https://sidonianews.net/article329512 /سلبطة إسرائيلية على لبنان
صيدونيا نيوز

جريدة صيدونيانيوز.نت / سلبطة إسرائيلية على لبنان

 

Sidonianews.net

----------------------

الجمهورية / عماد مرمل

لعلّ العدوان الإسرائيلي الجديد على الضاحية الجنوبية هو الأكثر فجوراً منذ التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، بعدما استهدف مركزاً للنشاطات الكشفية وإحياء المناسبات الدينية، من دون أن يكون مسبوقاً بأي مبرّر أو ورقة توت تُغطّي «السلبطة» الإسرائيلية.

هذه المرّة لم يجد العدو حاجةً لبذل أي جهد من إجل إيجاد ذريعة كافية لتبرير الإعتداء المتجدّد على قلب الضاحية، إذ لا صواريخ أُطلقت من الجنوب إلى شمال فلسطين المحتلة كما حصل من قبل، ولا عملية عسكرية نُفّذت على سبيل المثال ضدّ إحدى التلال الخمس التي لا يزال الجيش الإسرائيلي يحتلها في الجنوب اللبناني.

ومع ذلك، قرّر بنيامين نتتياهو ووزير حربه يسرائيل كاتس فجأة، ومن دون أي مقدّمات، قصف «هنغار» في حَي الجاموس - الحدث استناداً إلى «تهيّؤات» بأنّ هذا الهنغار يحوي صواريخ دقيقة لـ«حزب الله»، وهو الأمر الذي كذبته الغارة نفسها، ذلك أنّها لم تؤدِّ إلى أي تفاعلات أو انفجارات توحي بوجود مواد متفجرة في المكان المستهدف، ما كشف هزال المزاعم الإسرائيلية بالعَين المجرّدة.

بناءً عليه، يبدو واضحاً أنّ الضربة المفتعلة على الضاحية لم يكن لها أي مسوّغ عسكري حقيقي، بل رمت على الأرجح إلى تحقيق أهداف أخرى تمتد من بيروت التي يُراد إخضاعها للمطالب الإسرائيلية، إلى عُمان حيث تدور المفاوضات الأميركية - الإيرانية التي تقلق نتنياهو وحكومته المتطرّفة.

ولم يَعُد خافياً أنّ تل أبيب تريد استثمار مرحلة صبر «حزب الله» وعجز الدولة إلى أقصى الحدود الممكنة، لمحاولة تحقيق مكاسب عسكرية وسياسية وفرض وقائع جديدة على السلطة والمقاومة من خارج النص، على قاعدة لي عنق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، وسط ضمور دور لجنة الإشراف وعدم مبادرة الضامنَين الأميركي والفرنسي إلى لجم عدوانية الكيان الإسرائيلي، إذ أنّ الأول قادر لكنّه لا يريد، بينما الثاني يُريد إلّا أنّه غير قادر.

وفي حين بادر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون فور وقوع الغارة إلى مخاطبة واشنطن وباريس بالإسم، لتحميلهما مسؤولياتهما وحضّهما على إلزام الكيان الإسرائيلي باحترام اتفاق وقف إطلاق النار، كان لافتاً ما صدر عن تل أبيب من أنّه تمّ إبلاغ الأميركيِّين بالغارة قبل تنفيذها، ما يُبيِّن أنّ الجانب الأميركي ليس فقط لا يتصرّف كضامن للاتفاق بل أنّه يُغطّي الضربات الإسرائيلية.

ولعلّ الأكثر تضرّراً من غارة الضاحية هي السلطة السياسية التي يتعمّد العدو الإمعان في إحراجها وتصويرها عاجزة عن حماية السيادة والمواطنين، علماً أنّ الجيش يؤدي دوره كاملاً في جنوب الليطاني، وهو استطاع أن يكشف ملابسات عمليتَي إطلاق الصواريخ على الجليل، وأن يُعطل واحدة قبل تنفيذها، إلى جانب توقيف بعض المتورّطين.

