الرئيسية / أخبار لبنان /إعتداءات صهيونية متفرقة /الأخبار : ماذا أعدّت المـقـ اومة لجيش العدوّ ومستوطنيه وحلفائه؟ | وقائع الجبهة الشمالية: كيف ينتشر العدو وكيف تلاحقه المقـ اومة؟

جريدة صيدونيانيوز.نت / الأخبار : ماذا أعدّت المـقـ اومة لجيش العدوّ ومستوطنيه وحلفائه؟ | وقائع الجبهة الشمالية: كيف ينتشر العدو وكيف تلاحقه المقـ اومة؟

 

Sidonianews.net

----------

ماذا أعدّت المقاومة لجيش العدوّ ومستوطنيه وحلفائه؟ 
الأخبار - ابراهيم الأمين
«إذا فُرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف». «لدينا بنك أهداف كامل وحقيقي ولدينا القدرة على الوصول إلى هذه الأهداف مما يزعزع أسس الكيان، الموضوع ليس موضوعاً كمياً فقط، وعلى كل حال هم يفهمون ماذا أقول».

هذه العبارات - التحدي - وردت في الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وجاءت على شكل رسائل أرادت المقاومة منها إطلاع العالم كله، وجمهور العدو كما قيادته، على ما ستكون عليه الأمور في حالة الحرب الشاملة. وهو أسلوب لا تتميز به عادة حركات المقاومة ضد المحتلين. لكنه تكتيك ابتكره حزب الله إثر مراجعة دروس حرب عام 2006، عندما خرج رأي وازن يقول إن فكرة المفاجآت تتصل فقط بأنماط من العمل وأنواع من الأسلحة التي يمكن تركها مُخفاة عن عدوك. لكن، من لا يريد الحرب لمجرد الحرب، يمكن أن يحذّر عدوه من أمور، ويكشف له عن بعض القدرات، لمنعه من الذهاب إلى الحرب. وفي تجربتنا مع عدو مثل إسرائيل، يظهر أحياناً أن التحذير من عواقب خطوة ما قد يحول دون وقوعها.

بعد ثمانية أشهر من حرب الاستنزاف التي أطلقتها المقاومة ضد قوات الاحتلال، إسناداً لغزة، لا تزال القواعد الحاكمة للمعركة قائمة. ومفيد الإقرار بأن العدو يتصرف في جبهة لبنان بدرجة عالية جداً من الحذر. قد يُفسر الأمر على أنه مقيّد. لكنّ الدقة توجب القول إنه التزم بقواعد فُرضت عليه، وإذا ما قرّر تجاوزها، فيكون قد أتاح للمقاومة، البحث عن قواعد جديدة.
الجديد اليوم هو أن العدو وصل إلى قناعة بعجزه عن تحقيق هدف سحق المقاومة الفلسطينية في غزة، وهو يبحث عن آليات تتيح له الانتقال إلى مستوى جديد من القتال، من دون دفع ثمن جرائمه. وكل ما يفكّر به هو خلق إطار عمل سياسي - عسكري، يتيح له إبقاء قوات له داخل غزة، وأن يطبق حصاره عليها من كل الجهات، ثم يعلن «انتصاراً على الجناح العسكري للمقاومة (ستجيب كتائب القسام وسرايا القدس على هذا الإعلان فور صدوره) قبل أن يفتح باب الحل السياسي، مشترطاً خلق إدارة سياسية ومدنية جديدة في القطاع، ويبقي مصير المساعدات رهن مصير أسراه لدى المقاومة.
لكنّ قلق العدو لا يقتصر على غزة. فهو كان يفترض أن الأميركيين والأوروبيين سيقدّمون له خدمة كبيرة مقابل إعلان «الانتصار»، تتمثّل في إقناع جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق بعدم شرعية استمرارها طالما توقّف القتال الكبير في غزة. وهذا جوهر ما أراده عاموس هوكشتين في زياراته الأخيرة، وهو جوهر ما يحمله الوسطاء العرب والغربيون إلى «أنصار الله» في اليمن. وهؤلاء يفترضون أن الناطق باسم جيش الاحتلال هو من يتحكّم بقرار إطلاق النار في جبهات الإسناد.
ولمّا أيقن العدو أن الأمور لا تسير على هذا النحو، رفع الصوت عالياً، داخل الكيان من جهة، ومع حلفائه الغربيين وغير الغربيين من جهة ثانية. ويلخّص قادة العدو موقفهم بمخاطبة الوسطاء: «اذهبوا وجِدوا الطريقة ليوقف حزب الله إطلاق النار ضدنا في الشمال، أو سنتولى الأمر بأنفسنا». ويحلو لبعض الموفدين التعبير عن هذه الفكرة بشيء من الاستعلاء، انطلاقاً من قناعتهم، بأن العدو إن قرر معالجة الأمر بنفسه، فهذا يعني أن على لبنان انتظار مشاهد كالتي شاهدها العالم في غزة.
لكن، بعيداً عن أشكال التهويل القائمة إعلامياً وسياسياً ودبلوماسياً، فإن واقع الأمور لا يحسم، بصورة غير قابلة للجدل، بقدرة العدو على شن حرب كبيرة على لبنان. وثمة فارق كبير بين أن تقول له أميركا بأننا سنقف إلى جانبك في حالة الحرب مع لبنان، وأن تقول له: اذهب إلى الحرب ونحن إلى جانبك. هذا مع العلم أنه لا يوجد في غرفة القرار لدى المقاومة أي وهم بأن أميركا ستترك الكيان وحدَه.

