جريدة صيدونيانيوز.نت / مواقع التواصل منصة ريادة الاعلام الجديد : بقلم الشريف علي صبح (باحث وكاتب وإعلامي لبناني )
Sidonianews.net
----
منذ التعاقب التاريخي في الثورة الرقمية بوسائلها وحجم الكم الهائل من السرعة والتجارب على مستوى البيانات والابتكارات في المجال الرقمي عموما بكل تفصيلاته التقنية و الاستخداماتية وعلى نحو الخصوص الإعلامي منها تصدرت مواقع التواصل مشهد الاعلام الالكتروني ، فدخول الاعلام باب العالم الرقمي كان دخول الفاتحين ليتربع العرش في مجاله حيث اقترن دور الإعلام اليوم ونحن على مشارف عقد جديد من الألفية الثانية بتطورات لم يشهدها الإعلام سابقا و منصات تواصل جديدة باتت تصدر الخبر و تنطلق بمهمة الاعلام ، و تكيف مع المحيط وقدرة تأثير تكاد تنحي بقية الوسائل الإعلامية عن منصة العرض .
الواقع الإعلامي المتسارع الإيقاع والمحكوم بالسرعة جعل الإعلام الرقمي رائدا في هذا العصر فبعدما ظهرت وسائل الإعلام وأخرجت للمجتمعات أدوات وأنواع جديدة من وسائل الاتصال والتواصل بل وتركت أثرا اجتماعيا ملفتا وأسهمت في تناول العلماء لهذه الظاهرة ودراستها حققت نقلة نوعية في مفهوم الاعلام و الدور التأثيري الذي خلفه بالإضافة إلى تحليل تلك الأدوات .
مارشيل ماك لوهان ولدى دراسته دور وسائل الإعلام وتأثيرها على المجتمعات نحى و انتهج في خلاصة دراسته انن ما تبثه تلك الوسائل ومدى ارتباطها بالتكنولوجيا الحديثة لا ينفكان عن بعضهما بل وان وسائل الإعلام تساعد في تشكيل المجتمعات حتى اكثر من التطور المصاحب للمضمون المعروض و تحول العالم إلى فكرة القرية الكونية بمعادلة الإنسان - ألة ، اذ أن النمط الاجتماعي الجديد القائم اليوم والذي يعتمد على العالم الافتراضي بشكل كبير تداخل مع طبيعة الإنسان وحياته و يومياته وصارت وسائل الاتصال هي امتداد لحواس الإنسان من خلال تكيف الإنسان مع هذه الوسائل والإنسان يراعى الوسيلة بنحو ربما اهم من مضمون وسيلة الإعلام والاتصال ، فلا يمكننا النظر إليها مستقلة عن تقنيات إيصال الرسالة فيكون بناءا على ما قدمه ماك لوهان ان طبيعة وسائل الإعلام التي يتصل بها الإنسان تشكل المجتمعات أكثر ما يشكلها مضمون الاتصال على اختلاف أنواعها باردة أو ساخنة ، فقلصت الكرة الأرضية وكمشت الزمان والمكان عبر هذه الوسائل فأحدثت (عصر القلق) و ألزمت مع التطور التكنولوجي المذهل الفرد على الالتزام و المواكبة بالإضافة إلى المشاركة .
فكان كل تغير اجتماعي هو نتاج لتغيير في تقنيات الاتصال وعلى هذا نجد إنسان اليوم والعالم الاجتماعي الافتراضي مؤثرا بشكل أن لا يستهان به إذ انه صاحب التطور المذهل لأداة الاتصال و توظيف دور التكنولوجيا التي جعلت كل فرد من أفراد هذه القرية الكونية عنصرا فعالا وصاحب رأي في المجال الافتراضي في موضوعاته وأرست أسسا جديدة لتأثيرات نموذج الاتصال الجديد و انعكاساته على المجتمعات فاحدث ذلك تغيرات نقلت الفرد والمجتمع إلى دور أكبر و أعمق ومشاركة اكثر دون حدود أو حواجز إلا الخيال ، وأصبح التواصل عبر الشبكات الرقمية وخصوصا مفهوم الإعلام الرقمي ظاهرة يجب أن تدرس كل عصر على حدة بناءا على تطور وسائل الاتصال فيها .
