جريدة صيدونيانيوز.نت / البطريرك الراعي طالب بـ"استرداد الدولة" في رسالة الميلاد: حياد لبنان باب الإنقاذ الوحيد

Sidonianews.net

---------------

المصدر: "النهار"

اعتبر البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الراعي أنّ "أهل السلطة غارقون في صراعاتهم وبيحثون عن حيل وتسويات للانتقام من بعضهم البعض وتعيين محاسيبهم والتشاطر في كيفية تأجيل الانتخابات النيابية والرئاسية لغايات ضدّ مصلحة لبنان".

وجدّد الراعي في رسالة #عيد الميلاد مطالبته بالحياد، مؤكّداً أنّ "باب الإنقاذ والخلاص الوحيد هو إعلان حياد لبنان الإيجابيّ الناشط تنفيذاً للميثاق الوطنيّ الرافض تحويل لبنان مقرّاً أو ممرّاً لأيّ وجود أجنبيّ وحمايةً للشراكة والوحدة وإفساحاً في المجال لتحقيق دور الوطن".

وأضاف: عندما نقول لا تستقيم الشراكة والوِحدة من دون حياد لبنان، لا يعني أننا نحن من يشترط ذلك، بل هي طبيعة لبنان الجيوسياسيّة التي تحتّم التزام الحياد من أجل الشراكة والوِحدة. لبنان من دون حياد يقف دوماً على شفير الأزمات والانقسامات والحروب، بينما لبنان الحياد يعيش في رحاب الوِحدة والسلام والاستقرار والإزدهار والنموّ".

وأوضح البطريرك أنّ "لبنان لا يستطيع أن يكون حياديّاً إزاء ثلاثة: إزاء إجماع العرب إذا حصل، وإزاء إسرائيل، وإزاء الحقّ والباطل"، مضيفاً: "في اجتماع الإثنين الماضي سلّمت الأمين العامّ للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس مذكّرة احتوت مواقفنا المعهودة من الحياد والمؤتمر الدولي الخاصّ بلبنان ووجوب تنفيذ القرارات الدوليّة جميعها من دون استنسابية وتجزئة، لاسيّما وأن دولة لبنان وافقت عليها تباعاً. وأكّدنا للأمين العام ضرورة أن تتحرّك الأمم المتّحدة قبل سواها لبلورة حلّ دوليّ يعكس إرادة اللبنانيّين".

وسأل الراعي: "أولم تكن ولادة دولة لبنان، في الأساس، عهداً جديداً في هذا الشرق، بفضل ما لها من ميزات وخصوصيّات؟".

وأضاف: "إنّ ولادة لبنان هي الاستثناء الذي كان يَجدُر باللبنانيّين أن يقترحوه قاعدةً لشعوب الشرق الأوسط. لكنّنا لم نعرف قيمةَ هذا الوطنِ النعمة، فشكّكنا به وتَعالَينا على النعمة".

وتابع: "لسنا الشعب الوحيد الذي اختلف على ماضيه. كلّ الشعوب اختلفت وتقاتلت. أين حروبنا من حروب أوروبا وأميركا وآسيا وسواها؟ لكنّ تلك الشعوب قـبلت تاريخها المختلف وتصالحت وتعلّمت من تجاربها وانطلقت نحو مستقبل مشرق. أما نحن، فلا نزال نجتـرّ خلافاتنا، ونسير إلى الوراء، ونهدم ما بناه رجال الدولة عندنا".

وعاد فسأل: "متى نستعيد الضمير الوطنيّ وتستذكر مجد دولة لبنان وعظمة هذا الشعب المؤثّر في الحضارة العالميّة، علّنا ننجح في وقف المسار الانحداريّ لوجودنا؟"، مضيفاً: "إذا كانت الشعوب العربيّة تـمنّت في مرحلة معيّنة تغيير أنظمتها، فنحن نطالب باستعادة نظامِنا الديموقراطي لأنّنا نعيش منذ سنوات في حالة "اللانظام"، وباسترداد دولتنا لأننا نعيش خارج سقفها، وهي تعيش خارج شرعيّتها ودستورها وميثاقها، وتخضع لفرض إرادة أحَديّة عمداً على المؤسّسات الدستوريّة حتى تكبيلها وتعطيلها".

من جهة أخرى، قال الراعي: "لو كانت المحبّة موجودة في حياتنا الوطنيّة وفي قلب المسؤولين لما بلغنا ما بلغناه، ولما كان الشعب يرزح تحت أكبرِ مأساةٍ في تاريخه. حبّذا لو يسير المسؤولون بين الناس، ويَطوفون في الشوارع، ويَزورون أحياء المدن والقرى، ويَدخُلون إلى البيوت، ويتكلّمون مع الآباء والأمّهاتِ، ويَستمعون إلى أنينِ الموجوعين، وصراخِ الأطفال، وألآم المرضى، ويَستطلعون عدد الّذين ينامون من دونِ طعام، وعددِ الّذين يَفتقرون إلى القِرش، وعدد الّذين لا مأوى لهم، وعددَ الفتيات والفتيان الذين لم يُسَجلّوا في المدارس والمعاهد".

وتابع: "لو أنّهم نظروا إلى ما عليهم من مستحقّات تجاه المستشفيات، والمدارس المجّانيّة، والمياتم، والمؤسّسات الإنسانيّة لذوي الحاجات الخاصّة، والمحاكم الروحيّة المسيحيّة منذ سنتيتن وثلاث وأربع، لخجلوا من نفوسهم، واستقالوا من مناصبهم. ولكن رغم كلّ ذلك نرى أهل السلطة غارقين في صراعاتهم ويبحثون عن حيلٍ وتسويات ومساومات للانتقامِ من بعضهم البعض ولإبعاد أخصامهم وتعيين محاسيبهم، والتشاطر في كيفيّة تأجيل الإنتخابات النيابيّة والرئاسيّة عن موعدها الدستوري، لغايات في نفوسهم ضدّ مصلحة لبنان وشعبه".

------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / البطريرك الراعي طالب بـ"استرداد الدولة" في رسالة الميلاد: حياد لبنان باب الإنقاذ الوحيد