إن ظاهرة البطالة في الأزمات الاقتصادية هي من دون شك
جريدة صيدونيانيوز.نت / خطر البطالة المقبل في لبنان
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / خطر البطالة المقبل في لبنان
د. خلدون عبد الصمد المصدر: النهار
إن ظاهرة البطالة في الأزمات الاقتصادية هي من دون شك، تمثل أخطر أنواع الظواهر الاقتصادية، حيث إنها تمتد سريعاً من أزمة اقتصادية إلى أزمة معيشية وأمنية خطيرة جداً، وللحديث عن البطالة في لبنان في هذه الأوقات علينا أن نبين ماهية البطالة وأسبابها وخطورتها.
فلقد بدأ ظهور مصطلح البطالة كما نعرفه حالياً عند ازدهار قطاع الصناعة والخدمات بشكل عام، أما في العصوررالقديمة حين كان الاقتصاد يعتمد كلياً على الزراعة وبشكل أساسي، فكانت البطالة محدودة وكان هامشها الأقصى الكوارث الطبيعية ليس إلا، أما الآن فلقد أصبحت البطالة أحد أهم مؤشرات، بل وحتى النتائج أيضاً، للوضع الاقتصادي في جميع المجتمعات والدول حيث وضعت في أعلى سلم المعالجة في الاقتصادات العالمية وذلك، وكما ذكرنا سابقاً، لتشابك الوضع الاقتصادي والمعيشي والأمني بمفهوم البطالة.
ويأتي تعريف البطالة المبسط بأنه حساب نسبة الأفراد العاطلين عن العمل إلى القوة العاملة الكلية، وبالتالي تختلف هذه النسب وفق عدة أسباب نوجزها بما يلي:
أولاً: تزايد عدد السكان بشكل سريع مع عدم قدرة الدولة على خلق الفرص المناسبة للعمل أو عدم قدرتها على زيادة المداخيل للحاق بزيادة السكان.
ثانياً: تباطؤ النمو الاقتصادي وبالتالي خفض إمكانية زيادة فرص العمل أو التقليل منها.
ثالثاً: عدم توجيه التعليم نحو احتياجات سوق العمل وبالتالي زيادة طالبي العمل في مجالات معينة وقلة في أخرى.
رابعا: الأزمات الاقتصادية بشكل عام إن من الجهة المالية أو النقدية والمصرفية.
خامساً: الحروب الداخلية والخارجية وتأثيرها على الواقع العام في البلد.
في لبنان، ولسوء الإدارة الكاملة منذ سنوات طويلة، تداخلت معظم أسباب البطالة سويا إن لم نقل كلها لترفع نسبة البطالة إلى ما يفوق 35% خلال عام 2018 معظمهم من صفوف الشباب، وقد يكون الأسوأ قآتياً إذا ما نظرنا إلى أزمة لبنان الحالية حيث من الممكن أن تتخطى البطالة هذا العام أرقاماً مخيفة أكثر، فلبنان أساساً يحتاج إلى خلق أكثر من ستة أضعاف فرصة عمل عما هو موجود حالياً في الأسواق كافة، ناهيك عن افلاس بعض الشركات في الآونة الأخيرة، كما وصعوبة الاستيراد وسحب الأموال من المصارف والتي تؤثر بالتالي على أسواق العمل والتي ستؤثر بالتأكيد على نسبة البطالة.
وبالعودة إلى أسباب البطالة العامة وربطها في وضع لبناني الحالي، نرى تطابقاً غريباً قد يوازي 100% من الأسباب. فمن ناحية الحروب فإن لبنان يعاني كثيراً من أثر الحروب الإقليمية لاسيما الأزمة السورية والتي أدخلت النازحيين إلى لبنان وبالتالي أثرت على العامل اللبناني في مجمل فرص العمل، كما أن عدم وجود هيكلية توجيهية للتعليم في لبنان أفقدت بعض فرص العمل في بعض المجالات وحشوها في البعض الآخر، وبالنسبة للوضع الاقتصادي اللبناني وهذا لاشك هو السبب الرئيسي في مشكلة البطالة اللبنانية فهي مع الأسف إلى مزيد من التأزم والتدهور مع ملامسة الصفر في النمو وتطور الأزمة المصرفية وقلة السيولة والخلل الكبير في الميزان التجاري وفق ما يذكره معظم المحللين الاقتصاديين من لبنان والعالم.
والنتيجة الأكيدة لكل ذلك استمرار نسبة البطالة في ارتفاع متزايد إلى مستويات خطرة قد تنقلب في لحظة مستقبلية إلى خطر معيشي وامني إن لم يتم تدارك الأمر قبل فوات الأوان، مع عدم الاستقرار السياسي الذي يعيشه الوطن حالياً.