لكن ما هي خيارات العدو الممكنة؟
لا أحجيات هنا. ثمة تقدير عالي المستوى، بأن قيادة العدو الأمنية والعسكرية أقنعت القيادة السياسية بأنها تملك بنك أهداف كبيراً في لبنان، وأن عملية خاطفة ومباغتة (على شكل عملية الوزن النوعي التي نفّذها سلاح الجو الإسرائيلي بداية حرب تموز واعتبرها ناجحة في ضرب القدرات النوعية لمنظومة الصواريخ لدى المقاومة) يمكنها أن تصيب القدرات الفعّالة لدى حزب الله، وأنه يمكن بعدها تخييره بين التسوية مع شروط جديدة، أو الذهاب إلى حرب أكثر شراسة ومساحة.
ومن دون مقدّمات وشروحات لا حاجة إليها، فإن المقاومة قرّرت في المقابل، «لفت نظر» العدو، لكن بكل مستوياته العسكرية والأمنية والسياسية والشعبية أيضاً، وكذلك لفت انتباه حلفائه، إلى أنها تتحسّب لخيار كهذا، وهي قرّرت، في المقابل، اعتماد استراتيجية مختلفة عن كل ما كان يحصل سابقاً. وبناءً على ما عرضته المقاومة من مشاهد، وما قاله السيد نصرالله، يمكن تسهيل الأمور على من يهمّه الأمر من خلال الآتي:
أولاً، إن المقاومة تعتبر أي عملية عسكرية نوعية من جانب العدو إعلاناً للحرب الشاملة. وليس في قاموس المقاومة بعد الآن ردّ على ضربة ولا أيام قتالية، بل هناك حرب مفتوحة.
ثانياً، إن الضوابط والمحرّمات التي تلزم قيادة المقاومة وحداتها الميدانية بها، والتي يستفيد منها جيش الاحتلال والمستوطنون أيضاً، ستسقط مرة واحدة. وبالتالي، فإن الضرر سيصيب كل شيء، سواء أكانت منشآت مدنية أم عسكرية أم خلاف ذلك.
ثالثاً، توفّر المعلومات اللازمة عن الأهداف الاستراتيجية للعدو، وتوفّر الأسلحة المناسبة لضربها، وتوفّر الجهوزية، أمر قد جرى إرفاقه بتوفّر الإرادة، من خلال تكليف الوحدات المعنية في المقاومة بأن تبادر فوراً إلى ضرب كل هذه الأهداف، من دون انتظار أي نقاش أو بحث أو مساعٍ سياسية.
القرار الميداني مُتّخذ، والرد سيكون فورياً على أي عدوان خارج قواعد الاشتباك، وعندها ستسقط كل حصانة لجيش أو منشأة أو مستوطنة!

رابعاً، إن لجوء العدو إلى مغامرة عسكرية واسعة مع لبنان، يعني أنه ينقل جبهة لبنان من جبهة إسناد لغزة، إلى جبهة تحرير وتأديب لقوات الاحتلال. ولهذه الجبهات أدواتها الخاصة، بما فيها قرار اقتحام الجليل والسيطرة على مراكز عسكرية أو تحرير قرى لبنانية أو فلسطينية.
خامساً، إن المقاومة في لبنان، وبعد كل ما خبرته من تجارب، ليست في وارد التساهل مع عدو قادر ومجرم، ولا يوجد من يردعه عن ارتكاب المجازر كما فعل في غزة. وبالتالي، فإن المقاومة ستتصرف على أنها قادرة على إيقاع خسائر عامة، بشرية ومادية، تفوق ما يوقعه العدو في لبنان.
سادساً، وهو الأهم، هو أنه يُفترض بالعدو، ومن خلفه الأميركيون على وجه الخصوص، الأخذ في الاعتبار، أن أي عملية خاطفة وكبيرة يمكن أن يقوم بها سلاح الجو الإسرائيلي، ومهما أصابت من أهداف - هذا على افتراض أن العدو يملك معلومات دقيقة - لن تصيب كل شيء، وما يبقى، يكفي لتحقيق الضربات المدمّرة في كيان الاحتلال. كما أن المقاومة التي راقبت جيداً آلية عمل منظومة الدفاع الجوي الشاملة التي استنفرت الغرب وبعض العرب لحماية إسرائيل من الرد الإيراني، تعرف أن هذا التحالف غير قادر على توفير المظلة نفسها في مواجهة شتاء الصواريخ والمُسيّرات، ولا حتى في حماية منظومات الدفاع المنتشرة على طول البحر المتوسط وموانئه، سواء تلك المحاذية لسواحل لبنان وفلسطين، أو المقابلة في جنوب أوروبا. وإذا كان الجميع كوّن فكرة عن قدرات الحزب في البر والجو، فهو لا يمانع من تقديم عرض شيّق في البحر متى لزم الأمر!

