https://sidonianews.net/article331605 /الجمهورية: برّاك وصل مشحوناً بضغط أميركيّ... عون وبري: السلاح يعالج داخلياً ودستورياً
صيدونيا نيوز

جريدة صيدونيانيوز.نت / الجمهورية: برّاك وصل مشحوناً بضغط أميركيّ... عون وبري: السلاح يعالج داخلياً ودستورياً

 

Sidonianews.net

---------------------

"الجمهورية":

وصل الموفد الأميركي توم برّاك مساء أمس إلى مطار رفيق الحريري الدولي، ترافقه نائبته مورغان أورتاغوس، مشحونان بضغط أميركي بعدم التراجع عن نزع سلاح «حزب الله»، فيما يفترض أن يحملا معهما رداً إسرائيلياً على ورقة المقترحات الأميركية وملاحظات لبنان عليها، والتي في ضوئها اتخذ مجلس الوزراء قراره بحصرية السلاح بيد الدولة وفق جدول زمني. ومن المتوقع أن تتطرّق محادثاتهما مع المسؤولين اللبنانيين إلى موضوع تجديد انتداب قوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب خصوصاً لسنة جديدة، حيت انّ ولايتها الحالية تنتهي في 31 من الجاري، وستبدأ الاجتماعات حولها في الأمم المتحدة اليوم تمهيداً للتصويت عليها في مجلس الأمن الدولي الاسبوع المقبل، في ظل انقسام دولي في الموقف بين داعٍ إلى تحويلها قوة رادعة او إنهاء مهماتها، وآخر داعٍ إلى إبقائها على ما عليه.

 

بعدما كان مقرّراً وصوله اليوم، فاجأ الموفد برّاك الجميع بوصوله مساء أمس إلى مطار رفيق الحريري الدولي، حيث استقبله نائب مدير المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية القنصل رودريغ خوري.

 

وفيما يُنتظر أن يكون برّاك قد حمل معه الردّ الإسرائيلي على الورقة الأميركية التي وضع لبنان ملاحظاته عليها، نُسب إلى مصادر أميركية مطلعة قولها بعد وصوله، إنّ زيارته لبنان ترافقه مساعدته مورغان أورتاغوس «لا تأتي في سياق بروتوكولي، بل على وقع تسريبات كشفت أنّ واشنطن رفعت منسوب الضغط على لبنان إلى الحدّ الأقصى».

 

وذكرت هذه المصادر، أنّ برّاك وأورتاغوس قد شاركا في سلسلة اجتماعات سياسية ديبلوماسية وعسكرية عُقدت في باريس، قبل توجههما إلى بيروت، وعشية انعقاد جلسة في نيويورك اليوم مخصصة لملف التمديد لقوات «اليونيفيل» العاملة في الحنوب، وذلك قبل التصويت النهائي الأسبوع المقبل.

 

وقالت المصادر الأميركية، إنّ برّاك وأورتاغوس يجسّدان خطة واحدة بأسلوبين مختلفين داخل الإدارة: الأوّل أكثر ليونة، والثانية بخطاب صارم، موضحة «أنّ حضورهما المشترك اليوم هو رسالة مفادها أنّ واشنطن تريد الجمع بين الضغط والترغيب». وأكّدت أنّ زيارتهما للبنان «تأتي ردّاً مباشراً على زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، للتأكيد أنّ القرار في لبنان لا يُصاغ في طهران».

 

وأشارت مصادر أميركية أخرى، إلى أنّ «واشنطن تعمّدت برمجة الزيارة بعد أيّام من زيارة لاريجاني لبيروت، كإشارة واضحة إلى أنّ لبنان ساحة تنافس نفوذ مفتوحة، وأنّ واشنطن لن تترك فراغاً لإيران». وأوضحت انّ «هدف الزيارة مزدوج؛ الأوّل هو الضغط على الحكومة اللبنانية لوضع خطة واضحة بآلية التنفيذ، وعلى الدولة أن تطلب من القوات الدولية مؤازرة الجيش اللبناني، استناداً إلى الفقرة 12 من القرار 1701، وعلى كل الأراضي اللبنانية إذا دعت الحاجة، مع دعم قرارات مجلس الوزارء الأخيرة في الوقت نفسه. والثاني، التأكيد أنّ ملف قوات «اليونيفيل» وتجديد ولايتها سيبقى تحت عين واشنطن، ولن يُترك للمساومة بين طهران وبيروت».

 

تجنّب الانفجار

 

وإلى ذلك، وفي خضم الخلاف الداخلي الذي يبدو متفاقماً حول حصرية السلاح، والذي تسعى القوى السياسية إلى حصره بما يجنّب البلد انفجاراً سياسياً وأمنياً مريعاً، ثمة مخاوف من الخطر الداهم من وراء الحدود.

