https://sidonianews.net/article308258 /حشد أوروبي في كييف... ومفاوضات "معقّدة" مع موسكو
صيدونيا نيوز

جريدة صيدونيانيوز.نت / حشد أوروبي في كييف... ومفاوضات "معقّدة" مع موسكو

 

Sidonianews.net

-------------

 

وكالات / نداء الوطن

مع فرار أكثر من 3 ملايين شخص من البلاد، بينهم نحو 1.4 مليون طفل، جرّاء الحرب الشنيعة التي باتت تُحوّل طفلاً واحداً إلى لاجئ كلّ ثانية، بحسب الأمم المتحدة، غدت "أوكرانيا الجريحة" ساحة صراع مفتوحة أمام كلّ الإحتمالات، الديبلوماسيّة والعسكريّة. لكن حتّى اللحظة، ما زالت لغة "الحديد والنار" الروسيّة هي الحاضرة بقوّة في الميدان تُقابلها مقاومة أوكرانية قلّ نظيرها، ما دفع الدول الأوروبّية إلى دعم السلطات في كييف، حيث زارها مساء أمس رؤساء وزراء بولندا وتشيكيا وسلوفينيا لتأكيد "دعم الاتحاد الأوروبي المطلق" لأوكرانيا، كما أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي عبر حسابه على "فيسبوك".

 

وبينما أشاد رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال بـ"شجاعة الأصدقاء الحقيقيين لأوكرانيا"، مشيراً إلى أن مناقشاتهم ستُركّز على "دعم أوكرانيا وتعزيز العقوبات ضدّ العدوان الروسي"، أفادت مصادر أوروبّية في بروكسل وكالة "فرانس برس" بأنه رغم أن رؤساء الوزراء الثلاثة هم أعضاء في المجلس الأوروبي وبالتالي هم يُمثلونه، لكن ليس لديهم تفويض رسمي من المجلس، في وقت فرضت فيه العاصمة الأوكرانية حظر تجوّل لمدّة 36 ساعة اعتباراً من مساء أمس، وسط "لحظة صعبة وخطرة"، وفق رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو.

 

وفي الأثناء، كشف مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك أن "تناقضات عميقة" لا تزال تعتري المفاوضات الأوكرانية - الروسية "المعقّدة والشاقة للغاية" والتي ستتواصل اليوم، لافتاً في الوقت عينه إلى أن التوصّل إلى تسوية لا يزال ممكناً، فيما اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مؤتمر عبر الفيديو خلال اجتماع لقادة قوة المشاة المشتركة، وهو تحالف تقوده بريطانيا، أنه "يجب أن نعترف" بأن أوكرانيا لن تتمكّن من الإنضمام إلى "حلف شمال الأطلسي"، مشيراً إلى أنّه "سعيد لأن شعبنا بدأ يفهم ذلك ويعتمد فقط على قوته".

 

ميدانيّاً، توسّع الهجوم الروسي في أوكرانيا مع تعرّض كييف أمس لقصف كثيف. وأسفرت ضربة طالت مبنى سكنيّاً في غرب العاصمة الأوكرانية عن مقتل 4 أشخاص، فيما أُنقذ 40 شخصاً. كذلك، أُصيب مبنى آخر في منطقة بوديل القريبة من وسط المدينة، ما أدّى إلى إصابة شخص. وبهدف "تعزيز الدفاع عن كييف"، عيّن الرئيس الأوكراني، ألكسندر بافليوك، الذي كان يقود حتّى الآن العمليات العسكرية في شرق أوكرانيا، قائد المنطقة العسكرية للعاصمة. وبعد الضربات التي استهدفت قاعدة عسكرية قرب بولندا الأحد، خلّفت ضربة استهدفت الإثنين برجاً تلفزيونيّاً قرب ريفني 19 قتيلاً، بحسب حصيلة جديدة الثلثاء.

 

ويقترب القتال أيضاً من مدينة دنيبرو الإستراتيجية، حيث كشف رئيس بلديّتها أن مطارها تعرّض للقصف وتضرّر بشكل كبير خلال ليل الإثنين - الثلثاء. وفي جنوب البلاد، ما زال الروس يُحاولون الإستيلاء على ماريوبول، وهي مدينة ساحلية استراتيجية على بحر آزوف، في وقت أُجلي فيه نحو 20 ألف شخص من المدينة المحاصرة، في حين بسطت القوات الروسية سيطرتها على كامل أراضي مقاطعة خيرسون، بحسب وزارة الدفاع الروسية. ووسط الضربات الكثيفة والمعارك الطاحنة، قُتِلَ المصوّر الإيرلندي بيار زاكرزوسكي والمنتجة التلفزيونية الأوكرانية أوليكسندرا كوفشينوفا، اللذَيْن يعملان لحساب شبكة "فوكس نيوز" من جرّاء إطلاق نار في منطقة قريبة من كييف.

