الرئيسية / أخبار لبنان /صفقة حزب الله وداعش مخالفة لعقيدة التنظيم... فكيف تمّت؟

(الصورة عن النهار)

جريدة صيدونيانيوز.نت / صفقة حزب الله وداعش مخالفة لعقيدة التنظيم... فكيف تمّت؟

صفقة حزب الله وداعش مخالفة لعقيدة التنظيم... فكيف تمّت؟

 

أسرار شبارو المصدر: "النهار"

غموض كبير أحاط عملية التفاوض بين "حزب الله" و"داعش" في الجرود، التي أفضت إلى انسحاب أكثر من 600 مقاتل من عناصر التنظيم إلى البادية السورية مقابل تسليم جثامين شهداء الجيش وعدد من جثامين "حزب الله" والأسير أحمد معتوق، فيما الموقف العقائدي لـ"الدولة الإسلامية" يمنع منعاً باتاً التفاوض مع "الأعداء" والانسحاب من المعارك ومبادلة الأسرى.

خطوة "داعش" في الجرود تطرح علامات استفهام، منها كيف قبلت "الدولة الإسلامية" أن تفاوض "حزب الله" العدوّ الذي ينبغي أن يكون الأول لها؟ أم أنّ القيادة في الرقّة لم تكن ضمن الاتفاق؟ ولماذا لم تتبنّ قيادة التنظيم إلى هذه اللحظة العملية على مواقعها الإلكترونيّة؟

لا للاتفاقات

في عقيدة "الدولة الإسلامية" التي كتبها أبو يزيد المغربي نقلاً عن أبو بكر البغدادي نفسه، لا سيما الفصل الرابع عشر "كل جماعة أو شخص يعقد اتفاقية مع المحتل الغازي فإنها لا تلزمنا في شيء بل هي باطلة مردودة"، بحسب ما قاله مصدر علمائي لـ"النهار" قبل أن يشرح: "هذا الأمر تجسّد في كلّ معارك "داعش" سواء في العراق أو في سوريا، حيث إن التنظيم الأكثر شراسة في العالم لم يقبل أبداً الانسحاب من أي منطقة حتى لو كان فناء جميع عناصره محتوماً".

لا للانسحاب

وفي إحدى الرسائل التي أرسلتها القيادة في الرقّة إلى القائد الميداني أبو يحيى الشامي، ظهرت عقيدة "داعش" في عدم الانسحاب، بحسب المصدر، الذي نقل الرسالة حرفياً: "بعد حمد الله تعالى فإننا نذكركم بقول الله تعالى: (قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل) وقوله تعالى: (وكأيّن من نبيّ قاتل معه ربّيون كُثر فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحبّ الصابرين)"، ثم حثت القيادة حينها أبو يحيى الشامي بالتالي في ما نصّه "بلّغوا جميع إخواننا المحاصرين أننا لا نقبل بالانسحاب أبداً وأن يصبروا ولو بقي واحد منهم فقط، وأننا أهدرنا دم كل من ينسحب بغير إذن أي ليس لكم عندنا فيئة ما لم نأذن لكم وسنقتل كل من ينسحب أو يُحرِّض على الانسحاب ويعمل له، ونأمرك يا أبا يحيى أن تقتل كل من يحرض على الانسحاب أو يعمل له".

تحريم مبادلة الأسرى

اتفاق "حزب الله" مع "داعش" لم يخالف فقط الموقف العقائدي للتنظيم من الانسحاب والمفاوضات، بل كما قال المصدر: "ما يزيد الأمر غموضاً كيفية إبقاء التنظيم على أسير "حزب الله" حيّاً؟ وهو الذي في صلب عقيدته قتل من يخالفه الرأي فكيف بمن اعتقل أثناء معركة؟" وأضاف: "عقيدة "داعش" الخاصّة بالأسرى كانت سبباً في قتل الآلاف منهم، ولم يقبل التنظيم بمبدأ التفاوض أبداً، كما حصل مع الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أحرق على يد "داعش" بعد رفض مبادلته بمئات الأسرى من السجون الأردنية".

نصوص شرعية من القرآن وأحاديث من سنّة الرسول يعتمدها التنظيم في عقيدته تحول دون مبادلته الأسرى، منها كما قال المصدر، قول الله : (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وقول رسول الله: "جئتكم بالذَّبح" وأنّ التنظيم الإرهابي أصدر فتوى تبيح لمقاتلي التنظيم ذبح كل من يخالفهم، حيث نصّت الفتوى على أنّ: "الذبح فريضة إسلامية غائبة"، فلماذا لم تتم تصفية أسير "حزب الله" كما حصل مع جنود الجيش.

تبقى الأيام القادمة وحدها الكفيلة بكشف خفايا هذه العملية التي يقول العارفون انها تخالف الأسس العقائدية التي بنى عليها تنظيم "داعش" خلافته.

2017-08-31