طفل فلسطيني جريح في غزة إسرائيل تواصل استعدادها للردّ الإيراني - غواصة حربية (عن الأخبار - ا ف ب) جريدة صيدونيانيوز.نت
جريدة صيدونيانيوز.نت / الأخبار : زحمة مبعوثين أميركيين في المنطقة: قوى المقـ اومة لا تنتظر خيراً ؟ | إسرائيل تستثمر فترة الانتظار: رهانٌ على انكفاء جبهات الإسناد؟
Sidonianews.net
-------------
الأخبار
منذ تنفيذ الاغتيالين الأخيرين في طهران وبيروت، قبل نحو أسبوعين، والوعد بالردّ عليهما، تعيش إسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة وحلفاؤهما في الشرق والغرب، حالةً من «اللايقين» والضبابية الشديدة، حتى بات المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون معنيّين يومياً بأن يخبروا الجمهور، وخاصة الإسرائيلي، أن «الردّ» لن يكون هذه الليلة، فلا بأس بالنوم! يوم أمس، انضمّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى جموع «القلقين»، فعبّر عن قلقه بشأن الوضع في الشرق الأوسط واحتمال مهاجمة إيران إسرائيل. وأشار إلى أن «الولايات المتحدة لا تزال تراقب نوايا إيران». وعندما سُئل عمّا إذا كان يتوقّع ألا تهاجم إيران الكيان إذا تمّ التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أجاب بايدن: «هذا هو توقّعي».وبينما يُنتظر وصول مبعوثَي إدارة بايدن؛ منسّق شؤون الأمن القومي بريت مكغورك، والمبعوث الرئاسي الخاص عاموس هوكشتين، إلى المنطقة، اليوم، لعقد محادثات على طريق «خفض التصعيد» وإعادة تفعيل المفاوضات بين العدو والمقاومة الفلسطينية، جرى تأجيل زيارة كانت منتظرة لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى المنطقة، «بسبب عدم اليقين بشأن اقتراب شنّ هجوم إيراني»، بحسب ما نقل موقع «واللا» العبري عن مصدرين مطّلعين، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن التأجيل سببه عدم وضوح ما ستكون عليه نتيجة جولة التفاوض، والتي سيضع بلينكن على أساسها جدول أعماله في المنطقة. وبخصوص المفاوضات المنتظرة غداً، قالت الخارجية الأميركية، أمس، إن «شركاءنا القطريين أكّدوا أنهم سيعملون على أن تكون حماس ممثّلة في محادثات هذا الأسبوع»، فيما لم يصدر عن الحركة إعلان رسمي بهذا الخصوص بعد.
تدفع الولايات المتحدة بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة وإلى إسرائيل
وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن أطراف «محور المقاومة» لا ينظرون بجدّية إلى الحديث الأميركي عن «حتمية» نجاح هذه الجولة من المفاوضات، ويشكّكون في الإرادة الأميركية الجدّية لتحقيق ذلك أصلاً، فيما ترى جهات دبلوماسية أخرى في المنطقة، أن «ما تقوم به الولايات المتحدة، ليس سوى محاولة لاحتواء ردّي إيران وحزب الله، وكسب مزيد من الوقت لتقديم أفضل دعم ممكن لإسرائيل، في حال وقوع الهجمات». وكانت الخارجية الأميركية توقّعت أن «تمضي المحادثات المقرّرة هذا الأسبوع بشأن غزة قدماً»، معتبرة أن «الأوان قد حان لاستعادة الرهائن وزيادة المساعدات لغزة، لذلك من المهم مشاركة حماس في المحادثات». وحول الردّ الإيراني المحتمل، رأت الخارجية أنه «لا أحد سيستفيد من أي انتقام إيراني. ومنخرطون بدبلوماسية مكثّفة لإيصال هذه الرسالة إلى المنطقة»، مؤكّدة عدم تردّد الولايات المتحدة «في الدفاع عن إسرائيل وحماية قواتنا ضد أي هجمات من إيران ووكلائها».
