جريدة صيدونيانيوز.نت / دعم أممي قوي لفلسطين... ومفاوضات الهدنة إلى المربّع الأوّل؟ نزوح كثيف من رفح وتحذير من كارثة إنسانية
Sidonianews.net
--------------------
تلقّى الفلسطينيون «جرعة دعم» قوية من الجمعية العمومية للأمم المتحدة أمس، إذ اعتبرت غالبية ساحقة من الدول أن للفلسطينيين الحق في عضوية كاملة في المنظمة الدولية، وقرّرت منحهم بعض الحقوق الإضافية في ظلّ غياب انضمام فعلي عرقلته الولايات المتحدة باستخدامها الفيتو في مجلس الأمن الدولي.
والتصويت أثار غضب إسرائيل، ما دفع مندوبها لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان إلى تمزيق ميثاق الأمم المتحدة خلال اجتماع الجمعية العمومية، موجّهاً في كلمته اتهامات لاذعة لأنصار القضية الفلسطينية، وادّعى أن التصويت لصالح قيام دولة فلسطين يعني «العودة للنازية»، بينما قال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور: «لقد وقفت على هذه المنصّة مئات المرّات، لكن لم يسبق لي أن وقفت من أجل تصويت أكثر أهمية من هذا اليوم التاريخي».
من جهته، قال مندوب الإمارات محمد عيسى أبوشهاب باسم الدول العربية إنّ هذا القرار «سيترك أثراً مهمّاً على مستقبل الشعب الفلسطيني»، رغم أنه «لا يُمثّل في حدّ ذاته إنصافاً لدولة فلسطين، لأنّها وإن مُنحت حقوقاً إضافية، ستبقى دولة مراقبة لا تتمتّع بحق التصويت في الجمعية العمومية أو الترشّح لهيئات الأمم المتحدة».
ويعتبر مشروع القرار الذي قدّمته الإمارات واعتُمد بغالبية 143 صوتاً ومعارضة 9 وامتناع 25 عن التصويت، أن «فلسطين مؤهّلة لعضوية الأمم المتحدة وفقاً للمادة 4 من الميثاق، وبالتالي ينبغي قبولها عضواً في الأمم المتحدة». كما يوصي مجلس الأمن بـ»إعادة النظر في المسألة بشكل إيجابي».
في سياق متّصل، أكد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إسبانيا وإيرلندا وسلوفينيا تعتزم الاعتراف بالدولة الفلسطينية بشكل متزامن في 21 أيار، مذكّراً بأنّ بلجيكا أعلنت أيضاً رغبتها في الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وبخصوص حرب غزة، اعتبرت حركة «حماس» أن رفض إسرائيل المقترح الأخير لاتفاق هدنة وتبادل الأسرى والرهائن «أعاد الأمور إلى المربّع الأول»، مشيرةً إلى أن ذلك دفعها إلى «إعادة النظر في استراتيجيّتها التفاوضية». واتّهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته بـ»التهرّب من التوصّل إلى اتفاق» و»استخدام المفاوضات غطاءً للهجوم على رفح واحتلال المعبر، ومواصلة حرب الإبادة ضدّ شعبنا».
توازياً، اعتبر البيت الأبيض أن التوصّل إلى اتفاق في شأن هدنة في غزة لا يزال ممكناً، مجدّداً قلق واشنطن إزاء الهجوم الإسرائيلي على رفح، لكنّه لم يرَ حتّى الآن حدوث أي عملية برية كبيرة أو واسعة، في وقت سيطرت فيه دبّابات إسرائيلية على الطريق الرئيسي الذي يفصل بين النصف الشرقي والغربي لرفح، ما أدّى فعليّاً إلى تطويق كامل للجانب الشرقي للمدينة وسط اشتباكات عنيفة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 4 جنود وإصابة آخرَين بجروح خطرة جرّاء انفجار عبوة في حي الزيتون في مدينة غزة، في حين حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن هجوماً برّياً على رفح سيؤدّي إلى «كارثة إنسانية هائلة لا يُمكن تصوّرها ويوقف جهودنا لدعم الناس مع اقتراب المجاعة». بدوره، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك «كلّ أطراف» النزاع إلى عدم مهاجمة المعابر القليلة المفتوحة أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
في الأثناء، أعلنت إسرائيل تسليم 200 ألف ليتر من الوقود عبر معبر كرم أبو سالم إلى القطاع، بعدما اعتبرت الأمم المتحدة أن نقص المخزون يُعرقل عمليات الإغاثة، فيما يفرّ نحو 30 ألف شخص «كلّ يوم» من رفح، وقد نزح حتّى الآن أكثر من 110 آلاف فلسطيني من المدينة إلى أماكن أخرى في القطاع، وفق الأمم المتحدة.
في الغضون، طلبت جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية فرض إجراءات طارئة جديدة على إسرائيل بسبب الوضع في رفح. وهي المرّة الثالثة التي تطلب فيها بريتوريا اتخاذ تدابير إضافية من أعلى محكمة في الأمم المتحدة، بينما دانت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا والإمارات «الهجمات» ضدّ وكالة «الأونروا» في القدس الشرقية، داعيةً إسرائيل إلى ضمان حماية الوكالة الأممية بعدما حاول متظاهرون إسرائيليون إحراق مكاتبها الخميس.
وفي الولايات المتحدة، اقتحمت الشرطة قبيل فجر الجمعة مخيّمَي اعتصام لطلّاب متضامنين مع الفلسطينيين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «أم آي تي» بالقرب من بوسطن، وفي جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا، وأخلتهما. أمّا في مقاطعة ألبرتا في كندا، فتواجهت شرطة مكافحة الشغب مع نحو 150 طالباً في جامعة كالغاري.
نداء الوطن / وكالات
-------------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / دعم أممي قوي لفلسطين... ومفاوضات الهدنة إلى المربّع الأوّل؟ نزوح كثيف من رفح وتحذير من كارثة إنسانية