قرار المَحكمة يكشف أدلة وشبكة الإتصال والأرقام الهاتفية والمراقبة وتنفيذ التفجيرات
جريدة صيدونيانيوز.نت / قرار المَحكمة يكشف أدلة وشبكة الإتصال والأرقام الهاتفية والمراقبة وتنفيذ التفجيرات
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / قرار المَحكمة يكشف أدلة وشبكة الإتصال والأرقام الهاتفية والمراقبة وتنفيذ التفجيرات
جريدة الجمهورية
إتهم المدعي العام للمحكمة الخاصة للبنان، سليم جميل عياش بـ5 تهم، وذلك عملاً بالسلطة المنصوص عليها في المادتين 1 و11 من النظام الأساسي للمحكمة الخاصة بلبنان، وبموجب المادتين 2 و3 من النظام الأساسي، وبموجب القانون الجنائي اللبناني والقانون اللبناني المؤرّخ في 11 كانون الثاني 1958 بشأن «زيادة العقوبات على الفتنة والحرب الأهلية والصراع بين الأديان». وجاءت التهم على الشكل التالي:
- التهمة 1 - التآمر بهدف ارتكاب عمل إرهابي
- التهمة 2 - في بديل للتهمة 1، عصابة إجرامية
- التهمة 3 - إرتكاب عمل إرهابي
- التهمة 4 - القتل العمد مع سبق الإصرار (لغازي أبو كروم، جورج حاوي ، وخالد مورا)
- التهمة 5 - محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار لكلّ من (إلياس المر، مروان حمادة، و17 شخصاً آخرين).
المتهم
سليم جميل عياش من مواليد 10 تشرين الثاني 1963 في حاروف. وهو ابن جميل دخيل عياش ومحاسن عيسى سلامة. وهم من سكّان شارع الجاموس، مبنى طبجة في الحدث، وفي منزل العائلة في حاروف في النبطية. رقم سجّله هو 197 / حاروف ، ومسجّل في الضمان الاجتماعي تحت الرقم 63/690790.
بيان موجز للوقائع
إتفق سليم عياش مع الراحل مصطفى أمين بدر الدين وشركاء مجهولين، على تفجير عبوة ناسفة في مكان عام للتسبّب في حال من الرعب واغتيال مروان محمد حمادة. واتفقوا على تفجير عبوة ناسفة في مكان عام للتسبّب في حالة من الرعب واغتيال جورج أنيس حاوي.
واتفقوا على تفجير عبوة ناسفة في مكان عام لإثارة حالة من الرعب واغتيال إلياس ميشال المر. إهتمّ عياش بتنسيق هجمات منفصلة وإعدادها وتنفيذها، نفذت بواسطة عبوات ناسفة تم تفجيرها في الأماكن العامة، ضد كل من هذه الشخصيات السياسية اللبنانية البارزة.
وتسببت الهجمات في مقتل الحاوي وغازي أبو كروم وخالد مورا. ولأسباب خارجة عن إرادة المرتكبين، لم تسفر الهجمات عن مقتل الياس المر ومروان حمادة، أو أي من الأشخاص الـ17 الآخرين الذين جرحوا في الاعتداءات.
مصطفى بدر الدين، المعروف أيضاً بإسم «سامي عيسى»، من مواليد الغبيري في 6 نيسان 1961. هو إبن أمين بدر الدين وفاطمة جزيني، ورقم سجّله 341/ الغبيري. بدر الدين كان قائداً عسكرياً في صفوف «حزب الله» طوال الفترة المتعلّقة بالاتهام وحتى موته في أيار 2016.
تولّى عياش تنسيق إعداد وتنفيذ كلّ من هذه الهجمات، كما تولّى تنسيق المراقبة التي أجراها شركاء مجهولون، بما في ذلك مساكن الضحايا المستهدفين، والمواقع الأخرى التي يقصدونها، وطرق تنقّلهم، والمواقع المناسبة لتنفيذ الهجمات.
