السيدة بهية الحريري تقدم الدرع التكريمي للسيدة نيكول صاصي عقيلة الطبيب الراحل البروفسور روبير صاصي بحضور رئيس البلدية د. حازم بديع والمحامي ميشال طعمة(جريدة صيدونيانيوز.نت )
جريدة صيدونيانيوز.نت / بالفيديو وبالصور: صيدا تكرّم طبيبها الراحل روبير صاصي بحفل أقامته البلدية ومؤسسة الحريري تقديراً لرسالته الإنسانية وعطاءاته في الحقلين الصحي والإستشفائي
Sidonianews.net
--------
الفيديو من إعداد اللجنة المنظمة للحفل
غسان الزعتري
تحول القصر البلدي في مدينة صيدا إلى واحة تكريم وتقدير من عاصمة الجنوب ، في حفل أقامته بلدية صيدا ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة لأحد أبنائها الطبيب الراحل البروفسور روبير صاصي في ذكرى رحيله تحت عنوان "صيدا تكرّم طبيبها"، تقديراً لرسالة الراحل الإنسانية وعطاءاته في الحقلين الصحي والإستشفائي، وتحدث في الحفل وزير الصحة فراس الأبيض ونقيب الأطباء يوسف بخاش ورئيسة المؤسسة السيدة بهية الحريري ورئيس البلدية د.حازم بديع ممثلاً بنائبه د.عبد الله كنعان، وعائلة المكرم.
وحضر الحفل الذي أقيم في قاعة مصباح البزري في القصر البلدي للمدينة: الرئيس فؤاد السنيورة وزير الصحة فراس الأبيض ، والنواب " أسامة سعد، عبد الرحمن البزري، علي عسيران، ميشال موسى، غادة أيوب، شربل مسعد وسعيد الأسمر وبلال عبد الله ( رئيس لجنة الصحة النيابية )، النائب السابق سليم خوري، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان ، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد ، متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري ، راعي الكنيسة الإنجيلية في الجنوب القسيس مخايل سبيت ، رئيس بلدية صيدا د. حازم خضر بديع ونائبه د. عبدالله كنعان، نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية بسام حمود ، منسق عام تيار المستقبل في صيدا والجنوب مازن حشيشو. كما حضر: المونسنيور الياس الأسمر، الأرشمندريت جهاد فرنسيس ، رئيس دار العناية مطانيوس حداد، رئيس اتحاد بلديات صيدا – الزهراني بالإنابة جورج سعد ، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف ، رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الجنوبي عبد اللطيف الترياقي، ومديرة عام مؤسسة عودة السيدة كرستيان عوده ومديرة متحف الصابون السيدة دانا مزهر موسى، رئيس جمعية جامع البحر الشيخ حسن صفدية، السيدة نجلاء سعد، السفير عبد المولى الصلح، رئيس جمعية المقاصد محمد فايز البزري، رئيسة جمعية المواساة رلى الشماع الأنصاري، رئيسة جمعية أهلنا سحر جلال الدين، وعدد من أعضاء مجلس بلدية صيدا: إبراهيم البساط وميشال طعمه محمود شريتح ومصطفى حجازي ووفاء شعيب ، وعدد من مخاتير صيدا، ورؤساء وممثلو هيئات طبية وصحية واستشفائية وبلدية وتربوية وأهلية واجتماعية، وعائلة الراحل صاصي تتقدمهم " عقيلته السيدة نيكول وشقيقاه جان كلود وأنطوان وعقيلته نيكول وسائر أفراد العائلة ".
