الأستاذ كامل كزبر
جريدة صيدونيانيوز.نت / كامل كزبر : التعليم في لبنان… بين الانهيار والصمود و دورالقيادة التربوية ...الإدارة الرشيقة.
Sidonianews.net
----------
بقلم :كامل عبد الكريم كزبر
يشهد قطاع التربية والتعليم في لبنان حالة من التردي والتراجع قد تفضي الى تهديد وجوده أوالى بقائه في حالة موت سريري ، حاله حال كافة القطاعات، فبعد إنهيارالقطاع المالي والمصرفي نشهد الان عملية إنهيار للادارات الرسمية والعامة مما قد يوقع البلد في الفوضى والمجهول .
ان هذا الواقع يفرض علينا كقيادات تربوية تعزير وصقل مهارات الادارة بالأزمات بدء من التنبؤ بها وصولا الى التخطيط للوقاية منها أو الحد من آثارها السلبية ، وعليه فانه يجب وضع خطة استشراف مستقبلية تساعدنا في وضع الحلول للازمة التي يمكن ان تعترضنا في العام الدراسي القادم وخصوصا في حال تعذر الحضور الى المدرسة بشكل كامل أو جزئي لسبب أولآخر، وقديما قيل "اذا عرف حال التعليم في أي بلد ستعرف مستقبل هذا البلد" .ولأننا كتربوين نؤمن أن السبب الأول في نهضة الشعوب وارتقاء الأمم هو التعليم ، كذلك هو السبب في اندثار الحضارات وانهيارها ، وشعورا منّا بالمسؤولية فإنه يتوجب علينا وضع سيناريوهات قبل بداية العام الدراسي حول التحديات والصعوبات التي يمكن أن تواجهنا وسط هذا الواقع المرير الذي يمر به لبنان لنحافظ على ما تبقى أمام مستقبل أولادنا وبلدنا لا ان ننتظر المجهول او التأخرالذي تعودنا عليه من وزارة التربية .
من أهم الامور التي يمكن أن تواجه قطاع التعليم في لبنان هي :
إعادة انتشار ظاهرة كورونا والعودة الى الحجر الصحي ،تردي الوضع الاقتصادي أكثر وأكثر،عدم تمكن الطاقم التعليمي والاداري من الوصول الى مدارسهم ، إنقطاع او تقنين كبير في الكهرباء و الانترنت ، عودة الاضرابات وتسكير الطرقات ، إضافة إلى غياب شبه تام أو جزئي لموظفي الادارات الرسمية والمناطق التربوية هذا عدا عن التأخر الدائم في اتخاذ القرارات التربوية الرسمية ، وما يتبعه من إرباك في سير العملية التعليمية.
في مثل هذه الظروف علينا كقيادات تربوية ان نجمع بين مهارات الحاوي ومهارات اللاعب الذي يسير على حبل مشدود ، إذ أنه لا يمكن لأحد أن يضع تصورا كاملا ودقيقا لازمة محتملة.
وعليه يجب ان ننظر الى السنة الدراسية القادمة بشكل مختلف لايجاد طرائق جديدة تحل من خلالها مشاكل قديمة ومستحدثة ، وان عدم وجود اي اشارات أو ضوابط أو خطة للتعامل مع الازمات يعتبر في عالم التربية اهمالاً حيث يكمن الحل بالوقوف بين عدم فعل أي شيء وبين تأخير الفعل بسبب الامعان في التحليل.
من أين نبدأ ؟ وأين نقف ؟
هذان سؤالان شائعان في عملية التخطيط للطوارىء ، وهنا يرى كينث ترامب في كتابه :
“School security and emergency preparedness planning “
بأن وجود فريق في المدرسة محدد ومتدرب للتعامل مع الازمة يتمتع بالقوة على التواصل والتعاون مع الاخرين لادارة الموقف بسلام وفاعلية يعتبر أولوية ضرورية أمام القيادة المدرسية ، وأما الاولوية الثانية والتي لا تقل أهمية هي الوقاية حيث يجب أن تؤمن المدرسة نظام أمني شامل وفعال يضمن سلامة الطلاب الجسدية والتعليمية واجراءات مناسبة للتنبؤ بالازمات والاستعداد لها .