وفيما كان لافتاً قول وزير الحرب يسرائيل كاتس بأنّهم انتظروا 72 ساعة لتقوم الحكومة اللبنانية عبر الجيش بالكشف على المبنى المستهدف «وعندما لم تفعل تولّينا بأنفسنا تحييد تهديد محتمل لوقف إطلاق النار والقرار 1701»، ينبّه البعض إلى أنّ تل أبيب تسعى إلى تحويل الدولة اللبنانية «ناطوراً» في خدمتها، أو «عامل دليفري» يلبّي طلباتها، تحت طائلة استباحة البلد والقصف هنا أو هناك.

ويشير أصحاب التنبيه إلى أنّ المطلوب من الدولة اعتماد خيار «الديبلوماسية الهجومية»، لا الدفاعية، وذلك من خلال تفعيل اتصالاتها وتحرّكاتها على المسارات الدولية والإقليمية، والانتقال من ردّ الفعل إلى صنع الفعل الاستباقي، لإشعار تل أبيب بأنّ لبنان ليس وحده، ولا يمكنها الاستفراد به بهذه السهولة.

أمّا إذا كان الاحتلال يفترض أنّ استمرار الضربات على الداخل اللبناني سيُفاقم الضغط على «حزب الله» لدفعه إلى تسليم سلاحه، فإنّ المطلعين يؤكّدون أنّ رفع منسوب الضغط العسكري سيعطي مفعولاً عكسياً وسيزيد الحزب تمسكاً بسلاحه. ليس هذا فقط، بل إنّ التصعيد الإسرائيلي سيُصعّب حتى على الدولة اللبنانية مهمّة الخوض في حوار مع الحزب حول مصير السلاح، في اعتبار أنّ انطلاق أي حوار في هذا الشأن يتطلّب بيئة مناسبة، قوامها توافر حدّ أدنى من الهدوء والاستقرار، الأمر الذي تحول دونه الاعتداءات المتواصلة.

ويعتبر قريبون من الحزب، أنّ العدوان الجديد يأتي ضمن سياسة الهروب إلى الأمام من المأزق الداخلي الذي يعيشه نتنياهو نتيجة استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية في غزة وتزايد الضغوط الداخلية عليه لوقف عدوانه وإطلاق الأسرى.

ويوافق المحيطون بالحزب على أنّ من بين أهداف الغارة على الضاحية الجنوبية أن يتردّد صداها في عُمان بغية توتير المفاوضات الإيرانية - الأميركية، إذ ليس خافياً أنّ الكيان يحاول عرقلة أي مسار تفاهمي يمكن أن يؤدّي إلى استقرار إقليمي لا يخدم مصالحه.

وتبعاً لهؤلاء، يثبت التصعيد العسكري الهامش الأميركي الممنوح لحكومة نتنياهو والمتمثل بإعطائها حرّية التحرّك في لبنان مقابل منعها من التصعيد ضدّ إيران في مرحلة التفاوض معها.

ويؤكّد العارفون أنّ «حزب الله» سيستمر في التعاطي مع التصعيد الإسرائيلي بسياسة استيعابية، بغية تفويت الفرصة على نتنياهو الساعي إلى إشعال الحرب في لبنان والمنطقة، ليبتلع دخانها الإيجابيات التي تسود المفاوضات الإيرانية - الأميركية.

---------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / سلبطة إسرائيلية على لبنان

 

 


www.Sidonianews.Net

Owner & Administrator & Editor-in-Chief: Ghassan Zaatari

Saida- Lebanon – Barbeer Bldg-4th floor - P.O.Box: 406 Saida

Mobile: +961 3 226013 – Phone Office: +961 7 726007

Email: zaatari.ghassan@gmail.com - zaataripress@yahoo.com

https://sidonianews.net/article329512 /سلبطة إسرائيلية على لبنان