طعمة
استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني وعرض فيلم توثيقي عن المسيرة الإنسانية والمهنية للراحل روبير صاصي . وفي تقديمه للحفل، قال عضو المجلس البلدي لمدينة صيدا ميشال طعمة ان "الراحل روبير صاصي رحمه الله يتحدر من عائلة صيداوية عريقة ، لم تبخُل قط في إظهار عشقها لمدينة صيدا وتراثها ، مع العمل الجاد والدؤوب على المساهمة في إبراز كنوزها الفريدة ، وبذل الغالي والنفيس في خدمتها. كان رحمة الله عليه يجد على الدوام الوقت للعودة ، ببهجة المشتاق ، وحبور الفخور ، الى الينبوع الذي نهل منه آباؤه وأجداده ، ينبوع مدينته وعائلته وأشقائه، الى المنزل العائلي والخان التراثي ..جمع في شخصيته مساحات متعددة وواسعة، أكان على الصعيد الطبي أم الإنساني أم الثقافي والرياضي ، ولهذا فهو كُرم في لبنان والعالم ،قبل وفاته وبعدها، غير أن التكريم الأقرب الى الجذور يبقى تكريم مدينته . بذل حياته في رعاية الأطفال والعناية بهم ، وكان هاجسه الدائم مساعدة المعوزين منهم.. كان الأب والأخ والرفيق لكل طفل مريض ، يسهر على كل واحد منهم كما لو كان فلذة كبده، دون حساب لأي وقت أو جهد أو مادة، حتى سمي أبو الفقراء ، واضعاً نصب عينيه رسالته الإنسانية وقسمه المهني .ولدى ذكر إسم الدكتور روبير صاصي يتبادر الى ذهن كلّ منا دوره الريادي في إعادة تشغيل مسشتفى الكرنتينا الحكومي بعد الإنفجار الكارثي الذي عصف ببيروت ، فأمن له التمويل اللازم بإندفاع وصبر لا مثيل لهما وقاد أوسع مهمة لصالح الأولاد المعوزين وواكب النظام الصحي الحكومي في لبنان أجدر مواكبة . روبير صاصي ، زوج مثالي ، ووالد محب وصديق وفي وطبيب إنساني بارع ، عمل بشغف والدي في خدمة أطفال الآخرين ، فترك فراغاً كبيراً في قلوب ونفوس كل من عرفهم غير أن الوقع الأكبر أصاب وجدان وكيان عائلته التي غادرها بشكل مأساوي ومفاجىء فكانت الصدمة الصاعقة والفراق الصعب".
كنعان يلقي كلمة البلدية
ملقياً كلمة رئيس بلدية صيدا حازم بديع قال نائب الرئيس عبد الله كنعان: أن تعشق صيدا فهذا أمر طبيعي بمدينة عاشقة للبحر والهواء ومعه رائحة زهر الليمون التي يفوح عطرها ربيعا عند ولوجك للمدينة . صيدا عاشقة الحرية وقد أغلقت على نفسها واحترق كل من فيها كي لا تذل وتستسلم أيام ارتحششتا . فكيف لا تعشق صيدا الصحة والجسم السليم والطب والطبابة . فمنذ ستة آلاف عام كان اشمون وهو اله الشفاء عند الفينيقيين ، من آلهة الطبيعة والحياة النباتية الربيعية.. وقد عُثر على مقربة من معبد أشمون على ورقة من الذهب نقشت عليها صورة أشمون وهو يمسك بيده عصا يلتف حولها ثعبان . لذلك يتم اليوم استعمال صورة الثعبان الملتف حول العصا كرمز للطب ...
وأشار كنعان الى أنه في العام 1874 كانت توجد في صيدا "الخاستاخانة" أو المستشفى ، والجرايحية أي اختصاص الجراحة، وكان للبلدية سهم وافر في تلبية الخدمات الصحية اذ كان طبيب البلدية يعاين المرضى ويعلن عن تفشي الأوبئة . وكانت "فرمشية " البلدية توزع الأدوية مجاناً بناء على "روشتة" طبيب . ثم فيما بعد أنشئت "الكرنتينا" عام 1910 في حي الشارع في صيدا . وتطرق كنعان الى مسار تطور القطاع الإستشفائي في صيدا بعد الإستقلال وما كان للقيمين على المدينة من رؤساء حكومات ووزراء ونواب ورؤساء بلديات من الفضل والباع الطويل في دعم وتشجيع المؤسسات الإستشفائية الحكومية والخاصة، حيث وصل مستوى الطبابة والاستشفاء في المدينة يضاهي مستوى القديم والعريق والمدعوم من مؤسسات ودول متعددة في العاصمة بيروت.
وعن تاريخ عائلة صاصي التي يُكرّم ابنها اليوم فأشار الى أنها من الأسر المسيحية تركية الأصل والبعض يقول انها من أصول دمشقية، وأشهر من برز فيها قديماً أنطوان صاصي (مدير شعبة البنك الزراعي في صيدا) وسليم بك صاصي (عضو لجنة الري لقضاء صيدا) والدكتور أنور صاصي، والمونولوجيست سامي صاصي المعروف بسامي الصيداوي. تفرعت هذه الأسرة من ثلاثة اخوة جاء والدهم من الشام وهو يوسف ونقولا ومخايل، وأول ما سكنوا سكنوا في منزل اصبح اليوم أثرياً في شارع حي مار نقولا وكانوا تجاراً ، ثم أصبحوا من كبار الملاكين في ذلك الوقت.. بقي قسم قليل منهم في صيدا اما باقي العائلة فتوجهت الى بيروت ومنهم اهل الدكتور روبير صاصي الذي نحتفل اليوم بتكريمه والذي سنظل نذكره ونذكر دائماً اعماله الطيبة وستظل بلدية صيدا داعمة للمؤسسات الطبية والأطباء لأن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرف قيمته الا المرضى .