وفي موازاة ما تسمّيها واشنطن «جهوداً دبلوماسية»، تدفع الولايات المتحدة بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، كما تفتح أبواب الدعم العسكري والتسليحي لإسرائيل، رغم التصريحات والإعلانات عن عكس ذلك. ويوم أمس، أفاد «البنتاغون» بأن «أميركا سترسل الغواصة «يو إس إس جورجيا» إلى المنطقة المركزية لمساعدة إسرائيل»، مشيراً إلى أن «(وزير الدفاع الأميركي لويد) أوستن ناقش مع غالانت التهديدات الإيرانية وجهود الحدّ من توسيع الصراع»، لكن في الوقت عينه «نواصل إرسال قدرات إضافية إلى المنطقة لندافع عن قوّاتنا ولندعم الدفاع عن إسرائيل». وفي سياق متصل، وافقت الولايات المتحدة على صفقة معدّات عسكرية لصالح الكيان، بقيمة تزيد على 20 مليار دولار، وتضمّ طائرات حربية من طرازي «F-15IA وF-15I»، وصواريخ جو - جو متقدّمة متوسطة المدى، وقذائف دبّابات عيار 120 ملم، ومركبات عسكرية تكتيكيّة معدّلة.
------------
إسرائيل تستثمر فترة الانتظار: رهانٌ على انكفاء «جبهات الإسناد»
الأخبار - يحيى دبوق
تستعد إسرائيل لتلقّي الردود على اعتداءاتها، من إيران ولبنان، عبر اتجاهَي عمل واضحين: الأول هو استيعاب الضربات ومنع إيقاعها الأذى عبر الاستعدادات والجاهزية الدفاعية التي وصلت في اليومين الماضيين إلى حدود وسقوف غير مسبوقة، مع مساندة واضحة وفاعلة تراهن عليها تل أبيب من الشريك الأميركي وأنظمة عربية شريكة وتابعة في المنطقة؛ والثاني هو الاستعداد لتنفيذ ردّ على الردّ، سيتحدّد في حينه وفقاً لمعطياته ومقدماته من دون أيّ علاقة بقرارات متبلورة مسبقاً، وإن كانت إسرائيل تقول إن ردّها سيتحدّد وفق مستوى فعل محور المقاومة وتأثيراته، في محاولة من الآن للتأثير المسبق في ذلك الفعل.وفي مرحلة الانتظار، تكثر المواقف والتصريحات الصادرة من تل أبيب وواشنطن، وبالتبعية في الإقليم، عن مواقيت الردّين، من إيران ولبنان، ومحاولة تحديد نطاقهما وحجمهما ومستويات إضرارهما، وكذلك نطاق الردود الإسرائيلية وحجمها ومستوياتها، مع الترويج لتقديرات وتحليلات إسرائيلية، تصدر عن جهات رسمية - ومنها تقديرات استخبارية - موجّهة للتأثير في قرارات الطرف المقابل، وإن كانت في معظمها دالّة على وجود ضبابية في الموقف وعجز عن تحديد ما سيلي، وخصوصاً مع تعدّد هذه التقديرات وتبدّلها، يوماً بعد يوم.
في هذا الوقت، تواصل الولايات المتحدة إسنادها للكيان الإسرائيلي عبر مستويات ثلاثة. الأول في مرحلة انتظار الردود، وهو محاولة التأثير في قرارات إيران و«حزب الله»، عبر دفعهما إلى التخفيف من حجم ردودهما التي باتت مرجّحة لديها إلى حدّ القطع بها. والثاني، العمل ميدانياً لرفع الاستعداد الدفاعي للتصدي للهجمات، بشكل أكبر بكثير مما كانت عليه الاستعدادات في نيسان الماضي، لدى تلقّي إسرائيل الرد على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق. أما المستوى الثالث، فهو العمل على إعادة إحياء المسار التفاوضي الذي يراد له أن يكون جزءاً لا يتجزأ من الحملة الدفاعية عن إسرائيل، مع محاولة تصوير تلك الردود على أنها نقيضة للمفاوضات وإمكان تحقيق صفقة تبادل أسرى، ما يرفع سقف الرهان على إمكان التأثير في قرارات محور المقاومة.