تقوم وسائل الاتصال الرقمية بتقديم علاقات تفاعلية متزامنة او غير متزامنة بواسطة وسائل الاتصال الرقمي من خلال إرسال واستقبال المعلومات بين المرسل والمستقبل حتى يشعر الفرد بأنه ينتمي لذلك المحيط و تلك الجماعة في ذلك المجتمع والعالم الافتراضي بل و حتى أحدثت تغييرا في دور الاعلام والصحافة وسير عملها و أوجدت البديل ورسخت فكرة الصحافة الإلكترونية في المجال الإعلامي من سمح للمستقبل ليس باجترار الأخبار فحسب بل صنعها و جعل الفرد في العرض ومن ضمن دائرة إطار المرسل وصار المشهد الإعلامي أقرب لأن يكون ملكا للجميع واكثر انتشارا وسرعة في الوصول لأكبر عدد ممكن ، إن تأثير تطور الوسيلة الإعلامية ساهم في تأثير المضمون بشكل أيضا مما يجعلنا نقف أمام تطور يصنع القرار و يساعد على تشكيل الرأي العام لنقف أمام خطورته من جهة و أساس تأثيرها ومدى تأثيرها من جهة أخرى ليكون للصحافة الإلكترونية والوسائل الإعلامية الرقمية التي استخدمت التكنولوجيا الدور الأساس في خلق المجتمعات و الأيديولوجية الحديثة لما قدمته من ميزات جديدة من التفاعلية والديناميكية والتحديث المستمر و الشيوع والانتشار وتعدد خيارات البحث و غيرها من الخدمات التي اتاحت خلق مساحة اكبر للإعلام الرقمي .
أمام فكرة التطور الرقمي في المجال الاعلامي و منذ ظهور الجيل الثاني من الإنترنت و الثورة التكنولوجية التي صاحبت تطور الإنترنت ظهرت تحولات أحدثها الجيل الثاني او ما يسمى بالويب 2 في الإعلام حولت مفهوم النشر الإلكتروني وزادت من التحديثات فيه إذ حولت تلك الظاهرة التكنولوجية مفهوم الويب من مصدر للمعلومات إلى مصنع تفاعلي ، فكانت منصة تطوير متكاملة مدمجة بالذكاء و الحس الإبداعي الافتراضي ، فأضفت حزمة الخصائص الذكية وميزته بالذكاء الافتراضي ، كما أن الويب 2 ركز على المحتوى والبيانات وطريقة عرض المحتوى وعند إسقاطه على الإعلام نجد نقلة نوعية مختلفة و رائدة ، كما أن الخبر سار متوفرا وتحت تناول الجميع وفتح باب المشاركة أمام من يريد دون وضع القيود بين المستقبل والمرسل مما ساهم في خلق ثقة متبادلة ضمن قوانين المستقبل مرفقة بنظام تقنيات التطوير وحول مفهوم الإنترنت من حزم بيانية يتم الاستفادة منها إلى خدمات مرتبطة بالويب من خلال كل ذلك فسهل غير مفاهيم النشر الإلكتروني لأن يكون في متناول الجميع واكثر انتشارا و أسرع في الوصول إلى اكبر عدد من القراء وأخرج مجموعة خدمات اتصالية إعلامية من نظير خدمات البريد الإلكتروني ، المجموعات الإخبارية ، القوائم البريدية ، الدردشة ، نقل الملفات ، الأرشيف الإلكتروني ، و أضفت صفة العالمية على وسائل الاتصال الإعلامية المرتبطة بالعالم الرقمي .
مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت بتزامن التطور و النظريات الاجتماعية و العالم الرقمي الوجهة الاساس لكل جهة في المجتمع مما ساهم في اخذها حيزا من المجال الاعلامي كون الاعلام يهدف الى صناعة الرأي و توجيه الجمهور ، فتعرض الاعلام لهذه المنصة لتكون رائدة المجال الاعلامي الالكتروني منذ بدأ الصحافة الرقمية مع اختراع أجهزة الكمبيوتر الشخصية في السبعينيات من القرن العشرين . وقد تم اختراع أول نوع من أنواع الصحافة الرقمية، والذي كان يطلق عليه اسم تليتيكست (بث النصوص على وحدة عرض مرئية)، في بريطانيا العظمى عام 1970. والتليتيكست عبارة عن نظام يسمح للعارضين باختيار الأخبار والقصص التي يرغبون في قراءتها وعرضها بشكل فوري. وتكون المعلومات التي يتم توفيرها من خلال التليتيكست قصيرة وفورية، وتشبه المعلومات التي نراها في الصحافة الرقمية اليوم.
بعد اختراع التليتيكست ، تم اختراع الفيديوتيكست، حيث كان النظام بريستل أول نظام عالمي، حيث تم إطلاقه بشكل تجاري في عام 1979، حيث اصطفت العديد من الصحف البريطانية مثل ذا فاينانشال تايمز من أجل توفير القصص الصحفية عبر الإنترنت من خلال هذا النظام. وقد تم إغلاق الفيديوتيكست في عام 1986 بسبب الفشل في الوفاء بمتطلبات المستخدم النهائي.
وقد حدثت زيادة كبيرة في الصحافة الرقمية عبر الإنترنت في وقت لاحق مع ظهور أول مستعرضات ويب تجارية نتسكيب نافيجاتور Netscape Navigator بحلول عام 1994 وإنترنت إكسبلورر (1995). وبحلول عام 1996، كانت معظم المنافذ الإخبارية تظهر على شبكة الإنترنت. ورغم تغيير الغرض من المحتويات الصحفية من مصادر النصوص / الفيديو / الصوت الأصلية بدون تغيير في الجوهر، فإنه أمكن استهلاكها بطرق مختلفة بسبب شكلها على الإنترنت عبر أشرطة الأدوات، والمحتويات التي يتم تجميعها حسب الموضوع، وارتباطات النص. وقد كانت دورة الأخبار على مدار أربع وعشرين ساعة والطرق الجديدة للوحات الويب الخاصة بالتفاعل بين المستخدمين والصحافة بين السمات الفريدة للتنسيق الرقمي. وفي وقت لاحق، أدت بوابات الويب مثل AOL وYahoo! ومواقع تجميع الأخبار الخاصة بها (أي المواقع التي تقوم بتجميع وتصنيف الارتباطات من المصادر الإخبارية) إلى توفير الوكالات الإخبارية، مثل الأسوشيتد برس، محتويات ملائمة للصيغة الرقمية للتجميع بما يتجاوز حدود ما كان يمكن أن يستخدمه موفرو أخبار العملاء في الماضي..
و مع دخول برامج التواصل اخذت هي الدور عبر مرحلة انتقالية من تطور تقني يحمل نفس الاسلوب في الاعلام الرقمي بالإضافة الى توفر الفيديو و النص و الصورة في ان معا، واليوم تعد المواقع الإخبارية المباشرة أكثر أشكال إنتاج الوسائط الإخبارية انتشارًا. ومنذ عام 2000، تستخدم الأغلبية العظمى للصحفيين في العالم الغربي الآن شبكة الإنترنت بشكل منتظم في أعمالهم اليومية. وبالإضافة إلى المواقع الإخبارية المباشرة على مواقع التواصل، يمكن رؤية الاعلام الرقمي في مواقع التواصل عبر الفهارس والفئات (المواقع التي لا تحتوي على قدر كبير من المحتويات الأصلية، ولكنها تحتوي على العديد من الارتباطات إلى المواقع الإخبارية المتاحة)، ومواقع الميتا والتعليقات ومواقع المشاركة والحوارات (المواقع التي تسهل تواصل الأشخاص و مشاركة صورهم و آرائهم، مثل فيسبوك ، تويتر ن إنستغرام ، سناب شات ...) . وتعد المدونات هي الأخرى شكلاً آخر من أشكال ظاهرة الاعلام الرقمي حيث تمتلك القدرة على توفير المعلومات الحديثة، التي تتراوح بين المواقع الشخصية وتلك التي يصل عدد جماهيرها إلى مئات الآلاف. ويشارك الاعلام الرقمي في ظاهرة الصحافة السحابية وهي تمثل تدفقًا ثابتًا للمحتويات في مجتمع النطاق العريض.