 

توازياً، سمح البرلمان السلوفاكي بتمركز جنود أجانب من "حلف شمال الأطلسي" في البلاد قد يصل عددهم إلى 2100 عنصر. وسيتمّ بداية إرسال وحدة من "الوجود الأمامي المعزّز" لـ"الأطلسي" قوامها حوالى 1200 رجل، قادمين من تشيكيا وألمانيا وهولندا والولايات المتحدة وبولندا وسلوفينيا. وحذّر الحلف روسيا من أي محاولة لاستخدام أسلحة كيماوية في أوكرانيا، مشيراً إلى تعزيز دفاعاته على الجبهة الشرقية في بولندا وسلوفاكيا بأنظمة "باتريوت" المضادة للصواريخ، فيما سيُشارك الرئيس الأميركي جو بايدن في القمة الإستثنائية للحلف المقرّرة في 24 آذار في بروكسل، بهدف إعادة تأكيد "الإلتزام الثابت" للولايات المتحدة تجاه حلفائها.

 

وفي سياق متّصل، أوضحت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن بايدن سيُشارك أيضاً في اجتماع لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي والذي سيبحث في الجهود المبذولة لفرض "عقوبات اقتصادية على روسيا وتقديم مساعدات إنسانية للمتضرّرين من العنف والاستجابة لتحدّيات أخرى" في خضمّ الهجوم الروسي على أوكرانيا. وعلى الخطّ الديبلوماسي، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو توجه إلى روسيا أمس وسيتوجّه إلى أوكرانيا غداً.

 

أمّا على خطّ العقوبات، فقد فرضت روسيا عقوبات على بايدن ورئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو ومسؤولين أميركيين كبار، من بينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ورئيس وكالة الإستخبارات المركزية وليام بيرنز، ردّاً على العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو. كذلك، تشمل العقوبات المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون وهانتر بايدن، نجل الرئيس الأميركي الحالي، في حين قرّرت روسيا مباشرة إجراءات "الخروج من مجلس أوروبا"، متّهمة "الأطلسي" والاتحاد الأوروبي بجعله أداة في خدمة "توسّعهما العسكري والسياسي والاقتصادي في الشرق".

 

وفي المقابل، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على الرئيس البيلاروسي المشكّك في شرعيّته ألكسندر لوكاشنكو. ووصفت وزارة الخزانة الأميركية لوكاشنكو بأنه "رئيس حكومة فاسدة في بيلاروسيا، التي تُفيد شبكة محسوبياتها دائرته الداخلية ونظامه". وفرضت واشنطن أيضاً عقوبات على زوجته. كما فرضت بريطانيا تعرفة جمركية إضافية بنسبة 35 في المئة على مجموعة كبيرة من الواردات الروسية، من الفودكا إلى الصلب، وحظرت صادرات السلع الفاخرة من البلاد.

 

بدوره، حظر الاتحاد الأوروبي تصدير الشمبانيا والسيارات الفارهة والأزياء الراقية والإلكترونيات الباهظة الثمن والمعدّات الرياضية إلى روسيا، في حين حذّر وزير الخارجية الصيني وانغ يي من أن بلاده ترفض أن تتأثر بالعقوبات الغربية التي تُفرَض على روسيا. بالتزامن، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون دول الغرب إلى وقف إدمانها على موارد الطاقة الروسية، معتبراً أن ذلك يسمح لبوتين بـ"ابتزاز" العالم، فيما يبدأ جونسون اليوم زيارة إلى السعودية والإمارات، حيث من المتوقع أن يلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين إماراتيين، على أمل في أن يتمكّن من إقناعهم بزيادة إنتاج النفط للتخفيف من أثر العقوبات المفروضة على موسكو، على أسعار الطاقة العالمية.

----------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم / حشد أوروبي في كييف... ومفاوضات "معقّدة" مع موسكو


www.Sidonianews.Net

Owner & Administrator & Editor-in-Chief: Ghassan Zaatari

Saida- Lebanon – Barbeer Bldg-4th floor - P.O.Box: 406 Saida

Mobile: +961 3 226013 – Phone Office: +961 7 726007

Email: zaatari.ghassan@gmail.com - zaataripress@yahoo.com

https://sidonianews.net/article308258 /حشد أوروبي في كييف... ومفاوضات "معقّدة" مع موسكو