الحريري
وفي كلمتها قالت بهية الحريري: الدكتور روبير صاصي الصيداوي المحب والأصيل، الذي كثيراً ما اجتمعنا حول نجاحاته وسيرته الطيبة وإخلاصه لمهنته ورسالتها السامية.. وكم تحدثنا معه وعنه ، عن حبه للأطفال والعناية بسلامتهم وزرع روح الأمل في نفوسهم ومتابعتهم بكلّ جدية ومهنية.. كان طبيب كلّ الأطفال.. ومتابعاً لكلّ تطوّرات العلم والتّقنيات.. كان حاضراً في المناسبات الصيداوية والجوار.. كان شديد الإعتزاز بإنتمائه إلى هذه العائلة الكبيرة.. وكان على استعداد تام للاستجابة إلى كلّ الإتصالات والطلبات.. ولم يتأخر يوماً عن تقديم المساعدات في الكثير من الحالات بصمت وكبرياء.. وبادر إلى الإنضمام إلى تأسيس جمعية "أسامي برث أند بيوند" .. والإنضمام إلى تاريخ المجتمع المدني اللبناني العريق.. والذي كان على الدوام إحدى أهم ميزات الشعب اللبناني.. الذي بادر إلى تأسيس الجمعيات الأهلية.. واحتواء كافة القطاعات التّعليمية.. والصّحية.. والإجتماعية.. والخيرية.
وأضافت : الدكتور روبير صاصي صاحب بصمات مميزة في مجال الخدمات الإنسانية تضاف إلى قصص نجاحه وتقدمه بالعلم والعمل والانتماء الوطني.. والدكتور روبير يجمعنا اليوم في صيدا الحبيبة التي لطالما اجتمعت حول نجاحات بناتها وأبنائها هذه المدينة الطيبة والحاضنة.. والحاضرة دوماً للتضامن والتكافل مع أهلنا في الجنوب والجوار.. وإنّنا اليوم نلتقي لنقدم شهادتنا واعتزازنا وحزننا على غياب الدكتور روبير صاصي.. رحمه الله.. وإنّنا نتوجّه لعائلته بخالص العزاء.. سيبقى ذكره الطيب حاضراً في الذاكرة والوجدان.. على أمل أن يتجسد حلمه الدائم بتجاوز وطنه الحبيب لبنان تحدياته وأزماته.. ونأمل أن يتحقق حلمه بعودة كلّ الطاقات العلمية.. وكلّ الأطباء إلى لبنان.. وإنّنا نتوقف بكلّ إجلال وإحترام أمام إرادته الوطنية.. وحرصه على عدم ترك لبنان..
وتابعت الحريري : لا نستطيع ونحن نلتقي في رحاب تكريم ذكرى الراحل روبير صاصي.. إلا أن نذكر بالخير والحبّ والتّقدير شقيقه الصّديق أندريه صاصي.. الذي رحل بعد غياب روبير بأشهر قليلة.. وهو في عز عطائه.. والذي سطّر حبّه لصيدا.. وتعمقه بتاريخها.. وشغفه بتراثها.. في كتب ومؤلفات وندوات وأبحاث.. حاملاً لواء الحفاظ على مخزونها الإنساني والحضاري.. ومساهماً في مدّ الجسور بين ذاكرتها وحاضرها ومستقبلها..رحم الله الدكتور روبير صاصي.. والدكتور أندريه.. ولكم من بعدهما طول البقاء.. ووفّق الله العائلة الكريمة لمتابعة مسيرتهما لأجل الوطن والإنسان ..
