليهن وتكونون أنتم (شرطة) مرور لهن».
- مواقف باللون الزهري
تفاعلت الكثير من النساء مع قيام بعض الشركات والمجمعات التجارية بنشر صور لمواقف مخصصة للنساء بعضها تم طلاؤه باللون الزهري، من جانبها تقول راوية عبد الحميد إن ذلك أمر مشجع للنساء وسيوفر لهن الحماية من المضايقات، وتقول مغردة «هذا أمر انتظرناه كثيرا»، ولكن من الجانب الآخر ترى خلود القحطاني أن الأمر قد يكون به بعض التمييز بين النساء والرجال غير أنها استدركت قائلة: «ولكن قد يكون وجود تلك المواقف أفضل في البداية لأنه سيكون هناك من تسول له نفسه بمضايقة السائقات». وتعلق سحر نصيف قائلة إنه «أمر سخيف، ليس الحل في توفير مواقف للنساء فقط، فنحن سنقود في الشارع مع الرجال، فلا معنى لوجود مواقف منفصلة وإنما الحل هو زيادة مساحة مواقف السيارات للجميع».
- الحملات الدعائية التجارية وقيادة النساء
الحملات الدعائية التي تؤيد قيادة المرأة تشغل حيزا من وسائل التواصل، فشركات السيارات وضعت مقاطع مصورة لسائقات في مقعد القيادة، وشركات الأجرة مثل «كريم» و«أوبر» نشرت إعلانات لترغيب النساء في العمل كسائقات، وشركات التأمين أيضا قدمت محتوى مرئيا حول أهمية التأمين بالنسبة للسائقات وهي في مجملها توعوية. ولكن الحملات الدعائية تجاوزت الشركات المختصة بالسيارات لتدخل فيها شركات أخرى مثل شركة لصنع الأجبان وشركة أخرى للقهوة وغيرها.
تعلق مها عقيل على حملات شركات الأغذية بقولها: «كثير من الشركات ستحاول الاستفادة من الموجه، أعرف مخبزا يروج لمنتجاته باستخدام رسومات للمرأة وهي تقود السيارة، ولكن عموما هناك الكثير منها ما يدعم المرأة».