وفيما يتعلق بالهجمات ضد مروان حمادة وجورج حاوي، أجرى عياش عملية المراقبة بنفسه وتفقّد المواقع المحتملة لهذه الهجمات. أما فيما يتعلق بالاعتداء على الياس المر، فقد نَسّق عياش مراقبة الهدف. وأشارت هيئة الاتهام إلى أنّ عياش تواصَل مع بدر الدين تحضيراً لكل اعتداء، وبعد تنفيذ الاعتداء على حمادة وحاوي.
شبكات الهواتف
إستخدم سليم عياش ومصطفى بدر الدين وشركائهم المتورّطين في الاعتداءت على الياس المر ومروان حمادة وجورج حاوي مجموعات هواتف خلوية لتسهيل عملية تحضير الاعتداءات وتنفيذها. وتعمل مجموعات الهاتف كشبكات ذات خصائص سرية، مع ارتفاع وتيرة الاتصال بين الهواتف داخل تلك المجموعة، وأما الاتصالات فهي محدودة، إن وجدت، مع الهواتف خارج تلك المجموعة.
ومجموعات الهواتف، التي تم تعيين رموز ألوان لتسهيل الرجوع إليها، والهواتف المعينة «عياش» و»بدر الدين» والمشاركين المجهولين التي تم استخدامها في الاعتداءات على المر وحمادة وحاوي، هي على النحو التالي:
- الشبكة الصفراء: شبكة هواتف تم تنشيطها بين عامي 1999 و2003 وتم تشغيلها حتى 7 كانون الثاني 2005. وبين 27 أيلول و 1 تشرين الأول 2004، تم استخدام 3 هواتف من الشبكة الصفراء في الهجوم على مروان حمادة، وهي مذكورة أدناه بأسمائها المختصرة:
- الشبكة الخضراء: شبكة هواتف تم استخدامها في أقل تقدير من 30 أيلول 2004 إلى 14 شباط 2005. وتم استخدامها بشكل شبه حصري للتواصل في ما بينهم. وبين 30 أيلول و1 تشرين الأول 2004، تمّ استخدام هاتفين من الشبكة الخضراء في الاعتداء على مروان حمادة، وهي مذكورة أدانه بأسماء مختصرة:
الشبكة الزرقاء: شبكة هواتف تم استخدامها بين 18 تشرين الأول 2004 ونهاية أيلول 2005. تم استخدام الهواتف ضمن هذه الشبكة للتواصل بشكل شبه حصري مع بعضها. وبين 22 أيار و11 تموز 2005، تم استخدام 9 هواتف من الشبكة الزرقاء في الاعتداءين على الياس المر وجورج حاوي، وهي مذكورة أدناه بأسماء مختصرة:
إستخدمت نفس مجموعة الجناة، أي عياش وبدر الدين والمشاركين المجهولي الهوية، بما في ذلك الفاعل 5 والفاعل 6 والفاعل 7 والفاعل 8 والفاعل 9، شبكات الهواتف السرية هذه أيضاً في التحضير و / أو لتنفيذ الاعتداء على رفيق الحريري في 14 شباط 2005.
بالإضافة إلى ذلك، إستخدم عياش رقم الهاتف المحمول 3831170 (Mobile 170) للتواصل مع بدر الدين على هواتفه المحمولة، فيما يتعلق بالاعتداءين على الياس المر وجورج حاوي.
واستخدم عياش Mobile 170 من 7 كانون الثاني إلى 26 تشرين الثاني 2005. ومن 28 آذار إلى 27 حزيران 2005، بما في ذلك خلال الفترة الزمنية ذات الصلة بالاعتداء على حاوي، إستخدم بدر الدين الهاتف المحمول 3476683 (Mobile 683) في اتصاله مع عياش. ومن 25 حزيران حتى 28 أيلول 2005، بما في ذلك خلال الفترة الزمنية ذات الصلة بالاعتداء على الياس المر، إستخدم بدر الدين الهاتف المحمول 3121486 (Mobile 486) في اتصاله مع عياش.