النقيب بخاش
من جهته ، اعتبر النقيب يوسف بخاش أن المسيرة المهنية للراحل روبير صاصي تتلخص بقسم ابقراط " الذي يعود الى القرن الرابع قبل الميلاد . وقال : تخصص الراحل روبير بمجال طب الأطفال، وأول مرحلة من مسيرته المهنية التي كانت تقريبا 43 سنة كرسها للمستشفيات الجمعية وخاصة مستشفى القديس جاورجيوس ، وترك بصماته أولاً بالمجال العلمي فكتب العديد من المقالات والابتكارات وكان عضواً بعدد كبير من الجمعيات العلمية ، المحلية والإقليمية والعالمية ، ورئيس الجمعية اللبنانية لطب الأطفال وأسس الجمعية اللبنانية لطب حديثي الولادة والأطفال الخدج . وترك بصماته الاجتماعية في مساعدة المرضى غير القادرين على تأمين كلفة العلاج . وبعد هذه المسيرة ، بدل أن يتقاعد ويرتاح ، قرر أن يفتح صفحة جديدة من حياته ، وربما صفحة أصعب ، توجه الى مستشفى حكومي " الكرنتينا " ووظف كل طاقاته وكل معارفه وجلب الأموال ليؤسس سنة 2016 قسم الأطفال ، وتمكن أن يقدم سنوياً الاستشفاء على الأقل لألف طفل والرعاية الأولية والخدمات والمعاينة لما لا يقل عن 25 الف مريض في السنة . ولكن مع الأسف يد الغدر ضربت لبنان وجاء انفجار المرفأ الذي هدم كل شيء كان بناه الدكتور صاصي . ولكنه لم ييأس ، بل شمّر عن زنوده ورجع من أول وجديد سخر كل أصدقائه ، وهذه المرة لم ينشىء قسماً بل بنى فعلاً مستشفى للأطفال يقدم الجراحة والطب وفيه مركز طوارئ للأطفال .
وأضاف:" اليوم الدكتور صاصي علمنا أمراً، لأنه كان يشتغل بصمت ، تعلم لغة حديثي الولادة الذين لا يعرفون ان يحكوا ويعبروا عن وجعهم بالكلام ولكن يعبرون بالإحساس بالحب . كان يحكي بمحبة مع الآخرين .أتوجه الى عائلة الدكتور صاصي وعائلته الكبيرة، أقول لهم ان الدكتور صاصي لم يمت بل غادرنا فقط ، لأن نهجه اليوم تحول الى درس ، انا وغيري ندرسه اليوم على منابر النقابة كل أسبوع كلما كان لدينا انتساب لطلاب كليات الطب الى النقابة، عليهم أن يقسموا قسم ابقراط وهذا الدرس أعطيه لأنه فعلاً عبر هذه المسيرة المهنية نستطيع فعلاً أن نشرح لهم ونعلمهم ما هو الجزء الإنساني من هذه المهنة وكيف مهنة الطب هي رسالة . واليوم الدكتور صاصي حي في قلوبنا وبقلب كل طفل أنقذه واعطاه الحياة، رحمه الله .
الوزير الأبيض
ورأى وزير الصحة فراس الأبيض ان "أشرف ما يمكن ان يتشرف به أي كان هو ان يخدم الناس وأن يكون له دور في الشأن العام" وربما حلم أي طبيب ان يكون لديه نفس المسيرة العلمية والمهنية للدكتور صاصي رحمه الله". وقال: الدكتور صاصي اختار ان يكون جندياً في نفع الناس ، وكانت مسيرته في مستشفى الكرنتينا الحكومي حيث بالفعل كان له دور أساسي جداً في تأسيس قسم العناية بالخدج والذي أصبح ملجأً لكثير من الأطفال وخاصة من الشرائح الأكثر حاجة في مجتمعنا أو كذلك في مجتمع النازحين الى لبنان. وكنا في مستشفى الحريري حينها مع مستشفى الكرنتينا نستقبل الأطفال الخدج من كل لبنان حتى نقدم العناية دون أي تكلفة على المريض . وللأسف الشديد بعد انفجار المرفأ وتضرر المستشفى بشكل كبير كان له دور أساسي جداً في إعادة التمويل الذي كان مهماً في إعادة بناء المستشفى . وأنا سعيد جداً بأن مستشفى جديداً في الكرنتينا يتم بناؤه وبدأت مرحلة الإعمار وبرأيي انه كان للدكتور صاصي دور كبير سيؤدي الى ان يكون مستشفى الكرنتينا مرجعا لطب الأطفال والولادة في لبنان .