إلا أن الأهم هو الجهود التي تبذلها واشنطن لمرحلة ما بعد الرد الإيراني، الذي قد يدفع في حال إيقاعه أذى فعلياً نحو ردّ إسرائيلي مقابل، من شأنه أن يدفع كذلك إيران إلى ردّ على الردّ، متناسب مع حجمه، في ما يعني التدحرج نحو سلسلة ضربات يتصاعد حجمها مع تبادلها، وقد يدفع أميركا إلى خيارات ربما لا تكون في مصلحتها في هذه المرحلة. وعليه، فإن الجهود المبذولة حالياً، سواء في إسرائيل، أو في الإقليم، بما يشمل الوجود العسكري الأميركي، تهدف إلى الحد من فاعلية الضربات واستيعابها، على أن يصار إلى تقدير الفعل المقابل الذي لن يكون بالضرورة ما يوعَد ويهدَّد به في مرحلة انتظار الردود. إذ إن التهديدات الحالية غرضها التأثير المسبق في قرارات محور المقاومة، والفروق بين الأمرين كبيرة جداً، ومن الضروري أن تكون حاضرة لدى أيّ تحليل أو تقدير.
على أي حال، يبدو الانتظار سيد الموقف، سواء لدى إسرائيل التي تنتظر الردّ لتقرر ما سيلي من أفعالها، أو لدى إيران و«حزب الله» اللذين ينتظران الوقت المناسب للردّ بعد استنفاد الغرض من جعل إسرائيل تترقبه. ومن هنا، فإن المرحلة الحالية مفصل رئيسيّ في تحديد ما سيلي، وليست جولة تصعيد شبيهة بما كان يجري في الأشهر الأخيرة من عمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وفي خلال هذه المرحلة، تبدو الطريق إلى حرب إقليمية معبّدة، أو في الحد الأدنى لا ينقصها الكثير من المقدّمات، على رغم أن أيّاً من أطرافها لا يريدها، في حين أن حرب الاستنزاف تتواصل في مواجهة إسرائيل، على جبهات ست تُضاف إلى غزة، وهي لبنان وإيران وسوريا واليمن والعراق والضفة الغربية، وهي باتت ساحات مرتبطة بعضها بالبعض الآخر، ولا يمكن فصلها وتهدئتها والتسوية في أي منها بعيداً عن الساحة الرئيسيّة التي تجمع الساحات وتحدّد جزءاً رئيسيّاً من أولويّاتها وأهدافها، وهي غزة.
ثمّة ضبابيّة في الموقف الأميركي وعجز عن تحديد ما سيلي الردّ الإيراني
على أن التصعيد الحالي، وما يمكن أن يصل إليه من نتائج، يشكل موضع رهان لدى إسرائيل لم يكن مخططاً له ابتداءّ، وهو إمكان فصل ساحات المساندة عبر التصعيد في كل منها على حدة، على أن يجري لاحقاً التركيز على غزة، بما يمتد زمناً كافياً لتحقيق الأهداف الإسرائيلية في القطاع، وربما في اتجاه إنهاء هذا التهديد عبر إجراءات متطرفة جداً، الأمر الذي لا يمكن فعله مع بقاء جبهات الإسناد مفعّلة في وجه إسرائيل.
والحديث المفرط وغير العقلاني عن استبعاد الحرب الإقليمية، يغري إسرائيل ويفرملها في الوقت نفسه: فهي تأمل أن يغيّر اقتراب الحرب أولويات جبهات الإسناد ويدفعها إلى الانكفاء، لكن في الوقت نفسه، فإن هذا الخطر قد يكبح مواصلتها التصعيد، لأنها هي أيضاً تخشى الحرب الشاملة، ومعنيّة بأن تتجنّب مقدّماتها.
بتعبير آخر، فإن إسرائيل غارقة الآن في حرب استنزاف على جبهات متعددة، من شأنها أن تنفلش في كل ساحة على حدة، أو دفعة واحدة، وتمتد إلى مواجهة شاملة، وهذا ما تهدّد به تل أبيب وتأمل من خلاله أن توقف عملية استنزافها، إلا أنها في الوقت نفسه تخشى فرضية كهذه وهي غير معنيّة بتحقّقها.
---------
جريدة صيدونيانيوز.نت
الأخبار : زحمة مبعوثين أميركيين في المنطقة: قوى المقـ اومة لا تنتظر خيراً ؟ | إسرائيل تستثمر فترة الانتظار: رهانٌ على انكفاء جبهات الإسناد؟