 

وحذّرت مصادر ديبلوماسية عبر «الجمهورية» من استغلال إسرائيل الثغرة الداخلية لتنفيذ مغامرة عسكرية لا ضدّ الحزب وحده، بل ضد مصالح الدولة اللبنانية عموماً، سعياً إلى الضغط عليها من أجل حسم الخيارات. ويمكن أن تبدأ هذه المغامرة في الجنوب لكنها تتمدّد لتشمل مناطق لبنانية عدة، كما كان الأمر في خلال حرب الـ11 شهراً. ويزيد من المخاوف تلويح إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، بالوقوف في مواجهة التمديد الروتيني لقوات الطوارئ العاملة في الجنوب. وتجزم المصادر بأن لا فرص حقيقية لاستمرار عمل هذه القوات بالشروط التي سادت على مدى عقود، لأنّ واشنطن ترغب فعلاً في تبديل الدور الذي تؤديه، ليكون أكثر فاعلية وأوسع انتشاراً، على رغم الاعتراضات اللبنانية الرسمية.

 

الموافقة او العزلة

 

وقبيل وصول برّاك، قال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عن الورقة الأميركية التي كان نقلها اليه في زياراته السابقة «انّ لبنان وضع ملاحظاته عليها وأضحت ورقة لبنانية، وهي لا تصبح نافذة قبل موافقة لبنان وسوريا وإسرائيل عليها. والامر الثاني الذي اكّدنا عليه، هو مبدأ «خطوة مقابل خطوة»، فإذا لم تنفذ أي خطوة، فلن يتمّ تنفيذ الخطوة المقابلة لها».

 

ولفت عون في هذا المجال إلى انّه كان امام خيار من اثنين «اما أن أوافق على الورقة وأقول للعالم إنني قمت بواجبي وعليكم الآن أن تقوموا انتم بواجبكم في الحصول على موافقة إسرائيل عليها، وإما لا أوافق، وعندها سترفع إسرائيل وتيرة اعتداءاتها، وسيصبح لبنان معزولاً اقتصادياً، ولا أحد منا في إمكانه الردّ على الاعتداءات. وإذا كان لدى أي كان خيار ثالث يمكن ان يؤدي إلى تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الأسرى وترسيم الحدود وإنعاش الاقتصاد، فليتفضل ويطرحه». وقال: «وافقنا على الورقة الأميركية ودور واشنطن هو جلب موافقة إسرائيل، وأمامنا خيار واضح: إما الموافقة والمضي قدماً، أو الدخول في عزلة سياسية واقتصادية أشد». وأضاف: «لبنان لم يتلق تهديدات مباشرة، لكن الأميركيين أوضحوا أنّ لبنان سيخرج من أجندتهم إن رفض الورقة».

 

واعتبر عون «انّ سلاح «حزب الله» شأن داخلي، والمؤسسات الدستورية هي المعنية بمعالجة هذا الموضوع، ولا اعتقد انّ أحداً في الدولة اللبنانية على مساحة الوطن، لديه مشكلة مع حصر السلاح».

 

وشدّد على انّ همّه «ليس المحاور ولا نقل لبنان من محور إلى آخر، بل ان يعود لبنان ويفك عزلته ويحقق الأمن والازدهار والاستقرار». وقال: «ليس لديّ طموح سياسي او انتخابي، وليس لديّ حزب لأحمل همّه، بل لديّ همّ لبنان، ولديّ احتلال في الجنوب اريد ان انتهي منه، كما الانتهاء من ترسيم الحدود مع سوريا، لا آخذ البلد من محور إلى آخر». واكّد انّ «الطائفة الشيعية موجودة في لبنان وهي فاعلة في الحياة السياسية وفي الحياة البرلمانية و«ما حدا في يشيلا من مطرح ما هي»، ولكن للأسف البعض ولأهداف سياسية وانتخابية يحاول تخويف اللبناني من الآخر».

 

ونوّه عون بالردّ الرسمي السوري على الملاحظات اللبنانية على الورقة الأميركية، مؤكّداً «انّ العلاقة موجودة مع سوريا والتنسيق قائم على المستوى الأمني والعسكري»، شاكراً السعودية على جهودها للتنسيق بين البلدين، ومشيراً إلى انّ لبنان في انتظار موفد سوري لتفعيل العلاقات. وقال: «لقد بدأ لبنان بالعودة إلى ما يريده منه العالم العربي. وكما كانوا يقولون قبلاً من انّ لبنان هو شرفة العرب، فإنّ لبنان سيعود شرفة العرب، بمساعدة العرب».

 

وثمّن عون جهود السعودية، قائلاً: «لا نفرّط في علاقتنا مع السعودية التي تعود إلى عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، ونحن نعوّل كثيرًا على دورها في إنعاش الوضع في لبنان، لأنّها كانت وما زالت شقيقة كبرى للبنان». وكشف أنّه قال لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: «لا أريد هبات، بل أريد استثمارات، فلبنان بلدكم الآخر، ولدينا قطاعات كثيرة متاحة للاستثمار». وأشاد أيضًا بدور الرياض في إنهاء الفراغ الرئاسي ودعم استقرار لبنان.