من أبرز ما أثرت به مواقع التواصل أنها أصبحت تسمح بالتواصل والتناقش على مستويات لا توفرها غيرها. فيمكن للأشخاص التعليق على المقالات والبدء في عمل لوحات النقاش من أجل مناقشة المقالات. وقبل ظهور شبكة الإنترنت، كان من المستحيل إجراء نقاشات فورية بين القراء الذين لم يلتقوا مع بعضهم البعض من قبل. وتعد عملية مناقشة الأخبار جزءًا كبيرًا مما يميز هذه المنصة. ويقوم الأشخاص بالإضافة إلى الخبر الصحفي والتواصل مع الأشخاص الآخرين الذين يرغبون في مناقشة الموضوع.
وتقوم مواقع التواصل بتوفير الفرصة للجماهير، مما يسمح للأشخاص بالمزيد من الخيارات فيما يتعلق بما يتم عرضه وقراءته.
وتفتح طرقًا جديدة أمام نشر الأخبار، فمن خلال المكونات الفنية للوسائط الجديدة، يمكن أن يوفر الصحفيون العاملون في مجال مواقع التواصل مجموعة متنوعة من الوسائط، مثل الصوت والفيديو والتصوير الرقمي.
وتمثل هذه المواقع ثورة لكيفية استعراض المجتمع للأخبار. فيمكن للمصادر المتاحة عبر الإنترنت توفير تقارير سريعة وفعالة ودقيقة للأخبار العاجلة خلال ثوانٍ، مما يوفر للمجتمع نظرة على الأحداث بمجرد وقوعها. وأثناء تطوير الحدث، يمكن للصحفيين توفير المعلومات للمصادر المتاحة عبر الإنترنت مما يساعد على إبقاء القراء على اطلاع على أحدث المعلومات في خلال ثوانٍ قليلة. ويمكن أن تؤثر السرعة التي يمكن نشر الخبر بها على دقة التقارير بطريقة لا تحدث في الغالب في الاعلام المطبوع او المسموع. فقبل ظهور الاعلام الرقمي، كانت عملية وصول الخبر تحتاج إلى قدر أكبر من الوقت، مما يسمح باكتشاف الأخطاء وتصحيحها.
وهناك ميزات ضخمة فيما يتعلق بمواقع التواصل وثورة التدوين الحديثة بدأ الناس في التعود عليها، إلا أنه توجد عيوب لها كذلك. فعلى سبيل المثال، اعتاد الناس على ما يعرفونه بالفعل، ولا يمكنهم التأقلم في الغالب بسرعة مع التقنيات الجديدة التي تتاح في القرن الحادي والعشرين. إن أهداف الصحافة المطبوعة والرقمية واحدة، رغم حاجتهما إلى أدوات مختلفة من أجل العمل، والتفاعل بين الكاتب والعميل أمر جديد، ويمكن أن يعزى إلى الصحافة الرقمية. وهناك العديد من الطرق للحصول على الأفكار الشخصية على شبكة الويب. وهناك بعض العيوب المتعلقة بذلك، ومع ذلك، فإن العيب الرئيسي يتمثل في المعلومات الواقعية. وهناك حاجة ملحة للدقة في هذه المواقع، وإلى أن يتم الوصول إلى طريقة للتحقق من دقة المحتوى، سوف تتعرض لبعض النقد.
