الصورة عن الفيس بوك
جريدة صيدونيانيوز.نت / نساء حول الرسول(1/ت / أمنا خديجة
صيدونيانيوز.نت / أقلام / نساء حول الرسول(1/ت) / أمنا خديجة
وفي ليلة من ليالي النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء ، نزل عليه الملك جبريل فَقالَ: اقْرَأْ، فَقالَ له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} حتَّى بَلَغَ {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 - 5].
فرجع بها النبي وكانت ترتجف بوادره، حتَّى دَخَلَ علَى خَدِيجَةَ، فَقالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ، فَقالَ: يا خَدِيجَةُ، ما لي؟ وأَخْبَرَهَا الخَبَرَ، وقالَ: قدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي، فَقالَتْ له: كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا؛ إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ به خَدِيجَةُ حتَّى أتَتْ به ورَقَةَ بنَ نَوْفَلِ...، وهو ابنُ عَمِّ خَدِيجَةَ؛ أخُو أبِيهَا، وكانَ امْرَأً تَنَصَّرَ في الجَاهِلِيَّةِ، وكانَ يَكْتُبُ الكِتَابَ العَرَبِيَّ، فَيَكْتُبُ بالعَرَبِيَّةِ مِنَ الإنْجِيلِ ما شَاءَ اللَّهُ أنْ يَكْتُبَ، وكانَ شَيْخًا كَبِيرًا قدْ عَمِيَ، فَقالَتْ له خَدِيجَةُ: أيِ ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أخِيكَ، فَقالَ ورَقَةُ: ابْنَ أخِي، مَاذَا تَرَى؟ فأخْبَرَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما رَأَى، فَقالَ ورَقَةُ: هذا النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟ فَقالَ ورَقَةُ: نَعَمْ؛ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا،ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ ورَقَةُ أنْ تُوُفِّيَ...وفَتَرَ الوَحْيُ...
وكانت خديجة أول الناس إسلاما ...وظلت ملازمة للحبيب مرحلة تقارب ربع قرن من الزمن فكانت تنهل من النبع الصافي مباشرة تأخذ من هديه وأخلاقه وكانت تصلي مع النبي الصلاة التي كانت في هذا الوقت وهي ركعتان في الغداة وركعتان في العشي وذلك قبل أن تفرض الصلوات الخمس في ليلة الإسراء .
وعندما بدأ النبي بالجهر بالدعوة إلى الله حاربه المشركون وتعرض هو ومن معه من أصحابه غلى ألوان من النكال والإيلام . وكانت خديجة تواسيه وتثبته وتقف إلى جانبه .
ولما ازداد الإيذاء للنبي وأصحابه اذن النبي لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة وكان ذلك بعد أن نزلت سورة الكهف التي أرشدت المسلمين للهجرة من مراكز الكفر مخافة على دينهم وكان ذلك تقريبا في السنة الخامسة للهجرة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد علم أن أصحمة النجاشي ملك الحبشة ملك عادل فأمر أصحابه أن يهاجروا إلى الحبشة فرارا بدينهم من الفتن. ..
وكان من بين الذين هاجروا أول مرة السيدة رقية بنت الرسول ومعها زوجها عثمان بن عفان ...وقد وقفت أمنا خديجة تودعهما صابرة محتسبة ...
ولما بدأ الإسلام يفشو في قبائل قريش عرض رؤساء القوم على أن يقتل النبي رجل من غير قريش . لكن بين هاشم وبني عبد المطلب بن عبد مناف رفضوا ذلك . عندها أجمع المشركون على نبذ بني هاشم وبني عبد المطلب وحاصروهم في شعب أبي طالب ، واتفقوا فيما بينهم على أن لا يبيعوهم ولا يشتروا منهم ولا يزاوجوهم ولا يقبلوا منهم صلحا وتعاقدوا على ذلك، وعلقوا الصحيفة في جوف الكعبة . فدخل في الشعب بنو هاشم وبنو عبد المطلب مؤمنهم وكافرهم حمية . ودام الحصار حوالي ثلاث سنوات واشتد حتى التجأووا إلى أكل ورق الشجر. وبقيت خديجة رضي الله عنها صابرة محتسبة ، تحتمل الأذى مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن انتهى الحصار . وكان ذلك بعد أن عمل لفك الحصار هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث ، وبعد ان أخبرالرسول قومه ان الله أرسل الأرضة لتأكل الصحيفة إلا ما كان فيه ذكر الله ...
ومن مميزات خديجة أن أقرأها ربها السلام عن طريق جبريل عليه السلام حيث جاء إلى النبي وعنده خديجة فردت الفقيهة أمنا قائلة إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك السلام ورحمة الله وبركاته . ثم بشرها جبريل بواسطة النبي صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب . ( والمراد بالقصب قصب اللؤلؤ) .
وفي العام العاشر من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم توفيت أمنا خديجة ثم توفي عمه أبو طالب وسمي هذا العام بعام الحزن .
وقد حزن النبي عليه الصلاة والسلام لموتها حزنا شديدا ، وكانت تبلغ من العمر آنذاك الخامسة والستين . وقد أخلص لذكراها طوال حياته وقال فيها بانه كمل من الرجل كثر ولم يكمل من النساءإلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد ...
وظل عليه الصلاة والسلام وفيا لها حتى أنه في غزوة بدر وعندما رأى القلادة -التي أهدتها خديجة لابنتها زينب حين زواجها من أبي العاص بن الربيع - وقد أرسلتها زينب لتفتدي بها زوجها الأسير رق لذلك كثيرا ، وقال لأصحابه إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها قلادتها فافعلوا ، ففعلوا واستجابوا .
ومن وفائه لها أيضا حسن استقباله لصويحباتها وإكرامهن، لدرجة جعلت عائشة رضي الله عنها تغار من ذلك ، وقد أخبرهاالنبي بأنها كانت تدخل على خديجة وإن حسن العهد من الإيمان . ومن أقواله الشهير في حق خديجة عندما قالت له عائشة بأن الله قد أبدله خير منها ...(أبدلني الله خيرا منها !! آمنت بي إذ كفربي الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله أولادها.) ...
كانت هذه باختصار بعض مآثرالصحابية الجليلة السيدة خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .
وإلى لقاء قريب مع الصحابية سودة بنت زمعة صاحبة الهجرتين .
محمود الحصري / صحابيات حول الرسول / بتصرف