---------

وقائع الجبهة الشمالية: كيف ينتشر العدو وكيف تلاحقه المقاومة؟

الأخبار:  حمزة الخنسا

 
 

المقاومة في لبنان ليست معنية بإسناد المقاومة في غزة ومنع الاستفراد بها فقط، بل أيضاً منع إسرائيل من استعادة ردعها على الجبهة الشمالية وترميمه، واستهداف كل العناصر التي تسمح للعدو بفرض أي مستوى من مستويات الحسم (الجزئي أو الكلي) في المجال التكتيكي أو التعبوي أو الاستراتيجي، فضلاً عن ردعه عن القيام بعملية برية واسعة ضد لبنان.وخلال الأشهر الثمانية الماضية، أجرى جيش الاحتلال تغييرات عديدة لناحية الترتيب والانتشار والجهد والاستعداد العام في المنطقة الشمالية. وبحسب قراءة لـ«الوضعية العامة في منطقة مسؤولية القيادة الشمالية لجيش العدو»، أصدرها «مركز دراسات غرب آسيا»، فقد أعاد العدو تشكيل قوتين جديدتين في الجبهة الشمالية، كل منهما بحجم فرقة. تضم الأولى كلاً من: اللواء 188 المدرع، اللواء 205 المدرع، لواء الاحتياط 8 المدرع، لواء الاحتياط المظلي 226، لواء الكوماندوس 551، والفوج 209 المدفعي، فيما تضم الثانية: لواء احتياط المشاة الثالث، اللواء 810 الإقليمي، لواء مشاة الاحتياط التاسع، والفوج 213 المدفعي الاحتياطي. وترافقت إعادة التشكيل هذه مع إبقاء الفرق الأربع التابعة لقيادة المنطقة الشمالية (36-91-210-146) على استعدادها، وهو ناقص أصلاً بنسبة 55%، ما يوحي بأن العدو أنشأ الفرق الجديدة لهدف عملاني غير محدّد. إلا أن تقارب طبيعة القوة الجديدة (مدرعات + كوماندوس) يقوّي ترجيح استخدامهما لجهد رئيسي هجومي، إذ يبدأ الانتشار التعبوي من الحافة الأمامية إلى عمق 3-4 كلم، وهناك تنتشر، نحو خمس كتائب بعديد يصل إلى 2500 ضابط وجندي على طول الجبهة مع لبنان. ويعبر من خلف الحافة إلى حدود عمق 6 كلم حيث تنتشر 4 ألوية، ويصل إلى عمق ما بين 6 كلم إلى 15 كلم حيث تنتشر 5 ألوية.