وأضاف : كان لي الشرف أن نعمل سوياً في موضوع له علاقة بالمستشفيات الحكومية، لأن تاريخنا في لبنان هو تاريخ المؤسسات الاستشفائية الخاصة، ربما حتى سنة الفين كان 90% اذا لم يكن اكثر من الطب في لبنان هو طب خاص وكان هناك مستشفى الكرنيتينا ولكن بشكل أساسي كان مستشفى للحجر اكثر مما كان لتقديم الخدمات . ولكن ومع الدور الأساسي الذي قام به حينها الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله كان هناك منحى لتعزيز دور المستشفى الحكومي على صعيد كل لبنان . لكن للأسف وان كان هناك كثير من المستشفيات الحكومية كبناء ولكن كان دائما ينقص هذه المستشفيات التميّز، ولذلك اهم ما قام به الدكتور صاصي انه أتى بكل علمه وخبرته ووضعها في المستشفى الحكومي حتى يؤكد انه يحق كذلك لأبناء الطبقات الفقيرة او المعوزة ان تصل الى نفس نوعية الخدمات التي يستطيع ان يصل اليها أبناء الطبقات الغنية ، وهذا الايمان بدور المستشفى الحكومي هو الذي ساعد كذلك مستشفيات حكومية أخرى أن كذلك تكون بجانب الفقير وليس فقط من ناحخية الكلفة ولكن كذلك من ناحية الجودة . وانا الآن تعلمت أمراً جديداً عن الدكتور صاصي وهو امر أسعدني وهو انه درس في مستشفى Necker التي تعتبر من اهم مراكز طب الأطفال في فرنسا والسبب اننا الآن في وزارة الصحة بصدد انشاء توأمة بين هذه المستشفى وقسم طب الأطفال في مستشفى الكرنتينا .عندما قمنا بهذا الموضوع لم اكن أعرف الصلة بالدكتور صاصي واتصور لو كان موجوداً بيننا اليوم لكان هذا الموضوع اسعده كثيراً.
وتابع الوزير الأبيض: سأختم بموضوع أخير وهو انها المرة الثالثة التي اشارك في هذه القاعة بتكريم أطباء من صيدا، وكنا قبل في تكريم أطباء مثل الدكتور غسان حمود والدكتور وهبي شعيب والدكتور وليد قصب وغيرهم، ونحن اليوم نكرم الدكتور صاصي . وأقول انني خلال السنوات الثلاث التي كنت فيها وزيراً ، هذه واحدة من الأمور التي لفتتني في هذه المدينة الحرص على تكريم كبارنا وحفظ الأعمال التي قاموا بها وهذا أمر مهم جدا، لأننا اذا لم نحفظ لهم حقهم وجميلهم ، كيف نتوقع من الجيل الجديد أن يسير على نفس الخطى . لذلك أحب ان اشكر اهل صيدا ومؤسسة الحريري على هذه اللفتة المهمة جداً ، وان شاء الله كما استطاع الدكتور صاصي ان يوصل بجهده مستشفى مثل الكرنتينا الى المكانة التي وصل اليها ، نسأل الله كذلك أن توصلنا هذه الجهود التي يبذلها لبنانيون حالياً لنعيد بناء لبنان ونأمن مستقبلاً افضل لأطفالنا . رحم الله الدكتور صاصي .
كلمة عائلة المكرّم
وبإسم عائلة الراحل روبير صاصي شكرت عقيلته السيدة نيكول صيدا على هذا التكريم وقالت : لا اعرف ماذا يمكن أن أزيد على ما تفضلتم به بالحديث عن روبير ، فقط سأركز على أمر واحد وهو حبه لصيدا التي كان يحبها كثيراً وكان دائما يقول لي "سنقضي باقي أيامنا في مدينة صيدا" . لو استطاع أن يطبّب هنا لم يكن ليتأخر، لكن الظروف التي حلت بالبلد لم تتح له هذه الامكانية . كان على موعد مع مشروع في الجنوب، حيث طُلب منه ان ينشىء مستشفى في الجنوب مثل الكرنتينا وذهب وزار المستشفى وعاد سعيداً أنه سيتمكن من أن يؤدي رسالته الإنسانية في صيدا والجنوب، لكنه لم يستطع تحقيق حلمه ، رحمه الله .
وتوجهت السيدة صاصي بالشكر لـ"صيدا على هذه المبادرة في هذه المدينة الجميلة العريقة ، ولمؤسسة الحريري برئاسة السيدة بهية الحريري وللوزير فراس الأبيض والبلدية بشخص رئيسها الدكتور حازم والخطباء والحضور من رؤساء ووزارء ونواب وفاعليات.. وختمت " ان شاء الله نكمل مسيرة روبير مع جمعية "اسامي بيرث اند بيوند" ونمدها من الكرنتينا – بيروت الى صيدا ولأبعد من ذلك وشكرا لكم ".
وفي الختام ، سلمت الحريري بمشاركة بديع عقيلة الراحل صاصي درعاً تكريمية بإسم بلدية صيدا ومؤسسة الحريري .
----------
بالصور: صيدا تكرّم طبيبها الراحل روبير صاصي بحفل أقامته البلدية ومؤسسة الحريري تقديراً لرسالته الإنسانية وعطاءاته في الحقلين الصحي والإستشفائي