
جريدة صيدونيانيوز.نت / نداء الوطن: الرئيس سلام في دمشق: قطار تأسيس العلاقات انطلق بمواكبة سعودية والأجواء إيجابية؟ | الرئيس عون: إنجازات الجيش كبيرة في ملف السلاح؟ | موفد سعودي في بيروت؟
Sidonianews.net
------------
نداء الوطن
بدأ رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أمس رسمياً رحلة تأسيس العلاقات اللبنانية السورية. وأثمرت زيارته إلى دمشق على رأس وفد وزاري ولقاء الرئيس السوري أحمد الشرع برنامج عمل مشتركاً، يكاد يكون الأول من نوعه منذ نيل لبنان وسوريا استقلالهما في أربعينات القرن الماضي، كما أنه البرنامج المصحّح للعلاقات الثنائية بعد التشوه المتمادي من النظام الأسدي الذي جثم على صدور السوريين واللبنانيين على مدى أكثر من نصف قرن.
واكتسب يوم الزيارة الحكومية اللبنانية لسوريا بعداً لافتاً، بوصول موفد المملكة العربية السعودية الأمير يزيد بن فرحان المُكلف بالملف اللبنانيّ إلى بيروت، حيث استقبله صباحاً رئيس الجمهورية جوزاف عون. ثم التقى بن فرحان الرئيس سلام مساء بعد عودة الأخير من دمشق.
تقول مصادر وزارية لـ «نداء الوطن»، إن زيارة رئيس الحكومة إلى دمشق والوفد الوزاري المرافق الذي ضم وزراء الخارجية يوسف رجي، الدفاع ميشال منسى والداخلية أحمد الحجار، تمثل تطوراً كبيراً يستكمل لقاء سلام مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أول أيام عيد الفطر. وقد تولت الرياض الرعاية الكاملة للقاء اللبناني السوري أمس. وقارنت المصادر بين زيارة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي إلى دمشق في آخر أيام الحكومة السابقة وبين زيارة الرئيس سلام أمس فقالت: «دخل ميقاتي سوريا من أنقرة، أما الآن فقد دخل سلام إلى دمشق من الرياض».
وإذ أشارت المصادر إلى أن زيارة سلام إلى دمشق تمثل الخطوة الثانية بعد لقاء الرئيسين اللبناني والسوري على هامش القمة العربية في القاهرة، قالت إن هذا التطور أثار حفيظة جماعة الممانعة، لأن ترتيب العلاقة بين لبنان وسوريا يتم انطلاقاً من السقف السعودي، وتالياً العربي ما يمأسس هذه العلاقة بكل أبعادها بدءاً من البعد الحدودي وصولاً إلى انتظام العلاقات بين البلدين .
وخلصت المصادر إلى التأكيد أن لبنان يمضي قدماً في مسار ترتيب الأمور جنوباً عبر الرعاية الأميركية بإحياء اتفاق الهدنة، وترتيب الأمور مع سوريا برعاية سعودية بما يقفل كل الملفات التي فتحت بعد الانقلاب على «اتفاق الطائف» عام 1991 ضمن التواطؤ السوري الإيراني لوضع اليد على لبنان.
مصادر السراي لـ«نداء الوطن»: الأجواء إيجابية جداً
ووصفت مصادر السراي الحكومي لـ «نداء الوطن» أجواء زيارة الرئيس سلام إلى سوريا واللقاء مع الرئيس أحمد الشرع، بالإيجابية جدّاً، على اعتبار أنّ ما يجري الآن بين البلدين هو فرصة لتصحيح مسار العلاقات اللبنانية - السورية على قاعدة حسن الجوار واحترام البلدين سيادة بعضهما البعض، حيث بحثا في كل الاتفاقيات التي يمكن أن يستفيد منها البلدان، في قطاعات الاقتصاد والزراعة والاستثمار في مجال استجرار النفط والغاز وتفعيل خطوط الطيران والترانزيت والتجارة.
كما تطرق الجانبان إلى ملف المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، وكذلك ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، واتفقا على أن تتولّى لجنة مشتركة متابعة هاتين المسألتين. كذلك ناقش سلام والشرع، بحسب مصادر السراي، موضوع مطالبة لبنان السلطات السورية بتسليمها بعض المطلوبين للقضاء اللبناني المتهمين بارتكاب جرائم في لبنان، مثل تفجير مسجدَي التقوى والسلام واغتيال الرئيس بشير الجميل واغتيال الزعيم كمال جنبلاط وغيرها من التفجيرات.
واتفق الطرفان اللبناني والسوري على أن تكون هناك لجنة وزارية بين البلدين لمتابعة كل هذه الملفات، إضافة إلى ترسيم الحدود وضبط الوضع الأمني والمعابر الشرعية وإغلاق المعابر غير الشرعية ومنع التهريب وترسيم الحدود.