وبين أيلول 2004 وأيلول 2005، تواصل عياش وبدر الدين من خلال الأرقام الخلوية التالية:
وبين 31 أيار 2004 و13 كانون الثاني 2005، بما في ذلك خلال الفترة الزمنية ذات الصلة بالاعتداء على حمادة، استخدم عياش أيضاً الرقم 3523935 (PMP 935).
واستخدم عياش والفاعل 5 والفاعل 6 والفاعل 8 والفاعل 9 هواتف الشبكة الزرقاء في الاعتداء على رفيق الحريري، وأيضاً في الاعتداء على الياس المر. كما استخدم عياش (الهاتف 170) لاتصالاته مع بدر الدين في الاعتداء على الياس المر.
تفجير المر
في الفترة التي تعرّض فيها الياس المرّ للاعتداء، كان وزيراً الدفاع ونائب رئيس مجلس الوزراء، وفي الأشهر التي سبقت الاعتداء عليه كان معارضاً لاستمرار الوجود السوري في لبنان.
خلال أيام الاسبوع كان الياس المر يتنقل تقريباً بين الساعة 9:45 والساعة 11، وكان يسلك اعتياداً الجادة الثانية في انطلياس، وكان يعتاد ركن سياراته في مكان آمن بعيداً من الطريق.
اتّفق عيّاش مع آخرين، بمَن فيهم بدر الدين والفاعل 5 والفاعل 6 والفاعل 7 والفاعل 8 والفاعل 9، بين 28 حزيران و12 تموز 2005 قبل الإعتداء، على تفجير عبوة ناسفة في مكان عامّ للتسبّب بحالة من الرعب ولاغتيال الياس المرّ.
تمّ شراء سيارة الميتسوبيشي التي استخدمت لتنفيذ عملية التفجير من طرابلس، خلال الفترة الممتدّة من 6 آذار حتّى 16 نيسان 2005.
نظّم كلّ من عيّاش وبدر الدين الإعداد والتنفيذ للهجوم على المرّ، من خلال اتصالاتهما بأرقام هاتفيهما المحمولين 170 و486 على التوالي. إستخدم عيّاش الشبكة الزرقاء في التنسيق مع 5 أشخاص مستخدمين للشبكة الزرقاء أيضاً، خلال عملية الإعداد للهجوم. بالإضافة إلى ذلك، نسّق عيّاش مع مستخدمي الشبكة الزرقاء في عملية تنفيذ الهجوم أيضاً.
في حزيران 2005، خلال التحضير للهجوم ضدّ المرّ، تواصل عيّاش مع الفاعل 6 مباشرة بعد أن تواصل مع بدر الدين. بعد المكالمة الهاتفية بين عياش وبدر الدين، ارتفع نشاط الإتّصال عبر الشبكة الزرقاء. بعد 12 حزيران، أي يوم الهجوم، انخفض نشاط هواتف الشبكة الزرقاء. كذلك، انخفض الإتّصال بين عيّاش وبدر الدين بشكل ملحوظ بعد الهجوم على المرّ.
عيّاش، المستخدم للشبكة الزرقاء ولرقم الهاتف 170، وفي اتصّاله مع الفاعل 6، نظّم المراقبة لتحرّكات المرّ وللطرق التي يسلكها، خصوصاً الطريق المؤدّية إلى المحلّة النهائية للإعتداء، في الجادة الثانية، قرب مدرسة أنطلياس الرسمية المختلطة.
كان الغرض من المراقبة معرفة روتين المرّ لاتّخاذ القرار بشأن الطريقة، المكان، والزمان لتنفيذ الهجوم ضدّه، ولمعرفة طريق الهروب من المكان. تمّ ذلك في الفترة الممتدة ما بين 29 حزيران و8 تموز 2005. بالإضافة إلى ذلك، نسّق عياش تنفيذ عملية الهجوم في 12 تموز 2005.
ويوضِح الرسم التالي الهواتف المحدّدة المستخدمة في الهجوم على المر، بما فيها هواتف الشبكة الزرقاء، وخطوط الاتصال العامة بين هذه الهواتف.
