
جريدة صيدونيانيوز.نت / النهار: عون إلى الرياض والقاهرة : أول تحرك للعهد نحو تثبيت الحضور الخارجي؟ | سلام بعد جولته: نقول للجنوبيين إن دولتهم معهم؟ | نداء جنبلاط؟ | الراعي وعودة؟
Sidonianews.net
------------
النهار
يفتتح رئيس الجمهورية جوزف عون اليوم تحركه الخارجي الأول بزيارة المملكة العربية السعودية بما تشكله هذه الزيارة من دلالات كبيرة وبارزة حيال تصويب العلاقات المعروفة تاريخياً بكونها الأوثق والأعمق بين لبنان والمملكة بما يفسر الاهمية الكبيرة التي تعلّقها الأوساط الرسمية والسياسية على استعادة دفء وعمق ووثوق هذه العلاقات. ويبدو واضحاً أن زيارة الرئيس عون للسعودية اليوم، وعشية انعقاد القمة العربية الاستثنائية في القاهرة غداً التي سيتوجه إليها من الرياض، تعكس إلى حدود بعيدة المنحى التغييري الذي بدأ يشهده لبنان بعد انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة الجديدة لجهة اعتماد خط انفتاحي واسع في إعادة الاعتبار اللازمة إلى علاقات لبنان العربية الحيوية مع الدول المؤثرة خليجياً وعربياً ودولياً والتي تاتي السعودية في مقدمها، إن لجهة التعويل على دعمها الثابت للبنان كما لجهة التنسيق مع مصر والقادة العرب في القضايا العربية الكبيرة. ولذا ستتّسم زيارة رئيس الجمهورية اليوم للرياض لا سيما لجهة اجتماعه المرتقب مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأهمية مزدوجة أولاً لجهة رسم آفاق تجديد وتقوية العلاقات بين البلدين على قواعد باتت معروفة من حيث دعم السعودية لعملية الإصلاح الداخلي في لبنان كما على أساس التزام لبنان بكل الوسائل المتاحة تنفيذ تعهداته السيادية، وثانياً لجهة التنسيق الدقيق في ما يتعلق بالمسائل الحساسة المطروحة على القمة العربية غداً والتي سيكون فيها كلمة للرئيس عون ستتضمن مواقف بارزة، إن لجهة ملف غزة وفلسطين، وأو لجهة لبنان والانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار والقرار 1701. وسيجري الرئيس اللبناني محادثاته في السعودية بعد ظهر اليوم ومساءً ثم ينتقل غداً إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية حيث ستكون له لقاءات على هامشها مع عدد من القادة العرب ومن بينهم الرئيس الانتقالي في سوريا أحمد الشرع ويعود في اليوم نفسه إلى بيروت. ومن غير المستبعد أن تعقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع ستكون الجلسة الأولى بعد نيل الحكومة الثقة على أن تشرع في ملف التعيينات بدءاً من المناصب الكبيرة كقيادة الجيش وقادة الأجهزة الأمنية وحاكمية مصرف لبنان.
ومع ذلك يشكل واقع الإخلال الإسرائيلي باتفاق وقف النار والمعركة الديبلوماسية التي يخوضها العهد والحكومة لحمل إسرائيل على إنهاء واقع احتلالها لخمس مواقع حدودية، الأولوية الأساسية خصوصاً في ظل تصاعد الأخطار التي ترتبها خطوات احتلالية إضافية لإسرائيل في سوريا بما يثير الخشية اللبنانية من تفلّت الدولة العبرية من أي ضغوط دولية لا سيما منها أميركية لردعها عن السياسات الاحتلالية والتصعيدية.
في هذا السياق أعلن رئيس الحكومة نواف سلام لـ”النهار” تعليقاً على أصداء جولته في الجنوب الأسبوع الماضي أن الخطوة الأولى التي قرر اتخاذها بعد نيل الحكومة الثقة هو أن يتوجه إلى الجنوب مع عدد من الوزراء “للتواصل مع أهلنا لنقول ولنثبت لهم أن الدولة تقف إلى جانبهم وأنها تلتزم إعمار بلداتهم. وأريد أن تصل هذه الرسالة إلى كل من يعنيهم الأمر. وأردنا أن نقول للجيش أيضاً أن أمن الجنوب وسلامته هي من مسؤولياته. ونحييه على عملية الانتشار التي نفذها حيث يقوم بالواجبات المطلوبة منه وسط ظروف صعبة”.
وفي موضوع النقاط الخمس التي تحتلها إسرائيل، قال سلام إنه وصل إلى أقرب نقطة من هذه النقاط في الخيام “لنؤكد أن لا استقرار مستداماً إذا لم تنسحب إسرائيل انسحاباً كاملاً منها أي الى خطوط (اتفاقية) الهدنة عام 1949 المعترف بها دولياً. وأن استمرار وجودها في هذه النقاط وعدم انسحابها هو اعتداء على السيادة اللبنانية والـ1701 زائد تهديدها لتفاهم وقف اطلاق النار”.