وأوضح بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة أن الوفد الحكومي التقى الرئيس الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
وأشار الرئيس سلام إلى أن «هذه الزيارة من شأنها فتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين البلدين على قاعدة الاحترام المتبادل واستعادة الثقة، وحسن الجوار، والحفاظ على سيادة بلدينا وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض، لأن قرار سوريا للسوريين وقرار لبنان للبنانيين».
وكانت الزيارة بدأت بلقاء موسع بين الوفدين السوري واللبناني، تلاه مأدبة غداء، ثم عقدت خلوة بين الرئيسين الشرع وسلام استمرت أكثر من نصف ساعة. وقد وجه الرئيس سلام دعوة إلى الرئيس الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني لزيارة لبنان.
وأعلن المكتب الإعلامي لوزير الخارجية يوسف رجي أن «المحادثات تناولت مصير المجلس الأعلى اللبناني - السوري وإعادة النظر بمعاهدات الأخوة والتعاون بين البلدين».
الموفد السعودي في بيروت
وفي السياق نفسه، علمت «نداء الوطن» أن زيارة الأمير بن فرحان المفاجئة إلى لبنان، تتعلق بشق كبير منها بالملف السوري، فقد عقد لقاء مع الرئيس عون تناول الأوضاع العامة والوضع السوري بشكل خاص، حيث وضع الرئيس بأجواء الخطة السعودية للتحرك في سوريا وضرورة مساعدة لبنان في هذا الموضوع، عبر ضبط حدوده ومعالجة الملفات الشائكة. وإضافة إلى الملف السوري، تم بحث العلاقات اللبنانية السعودية ومتابعة زيارة عون إلى الرياض، وتم استعراض الوضع الداخلي، مع تشديد الموفد السعودي على الخطوات الإصلاحية وضرورة استكمالها وتطبيق لبنان التزاماته.
وجمع لقاء آخر بن فرحان وتكتل «الاعتدال الوطني». وعلمت «نداء الوطن» أن بن فرحان ركز خلال اللقاء على الوضع السوري، وشرح للنواب أولوية هذا الملف. وتطرق إلى الوضع الداخلي، حيث اعتبر أن الرئيس عون في مهمة صعبة، لكنه برهن أنه سينجح رغم ثقل الملفات، وبالنسبة إلى زيارة الرئيس سلام إلى المملكة، فقد أكد أنها رسالة إلى لبنان والطائفة السنية بأن مكانتها محفوظة. ولفت بن فرحان إلى أنه متفائل حيال موضوع جمع السلاح غير الشرعي واستكمال الإصلاحات، وبالتالي اعتبر أنه عندما يكمل لبنان التزاماته سيحصل على الدعم. وأكد أنه سيتم الاهتمام بوضع الشمال من أجل رفع الحرمان والقيام بتنمية المناطق المحرومة.
الرئيس عون: إنجازات الجيش كبيرة في ملف السلاح
في الغضون، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في حديث إلى قناة «الجزيرة»، أن «أحداً لم يطرح عليه موضوع التطبيع مع إسرائيل، ولبنان ملتزم بمقررات قمة بيروت ومؤتمر الرياض ونؤيد تشكيل لجنة عسكرية ومدنية وتقنية لتثبيت الحدود الجنوبية للبنان، كما نؤيد العودة إلى اتفاق الهدنة سنة 1949».
وشدد على أن «الجيش يقوم بواجبه وهو مستعد لتحمل مسؤولية ضبط الحدود ويجب الضغط على إسرائيل للالتزام»، لافتاً إلى أن «إنجازات الجيش كبيرة وعثر على أنفاق ومخازن ذخيرة في جنوب الليطاني وشماله أيضاً، والجيش يقوم بواجبه في جنوب الليطاني ويفكك أنفاقاً ويصادر أسلحة من دون اعتراض من «حزب الله».
ورأى أن «الحزب» واعٍ لمصلحة لبنان والظروف الدولية والإقليمية تساعد على ذلك، وهناك رسائل متبادلة مع «الحزب» لمقاربة موضوع حصرية السلاح بيد الدولة».
وكشف أن «الحوار بشأن حصرية السلاح سيكون ثنائياً بين رئاسة الجمهورية و «الحزب»، وقرار حصر السلاح بيد الدولة اتخذ وتنفيذه يكون بالحوار وبعيداً من القوة». وقال: «نحن بحاجة إلى استراتيجية أمن وطني تحصن لبنان وتنبثق منها الاستراتيجية الدفاعية».
----------
جريدة صيدونيانيوز.نت
نداء الوطن: الرئيس سلام في دمشق: قطار تأسيس العلاقات انطلق بمواكبة سعودية والأجواء إيجابية؟ | الرئيس عون: إنجازات الجيش كبيرة في ملف السلاح؟ | موفد سعودي في بيروت؟