 

بري والحوار

 

ومن جهته، رئيس مجلس النواب نبيه بري قال في مقابلة مع قناة «العربية»، إنّه يدعو إلى حوار وطني في شأن قرار حصر السلاح بيد الدولة، «لكن ليس بالطريقة المطروحة حاليًا». وأوضح أنّه سيلتقي المبعوث الأميركي برّاك للاستماع إلى رؤيته في شأن كيفية نزع سلاح «حزب الله». لكنه شدّد في الوقت نفسه على أنّه «ليس لديّ أي شيء أطرحه عليه، لأنّ الموضوع يخصّ المؤسسات الدستورية اللبنانية وأطراف الحوار الوطني». وقال: «لا يمكن تطبيق أي قرار في شأن سلاح «حزب الله» طالما أنّ إسرائيل ترفض تنفيذ التزاماتها الدولية، وتواصل خرق السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً». وأكّد أنّ «لا خوف من حرب أهلية أو أي تهديد للسلم الداخلي، فالوضع في لبنان اليوم محكوم بالتوازنات والحرص المشترك على الاستقرار»، مشدّداً على أنّ اللبنانيين رغم خلافاتهم السياسية، لا يريدون العودة إلى تجربة الحرب الأهلية.

 

خطيرة ومعقّدة

 

وعلى صعيد موقف «حزب الله» قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض خلال احتفال تأبيني في ضاحية بيروت الجنوبية، إنّ لبنان يمرّ في «مرحلة حرجة وخطيرة ومعقّدة، ينظر إليها اللبنانيون بكثير من القلق»، عازياً السبب إلى «الاستهدافات المتواصلة التي يتعرّض لها البلد بإدارة أميركية ـ إسرائيلية، وبالتعاون مع قوى أخرى تعمل في الاتجاه ذاته».

 

وأضاف إنّ «سياسات السلطة اللبنانية وقراراتها في شأن حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة شكّلت خطأً جسيماً يخدم الأهداف الأميركية ـ الإسرائيلية، وأدخلت البلاد في مسار أكثر خطورة وتعقيداً». وأشار إلى أنّ «السلطة تراجعت عن أولوية الانسحاب الإسرائيلي ووقف الأعمال العدائية، وهو حقها القانوني بموجب القرار 1701 وتفاهم وقف إطلاق النار»، معتبراً أنّ هذا التراجع «أفقد لبنان ضمانته الأساسية، في ظل غياب أي ضمانات دولية موثوقة، وأضعف الموقف التفاوضي الرسمي بعدما رمت الحكومة أوراقها مجاناً مقابل وعود فارغة». وأضاف أنّ «قرارات الحكومة اللبنانية أراحت إسرائيل ووسّعت هامش ذرائعها لتصعيد الاعتداءات والاغتيالات اليومية، وربطت الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشروط غير قابلة للتطبيق، ما يعني عملياً تأييد الاحتلال بقرارات لبنانية».

 

وحذّر فياض من أنّ «الإسرائيلي يصعّد عدوانه من دون أي مؤشر إلى استعداده للانسحاب أو وقف الأعمال العدائية، بل يتحدث مسؤولوه عن أحزمة أمنية في جنوب سوريا وجنوب لبنان غير مستعدين للتخلّي عنها قريباً، وصولاً إلى ما يطرحه نتنياهو عن «إسرائيل الكبرى»، بما يضع لبنان والمنطقة أمام تحدّيات شديدة الخطورة». وأكّد أنّ «إسرائيل تعلن صراحة أنّ لبنان وفلسطين وسوريا ومناطق أخرى ستبقى مسرحاً دائماً لعملياتها الأمنية تحت عنوان «إزالة تهديد محتمل»، وهو مبرر فضفاض يحوّل حياة شعوب المنطقة إلى جحيم»، مشدّداً على أنّ «لا خيار أمام اللبنانيين سوى التمسك بأولوية الانسحاب الإسرائيلي ووقف الاعتداءات، وعدم التفريط بحق الدفاع عن النفس». واشار إلى أنّ «حزب الله، منذ التفاهم على وقف إطلاق النار، حرص على تقديم أداء مرن وإيجابي يراعي خصوصية الوضع اللبناني ويفتح الطريق أمام السلطة لمعالجة الملفات، لكن هذه الأخيرة اختارت الخضوع للإملاءات الخارجية والشروط الإسرائيلية، وهو مسار بالغ الخطورة على لبنان».

--------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / الجمهورية: برّاك وصل مشحوناً بضغط أميركيّ... عون وبري: السلاح يعالج داخلياً ودستورياً

 

 


www.Sidonianews.Net

Owner & Administrator & Editor-in-Chief: Ghassan Zaatari

Saida- Lebanon – Barbeer Bldg-4th floor - P.O.Box: 406 Saida

Mobile: +961 3 226013 – Phone Office: +961 7 726007

Email: zaatari.ghassan@gmail.com - zaataripress@yahoo.com

https://sidonianews.net/article331605 /الجمهورية: برّاك وصل مشحوناً بضغط أميركيّ... عون وبري: السلاح يعالج داخلياً ودستورياً