ما خلا ذلك، لا تعديل يُذكر في الترتيب والانتشار والجهد والاستعداد العام في المنطقة الشمالية، باستثناء إخلاء 90% من الثكنات والمواقع الكبيرة التي تعاني من الاكتظاظ، والتي تتعرض بشكل يومي للاستهداف على طول الحافة من الناقورة إلى مزارع شبعا. ولا يتعدى الاستعداد المنتشر على الحدود أكثر من 5 كتائب. بل سُجّل تراجع في تحليق طائرات الاستطلاع الكبيرة، والاكتفاء بنشاط تلك الصغيرة التي تحلّق على شكل تشكيلات من 3 أو 5 أو 7 طائرات مع استمرار نشاط الاستطلاع المأهول فوق الجولان والجليل الأعلى على الاتجاه اللبناني الشرقي. واستمر النشاط الجوي الحربي والمُسيّر القتالي المرتفع على الاتجاه اللبناني ككل، مع تركيز على كامل الجنوب والساحل اللبناني الممتد من الناقورة حتى الحدود اللبنانية - السورية، وذلك لأهداف استطلاعية وهجومية تأتي في بعض الأحيان على شكل دوريات تناوب لأهداف تتعلق بسرعة قصف الأهداف الجديدة المتولّدة، وسرعة التصدي لوسائط جوية منطلقة من لبنان إلى أجواء فلسطين المحتلة، والاستطلاع الفوري وتوليد صورة موقف عملياتي فوري. مع تسجيل تركيز كبير ومكثّف لنشاط الاستطلاع المُسيّر التجسسي على منطقة شمال النهر حتى حدود صيدا امتداداً إلى إقليم التفاح ومناطق الجبور وأبو راشد في البقاع الغربي، لأهداف استطلاعية ميدانية ترتبط برصد أي نشاط للمقاومة مرتبط بجنوب النهر أو بنفس منطقة شمال النهر.
من جهته، واصل حزب الله عملياته اليومية. وفي تحليل لعمل الحزب، يظهر تنوع التكتيكات، مع اعتماده على الضربات المركّبة التي تجمع بين أنواع مختلفة من الأسلحة (صواريخ، مدفعية، مُسيّرات) لإرباك العدو وتحقيق أقصى ضرر. كما تركّزت العمليات على «الإصابات المؤكدة» وتدمير مبانٍ وتجهيزات عسكرية محددة، ما يعكس تطور القدرات الاستخباراتية ودقة الاستهداف. وبالإضافة إلى الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، اعتمد حزب الله على «الضربات الوقائية» لاستهداف تجمعات جنود ومواقع عسكرية في العمق، ما يُعقّد حسابات العدو ويُحد من حركته، إضافة إلى تنوّع الأسلحة المستخدمة (من الكاتيوشا إلى المُسيّرات الانتحارية وصواريخ «فلق»)، مع تسجيل دقة في الاستهداف بفضل فعالية الأسلحة المُستخدمة. كما يُظهر استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية وتجمعات جنود للعدو في العمق، قدرة حزب الله على جمع المعلومات الاستخباراتية بفعالية وتحليلها لضرب أهداف حسّاسة.

عكست العمليات قدرة حزب الله على جمع معلومات من مناطق جغرافية واسعة تشمل العمق الإسرائيلي حتى ميناء حيفا


على الصعيد الاستخباري، أظهر أداء حزب الله استهدافاً دقيقاً لمواقع عسكرية حساسة، ما يشير إلى وجود معلومات استخبارية دقيقة. كما عكست العمليات قدرة الحزب على جمع معلومات من مناطق جغرافية واسعة، تشمل العمق الإسرائيلي حتى ميناء حيفا، إضافة إلى نجاحها في اختراق الحدود الجوية وجمع معلومات عبر المُسيّرات، ما عكس أيضاً القدرة على تجاوز أنظمة المراقبة لدى العدو. واللافت أن بعض العمليات أظهرت قدرة حزب الله على التنبؤ بتحركات العدو واستهدافه بشكل استباقي، ما يُشير إلى تحليل دقيق للأنماط والسلوكيات الإسرائيلية.
وفي ما خصّ الأداء العملياتي، أظهرت العمليات تنسيقاً جيداً بين الوحدات العسكرية المختلفة (صواريخ، مدفعية، مُسيّرات)، ما يُشير إلى قيادة مركزية فعّالة وتواصل سلس، إضافة إلى سرعة ومرونة ظهرتا من خلال الرد بسرعة على الاعتداءات الإسرائيلية وتغيير التكتيكات وفقاً لتطورات الميدان. وإذا ما وُضعت هذه الميزات إلى جانب الاستخدام الفعّال للمُسيّرات الانقضاضية والاستطلاعية التي ساهمت في التطور الكبير في قدرات المقاومة لفعاليتها في إلحاق الضرر بالعدو وجمع المعلومات عنه، يكون التأثير النفسي لحزب الله مرتفعاً من خلال إشاعة الخوف والقلق في صفوف العدو ومستوطنيه، الأمر الذي ظهرَ جلياً في ردود أفعال الإسرائيليين على مختلف مستوياتهم بعد فشل نظام الدفاع الجوي في اعتراض مُسيّرات حزب الله، وظهور تصريحات متناقضة حول سير العمليات في الجبهة الشمالية، مروراً بإخلاء بعض المستوطنات الشمالية الإضافية مع تهديدات متكررة بالانتقام من حزب الله، وصولاً إلى السعي لإقناع المجتمع الدولي بالتدخل لوقف عمليات الحزب.

------------

جريدة صيدونيانيوز.نت

الأخبار : ماذا أعدّت المـقـ اومة لجيش العدوّ ومستوطنيه وحلفائه؟ | وقائع الجبهة الشمالية: كيف ينتشر العدو وكيف تلاحقه المقـ اومة؟

 

2024-06-24

دلالات: