الممرضة في مستشفى حمود الجامعي بصيدا المرحومة شهناز الشمعة (جريدة صيدونيانيوز.نت )
جريدة صيدونيانيوز.نت / مستشفى حمود الجامعي في صيدا نعى الممرضة الراحلة شهناز الشمعة وكلمات رثاء للراحلة من زملائها
جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار لبنان / مستشفى حمود الجامعي في صيدا نعى الممرضة الراحلة شهناز الشمعة وكلمات رثاء للراحلة من زملائها
نعى مستشفى حمود الجامعي ادارةً وطاقماً طبياً وتمريضياً وعاملين، الممرضة المرحومة الحاجة شهناز الشمعة التي امضت اكثر من 37 عاماً من حياتها في المستشفى.
وجاء في بيان النعي الصادر عن المستشفى " بكثير من الألم والأسى ينعى مستشفى حمود الجامعي ملاكاً من ملائكة الرحمة التي تركت بصمة بيضاء مضيئة في مسيرة المؤسسة عموماً والجسم التمريضي فيها بشكل خاص طيلة 37 عاماً ، المرحومة الحاجة شهناز الشمعة .. الشمعة التي انطفأت بعدما كانت لعقود تذوب نشاطاً وحباً لعملها ورسالتها فتنير قلوبنا بمحبتها ، وتمنح الأمل لمن يعانون الألم ، صاحبة الابتسامة الجميلة والقلب الكبير المحبة لكل الناس والمحبوبة من كل من عرفها. ويتقدم من عائلتها بأسمى آيات العزاء والمواساة مشاركين اياهم مصابهم الأليم بفقدها وسائلين الله تعالى ان يتغمد الفقيدة برحمته ويدخلها فسيح جناته".
ورثى الطاقم التمريضي في المستشفى الراحلة مستذكرين مآثرها الطيبة ومثابرتها في تأدية الرسالة الإنسانية الأسمى في التحفيف من آلام المرضى والسهر على راحتهم ، وعلاقتها المميزة بزميلاتها وزملائها في المستشفى طيلة فترة عملها في المستشفى .
باقية في قلوبنا
وجاء في كلمة رثاء اهدتها الممرضة منى باشو ( من الادارة التمريضية في المستشفى) لروح الفقيدة الشمعة: إلى صديقتي الغالية المرحومة شهناز ، سأرثيكي لعل الرثاء يخفف ناري وحرقتي . صحيح ان الموت هو نهاية رحلتنا في الحياة ولا بد أنه ملاحقنا يوماً ، عاجلاً ام اجلاً.. ولكن في جميع الأحوال الموت يتسلل الينا فجأةً ويخطف منا أعزاءنا واحداً تلو الآخر دون اي انذار.. ونعلم ان الموت هو نهاية النهايات وغاية الغايات وهادم اللذات.. صحيح ان الهجرة والغربة والبعد عن الوطن والأهل وقسوة الحياة صعبة ، لكنها ليست قاسية وحاسمة كما هو الموت الذي يحضر مقتحماً فينهي كل شيء وأي شيء ولا أمل في الرجوع حين الإصطدام بحقيقة الموت النهائي حين يأخذ منا الأحباب و يبعد عنا الأهل والأصحاب دون انذار ولا يسبقه حتى عتاب.. فماذا بودي ان افعل سوى ان اكتب لكِ هذه السطور القصيرة لأعبر عما بداخلي من مشاعر واحاسيس لفراقك الغالي.. ليس هناك أشد إيذاءً في النفس من ان نتلقى نبأ وفاتك. أيتها الصديقة العزيزة المحبة ..نامي قريرة العين ..لقد عانيتِ من شرور هذه الدنيا الفانية ومساوىء هذا الزمن .كنتِ بمثابة الأب والأم والأخت والمثال الأعلى لرفاقك. فأنت غالية وتبقين غالية حية في قلبي وقلوب احبائك.. عزيزتي شهيناز الشمعة.. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته".