عيّاش ينظّم الإعتداء
قبل تنفيذ عملية الإعتداء ضد المرّ، خطط عيّاش لمراقبة تحركات المرّ ومراقبة المواقع التي شملها الاعتداء، بما فيها موقع الحادث في أنطلياس من خلال تواصله مع الفاعل رقم 6 قبل وخلال عملية المراقبة وبعدها، على الشكل التالي:
I - في 29 حزيران 2005، نظّم عياش عملية مراقبة المرّ من خلال التنسيق مع الفاعل 6، رقم 8 ورقم 9. وبقي عيّاش على اتصال مع الفاعل 6 ومع بدر الدين قبل العملية وخلالها وبعدها. بينما استمر الفاعل 6، 8 و9 بالاتصال مع بعضهم البعض خلال عملية المراقبة.
II - في 30 حزيران 2005، اتصل عياش بالفاعل 6 بينما كان الأخير يراقب المواقع المتعلّقة بالإعتداء، بما في ذلك موقع التفجير. خلال المراقبة، اتصل الفاعل 6 بالفاعل 8، ليتصل الأخير فوراً بالفاعل 9. علماً أنّ الفاعلين 6، 8 و9 كانوا ينفذون عملية المراقبة جميعهم. في هذا الوقت كان الفاعل 5 على اتصال مع الفاعلين 9 و7. عند المساء، إتصل عياش مجدداً بالفاعل 6.
III - في الصباح الباكر من 1 تموز 2005، كان الفاعلون رقم 5، 8 و9 على اتصال خلال تنقلهم ضمن عملية مراقبة المرّ. في وقت لاحق من صباح ذلك اليوم، إتصل الفاعل 6 بالفاعل 8 بينما كانا ينفذان عملية المراقبة.
60 - خلال تواصل عياش مع الفاعل 6 قبل المراقبة وخلالها وبعدها، كان ينظّم عملية مراقبة المواقع المتعلّقة بالإعتداء، بما في ذلك موقع الإعتداء في أنطلياس، بينما كان المرّ يتنقّل، على الشكل التالي:
I - في 4 تموز 2005، تنقّل المرّ بين الساعة 10:15 و10:46 صباحاً، بينما كان الفاعل 8 على اتصال مع الفاعل 6 يراقب تنقّل المر، وموقع الاعتداء أيضاً. بعد وقت قصير، إنضَمّ الفاعل 6 إلى عملية المراقبة، واتصل عيّاش به في نهاية النهار.
II - في 5 تموز 2005، تنقّل المرّ بين الساعة 10 و10:27 صباحاً. بعد فترة قصيرة، تواصل الفاعل 5 مع الفاعل 7 خلال ابتعادهما عن موقع الجريمة، بعد تنفيذ عملية المراقبة. تنقّل الفاعل 6 أيضاً الذي اتصل مرات عدّة بعيّاش في صباح ذلك اليوم. واتصل عيّاش مجدداً بالفاعل 6 عند نهاية النهار، بعد اتصاله أيضاً ببدر الدين في الساعات الأولى من بعد الظهر.
III - في 6 تموز 2005، تنقّل المرّ بين الساعة 9:45 و10:14. وبعد فترة قصيرة، اتصل الفاعل 8 بالفاعل 5 خلال مراقبته تنقّلات المرّ وموقع الاعتداء.
خلال عملية المراقبة، إتصل الفاعل 8 بالفاعل 6. في الصباح الباكر من ذلك اليوم، إتصل الفاعلان 8 و5، اللذان كانا يراقبان موقع الإعتداء معاً، بالفاعل 6،.
كذلك، كان الفاعل 7 ينفّذ عملية المراقبة، وكان على اتصال مع الفاعل 8. كان عياش وبدر الدين على تواصل في المساء. كما عاودا الاتصال مرتين مع بعضهما البعض في اليوم التالي، أي في 7 تموز 2005.