بعد كل ما تقدم نرى أنه من الضروري ان تضع إدارات المدارس خطة طوارى للتعليم عن بعد بجانب الخطة السنوية للتعليم الحضوري بحيث تكون جاهزة عند الحاجة كذلك يجب أن تقوم باعادة "بلورة المناهج" بما يتناسب مع ساعات التعليم عن بعد والتخلص من الحشو فيها والتركيز على المهارات الحياتية والتعامل مع الأزمات، اضافة الى تفعيل المنصة الالكترونية بكل أدواتها …الخ
لا شك أن أزمة جائحة كورونا كانت قد ألزمت بالسابق المدارس والهيئات التعليمية بالتواصل الالكتروني مع طلابهم مما يسهل الأمر في جعل أنظمتنا التعليمية اكثر تماسكا كذلك في تحديد المهارات التي يحتاجها المعلمون وتعزيزها لديهم وفيما بينهم والبحث والاستفادة من الابداعات المفيدة والمتوفرة إضافة الى تصميم التغيير الايجابي الذي يساهم في تحسين جودة التعليم .
من هنا يجب على كافة المؤسسات التربوية وضع خططها بما يتماشى مع" الاستجابة"، و"التعافي"، و"مرحلة الاستدامة"، إلى توفير بيئة تعلم "عن بُعد" مستدامة وتفاعلية ومستجيبة لحاجات جميع الطلبة، وتوظيف التكنولوجيا لضمان تعزيز جودة التعليم والتعلم ، توفير الدعم للطلبة والمعلمين للتكيف مع تكنولوجيا التعليم الحديثة وتبنيها ، تحديث برامج التعليم "عن بُعد" والتعليم المتمازج ليلائم جميع الأوقات ، إضافة إلى نشر التوعية المجتمعية حول أهمية استدامة التعلم "عن بُعد".
كان الله في عون المعلم في لبنان الذي أصبح عنوان الصبر والتضحية والمسؤولية ، اليه السلام والتحية عسى أن تكون معطرة بأريج الكلمة واشعاع الحرف ومتوهجة بسراج الأمل القادم ولو بعد حين.
-----------
الادارة الرشيقة: مصطلح جديد في الادارة التربوية .
بقلم: كامل عبد الكريم كزبر
الادارة الرشيقة مصطلح جديد لا يعرفه الكثيرون ،
وهو يعني الادارة الممشوقة الخالية من الترهلات والوزن الزائد في فريق العمل وهي بعيدة عن الروتين والبيروقراطية وكل السلبيات التي توقف سير العمل وتقلل من جودته، فالادارة المنغلقة على نفسها والمتمسكة بأساليب وطرق إدارية تقليدية نمطية لم يعد لها وجود في عالم التقنيات والمعلومات وهذا ما كشفته لنا جائحة كورونا حيث تعلَّم العالم دروساً كبيرة من هذه الجائحة التي ما زالت تعصف بالاقتصاد العالمي بتبعاتها رغم مرور حوالي السنتين عليها.
فالادارة الرشيقة هي ادارة لينة تتميز بسرعة الاستجابة وتعديل اسلوب العمل بصورة تتناسب مع متطلبات التغيير وتحقق اهدافها بأقل تكلفة وأقل جهد وبأسرع فترة زمنية ممكنة ، كما تتميز بالرشاقة والسرعة في عمليات التفكير ووضع الحلول التي تلامس الواقع وتحسن الآداء وتطوره .
تعتمد الادارة الرشيقة على ثلاثة افكار رئيسية وهي : التخلص من الهدر ، إرضاء العميل، التقدم والتطور المستمر .
إن استمرارية المؤسسات ونجاحها هو فوق مصلحة الاشخاص ، وان أكبر هدر يمكن ان يواجه المؤسسات هو التوظيف الزائد أو التوظيف الغير منتج فإرضاء العميل لا يمكن ان يكون في المستقبل الا بفريق رشيق منتج دائم التعلم والتطور .
من هنا نرى أنه على القيادة التربوية تطبيق هذا المفهوم بعدما أثبت نجاحه في عالم الصناعة ، وذلك من أجل المحافظة على المؤسسة التعليمية والوصول بها الى النجاح والتميز من خلال مسابقة الزمن ومواكبة التحولات في ظل المتغيرات المتسارعة .