وتعد المصداقية من بين النزاعات الرئيسية التي تتعلق بمواقع الويب الإخبارية المتاحة عبر الإنترنت تلك. وتقارن دراسة حول مصداقية الاعلام الرقمي يتم تنفيذها من خلال جمعية الأخبار عبر الإنترنت (Online News Association) تصنيفات المصداقية العامة عبر الإنترنت مع تقييمات مصداقية المستجيبين للوسائط الفعلية. ومن خلال الاطلاع على مجموعة متنوعة من مصادر الوسائط عبر الإنترنت، وجدت الدراسة أن العامة بصفة إجمالية ينظرون إلى وسائل الإعلام عبر الإنترنت على أنها أكثر مصداقية مما عليه واقع الأمر.
وتظهر تأثيرات الاعلام اللرقمي عبر هذه المواقع جلية في مختلف أرجاء العالم. فقد دفع هذا الشكل من أشكال الاعلام الاعلاميين إلى إصلاح أنفسهم والتطور. وقد شعر الاعلاميون القدماء الذين لا يمتلكون التقنية بالتعلم لنيل المهارة للقوة المؤثرة لذلك. ففي الاونة الأخيرة، تم إخراج عدد من اعلاميين كبار من الدائرة، وتم جلب اعلاميين الشباب، بسبب تكلفتهم الأقل وقدرتهم على العمل في إطار الإعدادات التقنية الأكثر تقدمًا.
تأثير الاعلام الرقمي لم يقتصر على المتابعين و حسب بل تسرب ليصل الى الناشرين إذ قامت العديد من الوسائل الاعلامية من صحف و اذاعات و تلفزيونات ، مثل ذا نيويورك تايمز و غيرها، فقامت بإنشاء مواقع عبر الإنترنت للحفاظ على درجة تنافسيتها، واستفادت من تقنيات الصوت والفيديو والربط النصي للبقاء في مقدمة قوائم متصفحي الأخبار.
حيث تقوم أغلب مواقع الويب بالإعلان عن الأخبار العاجلة قبل القنوات الإخبارية. وتسمح ببدء التقارير بشكل غامض وعام، ثم تتطور إلى تحسين القصة الخبرية. وقد أصبحت الصحف والقنوات التلفزيونية في موضع غير موات، لأنها بصفة عامة لا يمكن أن تقوم بعمل القصص الإخبارية عند توفر قدر كبير من التفاصيل والمعلومات. وفي الغالب، يجب أن تنتظر الصحف حتى اليوم التالي، أو حتى بعد يومين، إذا حدث الخبر العاجل في وقت متأخر، قبل أن تتمكن من نشره. وتفقد الصحف أرضية كبيرة لصالح نظيراتها المتاحة عبر الإنترنت، حيث تنتقل عائدات الإعلانات إلى شبكة الإنترنت، في حين تقل اشتراكات الصحف المطبوعة. ويمكن للناس الآن العثور على الأخبار التي يبحثون عنها، متى أرادوا، بدون الاضطرار إلى ترك منازلهم أو دفع مقابل تلقي الأخبار.
ولهذا السبب، رأى الكثير أن الاعلام الرقمي هو بمثابة النهاية لعالم الاعلام التقليدي. وقد قامت مواقع الويب الإعلانية المجانية، مثل كريجزليست (Craigslist)، بتغيير الطريقة التي يقوم الناس بالإعلان بها، فقد خلقت شبكة الإنترنت طريقة أسرع وأرخص للأشخاص للحصول على المعلومات، وبالتالي، خلقت نقلة في مبيعات الإعلانات من النمطية القياسية إلى شبكة الإنترنت. وقد كان هناك تأثير ضخم لهذا والإعلام على صناعة المحتوى، من خلال إنشاء نماذج تجارية جديدة. يمكن الآن التفكير في وقت في المستقبل القريب توحد المحتوى ضمن الاليات المتفق عليها، وحينها تقوم المجلات وعمليات الشبكات الإخبارية بالاعتماد على عدد صغير للغاية من المحررين. وقد تم إخراج العديد من الصحف والصحفيين المعتمدين على الصحف المطبوعة من هذا المجال قسرًا بسبب شهرة الصحافة الرقمية واخبار الاذاعات التلفزيونية وجمعها و نشرها الكترونيا.