IV - في 8 تموز 2005، تنقّل المرّ بين الساعة 10:30 و11:05 صباحاً. عند الساعة 11:09 إبتعد الفاعل 8 والفاعل 9 بعد مراقبة تنقّلات المرّ. أثناء تنقّله جنوباً، إتصل الفاعل 8 بالفاعل 6 مرتين. وفي كلتا الحالتين، إتصل الفاعل 6 مباشرة بعيّاش والفاعل 8. خلال فترة بعد الظهر، كان الفاعلون 5، 7 و8 على اتصال ببعضهم البعض، ضمن عملية المراقبة المتعلقة بالاعتداء على المرّ. خلال المراقبة، إتصل الفاعل 6 بالفاعل 8، ثم أعاد الاتصال به مجدداً فور اتصاله بعيّاش.
عيّاش نظّم تنفيذ الهجوم
في وقت متأخر من بعد ظهر يوم 11 تموز 2005 وحتى الساعات الأولى من يوم 12 تموز 2005، نسّق عيّاش عملية تنفيذ الهجوم مع بدر الدين والفاعل 6 على النحو التالي:
I - في 11 تموز 2005، كان عيّاش على اتصّال بالفاعل 6 مرّتين، الساعة 5 والساعة 9 و54 دقيقة. كان هذا النشاط الهاتفي الأخير عبر الشبكة الزرقاء المخصّص لعلملية المراقبة قبل الهجوم.
II - في 11 تموز 2005، عند الساعة 11:37 اتّصل عيّاش من رقم الهاتف 170 ببدر الدين على الرقم 486، من محلّة الحدث جنوب بيروت، وبعد هذه المكالمة، انتقل بدر الدين من جونية إلى الحدث.
في 12 تموز 2005، اتّصل بدر الدين بعيّاش الساعة 12:37 بعد منتصف الليل، وهذه كانت المكالمة الأخيرة بينهما قبل الإعتداء. كان بدر الدين قد انتقل من جونية إلى الحدث بعد مكالمتهما السابقة.
III - لم يستخدم عيّاش الهاتف 170 من الساعة 12:37 بعد منتصف الليل حتى الساعة الواحدة و20 دقيقية من بعد ظهر يوم 12 تموز 2005.
في 12 تموز 2005، وفي وقت ما بعد السابعة صباحاً، تمّ ركن سيارة الميتسوبيشي التي تحمل المتفجرّات في الخلف، في الجادة الثانية قرب المطبّ.
في 12 تموز، حوالى الساعة 10:18 صباحاً، كان المر يقود سيارته عبر الجادة الثانية في الرابية، حيث تمّ تفجير سيارة الميتسوبيشي عن بعد وهو يقترب منها. أصاب الإنفجار سيّارة مرسيدس يقودها خالد مورا الذي كان يمرّ في المحلّة في ذلك الوقت، كما أصاب مقدّمة سيارة المرّ. أدّى الانفجار إلى مقتل مورا وإصابة المرّ بجروح خطيرة. إضافة إلى ذلك، أصيب 12 شخصاً بجروح، كما تضرّرت المركبات والمباني القريبة.
قرار الاتهام
وجاء في قرار الإتهام، الصادر عن المحكمة الدولية الخاصّة بلبنان، أن المتهّم في القرار نظّم عن سابق إصرار وترصّد عناصر الجريمة أو شارك مباشرة في ارتكاب الجريمة بنيّة اغتيال الياس المرّ عمداً، لكنه فشل في تنفيذ عملية اغتيال المر نتيجة ظروف خارجة عن إرادته أو خارجة عن سيطرة المتورّطين في الجريمة.
