جريدة صيدونيانيوز.نت / يا شمس عرفة.. لا تغربي
صيدونيانيوز.نت / دينية / يا شمس عرفة.. لا تغربي
هي أوقات رائعة، الله تعالى يدنُو ويتجلَّى ويُباهي ملائكتَه؛ قالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال)): ما من يومٍ أكثرَ من أن يُعتِقَ اللهُ فيه عَبْدًا من النار من يوم عرفةَ، وإنَّه ليدنُو، ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟)).
فاز وربِّ الكعبة مَنْ نال هذا العِتْق، فكان على العبد ألَّا يبخلَ ولا يملَّ في أن يقول في هذا اليوم، يا رب أعتقني من النار، مرارًا وتكرارًا، وكيف لا يقول ﴿ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾ [التوبة: 49]؟! وكيف لا يقول وهو الفوز الحقيقي والنجاة،﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ [آل عمران: 185] ؟! وكيف لا يقول والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((يُؤتى بجهنَّمَ يومَ القيامة لها سبعون ألف زمام، كلُّ زمامٍ في يد سبعين ألف مَلَك يجرُّونها((؟! فكان على العبد أن يُكثِرَ ويُكثِرَ، حتى يكونَ من العُتَقاء.
ويُباهي الله تعالى ويدنُو، ويقول: ما أراد هؤلاء؟ يا لها من لحظات، لا تُقدَّر بمِلْء هذه الدنيا ذَهَبًا، تحتاج إلى كثير من التأمُّل والتدبُّر، وأن يُجهِّزَ العبدُ نفسَه؛ ليُخرِجَ كلَّ ما في قلبه ويَبُوح به للعزيز الرحيم.
ويا عجبًا عندما تعلم أن الله جل في علاه ينزل إلى السماء الدنيا في هذا اليوم، ينزل نزولًا يليق بجلاله وعظمته!
عن أُمِّ سلمة، قالت: "نعم اليوم يوم ينزل الله فيه إلى السماء الدنيا، قالوا: يا أُمَّ المؤمنين، وأي يوم هو؟ قالت: يوم عرفة"
((فإن الله عز وجل ينزل إلى سماء الدنيا، فيقول: انظُروا إلى عبادي شُعْثًا غُبْرًا، اشهدوا أني قد غَفَرْتُ لهم ذنوبَهم))؛ فحُقَّ لنا أن نقول يا شمس عرفة... لا تغربي.
وإن كان هذا لحُجَّاج بيت الله الحرام، إلَّا أن غير الحاجِّ، لا يُحْرَم من فضل الله تعالى في هذا اليوم، ففضْلُ الله تعالى واسعٌ.
وقد خُصَّ غير الحاجِّ بصيام هذا اليوم؛ سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة، فقال: ((يُكَفِّر السَّنةَ الماضيةَ والباقية))
ودعاء يوم عرفة ما أعظمه من دعاء! فرُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيرُ الدعاء دعاءُ يوم عرفةَ، وخيرُ ما قُلْتُ أنا والنبيُّونَ من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير((
توحيد ودعوات، تكفير للذنوب والسيئات سنة ماضية وسنة باقية، عتق من النار، الله تعالى يُباهي ملائكته، نزول إلهي يليق بجلاله، مكافآت، ورحمات من ربِّ السماوات؛ فما لنا لا نقول: يا شمس عرفة... لا تغربي.
فاللهمَّ أعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا، وإخواننا وأخواتنا، وأبنائنا وبناتنا، وأهلينا وعلمائنا، ومَنْ له حقٌّ علينا والمسلمين من النار، وكفِّر عنا السيئات والزلَّات، واغسلنا بالماء والثلج والبَرَد.