وقد حاولت الصحف التي لم تكن ترغب في الخروج قسرًا من المجال النجاة من خلال توفير الأموال وتسريح العمالة وتقليص حجم المنشورات والحد من الإصدارات، بالإضافة إلى التشارك مع الشركات الأخرى لمشاركة التغطية والمحتويات. وفي عام 2009، استنتجت دراسة من الدراسات أن أغلب الصحفيين مستعدون للتنافس في العالم الرقمي وأن هؤلاء الصحفيين يرون أن الانتقال من الصحف المطبوعة إلى الرقمية في صالات التحرير الخاصة بهم يتحرك ببطء شديد. وقد عفا الزمن على بعض المناصب المتخصصة للغاية في مجال النشر. وقد أدى تنامي الصحافة الرقمية بالإضافة إلى الاقتراب من الانهيار الاقتصادي إلى تحجيم أولئك العاملين في هذا المجال.
ويجب أن يصبح الطلاب الذين يرغبون في العمل الاعلامي الآن على دراية بالعمل في مجال عالم الارقام من أجل القدرة على المساهمة في مهارات أكبر وتطويرها. ولا يجب أن يتوقف الأمر عند تقديم الاعلاميين للتحليلات لجماهيرهم والتركيز على التواصل الفعال معهم، بل يجب أن يتسموا بالسرعة، فمواقع التواصل الإخبارية لديها القدرة على تحديث قصصها الإخبارية خلال دقائق من وقوع الحدث الإخباري.
ويرى النقاد أن الصحافة الرقمية قد أتاحت القدرة للأفراد الذين لا يعتبرون اعلاميين مؤهلين لتضليل العامة. ويرى العديد أن هذا الشكل من أشكال الاعلام قد أدى إلى إنشاء مجموعة من المواقع التي لا تتميز بمصداقية معلوماتها. فقد تم توجيه الانتقاد إلى هذه المواقع.
ويرى بعض النقاد أن الاعلام يجب ألا تنتقل إلى الصيغة المتاحة على شبكة الإنترنت فقط، بل يجب أن تحافظ على اصالته منعا لدخول اي شخص دون خبرة. و دعى اخرون ان تفرض الوسائل الاعلامية نفسها فتدخل المواقع لتكون هي مرجع للأخبار المتاحة عبر شبكة الويب.
وتتيح المواقع الفرصة للمواطنين والقراء بالانضمام إلى المناقشات المترابطة فيما يتعلق بكل ما يتم نشره من قبل العامة. ويوفر ذلك مصدرًا ممتازًا للإعلاميين لقياس وعي الجمهور وقراءته لتقرير ما هو ضروري وما يجب أن يتم حذفه في المستقبل. ويمكن أن توفر تلك المناقشات المعلومات المفيدة للكتاب في الاعلام الرقمي بحيث يمكن أن يتم تنقيح وتحسين الموضوعات المستقبلية من أجل عمل تأثير اعلامي أفضل في المرات التالي من خلال مواقع التواصل.
وهنا يطرح سؤال جوهري هل حقيقة أصبحت مواقع التواصل أصيلة على نحو مع كل ميزاتها ومدى عمق تأثيرها يمكن الاعتماد عليها مطلقا ونسخ الاعلام بشكل من الاشكال و بقائها هي على قمة الهرم الاعلامي الرقمي؟
----
جريدة صيدونيانيوز.نت / أقلام ومواضيع - لبنان / مواقع التواصل منصة ريادة الاعلام الجديد : بقلم الشريف علي صبح (باحث وكاتب وإعلامي لبناني )