لذلك، يتحمّل المسؤولية الجنائية الفردية بصفته شريكاً في جريمة القتل عمداً ومع سبق الاصرار والترصد على قتل الياس المرّ، موضحة أنّ هذه الأفعال تمّ ارتكابها في الظروف المشدّدة التالية:
1 - سبق الاصرار والترصّد
2 - تفجير عبوة ناسفة
وكانت النيّة الجرمية للمتهمين قتل الراكبين في السيارة والأشخاص الموجودين مباشرة في الجوار. (وطلاب المدرسة المجاورة) واهتمّ المتّهم بتكوين كافة العناصر المكوّنة للجريمة عن قصد، أو المشاركة مباشرة في ارتكاب الجرم، لكنه فشل في الوصول إلى النتيجة المقصودة، أو المخاطر المتوقعة منها. لذلك، يتحمّل المسؤولية الجنائية الفردية بصفته شريكاً في جريمة القتل عمداً ومع سبق الاصرار والترصد على قتل 14 شخصاً.
من هو المتهم سليم جميل عيّاش؟
على رغم نفي «حزب الله» مراراً وتكراراً ضلوعه في عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الّا أنّ المتهم عيّاش هو أحد عناصره، بل أحد المسؤولين العسكريين فيه.
ولقد حدّدت مذكرة التوقيف أنّ عيّاش هو المسؤول عن الخلية التي نفّذت عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأنّه شارك فيها شخصياً، وأعلن الادّعاء في المحكمة الدولية أنّ «بدر الدين هو في أعلى الهرم، وهو المشرف على عملية اغتيال الحريري، ووَجّه كل عملية الاغتيال، وسليم عياش قاد وحدة الاغتيال وكان معه 4 أشخاص راقبوا الحريري كظلّه».
ويحمل عيّاش، بحسب الموقع الرسمي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، القضية رقم: STL- 11- 01، وُلد في 10 تشرين الثاني عام 1963، في حاروف - النبطية، من جميل دخيل عيّاش ومحاسن عيسى سلامة، وعاش في شارع الجاموس في الحدت، وفي مجمّع آل عيّاش في حاروف.
رقم سجله 197/ حاروف، ورقم وثيقة سفره لأداء فريضة الحج 059386، ورقمه في الضمان الاجتماعي 690790/63.
وبحسب الموقع الإلكتروني للمحكمة، فإنّ بدر الدين وعياش متهمان بالتآمر لتنفيذ عمل إرهابي، وبتنفيذ عمل إرهابي بواسطة مواد متفجرة، وبقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري و21 آخرين عمداً، وبمحاولة قتل 231 شخصاً آخرين، أي جرحى انفجار 14 شباط. ولا يزال سليم جميل عياش طليقاً.
ولقد اشتُهِر اسم عيّاش بارتباطه بـ4 آخرين اتهمتهم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باغتيال الرئيس الحريري، الى جانب كل من القياديين والأعضاء في «حزب الله» مصطفى بدر الدين وحسين عنيسي وأسد صبرا، بعدما رفعت للمرة الأولى السرية عن أجزاء من القرار الإتهامي عام 2011.
وعرض الإدعاء العام في المحكمة الدولية، في اليوم الثالث من المرافعات الختامية الادلة المتعلقة بإسناد الهواتف الى عياش، وخصوصاً في ما يتعلق برحلة الحج التي قام بها الأخير الى السعودية في كانون الثاني 2005، موضحاً أنّ زوجة عياش سافرت الى الحج مع «محرمها»، والسجلات تؤكد أنّهما سافرا سوياً.
وبحسب الإدعاء حينها، فإنّ هواتف عياش كانت ناشطة ما بين 15 و28 كانون الثاني 2005، كما كانت قبل فترة الحج وخلالها وبعدها، ما يؤكد أنّه بقي في لبنان، في حين سافرت زوجته، وأعلن انّ عياش، الذي رافق زوجته الى المطار للسفر في 15 ك2، كان على اتصال معها من لبنان في فترة الحج.
وأعلن انّ عياش كان المستخدم الوحيد لهواتف الشبكة والهواتف الشخصية، مستبعداً ان يكون أعطاه لأحد أفراد أسرته للاتصال بالمملكة، لأنّ استخدام هاتفه الشخصي بقي مُنتظماً في فترة الحج ولم ينفصل عن شبكة هواتفه، مؤكداً أنّ نمط استخدام هواتف عياش لم يتغيّر.