نداء جنبلاط
وفي إطار تصاعد الأخطار من الخطوات الإسرائيلية برز تحذير الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لـ”الأحرار الدروز في جبل العرب من المكائد الإسرائيلية في سوريا”، مؤكداً أنّ “إسرائيل تريد استخدام الطوائف لمصلحتها وتفتيت المنطقة”، ومعتبراً أنّ “مشروعها التوراتي لا حدود له وهو مشروع قديم جديد فشل في لبنان سابقًا”، لافتاً إلى أنّه “في سوريا هناك مشروع تخريب للأمن القومي العربي”. وفي مؤتمر صحافي حول الأحداث في جنوب سوريا والتدخل الإسرائيلي وعدم الانسحاب من جنوب لبنان من نقاط عدة، أعاد جنبلاط التأكيد “أننا كنا وسنبقى ضد الصلح مع إسرائيل إلى أن تقوم دولة فلسطينية مستقلة”، وكشف أنه يعتزم زيارة دمشق مجدداً “فالشام هي عاصمة سوريا”، وأوضح أنّه طلب موعداً جديداً للقاء الرئيس الانتقالي لسوريا أحمد الشرع.
وتوجّه إلى دروز سوريا بالقول: “الذين وحدوا سوريا أيام سلطان باشا الأطرش لن يستجيبوا لدعوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإذا كانت قلة قليلة من هنا أو هناك تريد جر سوريا إلى فوضى فلا اعتقد أن الذين وحدوا سوريا سيستجبون لدعوة نتنياهو”.
وتطرق إلى مشروع “إسرائيل التوراتي الذي فشل سابقاً في لبنان”، معتبراً أنّ بقاء القوات الإسرائيلية في لبنان “هو احتلال، ونُعوّل على اتصالات الرئيس جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام مع الدول الكبرى”، مضيفاً أنّ “إسرائيل هي من تُعرقل الـ1701، وسنبقى كما كنّا مع القوى الوطنيّة ضدّ الصلح مع إسرائيل إلى أن تقوم دولة فلسطينية في يوم ما ويأتي الحلّ للاجئين الفلسطينيين”.
وتناول جنبلاط التحضيرات لإحياء الذكرى 48 لاغتيال كمال جنبلاط، وقال: “نريد الـ16 من آذار 2025 ذكرى كبيرة شعبية ولن تكون هناك دعوات رسمية ونريد العلم اللبناني وحده”.
الراعي وعودة
في غضون ذلك برزت مواقف كنسية جديدة من الأوضاع الناشئة في البلد، فلفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى أن “ّالمجتمع اللبنانيّ سر بحصول حكومة الرئيس نوّاف سلام الثقة بخمسة وتسعين صوتًا، وهي صورة ثقة اللبنانيّين والدول، بالإضافة إلى ثقتهم بشخص رئيس الجمهوريّة العماد جوزف عون. وها هما أمام واجب تثمير هذه الثقة بالإصلاحات، وإعادة الإعمار، والنهوض الاقتصاديّ، وترميم المؤسّسات العامّة من الداخل، وقيام الدولة ومؤسّساتها، وإجراء المصالحة بين اللبنانيّين على أساس الإنتماء إلى وطن واحد، والمساواة بينهم جميعًا، بحيث يكون “لبنان وطنًا نهائيًّا لجميع أبنائه” كما تنصّ المادّة الأولى من مقدّمة الدستور، على أن يكون ولاء جميع اللبنانيّين لهذا الوطن الواحد. وبعد ذلك السير نحو إعلان الحياد الإيجابيّ بجميع مفاهيمه. وتجدر الإشارة إلى أنّ الحياد لا يعني الاستقالة من “الجامعة العربيّة”، ومن “منظّمة المؤتمر الإسلاميّ”، ومن “منظّمة الأمم المتّحدة”، بل يعدل دور لبنان ويفعّله في كلّ هذه المؤسّسات وفي سواها، ويجعله شريكًا في إيجاد الحلول عوض أن يبقى ضحيّة الخلافات والصراعات”.
كما أن متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة أعلن بدوره أن “وطننا مر في ظروف صعبة ساد خلالها الخلاف والحقد والتجاوزات وتبادل التهم والشتائم، وأحياناً اللجوء إلى السلاح والقتل، ما خلف جراحاً في النفوس وانهياراً في البلد. وقد مرت خمسون سنة على ما سمي الحرب الأهلية أو حروب الآخرين على أرض لبنان، بأدوات لبنانية ودماء لبنانية. أملنا وصلاتنا أن تطوى هذه الصفحة إلى غير رجعة، وأن تسود المحبة عوض البغض، والوئام والسلام عوض العنف والقتل، وأن نبدأ حقبة جديدة مبنية على الاعتراف بالخطأ، وعلى الغفران الذي تعلمنا إياه أدياننا، وعلى المحبة التي نحن مدعوون إلى اعتناقها سلوكاً دائما، فنتكاتف من أجل الخير العام، وندعم العهد الجديد وحكومته، التي نهنئها على نيلها ثقة معظم البرلمانيين، من أجل إعادة بناء وطننا على أسس متينة تقاوم كل الرياح المؤذية”.
------------
جريدة صيدونيانيوز.نت
النهار: عون إلى الرياض والقاهرة : أول تحرك للعهد نحو تثبيت الحضور الخارجي؟ | سلام بعد جولته: نقول للجنوبيين إن دولتهم معهم؟ | نداء جنبلاط؟ | الراعي وعودة؟