صاحبة الابتسامة الجميلة
رفاق وزملاء الراحلة شهناز الشمعة في الجسم التمريضي في المستشفى رثوها بدورهم بكلمة جاء فيها " ياموت لك هيبة تهز السلاطين ولك حزن ما تدري الناس عنها ولك صدمة تفجع قلوب المحبين ولك خطفة لا ينفع الحرص منها.. خطف الموت منا صديقة .. وليس هناك اشد قسوة وألم على انسان اكثر من ان يسمع نبأ وفاة صديقة كانت أقرب من أخت خاصة إذا ما كانت الصديقة وفية صادقة الوعد لهذه الصداقة حتى آخر رمق من حياتها . ورغم ان الموت حق على كل انسان إلا إنه الأقسى والأصعب والأفجع على النفس عندما يأخذ منا أختاً أو صديقة او عزيزة. ولا يبقى سوى استعادة الذكريات التي كانت تجمعنا معها والدعاء لها في قبرها الذي احتضنها .. عايشناها أكثر من 37 سنة وبقيت وفية لهذه الصداقة الحميمة كاتمة للأسرار . قضت اكثر ايام عمرها ما بين أروقة المستشفى وغرف المرضى تقدم لهم خدمات الرعاية الصحية ، تعاملهم كأهلها تمنحهم عطفاً ومحبةً وحناناً ، الابتسامة الجميلة لا تفارق وجهها البشوش، كانت بمثابة الأم الحنون صاحبة القلب الطيب .غادرتنا روحها الطاهرة وذهبت إلى خالقها. كم يؤثر فينا غيابها ويبكينا فقدانها ، وكم تبكينا ذكرياتنا معها وتبعث فينا الحنين لأيام لن تعود ولكن لا نملك سوى الدعاء لها بالمغفرة والرحمة .أيتها الصديقة العزيزة المحبة ، نامي قريرة العين لقد عانيتِ كثيراً من شرور هذه الدنيا الفانية ومساوئ هذا الزمن. ستبقين حيةً في قلوبنا فأنت غالية وتبقين غالية في قلبي وقلوب احبائك ونسأل الله عز وجل ان يكون مثواكي الجنة بإذنه تعالى .
نبع عطاء متدفق
وجاء في كلمة رثاء للراحلة من الطاقم التمريضي في الطابق الثامن في المستشفى "كم هي قاسية لحظات الوداع والفراق، وكم نشعر بالحزن ونختنق بالدموع ونحن نودع الحاجة شهناز الشمعة الأم الحنونة والمربية الفاضلة. يا صاحبة السيرة العطرة والذكرى الطيبة والروح النقية يا نبع العطاء المتدفق حباً لعملك.. يعز علينا فراقك. فمهما كتبنا من كلمات رثاء وسطرنا من حروف حزينة باكية لن نوفيك حقك لما قدمتيه من وقت وتفان في عملك. علمتنا من الأخلاق والقيم وغرست فينا حب العلم والمعرفة ونمّيت في اعماقنا قيم المحبة والخير والانتماء الى مؤسستنا الكريمة (مستشفى حمود الجامعي). ولا يسعنا في هذا اليوم ، يوم رحيلك عنا سوى أن نرفع لك الدعاء ونسأل الله تعالى لك الرحمة وان يسكنك فسيح جناته وان يجعلك من المقربين، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. إنا لله وإنا إليه راجعون . وان العين لتدمع وان القلب ليحزن وإنّا على فراقكِ يا حاجة شهناز لمحزونون ".
الأم الغالية
ورثى الطاقم التمريضي في الطابق الخامس في المستشفى الراحلة الشمعة بقصيدة نثر جاء فيها " ماتت وما بقي غير ذكراها/ ماتت والضحكة كانت في عيونها/ آه يا موت تأخذ كل غالٍ/ تاخذ كل من نحب ولا تترك منه /لا تترك لنا سوى ذكراها/ ماتت وهي بعد لم تعش دنياها/ رحمك الله يا أمنا الغالية/ كنت لنا الأم والصديقة والمعلمة / وستبقى ابتسامتك محفوظة في ذاكرتنا".
فيض من الحنان
وكانت كلمة رثاء للراحلة ايضا من الممرضة جومانا ورد قالت فيها:".. وهل هناك اجمل من ان نرحل ونترك خلفنا أثرنا الطيب كي يسكن القلوب حولنا.. وهل هناك افضل من ان نغادر هذا العالم وسيرتنا الحسنة تسبقنا وأعمالنا الصالحة ترافقنا؟.. هي من خيرة الزملاء، دفئها يغمر الجميع بدءا بمن يعمل معها.. الى من يصادفها دون موعد .. الى الغرباء العابرين.. وجهها يبتسم لكل من يعبر المكان الذي هي فيه.. كلامها الجميل يدفع الآخر الى الوقوف امامها بكل احترام وتقدير..قلبها ممتلئ بالحب لمن يحتاج الحب ولمن لا يحتاجه.. فيض من الحنان تلمع به عيونها الملونة فتدفعنا الى الابتسام... كلما التقيت بها، تترك في روحي أعذب التأثير، تجعلني اغادر وأنا كلي أمل وفرح ودفء .. كأنها تنقل إلي حرارة محبتها وصدقها وكرمها.. كأنها تخبرني دون كلام انها تحبني .. شهناز، سامحينا لتقصيرنا بحق محبتك الكبيرة .. سامحينا للهونا بعيدا عن السؤال عنك.. سامحينا لأننا تعلمنا منك العطاء ..وحين حان موعد حصاد عطائنا لك نسيناك وشغلتنا حياتنا.تغادريننا ونحن على يقين انك ستسكنين جنةً وارفة – بإذن الله-، فمن هي مثلك لا يليق بها الا الجنة.. رحمك الله .